مفاجئة آل مرعي ومؤشرات حرب جديدة في الجنوب..
هل تسعى السعودية لتسليم عدن لإخوان اليمن؟
عبر مسؤولون حكوميون في عدن عن قلقهم حيال التحشيد العسكري والسياسي من قبل بعض القوى اليمنية المناهضة للجنوبيين وحقهم في تقرير مصير بلادهم، وذلك في اعقاب التغييرات التي طرأت مؤخرا على حكومة أحمد عبيد بن دغر، وهي التغييرات التي يقول جنوبيون إنها أنهت الشراكة بينهم وبين حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي المعترف به دولياً.
وقال مسؤول في الحكم المحلي بالعاصمة الجنوبية عدن لـ(اليوم الثامن) "نشعر بحالة من القلق على ما يدور خلف الكواليس في عدن، هناك تحريض وحشد أمني وعسكري وكأننا مقبلون على حرب ضد عدو خارجي، هناك اطراف تهدد باللجوء إلى السلاح لفرض مشاريعها ونحن نحذر من هذا الأمر".
المحرر طلب توضيحا أكثر، لكن المصدر المسؤول أكتفى بالقول "نطالب الاطراف الجنوبية في عدن الجلوس على طاولة واحدة والتوافق، وعدم الانجرار وراء الحسابات السياسية الضيقة التي هدفها ضرب الجنوب وقضيته إلى الأبد".
مفاجئة آل معرعي
الخبير العسكري إبراهيم آل مرعي كان قد بشر في أواخر نوفمبر من العام المنصرم بمفاجئة وصفها بالسارة لأهالي الجنوب وعدن تحديدا.
وقال آل مرعي في تغريدة على تويتر حينها "بتوجيه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، جهود جبارة تبذل خلف الكواليس وبعيداً عن الاعلام من قبل سيدي سمو ولي العهد وأشقاءه في التحالف لكي تعود عدن مزدهرة آمنة ومستقرة"؛ دون ان يكشف عن تلك المفاجئة التي لم تأت بعد.
الحشد صوب الجنوب
مساء الجمعة كشف وسائل إعلام جنوبية تمكن حزب الإصلاح اليمني –جناح الإخوان الموالي لقطري في اليمن- من السيطرة على مكتب محافظ الضالع الجنوبية، في خطوة تقول مصادر جنوبية إنها تؤكد مساعي الإخوان في التمدد نحو الجنوب واسقاط عدن.
وأكدت مصادر حكومية وعسكرية الانباء التي تحدثت عن مؤشرات عن حرب جديدة تحضر لها اطراف يمنية محسوبة على نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي هدفها السيطرة على عدن بقوة السلاح.
وقال مسؤول حكومي سابق لـ(اليوم الثامن) "إن السعودية تدعم سيطرة الإخوان على عدن، وقد قدمت دعما ماليا ضخما لبن دغر لتسيير عمل الحكومة، وان الهدف هو اخضاع عدن لسيطرة الإخوان وإقصاء الاطراف الجنوبية التي تطالب بالاستقلال".
ولفت مصدر أخر إلى أن مسؤولا إخوانيا يتواجد في صنعاء نسق مع الحوثيين على اسقاط عدن بيد الإخوان، حيث تكون الخطة ان يشن الحوثيون هجوما واسعا على الجنوب فتتدخل القوات العسكرية في مأرب بدعوى الدفاع عن عدن ومن ثم السيطرة عليها عسكريا إلى الأبد".
مصدر في الرئاسة اليمنية اعترف بالتسريبات التي تحدثت عن رفض نائب الرئيس اليمني لقرار كان هادي يعتزم اصداره بتعيين علي هيثم الغريب محافظا لعدن.
وقال المصدر "إن الأحمر طلب تعيين قائد عسكري إخواني موالي في منصب محافظ عدن".. مدعيا ان السعودية تدعم مرشح الأحمر ولا تدعم تعيين الغريب المحسوب على الحراك الجنوبي".
الناشط محمد مظفر العولقي، قال إن الأحمر قد يقبل بتعيين علي هيثم الغريب محافظا لعدن مقابل ان يكون محافظ شبوة النفطية من الإخوان.
