خفايا واسرار التحركات الأخيرة..
تحليل: لماذا تأخر الحسم العسكري في شمال اليمن؟
شهران هما الفترة الزمنية المتبقية من ذكرى الانقلاب على الحكومة الشرعية في صنعاء “يناير 2015″، فيما لا تزال الحرب تدور رحاها في عدة جبهات وسط غارات جوية مكثفة تستهدف أهدافاً للحوثيين وقوات صالح والتنظيمات الجهادية، ومع استمرار الحرب تزداد معاناة الناس سوءاً، وسط تحرك دولي وأممي خجول حيال الأزمة والحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف أغلبهم مدنيون.
لم يكن التحالف العربي ليتدخل لوقف التمدد الإيراني في الجنوب، لولا الغزو الشمالي للجنوب ومحاولة اسقاطه لمصلحة إيران، فالعدوان على عدن لا تزال آثاره ظاهرة للعيان، جراء فشل حكومة الرئيس هادي في انتشال الأوضاع في الجنوب المحررة، وهو ما زاد من سخط الناس تجاه الحكومة التي تعترف أنها تحاصر الجنوب حتى لا يذهب نحو الاستقلال.
فالمسؤولون في الحكومة الشرعية يقولون إن على الجنوبيين التوقف عن المطالبة باستقلال بلادهم، وذلك حتى تتمكن الشرعية من العمل، وفقا لاعترافات وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي.
من على تلال جبلية ظهر الجنرال العسكري والقيادي الإخواني علي محسن الأحمر الذي يشغل منصب نائب الرئيس اليمني، مخاطباً أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه أخوه غير الشقيق علي عبدالله صالح، مؤكداً أن الخطأ الذي ارتكبوه بالتحالف مع الحوثيين يمكنهم التكفير عنه بالانضمام إلى الحكومة الشرعية، لكن المعاندة والمكابرة سوف تجعلهم يدفعون الثمن غالياً.
باتت القوات الحكومية على مشارف العاصمة اليمنية صنعاء، إثر التقدم العسكري المتواصل لها في بلدة نهم الواقعة شرق العاصمة اليمنية، فيما تصاعدت حدة الخلافات والاتهامات بين طرفي الانقلاب في صنعاء، الأمر الذي ربما يعجل بالحسم العسكري لمصلحة الشرعية وإنهاء الحرب التي فاقمت من معاناة اليمنيين جراء استمرار الانقلابيين في الرفض لكل التسويات السياسية.
وصعدت الشرعية وبدعم من التحالف العربي عملياتها العسكرية شرق صنعاء، وذلك لاستعادة العاصمة اليمنية من قبضة الانقلابيين الموالين لإيران.
وأعلنت مصادر عسكرية يمنية مقتل العشرات من عناصر المليشيات الانقلابية في معارك مع القوات الحكومية في شبوة وتعز والحدود بين تعز ولحج، فيما كشف الحوثيون عن علاقة المخلوع صالح (حليفهم) بتنظيم القاعدة الإرهابي.
طرق أبواب صنعاء
في صنعاء العاصمة اليمنية والمعقل الرئيس للانقلابيين، أعلنت مصادر في وزارة الدفاع اليمنية وهيئة الاركان العامة عن أن قوات الجيش تواصل التقدم شرق صنعاء وباتت على مشارف العاصمة اليمنية.
وتمكن الجيش الوطني في مديرية نهم شرق صنعاء من أسر 28 حوثياً بينهم قيادات ميدانية رفيعة، حيث أحُيلوا إلى التحقيق والاستجواب .
وافضت التحقيقات إلى أدلاء الأسرى بمعلومات مهمة مكنت طيران التحالف من ضرب مواقع مؤثرة للحوثيين وتسهيل تقدم الجيش في معارك مديرية نهم .
الحوثيون: صالح وراء الهجوم على السفارة الأمريكية
وتصاعدت حدة الخلافات بين اقطاب الصراع في صنعاء، ما قد يعجل بالحسم العسكري، حيث صعد الحوثيون من خطابهم واتهاماتهم للمخلوع صالح بتدبير الهجوم الإرهابي على السفارة الأمريكية في صنعاء ابان حكمه لليمن.
