لا نطمح إلى نيل حقائب وزارية..

بن بريك: الانتقالي يمتلك وسائل تمكنه من إزاحة الحكومة

اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك

نسمة صلاح (عدن)

قال اللواء أحمد سعيد بن بريك رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي إن المجلس الانتقالي ملتزم بالوقوف إلى جانب شعب الجنوب للدفاع عنه وتحقيق مطالبه بإجراء تغيير كامل في حكومة بن دغر، مشدداً على التزامهم باتفاق الهدنة.
وأكد أن الكرة في ملعب الرئيس والتحالف.. وأنه في حال لم يتجاوب الرئيس لتحقيق تلك المطالب فإن المجلس يمتلك وسائل تمكنه من إزاحة هذه الحكومة من الجنوب.
 نص الحوار:


ظهرتم بالبزة العسكرية سيادة اللواء اثناء الأحداث العسكرية الدامية التي شهدتها عدن نهاية يناير الماضي حينها أطلقتم عدداً من التصريحات تؤكدون بها الاستمرار حتى اجتثاث حكومة بن دغر، ولكن قوات المقاومة الجنوبية توقفت عند وصولها إلى بوابة معاشيق. ثم أعلنتم الانسحاب من كل المواقع، فيما لازالت حكومة بن دغر في معاشيق ولم يتحقق مطلبكم بإسقاط هذه الحكومة.. كيف تفسر ذلك بعد مرور أكثر من شهر على تلك الأحداث ؟


- أولا وقبل كل شيء نود أن نسرد بعض النقاط المهمة التي تتعلق بتفجير الموقف يومي 29 و30 من يناير الماضي، طبعاً كعادة المجلس الانتقالي وعادة جماهير شعبنا عندما يتم الإعداد والتجهيز لمليونية تتبناها جهة معينة مثلاً المجلس الانتقالي أو الحراك الجنوبي او النقابات وهيئات منظمات المجتمع المدني في الجنوب، يتم تحديد مكان التجمع وايضا يتم طلب تأمين لهذه المنطقة من قبل الأمن وأيضا المقاومة لتأمين حراستها ومنع الاختراق حتى لا تحدث – لا سمح الله- مشكلة أمنية.
حددت هيئة النقابات والمجتمع المدني يوم السبت تاريخ 28 يناير الماضي موعداً لتجمع مليونية من كافة مديريات محافظة عدن والجنوب على أن تكون ساحة العروض هي مكان التجمع، ومن ضمن التنسيقات التأمينية ان تقوم قوات الأمن بمحافظة عدن وايضا بعض فصائل المقاومة بتأمين ساحة العروض.
وكان يتم تصعيد الأمر إعلاميا من قبل الشرعية ومن قبل وسائل التواصل الاجتماعي التابعة للإصلا، سعياً منها لتفجير الموقف، وباعتبار أن الدعوة هذه هي دعوة لإسقاط حكومة الفساد والخراب التي عانى في ظلها شعبنا في المحافظات الجنوبية من سوء الخدمات وعدم وجودها بمعنى أصح في الحالة المعيشة، وأيضا تردي مستوى قيمة الريال اليمني أمام الدولار وتأخر المرتبات لموظفي الدولة كافة ومنهم منتسبو الجيش والأمن والمتقاعدون العسكريون لفترة بلغت ما بين خمسة إلى ستة أشهر.
في يومي 27 و 28 يناير دعا التحالف قيادة المجلس ممثلة بالرئيس عيدروس الزبيدي والنائب هاني بن بريك بمعية مدير الأمن بمدينة عدن اللواء شلال إلى مقر التحالف وعقد لقاء طلبوا منهم فيه عدم التصعيد والانتشار العسكري والعمل من أجل التهدئة في هذا الجانب على أن تستمر المسيرات بصورة سلمية كالمعتاد مثل المسيرات والمليونيات السابقة التي كانت تمر بسلام .