ولفت العولقي إلى أن الأحمر لا تهمه السيطرة على عدن أكثر من شبوة فهو يرى ان شبوة النفطية أهم عنده من العاصمة عدن.
وقال مصدر في السلطة المحلية بعدن أتصلت به (اليوم الثامن) للتعليق حول انباء رفض الأحمر تعيين محافظا لعدن بديلا عن المفلحي الذي قدم استقالته "إن الأحمر يمارس ضغوطا على هادي بتعيين موال له في أعلى هرم السلطة المحلية بعدن".. مؤكدا ان قائدا عسكريا هو المرشح الأبرز لقيادة السلطة المحلية بقرار من الجنرال الأحمر".
وذكر المصدر ان محافظة لحج سلمت إلى الأحمر بعد تعيين محافظ جديد من الموالين لنائب الرئيس اليمني.
تقارب اصلاحي حوثي ومؤشرات حرب قادمة في الجنوب
قالت مصادر يمنية مطلعة أن محاولات حثيثة لحزب التجمع اليمني للاصلاح تبذل لتسهيل دخول الجيش المرابط في مأرب إلى عدن والمناطق المحررة تحت ذريعة الدفاع عن المناطق المحررة من محاولات دخول الحوثيين الى عدن .
وقال المصدر نفسه أن خلافا حادا نشب بين الرئيس هادي ونائبه قبل يومين على خلفية تحويل مهام الجيش الوطني في مأرب إلى المناطق تحت ذريعة صد الحوثيين الراغبين في العودة إلى عدن بقوة السلاح في حين أبرم الاصلاح اتفاقات مع الحوثين تتمثل في اقتراب الحوثيين من الجنوب دون دخولها ودخول قوات مأرب المحسوبة على الإخوان إلى عدن والسيطرة على المعسكرات الجنوبية وبسط نفوذ تلك القوات تحت ذريعة صد الحوثيين.
وقالت المصادر أن هادي رفض تحويل مهام الجيش في مارب إلى أعمال قتالية في الجنوب لان مهاما قتالية لم تنفذ في تلك الجبهات خلال السنوات الماضية .
وأكدت المصادر أن الرياض تقف مع نائب الرئيس هادي الذي نجح مؤخرا في التخطيط لمقتل صالح ويسعى لإخراج المجلس الجنوبي الإنتقالي من أي تسوية سياسية قادم بالاضافة الى تعزيز بناء القدرات العسكرية لحزب الاصلاح الاخواني استعدادا لعودته الى الساحة السياسية في صنعاء في ظل شراكة متوقعه مع زعيم الحوثيين .
وقالت ذات المصادر ان حربا ربما تشن في الجنوب في ظل هذه المتغيرات والتقارب الاصلاحي الحوثي وحالة الاحباط لدى هادي الذي اصبح متيقنا ان دوره شارف على الانتهاء وان الرياض تقترب من نائبه المعين بقرار من الرياض .
وكان قيادي عسكري في اللواء الأول مشاة ومقره جبل حديد قد بعث برسالة اليوم الى جميع الألوية العسكرية عدن بعدم الاحتراب بينهم تحت اي مبرر وعذر .
وقال فضل معبد وهو ركن التوجية المعنوي في اللواء الأول مشاه في رسالة جاء فيها :الاخوة قيادات وضابط وجنود الوية الحماية الرئاسية والالوية والاحزمة والكتائب العسكرية والمقاومة في عدن اننا نناشدكم كأخوة في الدين والوطن والهم والقضية والمصير ان لا تنساقوا وراء اي امر او توجيه او اشارة للدخول في صراع مسلح مع اي لواء او وحدة عسكرية جنوبية اخرى مهما كان المبرر .
وبحسب القيادي العسكري فضل فإن الحرب تحت مظلة الدين والمذهب لا تمنح اي مبرر شرعي او وطني او حق نراه عند اي طرف يستحق الدخول في مثل هذه الحرب.
ومن المعروف ان اللواء علي محسن نائب الرئيس اليمني الحالي يعتبر من اهم قيادات حزب الاصلاح الاخواني في اليمن وهو من يقود ما يسمى بالجيش الوطني والذي فشل في تحقيق اي تقدم عسكري نحو صنعاء خلال ثلاث سنوات مرت من الحرب.