وزير الخارجية (المخلافي)  مواقف عدائية للخليج..  

 تقرير: "الانتقالي الجنوبي".. المشروع العربي خط أحمر

رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر

خاص (عدن)

خطة قطرية قدمت للإخوان لإسقاط عدن بيد الموالين للدوحة، نشر قوات إخوانية في مدن وبلدات جنوبية، ثم تعيين وزراء في حكومة بن دغر لتبدأ ساعة الصفر التي حددتها الدوحة لحلفائها، لكن ما الذي حصل.. لقد انقلب السحر على الساحر وافشلت مخططات قطر وبات الجنوب رقما صعبا في المشهد السياسي، وفوق هذا اعادة تصويب العملية السياسية في اليمن على النحو الذي يخدم المشروع العربي الذي يعد خطا أحمر.

من هنا البداية

منذ أشهر بات وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي في مهمات مكوكية خارجية وذلك لبحث دعم تسوية سياسية مع الحوثيين تبقى على شركاء إيران كحليف استراتيجي في المستقبل، وهو ما لم يعجب الرئيس هادي واعضاء في الحكومة، غير ان بن دغر ووفقا لمصادر عديدة دعم هذه التحركات، وهو على ما يبدو انه قد تحصل على دعم حوثي وإيراني وقطري ليكون الرئيس القادم خلفا لهادي، غير ان المقاومة الجنوبية كانت لها كلمة الفصل في ذلك لتضع بن دغر في خانة رئيس وزراء سابق مطالب للمحاكمة جراء تورطه في نهب المال العام وارسال أموال إلى الحوثيين في صنعاء.

انتصار يناير..

لم يكن الأحد الماضي الـ28 من يناير يوما عاديا في تاريخ الجنوب، بل كان يوما مشهودا أسس لـ30 من يناير الذي اكد فيه الجنوب قدرته على التصدي لكل مشاريع الاحتلال اليمني في صنعاء، ففي ذلك اليوم فجرت حكومة بن دغر صراعا في عدن الهدف منه السيطرة على عدن واخضاعها لقوات الحرس الرئاسي الموالية لتنظيم الإخوان الإرهابي، الا ان قوات الشرطة والحزام الأمني كان لهم رأيا أخر في قلب المعادلات العسكرية وهزيمة الحوثيين.

فعلى غرار الانتفاضة الشعبية ضد مليشيات العدوان الحوثية العفاشية، انتفض شعب الجنوب من المهرة شرقا إلى باب المندب غربا للدفاع عن سيادة الوطن واحباط محاولات الاستعمار الجديدة التي تنفذها اطراف في حكومة بن دغر، ليؤكد الشعب ان القرار الأول والأخير له وان لا وصي على الجنوب بعد تلك الانهار من الدماء الزكية التي قدمت في سبيل الانعتاق من ابشع احتلال عربته المعمورة.

في عدن التقى الجنوبيون مرة أخرى استجابة لدعوة الانتفاضة التي دعت لها قيادة المقاومة الجنوبية ورئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، في حشد جماهيري أكد على مدى تمسك الجنوبيين بحقهم في السيادة على أرضهم، غير ان قوات التابعة لبن دغر اعترضتهم واعتدت عليهم بالرصاص في محاولة لإفشال تظاهرة جنوبية مناوئة لبن دغر.

وقد سبق اعمال القمع تلك اصدار وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري بيانا هدد بقمع اي تظاهرة للجنوبيين في عدن، وهو  ما لم يكن في الحسبان حيث افشلت القوات الجنوبية مخططا قطريا إيرانيا يقضي بتسليم عدن لقطر عن طريق جماعة الإخوان.

في خور مكسر وساحة عروض قوات جيش الجنوب، هتف الجنوبيون بشعارات الثورة والجنوب وتوعدوا بالمضي في الخيارات الوطنية واحباط محاولات الاعداء الرامية للسيطرة على عدن.

في ساحة العروض بخور مكسر، تعاهد الجنوبيون بالسير على درب الشهداء، والمضي في خيارات القيادة وممثل الشعب المجلس الانتقالي الجنوبي، فيما كانت القوات الجنوبية تضع تفرض حصارا محكما على قصر معاشيق معلنة افشال المخطط الخبيث.

