قادته اعتبروا مقتل صالح "فرصة"..

إخوان اليمن.. موقف مرتبك أم انقسام

الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح

علي محمد (صنعاء)

وجد التجمع اليمني للإصلاح، الفرع اليمني للإخوان المسلمين، نفسه في موقف صعب للغاية، بعد مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، على أيدي الميليشيات الحوثية، فعدو الأمس والفاعل الرئيس في الانقلاب على السلطات الشرعية، تحوّل إلى مشروع حليف للإصلاح في مواجهة الميليشيات، قبل أن تفتك به بعد ثلاثة أيام فقط من إعلانه الانتفاضة ضدها في صنعاء.

هذه التحولات المفاجئة أربكت تجمع الإصلاح، وجعلته يعجز عن اتخاذ موقف واضح تجاه مقتل صالح، وحزبه المؤتمر الشعبي العام. وبالرغم من استنكار البيان الصادر عن التجمع للطريقة التي قتل بها "الرئيس السابق" حسب وصف البيان، والتي اعتبرها "منافية لأخلاق وأعراف اليمنيين"، إلا أن البيان لم يتضمن إدانة واضحة لمقتله، كما لم يقدم التعزية لأسرته، ولم يعتبره شهيداً، كما فعل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ونائبه علي محسن الأحمر.    

تجمع الإصلاح عبر عن إدانته واستنكاره "للانتهاكات التي تقوم بها ميليشيات الحوثي بحق المواطنين وخاصة قيادات وقواعد المؤتمر الشعبي العام"، وقال إن علاقته بحزب المؤتمر قائمة على "الشراكة المحكومة بثوابت الدفاع عن الجمهورية، والوحدة والديمقراطية، وبناء الدولة الاتحادية القائمة على العدالة والمساواة، ومحاربة الإرهاب، واحترام حقوق الإنسان، والدفاع عن الشرعية، واستعادة الدولة والدعوة إلى السلام، وفق المرجعيات الثلاث المجمع عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً".

ودعا إلى "ضرورة تلاحم كل القوى الوطنية تحت مظلة الشرعية المسنودة بالتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، لمواجهة المشروع الإقصائي الذي تحمله ميليشيات الحوثي، والذي لا يمكن التعايش معه باعتباره قائم على السلالية وتقسيم الناس على أسس طبقية، تتنافى مع مبدأ المواطنة المتساوية"، مشيراً إلى أهمية "الوقوف في وجه المشروع الذي يحاول انتزاع اليمن من محيطه العربي وتسليمه لأوهام وأطماع الولي الفقيه الفارسي".

مراقبون يرون أن بيان الإصلاح لم يتجاوز خلافات الماضي مع الرئيس السابق، وحزب المؤتمر الشعبي العام، وقالوا لـ"درج" إن البيان وضع المؤتمر وصالح والحوثيين في خانة واحدة، عندما أشار إلى الحرب الدائرة في اليمن، التي شنها الانقلابيون منذ ثلاث سنوات، ولم تكن خيار القوى الوطنية، ولا خيار الشرعية ولا التحالف العربي"، ما أوقع الإصلاح في تناقض صارخ، عجز عن إخفائه في البيان، وفي المواقف الأخرى التي تعبر عنه، حسب وصف المراقبين.

ويعتقد المراقبون أن الموقف الأخير لحزب الإصلاح "لم يكن بمستوى المرحلة الراهنة، ولا بمستوى تطلعات اليمنيين، الذين كانوا ينتظرون منه موقفاً أكثر وضوحاً، فيما يتعلق بالتصالح مع حزب المؤتمر الشعبي العام وقياداته، وتجاوز خلافات الماضي، لأن من مصلحة اليمن وكل الأطراف التكتل في مواجهة الميليشيات الحوثية، والمشروع الإيراني في اليمن، حيث بات لكل اليمنيين عدو واحد يجب مواجهته".

