استمرار نزعة الانتقام الحوثية..
أي مستقبل للصراع في اليمن بعد مقتل صالح؟
نشر مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية تحليلا عن مستقبل الصراع في اليمن بعد اعدام الحوثيين للرئيس اليمني علي عبدالله صالح.
وقال المركز "لا تزال حادثة مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح على يد المتمردين الحوثيين المدعومين من طهران تثير المزيد من ردود الأفعال والتكهنات حول مستقبل اليمن، في الوقت الذي تزداد فيه المخاوف من تدهور الأوضاع الإنسانية.
ففي الوقت الذي يتباهى فيه الحوثيون وحلفاؤهم الإيرانيين بتصفية الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح عقب إعلانه فك الارتباط معهم وتغليب مصلحة اليمن بإعلان الانفتاح على قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، انتقد المجتمع الدولي تلك العملية باعتبارها تزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية، وتعرقل إمكانية التوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وهو ما صرح به المندوب الدائم لليمن لدى الأمم المتحدة، خالد اليماني عندما قال في كلمة له خلال الاجتماع رفيع المستوى للمانحين والخاص بدعم صندوق الأمم المتحدة المركزي، إن ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران تتحمل المسؤولية الكاملة بدفع الأمم المتحدة إلى إجلاء موظفيها من اليمن بعد الأحداث الدامية الأخيرة التي شهدتها صنعاء، ما يؤثر بدوره على الأنشطة الإغاثية والإنسانية التي يحتاجها الشعب اليمني في أكثر أوقاته صعوبة، حيث تزداد الاحتياجات الغذائية وترتفع معدلات سوء التغذية، وتعجز المستشفيات عن تلبية أبسط الاحتياجات، ويعاني الموظفون في مناطق سيطرة الانقلابيين من الإفقار الشديد بسبب عدم تسلم رواتبهم لأكثر من عشرة أشهر.
تشخيص المسؤول الدبلوماسي اليمني للوضع الراهن في اليمن، كشف عن صورة حقيقية لما يعانيه اليمن، خاصة مدينة صنعاء العاصمة التي يتخذ منها الحوثيون مركزاً لعملياتهم السياسية والعسكرية ضد رافضي الانقلاب، ولعل أكثر الأعمال الإجرامية التي يمارسها هؤلاء قد وصلت ذروتها مع إقدامهم على ارتكاب مجازر متوالية بحق قيادات وكوادر حزب المؤتمر الشعبي العام بعد اغتيالهم الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
الولايات المتحدة الأمريكية بدورها نددت بقمع ميليشيات الحوثي للمعارضين السياسيين في اليمن، عقب قتلها الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وحثت في بيان صادر عن البيت الأبيض على ضرورة الدخول في مفاوضات سياسية كسبيل وحيد لإنهاء الصراع اليمني، والتخلي عن نفوذ الميليشيات المدعومة من إيران.
الدعوات الجديدة التي وجهها المجتمع الدولي للمتمردين الحوثيين جاءت بعد أن أثبتت كل الدلائل والمعطيات تحملهم المسؤولية كاملة لما يعيشه اليمن اليوم من اضطراب أمني وتدهور في أوضاع السكان الأبرياء، ما بات ينذر بكارثة غير مسبوقة في تاريخ المنطقة بعد أن أدخلوها مرحلة التصفيات المباشرة للشخصيات السياسية المحلية. بل إن مقتل علي عبدالله صالح بات يفتح المجال لأكثر من سيناريو، أقله الدخول في أتون مواجهات أكثر ضراوة بين أنصاره والميليشيات الحوثية وذلك بموازاة الجبهات المشتعلة بين قوات الشرعية والمقاومة المحلية من جهة، والحوثيين وداعميهم الإيرانيين من جهة ثانية.
وإذا كان من المبكر بحسب المراقبين التنبؤ بشكل دقيق بالمسار المستقبلي الذي سيسلكه مسار الحرب الدائرة حالياً في اليمن، فإن المعطيات تشير إلى اصطفاف أنصار صالح إلى جانب قوات التحالف العربي وفاءً للنهج الذي تبناه قبيل وفاته بقليل، وبالتالي يرجح أن تدخل في مواجهة مباشرة مع الحوثيين انتقاماً لمقتل علي عبدالله صالح من جهة، وخوفاً من تعرض أبرز قياداتها لنفس مصير صالح من جهة أخرى، ذلك أن الحوثيين قوم لا أمان لهم ولا يتورعون عن تصفية من يشكون في ولائه، بل إن روح الانتقام التي لاتزال كامنة لدى معظم قادة الحوثيين من علي عبدالله صالح جراء الحروب الست التي خاضها ضدهم على مدى العقود الماضية (من 2004 إلى 2010) كفيلة بجعلهم يواصلون نفس الأسلوب العدائي ضد أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام.
كما أن متابعين يرون في تصريح نجل علي عبدالله صالح قبل أيام مؤشراً قوياً على قيام أنصار الأخير بثورة عسكرية قوية ضد الحوثيين داخل صنعاء. وكل ذلك يبرهن أن فرص الحل السياسي باتت ضئيلة جداً.