وكشف وزير حوثي في حكومة الانقلاب غير المعترف بها، عن الصلة التي تربط شريكهم الأساسي في الانقلاب الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، بتنظيم القاعدة الإرهابي، وكيف استخدم عناصره، ضمن ما أسماها “لعب بكل الأوراق”.
وقال حسن زيد (القيادي الحوثي ووزير الشباب والرياضة في حكومة الانقلاب): “كنت أنكر تماماً أي علاقة بين علي عبد الله صالح و(القاعدة)، إلى أن التقيت يوماً في دار الرئاسة به وعنده جمال النهدي الذي نفذ عملية فندق عدن، وكذلك طارق الفضلي”.
ولم يحدد زيد بدقة تاريخ اللقاء الذي جمعه بقيادات تنظيم القاعدة في دار الرئاسة أثناء حكم المخلوع صالح.
وأوضح في منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن صالح “استخدم (القاعدة) لإقلاق الأميركيين والأوروبيين وابتزازهم وحصل منهم على أموال لمحاربة (القاعدة) التي كان يغذيها، وقد اعترف بذلك، محملاً الأميركيين المسؤولية ولم يخجل في الاعتراف”، بحسب تعبيره.
وكشف زيد عن أن العملية الإرهابية التي نفذت ضد السفارة الأميركية في صنعاء، استخدم فيها المهاجمون معدات مكافحة الإرهاب، وهي المعدات التي قدمتها الولايات المتحدة الأميركية لليمن لمحاربة الإرهاب والقضاء على تنظيم (القاعدة).
واتهم المخلوع صالح بـ”اللعب بكل الأوراق واستخدامها، كما يستخدم الحوثيين في اليمن”، وفق تعبيره.
وأضاف “شيطن صالح الجميع في نظر الجميع ليظل مرجعاً للكل، وهذا ما يحاول عمله الآن في علاقته بأنصار الله (الحوثيين)، في الداخل تعامل مع الكل ضد الكل، واستخدم ولا يزال الجميع كأوراق في سبيل بقائه في السلطة أو الواجهة”.
خفايا وأسرار تحركات الأحمر الأخيرة في جبهات القتال
وكشفت مصادر وثيقة في مأرب عن خفايا التحركات العسكرية في جبهة نهم شرق صنعاء، حيث قالت مصادر إن تلك التحركات جاءت رداً على توجهات دولية بالدفع نحو تسوية سياسية تضع جماعة الحوثي الانقلابية كشريك في سلطة وحدة وطنية.
وأضافت “إن تأخر العمليات العسكرية في جبهة نهم أضعف الحكومة الشرعية ودفع بالكثير من الأطراف الإقليمية إلى مخاطبة الحكومة بضرورة تقديم تنازلات، ابرزها تشكيل حكومة وحدة وطنية بالتقاسم بين الحوثيين وصالح والحكومة الشرعية، وقد رحبت قيادات في حزب الإصلاح المصنف إرهابياً بتلك التنازلات”.
وأضاف “أن جماعة الإصلاح المتحكم الرئيس في الحكومة الشرعية والمسيطر على القوات العسكرية في مأرب، توصلت قبل اشهر إلى اتفاق وصفقة سياسية رعتها ايران وقطر، من بينها ان يتقاسم الطرفان النفوذ في شمال اليمن، حيث يسلم الحوثيون محافظة البيضاء وتعز وإب للإخوان مقابل ايقاف العمليات القتالية في جبهة نهم شرق صنعاء وان يبقى نفوذ الحوثيين في بلدة صرواح”.
وقد بدأ الحوثيون مرحلة تسليم محافظة البيضاء التي يرتكز عليها الإخوان في حربهم ضد خصومهم.
وكشفت وسائل إعلام عربية أن جماعة الحوثيين الانقلابية في اليمن تسعى لتسليم محافظة البيضاء لجماعة الإخوان الإرهابية الموالية لقطر.
وقال موقع 24 العربي، إن جماعة الحوثيين الانقلابية الموالية لإيران تسعى لتسليم محافظة البيضاء اليمنية لتنظيم جماعة الإخوان في اعقاب مشاورات طويلة بدأت قبل أشهر”.