اجتمع الجنوبيون مرة أخرى ليقدوا رسالة جنوبية واحدة، ويخرسوا الاصوات التي زعمت ان تصعيد المجلس الانتقالي الجنوبي هدفه دفع البلاد نحو اقتتال جنوبي جنوبي، على ما كانت تخطط له عصابات المحتل اليمني.

 

"الانتقالي الجنوبي" يحبط مخططاً إخوانيا قطريا ويقطع الطريق على تحالفات صنعاء

أحبط الجنوبيون مخططات قوى الاحتلال اليمني والتي تمثله حكومة أحمد عبيد بن دغر المتورطة في قضايا فساد كبيرة، من ابرزها نهب موارد عدن وارسالها إلى صنعاء للحوثيين.

فقد كشفت مصادر وثيقة لـ(اليوم الثامن) عن تورط مسؤولين في حكومة بن دغر بتوصيل الأموال المرسلة من ايران وقطر للحوثيين"، مستغلين عملية تنقلهم بين الدول العربية والخليجية والعالم.

وكشفت مصادر جنوبية عن ان بن دغر حصل على ضوء أخضر من الحوثيين بدعم ترشيحه لرئاسة اليمن خلفا

كشف مصادر يمنية دبلوماسية في الخارج عن مساعي يقوم بها مسؤولون في الحكومة الشرعية للإطاحة بالرئيس هادي وإنهاء الحرب في اليمن بتنسيق قطري إيراني، وذلك في اعقاب الحديث عن خيارات بديلة للتحالف العربي في الدخول بحرب حقيقية مع الحوثيين.

وقالت مصادر دبلوماسية "إن مسؤولا حكوميا زار قطر عن طريق مطار القاهرة في مصر منتصف ديسمبر من العام المنصرم والتقى بمسؤولين قطريين أكدوا دعمهم لأحمد عبيد بن دغر في خلافة الرئيس هادي، على أن يكون الأحمر نائبا للرئيس".

وقال المصدر "إن ما يحدث الآن في عدن من تدابير رئيس الحكومة بن داغر وبتنسيق مع علي محسن الاحمر اللذان خططا للانقلاب على هادي منذ وقت مبكر وتحديدا عقب مقتل علي صالح".

واكدت المصادر "أن اخفاقات الحكومة في عدن لان يرون بان الوقت مناسب لكي يحكموا بلا رقيب، وفيما يتعلق بإخفاقات رئيس الحكومة بن داغر في تنفيد العمل الخدماتية والاقتصادية وانهيار العملة، كان عملا متعمد ومنظما لكي يثور الشعب ضد الرئيس هادي وهما من لعبا دورا قوي اعن طريق مدير مكتبه عبدالله العليمي على تشويش العلاقات هادي بالتحالف وأبرزه دولة الإمارات".

  وقال المصدر  "إن الشرعية ما تزال على اتصال مع قطر هناك لقاءات في الخارج  بشكل سري تجري بين مجموعة تخدع الامارات بانهم مقتنعون بان هادي لا يصلح ولكن في الحقيقة هم ينفذون اجندة علي محسن الاحمر الرامية إلى الاطاحة بالرئيس هادي والدخول في تسوية سياسية مع الحوثيين والحفاظ على الهيمنة الزيدية على كل اليمن".

ولفتت المصادر إلى أن بن داغر نجح في وضع هادي في الفخ مع الشعب في الجنوب، من خلال قيامه بتجريف العملة اليمنية، من أجل ان يكون خلفا له، بن داغر رئيسا بدل هادي علي محسن الاحمر نائبا بينما هو الرئيس الفعلي والفريق مقدشي وزير الدفاع، وعلي صالح الاحمر أخ غير شقيق للرئيس السابق صالح رئيس الأركان، بعد انضمامه إلى الشرعية".

وحصلت الصحيفة على معلومات تؤكد قيام المخابرات القطرية بتقدم خطة بأسم احزاب يمنية للسيطرة على عدن واسقاطها بيد الموالين للإخوان.

وتضمن الوثائق التي حصلت عليها الصحيفة خطة أمنية لسيطرة على عدن واخضاعها لحكم الإخوان دون منازع في مدة اقصاها نهاية العام 2018م، وهو ما يؤكد ان قطر قد دخلت بقوة نحو تسليم الجنوب للإخوان.