كما تم أيضا الجلوس مع رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد بن دغر وحكومته من قبل التحالف بمنطقة المعاشيق، وطلب منهم عدم التصعيد والاستفزاز و الانتشار حتى لا يستغل هذا الوضع أي طرف لتفجير الموقف، نتيجة للشحن الذي يجري عبر وسائل الإعلام التابعة للإصلاح وبعضها تابع للشرعية نفسها.

يوم 28 طبعا الامور كانت على طبيعتها النقاط التابعة للحزام ظلت على وضعها لم يستحدث فيها أي شيء لكن تفاجأنا فجر يوم الـ 28 من يناير باتصالات تبلغنا أن قوات من الحرس الرئاسي نزلت إلى النقاط التابعة للحزام الأمني وايضا نزول مسلحين إلى مناطق الشيخ عثمان والمنصورة ودار سعد وكريتر بملابس مدنية ووجوههم غريبة تكاد تجزم أنهم عناصر من تنظيمي القاعدة وداعش ويمنعون الناس من الذهاب إلى التجمع لساحة العروض.

وفي ضوء ذلك قمنا - أنا واحد من المتواجدين حينها - بإبلاغ التحالف بالخروقات والتصرفات لهذه الوحدات التي نشرت من قبل وزير الداخلية ومن قبل الحرس الرئاسي بمعاشيق والألوية التابعة له، وبعد حوالي ساعة أبلغونا بأن تظل الأمور تظل هادئة وضبط النفس داخل عدن، وتم التوجيه باستمرار الحشد لكن فوجئت القوافل المشاركة من أبناء الجنوب التي كانت تصل باعتراضها من قبل هذه الأجهزة والقوات التي نزلت سواء التي نزلت بملابس عسكرية أو تلك التي نزلت بملابس مدنية، والتي تأكد لنا أن بعضاً من تلك العناصر مرتبطة بالإرهاب والقاعدة و داعش.

بعدها بحوالي نصف ساعة وردت بلاغات بأن أطقما عسكرية تابعة للواء حيدان والموجود في جبل حديد وأيضا معسكر النقل التابع لمعسكر "طارق" باشرت بإطلاق النار في اتجاه ساحة العروض على الجموع الحاشدة من اسلحة متوسطة (12.5) ومعدلات وقد أدت إلى اصابة ووفاة عدد المواطنين الذين قدموا من الليلة السابقة، كما تم احتجاز مجاميع قدمت من حضرموت وشبوة من قبل قوات معسكر بدر وتم إدخالهم إلى داخل المعسكر واحتجازهم.

وللدفاع عن النفس قامت بعض الوحدات التابعة للأمن بمحافظة عدن والتابعة للمقاومة بالرد على هذه الجهات التي تطلق النار وتطور الموقف إلى ان أخذ مسار تبادل إطلاق النار واختباء بعض العناصر المشبوهة في تلك المعسكرات وقد اتخذت التدابير من قبل وحدات من الأمن والمقاومة لملاحقة العناصر المستفزة التي تريد تفجير الموقف بشكل واسع، وكانت النتيجة في الثامنة من مساء يوم 29 يناير حيث تم السيطرة على معسكر حيدان في جبل حديد وايضا معسكر النقل في دار سعد، واتجهت قوات نحو معسكر مهران في دار سعد لكن جاءت توجيهات من قبل التحالف مرة أخرى بوقف أي تصعيد، وفعلا أشعرناهم بأننا ملتزمون بهذه التوجيهات، ولكن هذه القوة لا تريد إلا أن تفجر الموقف بأي شكل من الأشكال، وتحمل في أجندتها خطة محكمة للتنفيذ والانقضاض على المليونية، وبالتالي القضاء على المجلس الانتقالي في مواقع تواجده، الأمر نفسه تكرر فجر اليوم نفسه بعد ان تم وقف إطلاق النار تم تفجير الموقف بالانتشار وقد ردت المقاومة وقوات الأمن، وما كان علينا الا ان نتعاطف مع شعبنا والوقوف معه وإيقاف المجزرة وبالتالي تقدمت وحدات المقاومة و وحدات الأمن والحزام الأمني وصولاً حتى بوابة قصر (معاشيق)، حيث طلبنا نحن منهم أن يتم التوقف عند البوابة لأننا لسنا انقلابيون، وبعد ان تم استسلام اعداد من الحرس الرئاسي واسر اعداد كبيرة وأشكال ووجوه لمليشيات لا نعرف من أين قدمت لتنفيذ أجندة معينة.