وبالرغم من أن موقف الإصلاح لم يكن بالمستوى المطلوب، إلا أنه أيضاً لم ينسجم مع مواقف الكثير من سياسييه وناشطيه، الذين بدت على مواقفهم حالة من الشماتة والرضا بمقتل صالح وما يتعرض له قيادات ونشطاء حزب المؤتمر، وبخاصة السياسيين والنشطاء المتواجدين في تركيا أو الموالين لدولة قطر، حيث اعتبرت الناشطة الحاصلة على جائزة نوبل توكل كرمان، أن مقتل صالح يوفر فرصة للسلام مع الحوثيين، وهو ما يثير العديد من علامات الاستفهام، حول قدرة الإصلاح على ضبط مواقف قياداته وناشطيه، لتنسجم مع مواقف الحزب المستقبلية.    

وفي حديث لـ"درج" أكد قيادي في التجمع اليمني للإصلاح طلب عدم الإفصاح عن اسمه، أن ما مرّ به "الإصلاح وقياداته وقواعده، على أيدي تحالف الانقلابيين>الحوثي وصالح) على مدى ثلاث سنوات لم يكن بالأمر الهين، ما جعله يتحفظ بعض الشيء في مواقفه الأخيرة، وخصوصاً من الرئيس السابق علي صالح الذي قتل على أيدي الميليشيات، وحزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتعرض اليوم للكثير من الظلم، والذي سبق لحزب الإصلاح التعرض له على يد الميليشيات الحوثية".

وقال القيادي نفسه، إن هذا التحفظ "يراعي مشاعر قيادات وقواعد الحزب التي تعرضت للقتل والتنكيل على أيدي تحالف الانقلاب، كما أن الآلاف من قيادات وقواعد الحزب ما يزالون معتقلين حتى اللحظة، ويصعب تجاوزهم بشكل كامل وعدم مراعاة ما يتعرضون له منذ ثلاث سنوات مضت، مع كل ذلك فحزب الإصلاح يمد يده لحزب المؤتمر ويأمل تجاوز صراعات الماضي وخلافاته، لأنه يدرك أن مواجهة الميليشيات بحاجة إلى تكاتف كل القوى السياسية التي يجب أن تتحد لمواجهة المشروع السلالي".

ويرى القيادي الإصلاحي أن حزبه يواجه الميليشيات في مختلف الجبهات منذ ثلاث سنوات، وأنه عانى كثيراً من تحالف حزب المؤتمر مع الحوثيين، ومع ذلك لا يتمنى لقيادات المؤتمر وناشطيه أن يتعرضوا لما تعرض له حزب الإصلاح، داعياً جميع القيادات المؤتمرية للالتفاف حول المشروع الوطني الجامع الذي تمثله السلطات الشرعية، بهدف استعادة الدولة اليمنية المختطفة من قبل الميليشيات المدعومة إيرانياً، وعدم الانجرار خلف الدعوات التي تهدف إلى تفتيت المؤتمر، وتقسيمه إلى فصائل متعددة.

انقسام

وأظهرت التطورات الاخيرة في صنعاء انقساما داخل حزب الاصلاح اخوان اليمن، بين فصيل احدهما ممول من قطر والاخر من السعودية.

وقالت وسائل إعلام يمنية "ان هناك انقساما واضحا داخل حزب الاصلاح بين فصيلين، حيث أخذت تمول قطر فصيلها بالاموال والدعم المخصص للقيادات ووسائل اعلامية اخوانية تهاجم التحالف العربي.

ولم تستبعد المصادر ان يكون هذا الانقسام متفق عليه بين قيادات الاصلاح في السعودية والاخرى في تركيا وقطر من اجل لعب ادوار.

وكانت تحدثت مصادر ان قطر ضخت قبل ايام مبالغ رواتب شهر ديسمبر لفصيلها داخل حزب الاصلاح، والتي تشمل رواتب قيادات اخوانية واعلاميين ونشطاء مجتمع مدني، والذي يقف ضد السعودية والتحالف منذ ازمة قطر ومقاطعتها من الدول الاربع.