وأفصح مصدر في مقاومة البيضاء عن أن الاتفاق يقضي بأن “تسلم البيضاء للإخوان لتكون موطئ قدم لهم وللتنظيمات الإرهابية التي تتعرض لحرب واسعة في الجنوب وغارات جوية للطيران الأمريكي في البيضاء”.
وأضاف “ما نخشاه اليوم هو ان تصبح البيضاء معسكرا كبيرا للتنظيمات الإرهابية التي يحتضنها الجميع الإخوان في اليمن وتمولها قطر.
وقالت مصادر سياسية “إن اتفاقاً حوثياً إخوانياً تم على أساس أن تسلم البيضاء للإخوان بموجب صفقة سياسية رعتها قطر وإيران وذلك في المقاطعة الخليجية والعربية للدوحة المتمردة على جيرانها”.
واعترف القيادي الإخواني عبدالوهاب الحميقاني – المدرج اسمه ضمن الشخصيات المتورطة في قضايا إرهابية – بأن الحوثيين بعثوا وساطات لتسليم محافظة البيضاء، وبرر الحميقاني ذلك بأن الحوثيين يسعون إلى تعزيز جبهة نهم شرق صنعاء.
ويمكن الربط بين التحركات في جبهة نهم والتحركات في جبهة تعز، حيث يسعى الإخوان هناك إلى السيطرة على المناطق المحررة في المدينة وطرد الجماعات السلفية من المدينة والتي يتزعمها أبو العباس المصنف ضمن الشخصيات الإرهابية.
ويحاول الإخوان في تعز إسقاط أكبر قدر ممكن من الأراضي والمناطق المحررة التي تخضع لسلطة أبي العباس والسيطرة عليها، في حين تقوم القوات العسكرية الأخرى بتحركات عسكرية بطيئة في جبهة نهم شرق صنعاء.
وأكد مصدر عسكري أن التحركات العسكرية لا يمكن لها أن تصل إلى صنعاء ابداً، هناك هوشلية في القتال والتحرك، وكأن هناك من يريد إرباك العمليات العسكرية.
ولفت إلى أن القوات العسكرية قادرة على الوصول إلى صنعاء في أقل من أسبوع.. موضحاً أن قوات الشرعية تمتلك غطاء جوياً من طيران التحالف العربي وهو ما يفقده الانقلابيون في صنعاء، ناهيك عن القوة البشرية الضخمة وكذا سلاح المدفعية طويلة المدى التي بإمكانها قصف المليشيات في ضواحي ووسط صنعاء بدقة عالية.
ترسانة أسلحة ضخمة
قدمت السعودية دعماً عسكرياً ومالياً كبيراً للقوات العسكرية التابعة للشرعية التي يشرف عليها نائب الرئيس اليمني الجنرال علي الأحمر.
وتفيد العديد من المصادر أن القوات التي في مأرب يتم إعدادها لمهمة عسكرية في الجنوب وليس لتحرير صنعاء، الأمر الذي يزيد من مخاوف حرب ثالثة ضد الجنوب.
وقالت مصادر عديدة إن القوات العسكرية في مأرب تمتلك ترسانة أسلحة ضخمة قدمتها السعودية لم يمتلكها الجيش اليمني من قبل، لكن ذلك لم يدفع تلك القوات إلى تحقيق انتصارات حقيقية على الأرض في مواجهة الانقلابيين.
ويتهم صحافيون وكتاب سعوديون قيادات الإخوان بالتواطؤ مع الانقلابيين بمدهم بالأسلحة والمعدات العسكرية، حيث تم الكشف عن وجود أسلحة قدمتها السعودية بحوزة الحوثيين، الأمر الذي عزز العلاقة الوطيدة بين جماعة الإخوان الموالية لقطر والحوثيين الموالين لإيران.