ومن الإجراءات السريعة التي تم اتخاذها التوجيه بإطلاق سراح جميع المحتجزين سواء كانوا من الأمن الرئاسي او من غيره من الألوية مع أسلحتهم .

لماذا أطلقتم سراحهم ؟

- لأننا كنا على ثقة كاملة بأن هؤلاء هم أبناؤنا ولا يجب استخدام القوة أو التصفيات تجاه إخواننا من المحافظات الجنوبية.

وما الذي حصل بعد ذلك ؟

- بعد ذلك جاءت التوجيهات من التحالف بإيقاف إطلاق النار واستدعاء القيادة مرة أخرى واستدعاء ممثلي الشرعية إلى مقر التحالف .

كان يهمنا نحن ألا يتعرضوا لشعبنا ونحن سنقف للدفاع عنه ومع تحقيق مطالبه في إجراء تغيير كامل بحكومة بن دغر ولا زلنا نطلب من الرئيس الشرعي هادي تغيير الحكومة بحكومة معقولة ومصغرة وتلبي الاحتياجات والخدمات بالمناطق المحررة وبالذات المحافظات الجنوبية .

ثم أُخذت التعهدات بوقف اطلاق النار من الجانبين من قبل الوفد السعودي الذي ترأسه لواءان من المملكة العربية السعودية الشقيقة ودولة الإمارات العربية المتحدة، على أن يتم رفع كل هذه القضايا والمطالب إلى فخامة الأخ الرئيس وإعطائه فرصة لاتخاذ قرار التغيير، ناهيك عن أن دعوتهم جاءت مواكبة لدعوة الرئيس إلى وقف إطلاق النار والحفاظ على الأرواح وعدم سفك الدماء، و بموجب هذا الاتفاق نحن لا زلنا في انتظار اجراءات الرئيس تجاه الحكومة وتغييرها برمتها .

على الرغم من أن أبواق قوى (الإصلاح) وبعض العناصر المحسوبين على الشرعية وعلى رأسها رئيس الوزراء تستمر بالتصعيد الإعلامي وإطلاق ادعاءات استفزازية للمجلس الانتقالي والتحدي السافر للشعب الجنوبي والتهديد والوعيد إلى آخره من هذه المسائل الا أننا ملتزمون باتفاق الهدنة، والكرة الآن هي في ملعب فخامة الاخ الرئيس وملعب التحالف، ونحن لا نزال مصرين على موقفنا مع شعبنا في تحقيق مطالبه ومطالب النقابات بإزاحة هذه الحكومة وتغييرها بحكومة تقوم بواجباتها تجاه شعبها في توفير الخدمات والمرتبات للمدنيين والعسكريين والمتقاعدين وايضا في معالجة ارتفاع سعر الصرف مقابل الدولار وتثبيت العملة المحلية ومع ذلك الإصرار لا نزال عند مسئولياتنا للحفاظ على الدم الجنوبي ووقوفنا إلى جانب أهلنا.