وكانت القيادية توكل كرمان قد كشفت في وقت مبكر من العام المنصرم عن موقف قطر من الجنوب.

وطالبت كرمان منتصف العام المنصرم بان يتم تسليم الجنوب لقطر وانها سوف تقوم برواتب العسكريين وسوف تساهم في تسليح القوات الأمنية.

وقد زار وزير الداخلية السابق اللواء حسين عرب الدوحة والتقى بمسؤولين قطريين، أكدوا له رغبتهم في ان تكون قوات الشرطة والجيش تابعة لتيار الإخوان في اليمن، وهو ما رحب به مؤقتا قبل ان يرفض مسؤولون جنوبيون هذا المخطط مما دفع بن عرب الى التراجع عن التزاماته للقطريين.

 وأكد تحالف دعم الشرعية في اليمن أهمية أن يستشعر اليمنيون بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم المسؤولية الوطنية في توجيه دفة العمل المشترك مع تحالف دعم الشرعية، لاستكمال تحرير كافة الأراضي اليمنية.

 

الجنوب يتمسك بخيار الاستقلال ومبعوث الأمم المتحدة يؤكد من عمان

 لم يتطرق التحالف العربي في بياناته الى ما يسمى بالوحدة اليمنية بل اكتفى بالتشديد على أهمية مواجهة مشروع ايران في اليمن، وهو ما لم يخالف الخطاب الرسمي والاعلامي للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي أكد على أهمية محاربة مشاريع ايران وقطر في المنطقة.

ويمضي المجلس الانتقالي بخطى واثقة نحو استعادة دولة الجنوب السابقة، والتي يؤكد خبراء سياسيون خليجيون على أهمية استعادتها بالنسبة للمنطقة العربية والاقليمية.

وأكد الجنوبيون على أن الانتفاضة الجنوبية لا تستهدف الرئيس هادي، بل تعزز من سلطاته الشرعية، لكن هذه الانتفاضة نجحت في احباط مخططات الأحمر وبن دغر الهادفة الى الانقلاب على الرئيس هادي والدخول في تسوية سياسية مع الحوثيين بما يضمن لبن دغر الوصول الى سدة الحكم في الرئاسة.

 

الجنوب.. عاصفة أخيرة تجتث الاحتلال

ووصف الجنوبيون الانتفاضة التي انطلقت الاحد في العاصمة عدن بأنها عاصفة قوية وأخيرة لاجتثاث الاحتلال اليمني وادواته من حكومة بن دغر.

ويجمع جنوبيون على أنه لا خيار امامهم سوى هزيمة مشروع ايران المتطرف في المنطقة ومن يقف خلفه من مشاريع قطر التدميرية.

لماذا الصراع مع الإخوان؟

 

دخل المجلس الانتقالي الجنوبي الذي ينادي بحكم ذاتي للجنوب في مواجهة إعلامية مع تنظيم إخوان اليمن، وهو ما دفع الأول إلى تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية وذلك خلال تظاهرة أقيمت في عدن يوم الـ30 من نوفمبر (تشرين الثاني)، وذلك عقب ساعات من احباط عملية ارهابية كانت تعد لاستهداف تظاهرة كبرى اقيمت حينها في شارع المعلا وسط عدن.

وأعلنت شرطة عدن حينها تفكيك خلية ارهابية ومركبة ملغومة ركنت على جانب الشارع الذي احتضن التظاهرة لاحقا.

وتزايدت حدة الخطاب الإعلامي بين المجلس الجنوبي وتنظيم إخوان اليمن، قبل ان يتطور الوضع الى مواجهات مسلحة في عدن.

قبيل المواجهة

 

قبيل المواجهة المسلحة دعا المجلس الانتقالي الجنوبي الى تظاهرة سلمية في خور مكسر لمطالبة الرئيس هادي بأحداث تغييرات واصلاحات في الحكومة اليمنية التي يقوده أحمد عبيد بن دغر، جراء ما قال انه عجزتها في الحفاظ على الاقتصاد والعملة اليمنية من الانهيار، الا ان هذه الدعوة قوبلت بقمع من قبل قوات تدين بالولاء للإخوان، تحول الى مواجهة بين تلك العناصر المسلحة وشرطة عدن والحزام الأمني.