لماذا التقى بن سلمان قيادة الإصلاح وماذا قال لها؟
في الـ11 من نوفمبر ، التقى الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي برئيس حزب الاصلاح محمد اليدومي وعبدالوهاب الآنسي الأمين العام، وقد تحدثت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن اللقاء قبل أن تقوم بحذفه من موقعها الإلكتروني، وتوزع الحكومة السعودية تعميماً على الصحف بعدم تناول الخبر، غير أن مصادر في الحكومة اليمنية أكدت أن بن سلمان خير إخوان اليمن بين القتال إلى جانب الشرعية أو الذهاب نحو الحوثيين، وهو ما دفع اليدومي والآنسي إلى الموافقة (مؤقتة) على القتال في صفوف الحكومة الشرعية، في أعقاب دعوة القيادية الإخوانية المقربة من قطر توكل كرمان لمليشيات الاخوان بالانسحاب من جبهات الشرعية.. زاعمة أن الحوثيين يمتلكون القدرة على احتلال المدن السعودية، ودعت إلى دعمهم.
ودعا الصحافي الإخواني رداد السلامي اليمنيين إلى حمل السلاح والقتال إلى جانب الحوثيين لاسترداد مدن سعودية قال إنها يمنية وإن السعودية اغتصبتها بالقوة في إشارة إلى مدن (نجران وجيزان وعسير)، التي يقول الانقلابيون والإخوان إنها مدن يمنية وإن السعودية احتلتها بالقوة.
إخوان اليمن.. بين الولاء لقطر والسعودية
تسعى قطر وعبر بوابة اليمن – التي تلعب فيها الدوحة عن طريق الإخوان- إلى ضرب المملكة العربية السعودية وقلب نظامها رداً على المقاطعة والحصار الذي يقول نظام تميم إن جيرانه يفرضونه على بلاده.
فإخوان اليمن الذين حافظوا على شعرة معاوية مع الحوثيين، يقول كتاب سعوديون إنهم السبب وراء عرقلة الحسم العسكري في الشمال، قبل أن يستدعي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لرئيس الجماعة محمد اليدومي، وهو ما اعتبرته تقارير إخبارية بأن بن سلمان قد خير إخوان اليمن بين الوقوف مع الشرعية او الوقوف مع الانقلابيين، وهو ما يبدو ان إخوان اليمن وافقوا مكرهين على الوقوف (مؤقتا) إلى جانب الشرعية وتحريك جبهة نهم المتوقفة منذ نحو عامين، لكن هذا التحرك تفيد مصادر عسكرية “أنه ليس بالمستوى المطلوب، نظراً لما تمتلكه القوات التي يشرف عليها الجنرال الإخواني ونائب الرئيس علي محسن الأحمر، من ترسانة عسكرية ضخمة وقوة بشرية تفوق الـ150 ألف مقاتل يتوزعون بين مأرب والجوف وميدي، قادرون على محاصرة صنعاء وإسقاطها في أيام”.
وربما يكون هذا التحرك هو انحناء إخواني للعاصفة السعودية تجاه الإخوان الذين تتهمهم السعودية بالوقوف إلى جانب قطر الداعم الرئيس لهم، وباتوا المعرقل الرئيس لأي تقدم عسكري صوب صنعاء، وهو ما يعني ان هذا التحرك قد لا ينتهي بتحرير صنعاء، وانما خديعة جديدة للسعودية والتحالف العربي.
مخطط التقسيم الطائفي الجديد في شمال اليمن بين الإخوان والحوثيين
يسعى الحوثيون والإخوان بتنسيق (قطري إيراني) إلى تقسيم شمال اليمن على أساس طائفي (أن يسيطر الحوثيون على المحافظات الزيدية)، فيما تسلم محافظات (مأرب والبيضاء وتعز وإب) للإخوان، وتبقى الحديدة عاصمة نفوذ للطرفين.
فقد كشفت صحيفة (اليوم الثامن) يوم الـ28 من سبتمبر (أيلول) الماضي عن صفقة جديدة بين الإخوان والحوثيين في الحديدة.
وقالت الصحيفة “إن قطر وإيران تسعيان إلى تقاسم النفوذ في العديد من المدن اليمنية المحتلة من الانقلابيين، وأبرزها ميناء الحديدة وساحل ميدي، ضمن صفقة التقارب المعلن عنها قبيل المقاطعة العربية والخليجية للدوحة.