برزت مؤخراً وخلال فترة التهدئة بعض القوات التي تدفع لتفجير الموقف بتوزيع الأسلحة والهبات المالية من قبل وزير الداخلية وعناصره، ونحن نقول بان هذا التصرف لا يخدم الجنوبيين ولا يخدم المحافظات الجنوبية ولا يخدم عدن وبالتالي ابلغنا التحالف باننا نحمل وزير الداخلية ومن معه في قضية التسليح وتسخين الأجواء من اجل زرع الفتنة في اوساط الشباب و الجنوبيين بشكل عام، ونحن لدينا مبدأ بأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال ان تتوجه أسلحة المقاومة و قوات الأمن والحزام الأمني ضد اخوانهم، ونحرص حتى الآن على الحفاظ على هذا الكلام بالرغم من انه تبذل جهود للتهدئة من قبل ناس وشخصيات اعتبارية سواء كانت في القوات المسلحة والدفاع أو من الشخصيات القبلية والمجتمع المدني .

وأؤكد أننا نقف في إطار التهدئة ولن نسمح بسفك الدماء تحت نوازع أو رغبات شخصية لفلان أو علان في سلطة الشرعية او سلطة الحكومة.

في حال تشكيل هذه الحكومة هل ستشاركون فيها كمجلس انتقالي؟

- نحن نسمع (قيل وقال) وتسريبات بين الحين والآخر وهنا أود التأكيد على شيء واحد وهو مبدأي عند قيادة المجلس الانتقالي ان المجلس الانتقالي لا يطمح ابدا إلى نيل حقائب وزارية من اجل اسكاته او تهدئته أو زعزعة دفاعه عن مطالب الشعب ووجوده كقوة فاعلة في تحقيق الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب ودعواته بشأن حق تقرير المصير للشعب واستعادة دولته وهويته .

ليس لديكم نوايا لقبول أي حقائب وزارية؟

- قلناها أكثر من مرة أن المجلس ممكن

أن يرشح كونه من المحافظات الجنوبية في تشكيل الحكومة، ومساعدة الاخ الرئيس في أن يرشح المجلس الانتقالي شخصيات مؤهلة ديناميكية لتتولى مسئولية الحقائب الوزارية عندها القدرة على معالجة كل أوجه القصور التي تسببت بها الحكومة السابقة حكومة الفشل النهب واللامسئولية واللامحاسبة، ولازلنا نحن في الانتظار لتحقيق هذه المسائل .

أكثر من شهر ولم يتحقق شيء من مطالبكم سيادة اللواء.. وما زالت حكومة بن دغر مستمرة؟!

- أجدد التأكيد هنا على اننا عندنا هم اكبر وشراكة مع قوات التحالف في مواجهة المد الشيعي والإرهاب الحوثي وتطهير الجنوب من (القاعدة) وأخواتها و(داعش) والمشاركة مع التحالف في جبهات القتال وهذا مبدأنا، ولكن مع كل ذلك أقول مرة أخرى نحن لن نتغاضى ونسكت عن مطالب شعبنا ونصر على تحقيقها.

ماذا ستفعلون؟

- عندنا وسائل أخرى يمكن استخدامها لغرض إزاحة هذه الحكومة وتشكيلتها الفاسدة والمركبة داخل المحافظات الجنوبية فقط ..

كيف تقرأون العملية الإرهابية الأخيرة التي استهدفت مقركم كمجلس وكذا مبنى مكافحة الإرهاب ؟

- طبعا الجريمة الإرهابية البشعة التي تصدى لها الأبطال واستهدفت مبنى مكافحة الإرهاب والمجلس الانتقالي في جولدمور والتي راح ضحيتها عدد من المواطنين الأبرياء من الأطفال والنساء الأمنين والأبطال الأشاوس من كتيبة الحماية للمجلس الذين تصدوا ببسالة لهذا الهجوم الغاشم قبل تحقيق هدفه، تأتي كرد جبان على الضربات الموجعة والهزائم الساحقة التي تلقتها وتتلقاها كل يوم هذه العناصر الشيطانية المأجورة من قبل قوات النخبة الحضرمية والشبوانية والحزام الأمني وتأتي أيضا في إطار مساعٍ مأزومة للانتقام من المجلس الانتقالي الذي ثبت على الأرض .