يقول مسؤولون أمنيون "إن مليشيات إخوانية اعتدت على تظاهرة سلمية وهو ما دفع قوات الأمن الى التصدي لتلك المليشيات".

وعلى اثر تلك المواجهات المسلحة تدخل التحالف العربي بقوة لإيقاف الاشتباكات وتحكيم لغة العقل.. مشددا على ان الجهود يجب ان توظف لمواجهة الحوثيين، وهو ما استجابت له الاطراف الحكومية والانتقالي الجنوبي، غير ان اعلام الاخوان استمر في التصعيد الإعلام ضد التحالف العربي.. وهو ما استدعاء البحث عن السبب رغم اعلان التحالف العربي انتهاء حالة التوتر وعودة الأمور الى مجراها الطبيعي.

مخطط قطري إيران لإسقاط عدن

 

مصادر مسؤولة في حكومة هادي المعترف بها دوليا، كشفت عن مخطط ايراني قطري لإسقاط عدن بيد تنظيم الاخوان، والدخول في تسوية سياسة مع الحوثيين لبحث تشكيل حكومة يمنية بالشراكة "يحكم الإخوان الجنوب ويحكم الحوثي الشمال"، وتظل مأرب والحديدة مناطق مشتركة لكلا الطرفين.

وما يعزز تلك الاحاديث هو ما ذهبت اليه القيادية الإخوانية توكل كرمان التي وصفت ما حدث في عدن أنه انقلاب من قبل التحالف العربي على الحكومة الشرعية، الأمر الذي دفع مهتمين الى التساؤل .. هل هو فعلا انقلاب على مشروع قطر الذي ينفذه الحلفاء المحليون من تنظيم الإخوان؟.

ويؤكد صحافيون أن "ما حصل هو انقلاب على مشروع الإخوان التدميري، الذين كانوا يسعون لإسقاط عدن لمصلحة إيران وقطر".

واشاروا إلى أن "ما حصل في عدن هو اعادة تصحيح وتصويب العملية السياسية والعسكرية في اليمن، هناك من اراد ارباك المشهد بالانقلاب على الحلفاء الحقيقيين للتحالف العربي وهم "الجنوبيون"، لكن هذا المشروع أحبط بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات".

وتشير صحافية جنوبية إلى أن الإخوان لا يريدون هزيمة الحوثيين، خاصة بعد التقارب القطري الإيراني في اليمن".

وتقول الصحافية نسمة صلاح إن قطر سعت بقوة خلال الأشهر الماضية منذ تمردها على جيرانها إلى اسقاط عدن بيد الحلفاء المحليين من تنظيم الإخوان، الا ان هذا المخطط احبط بفعل التلاحم العربي بين عدن وأبوظبي والرياض".

ولفتت صلاح إلى أن التحالف العربي نجح في وأد فتنة إخوانية قطرية في عدن، من خلال التعامل مع الاحداث التي افتعلتها مليشيات إخوانية والتي كانت تهدف الى تقويض جهود التحالف في الجنوب المحرر".

الصراع في عدن بين القوى الوطنية وجماعة الإخوان الإرهابية

قال محلل سياسي يمني جنوبي إن الصراع في عدن ليس بين القوى الجنوبية وحكومة الرئيس هادي، بل بين القوى الوطنية في الجنوب وتنظيم الإخوان الإرهابي.

وقال المحلل السياسي خالد عمر العبد "إن الصراع في عدن، يمكن تصوره هو صراع وطني ضد تنظيم الإخوان الإرهابي الموالي لقطر وليس كما تصوره وسائل إعلام الدوحة بأنه صراع مع الحكومة الشرعية التي يقودها الرئيس عبدربه منصور هادي المعترف به دولياً".

وقال "نلفت انتباه قيادة التحالف العربي بان اتهام قيادات اخوان اليمن للتحالف العربي بالأشراف على تقويض الشرعية من على منابر الاعلام القطري اشارة صريحة على التعاون بين جماعة اليمن المتنفذة في حكومة بن دغر ودولة قطر التي تعمل جاهدة على افشال مهمة التحالف العربي في اليمن ودعمها لجماعة الاخوان الارهابية التي عملت مؤخرا على تفجير الموقف من خلال مهاجمة المعتصمين سلميا في عدن".