وتوصف تصرفات الإخوان بأنها اشبه بالابتزاز، فيما يؤكد مقربون من الجماعة انهم قد ذهبوا بالفعل ناحية التحالف مع الحوثيين في مواجهة السعودية التي تقود المقاطعة ضد قطر، ولكن ربما الإخوان يسعون فقط لتجنب ضربة محتملة قد توجهها السعودية ضدهم في اليمن، خاصة في اعقاب التصعيد الإعلامي لصقور الإخوان في تركيا ضد السعودية.
كيف أصبحت سيئون الشريان الأبرز للانقلابيين؟
وكشفت العديد من المصادر أن جماعة الإخوان على تنسيق تام مع جماعة الحوثي الانقلابية، حيث تزودهم بالمشتقات النفطية والغاز وكذا بالأسلحة التي يتم بيعها لهم عبر تجار أسلحة إخوان، لكن ما تم الكشف عنه مؤخراً هو التنسيق الذي يتم من خلاله تنقل قيادات الإخوان بين سلطنة عمان وصنعاء.
فقد كشف مصدر عسكري مسؤول في سيئون بحضرموت “أن جماعة الحوثيين تقوم بنقل جرحاها عبر مأرب وسيئون وصولا إلى سلطنة عمان”، حيث تسيطر قوات موالية للإخوان على وادي حضرموت وهو ما سهل عملية تأمين نقل الجرحى وكذا القيادات الحوثية التي تتنقل بين صنعاء وإيران عبر مطارات سلطنة عمان.
وترفض قوات موالية للجنرال الإخواني علي محسن الأحمر ان تخلي مواقعها في سيئون لقوات النخبة، حيت تسعى قوات النخبة إلى تأمين الشرق الجنوبي والحدود مع سلطنة عمان لإيقاف عملية التهريب للأسلحة للانقلابيين.
لماذا تأخر الحسم العسكري في شمال اليمن؟
لا توجد أي أعذار لتأخر الحسم العسكري في شمال اليمن، فكل مقومات الحسم موجودة، “ترسانة أسلحة ضخمة وقوات تفوق الـ200 الف مقاتل وغطاء جوي من طيران التحالف العربي، ودعم دولي وإقليمي يؤكد على ضرورة استعادة صنعاء ودحر التمدد الإيراني، خاصة في ظل رفض الانقلابيين جميع مساعي التسوية السياسية.
إذن.. المشكلة تمكن في عدم جدية القتال، فحلفاء السعودية هم أدوات قطر التي تقود الرياض مقاطعتها، وهو ما صعب الحل العسكري والسياسي معاً.
حلفاء الرياض في شمال اليمن، هم ذاتهم حلفاء قطر بل ان الأخيرة تعد المالك الرئيس لهم وهي من بيدها (الريموت كونترول)، وقد بدأت فعليا منذ إعلان مقاطعتها من قبل دول عربية وخليجية من بينها السعودية، في دعم التقارب بين الحوثيين والإخوان، ضمن مساعي ضرب السعودية.
وصعد الإعلام الإخواني من هجومه على السعودية والإمارات على الرغم من ان الأولى تحتضن أبرز قيادات الإخوان وتقدم لهم دعماً مالياً متواصلاً.
إن الحل أمام السعودية هو البحث عن حلفاء حقيقيين في شمال اليمن، وتقوية الجبهة الجنوبية التي نجحت في طرد الحوثيين، ومساندة الإمارات في الحرب التي تخوضها ضد الجماعات المسلحة التي تقول قوات الحزام الأمني إنها تابعة لقطر.
إن الحرب التي شنها الحوثيون وقوات صالح على عدن، وقبلها الحرب التي شنها تحالف صالح والإخوان قد تركت أثراً في نفوس الناس في الجنوب وأصبحت الغالبية من السكان ترفض أي شكل من أشكال الوحدة مع الشمال، فوجود دولة أو على الأقل إقليم مستقل عن صنعاء، مهمة ضرورية ووحيدة لبناء قاعدة قوية وصلبة يستطاع البناء عليها لمواجهة الحرب الطويلة مع ايران وحليفتها الجديدة القديمة قطر، اللتين دخلتا في معركة علنية ضد السعودية والتحالف العربي.