وكما قلت سابقا فهي تندرج ضمن جرائم الاستهداف المتواصل لأبطال الجنوب الأشاوس في الأجهزة الأمنية والمواطنين الأبرياء العزل لتحقيق رغبات قوى شيطانية دنيئة تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار والمساس بالمكاسب والإنجازات التي تحققت في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب، بعد أن تلقت عصاباتها المجردة من كل معاني وقيم الدين الإسلامي الضربات الموجعة وألحقت بها الهزائم النكراء وإفشال مخططاتها الدموية وكشف من يقف خلفها ويدعمها .

من يقف خلفهم ويدعكم؟

- تلك القوى التي دمرت الجنوب سابقاً لا زالت تسعى اليوم لقلب الموازين وخلط الأوراق بكل الوسائل والدفع بقوى الشر للنيل من الجنوب وأبنائه، الذين صمدوا أمام كل أوجه العدوان لنيل الحرية واستعادة الكرامة والهوية والأرض وما يحققه من انتصارات لقضيته والانتقام من انتصارات أبنائه في قوات النخبة الحضرمية والشبوانية والمقاومة الجنوبية والحزام الأمني وتلاحمهم ضد التنظيمات الإرهابية (القاعدة) و( داعش) ومليشيات الحوثي وعفاش و دحرها من المحافظات الجنوبية بدعم سخي من التحالف العربي وفي مقدمته المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة .

بالطبع نحن ومعنا كل أبناء الجنوب لن نتراجع أبداً عن مواصلة المشوار في الحرب ضد قوى الإرهاب وتحقيق مطالبنا العادلة ..

ونترحم هنا على أرواح الشهداء الذين رووا بدمائهم الزكية الطاهرة تربة الوطن ونتقدم بخالص التعازي والمواساة لأسرهم و ذويهم سائلين الله العلي القدير أن يتغمدهم جميعاً بواسع رحمته ومغفرته ويسكنهم فسيح جناته ويلهم أهلهم وذويهم وزملاءهم الصبر والسلوان ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين في هذا الحادث الإرهابي الجبان .

وماهي خطواتكم القادمة لمكافحة الإرهاب؟

- أمام المجلس وقواه الحية التي تناصره مهام جسيمة من ضمنها حفظ الأمن ومكافحة الإرهاب وكما سمعتم في الآونة الأخيرة تقوم قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية والامارات وبمشاركة قوات النخبة الحضرمية التابعة للمنطقة الثانية في بمتابعة تصفية أوكار (القاعدة) في المسيني وايضا على السيطان اتجاه مرتفعات وادي عمد وكانت انتصارات ساحقة حققتها لتنطلق بعدها عملية (السيف الحاسم) في مديرية الصعيد بمحافظة شبوة التي ينفذها أبطال قوات النخبة الشبوانية لتواصل عملية التطهير والمكافحة لكل قوى الشر من القاعدة وأخواتها وداعش بدعم واسناد من الاشقاء في التحالف و دولة الإمارات الذين لا يألون جهدا في تقديم كل أوجه الدعم والاسناد بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار بالمحافظات الجنوبية بصورة عامة ونتوقع بنهاية شهر يوليو أن يتم استكمال انتشار قوات النخبة في محافظات المهرة وشبوة والحزام الأمني في أبين والضالع ومستقبلاً إن شاء الله قوات النخبة في محافظة سقطرى .

قبل عامين خضتم حرب تحرير المكلا ومدن حضرمية أخرى من العناصر الإرهابية عندما كنت محافظا لحضرموت والآن رفيقك المحافظ البحسني يستكمل المشوار.. ماذا تقول في هذه الذكرى ؟

- نهنئ أبناء حضرموت وقوات النخبة الحضرمية بمناسبة الذكرى الثانية لتحرير مدينة المكلا ومدن ساحل حضرموت من عناصر (القاعدة)، الموافقة ليوم الرابع والعشرين من إبريل الذي شكل وسيشكل نقلة نوعية لحضرموت من بين المحافظات المحررة لتخطو خطواتها نحو البناء والتنمية والاستقرار والازدهار.

تأتي هذه الذكرى الثانية لهذه المعركة التي تشرفنا بخوضها ونحن نحمل كفننا بيد وسلاحنا باليد الأخرى إلى جانب أخي محافظ حضرموت الذي كان قائداً لقوات النخبة قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني – حينها - ومعنا كل أبطال النخبة الحضرمية الأشاوس، وقد تحقق لحضرموت المزيد من الانتصارات على الفلول الإرهابية من القاعدة وداعش التي يجترحها كل يوم هؤلاء الأبطال بدعم وأسناد أخوي صادق من قبل قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة .

وما المشاركة والصمود الصادق لأبناء المحافظة في وجه الإرهاب وتصديهم له وأدوارهم الفاعلة في تحرير المحافظة والاسهام في تحقيق الأمن والاستقرار ومساعدة قوات النخبة والأجهزة الأمنية الا دليل واضح على رفض ابناء حضرموت كافة اشكال التطرف والارهاب ونبذهم للعناصر الارهابية.

في الذكرى الأولى شهدت حضرموت وضع الحجر الأساس لعدد من المشاريع التنموية والاستثمارية والخدمية في كافة المجالات الصحة والتربية والتعليم والكهرباء والمياه والشباب والرياضة وغيرها وتدشين خطوط ملاحية جديدة بميناء المكلا وشكلت حضرموت أنموذجًا حضاريًا سلميًا موحدًا خلف قيادتها لانتزاع حقوق أبنائها ويجب أن تبقى كذلك .

وهي فرصة هنا لنجدد دعوتنا الصادقة لكل أبناء حضرموت إلى الحفاظ على هذا النموذج الحضاري في أن يكونوا سنداً ودعماً خلف محافظ محافظة حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن / فرج سالمين البحسني لتحقيق المزيد من الانجازات العسكرية والأمنية والخدمية وتفويت الفرصة على كل المتربصين بأمن واستقرار حضرموت وبث روح الفرقة والشقاق .

إلى ماذا تهدف زيارات ولقاءات وفود وممثلي المجلس الانتقالي خارجياً؟

من ضمن مهام المجلس الانتقالي اتصالاته ولقاءاته الخارجية بعدة دول، ففي الآونة الأخيرة تحركات اللجان والوفود السياسة المنبثقة من المجلس الانتقالي في زياراتهم للدول العربية والأجنبية ولقاءاتهم مع الوفود السياسية هي لتوضيح القضية الجنوبية واثارتها نحو نيل شعبنا حقوقه واستقلاله والجهود تبذل من خلال اللقاءات الثنائية واللقاءات المباشرة مع هذه الجهات وآخرها مع منظمات حقوق الانسان لنوضح فيها ايضا هول معاناة شعبنا منذ الوحدة وما بعد 94 حتى الآن .. وقد لاقت استيعاباً لبلورتها من خلال هذه اللقاءات والتنسيقات المشتركة ... كذلك أجرى المجلس عدة لقاءات واتصالات دولية ومن ضمنها لقاء رئيس المجلس وأعضاء هيئة الرئاسة بمجموعة هيئة الأمم المتحدة والأمين العام المساعد السابق اسماعيل ولد الشيخ ومبعوث مملكة السويد إلى اليمن وليبيا ولقاؤنا مع نائب الرئيس بممثلي المبعوث الأممي الخاص وسفيرة هولندا وايضا خلال لقاءاتنا في عدن بالصليب الاحمر باليمن وهيومن رايتس ووتش و عدد من الهيئات والمنظمات الدولية لحقوق الانسان وغيرها، بالإضافة إلى عقد أول جلسة لاجتماعات اللجان الإدارية التي طرحت الخطوط العامة للتحضير والاعداد لاجتماع الجمعية في اواخر شهر يونيو القادم ان شاء الله .

وايضا الاتصالات والتواصل مع النخب الجنوبية واقول النخب الجنوبية كلها والانتقالي يفتح ذراعيه للكل وكل من هواؤه جنوبي، فأمامنا مسؤوليات كثيرة وواسعة ونوجه رسالة لشعبنا بالمحافظات الجنوبية من كل الفئات بان المجلس الانتقالي منفتح انفتاحاً كاملاً لكل الجنوبيين ابتداء من السلاطين والقيادات الجنوبية السابقة وكل المكونات والنخب وشرائح المجتمع بشكل عام في داخل الوطن وخارجه، لعقد اللقاءات المشتركة وتقديم الرؤى التي توجد القواسم المشتركة من أجل مستقبل الجنوب والتوحد وتحقيق مزيد من التلاحم في هذه اللحظات الحاسمة والمفصلية والتي يتحمل فيها المجلس الانتقالي دورا كبيرا في بلورة طموحات شعبنا في الخارج والداخل نحو انتزاع تقرير المصير للجنوبيين.

نحن معتبرون من السلبيات التي قادت فترات الحكم السابقة منها نظام حكم الحزب الواحد ونقول ان المجلس الانتقالي هو حاضن لكل الجنوبيين وايضا في سبيل ان يخوض دوره ومكانه كل هذه النجاحات تتحقق في وقت نرى فيه أن حكومة الشرعية تبلدت بشكل كامل عن خطواتها ناهيك عن النشاط الاعلامي والسياسي للمجلس الانتقالي الذي يخوضه على مستوى الفضائيات .

وعلى مستوى اللقاءات وبالأيام القادمة سيقوم وفد من المجلس الانتقالي والجمعية الوطنية بزيارة لبريطانيا وعدد من الدول الأوربية للقاء برلماناتها ..

وماذا عن الأنشطة التي قامت بها الجمعية الوطنية (البرلمان الجنوبي) منذ التدشين أواخر العام الماضي؟

- بالنسبة للجمعية الوطنية عقدنا مؤخرا اجتماعاً للجان الادارية لوضع اتجاهات وخطوط عريضة لمهام الجمعية الوطنية خلال المرحلة القادمة والمستقبلية وتتلخص في الأساس ان الجمعية الوطنية كيان مؤسسي يمثل كل محافظات الجنوب في وهي عامل مساعد لاصطفاف الجنوبيين نحو تحقيق الهدف النهائي لتقرير المصير للجنوب ووضع الأسس والرؤى لقضايا الشباب وغيرها من القضايا المهمة التي سيتم تشكيل لجان تخصصية لها بالإضافة إلى مراجعة الوثائق الخاصة للجمعية الوطنية للانتقالي، هذه المهام وغيرها سنحددها في الجلسة الأولى التي ستنعقد بإذن الله في نهاية شهر يونيو 2018.

وهذه المسألة تضاف إليها مهام متعددة على مستوى الداخل والخارج فعلى المستوى الداخلي رصد كل الخروقات والانتهاكات التي تحدث في كل المحافظات الجنوبية والرقابة على تأدية المؤسسات لعملها في توفير خدمات للمواطنين والقضايا الحيوية والمهمة المرتبطة بحياتهم فهم يعانون من أوضاع معيشية صعبة، جراء انهيار العملة المحلية، وعجز الحكومة الفاسدة عن دفع مرتبات الموظفين، وتهربها من أداء مهامها المناطة بها .

اما على الصعيد الخارجي فإننا وبناء على تشكيل مؤسسة الجمعية الوطنية للجنوب فهي ستقوم بعدة زيارات توضيحية بناء على دعوات تلقتها من عدد من الدول الغربية والأوروبية والعربية ناهيك عن زيارة مؤسساتها القائمة (البرلمانات) لاطلاعهم على جوهر القضية الجنوبية بشكل واضح وموثق لمؤازرة شعب الجنوب في مطالباته بحقوقه واستقلاله من خلال تقرير المصير .

ماهي تصوراتكم كمجلس لمشاريع التسوية المطروحة لحل المشكلة اليمنية؟

- بالنسبة لتصورنا حول المشاريع السياسية المطروحة في الساحة من قبل كافة القوى والسياسيين وأمام أيضا منظمة الامم المتحدة فنحن منفتحون نحو الجلوس في مائدة مفاوضات لمناقشة حيثيات مطالبنا وحقوقنا التي نطالب بها طيلة السنوات الـ24 الماضية ونرحب بالاجتهادات التي تقوم به هنا وهناك من خلال بعض الشخصيات أو احزاب تود ان تطرح مشاريعها في اطار مائدة التفاوض نحو التسوية النهائية التي ستقام بإشراف الأمم المتحدة وباطلاع الجامعة العربية بشكل عام.

نحن نبذل جهوداً كبيرة في اتجاه سياستنا وسياسة المجلس لنوضح للأشقاء والأصدقاء والمؤسسات في هذه الدول مطالبنا ومظالمنا وحول نيل حقوقنا وتطلعات شعبنا وهي مقرونة بالوثائق والمستندات التي لدينا.

في الآونة الأخيرة توحي كل اتصالاتنا بانه هناك تفهماً لقضية الجنوب في المجموعة الأوروبية وايضا الدول الأوروبية مثل بريطانيا ناهيك عن تفهمات واسعة في الجامعة العربية والدول العربية بشكل عام

وماذا عن تصوركم لمستقبل العلاقة مع التحالف والقوى الشمالية؟

- نحن سنقدم يد العون والمساندة لإخوتنا الشماليين لتحرير كل محافظاتهم بحيث ينقشع هذا الكابوس المهيمن على المحافظات الشمالية ونسير نحو احترام متبادل واستقرار الشمال وهذا ما يهمنا للمستقبل.

وماذا عن علاقتكم مع التحالف والشرعية؟

- نحن الآن نؤكد شراكتنا مع التحالف وايضا شراكتنا مع الرئيس الشرعي المتمثل بعبدربه منصور هادي أولا للخروج من هذه الأزمة التي تعيشها البلاد وايضا تحقيق الاستقرار للجنوب كما هو في الشمال ونأمل ان تتظافر هذه الشراكة والجهود بشكل عملي بدون تدخلات او دسائس وبدون احتكار لأي فئة كانت من الفئات الحزبية الموجودة في الساحة.

سؤال أخير ..كيف تنظر لمستقبل الجنوب؟

-نحن متفائلون جدا بمستقبل الجنوب وبالجنوبيين عند اكتمال وحدة الصف والتعاضد للدفاع عن أمن واستقرار جميع المحافظات الجنوبية، وكل القوى التي اسهمت في دحر ذلك العدوان المباشر على المحافظات الجنوبية والإرهاب الجاثم على اغلب محافظات الجنوب، وهذه الجهود ستسمر لاقتلاع هذه البؤر الموجودة كانت في حضرموت أو شبوة أو أبين أو الضالع أو لحج أو عدن نحو استقرار شامل وايضا بتنسيق كامل ومتناسق واستراتيجي مع قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات ..

كلمة أخيرة تود توجيهها سيادة اللواء في ختام هذا اللقاء.

- في الاخير لنا كلمة لإخواننا وأمهاتنا وآبائنا وشبابنا في المحافظات الجنوبية .. إن كل المعاناة والضيم الذي ظل جاثماً خلال الفترة السابقة وحتى هذه اللحظات من فساد وتجاهل وقتل وقهر ونهب لن يستمر وسيتم استعادة الجنوب بسواعد كل شرائح المجتمع بوحدتهم وتعاضدهم خلف قيادة المجلس الانتقالي إن شاء الله.