هادي يعيد التاريخ إلى حقبة ونظام "صالح"..
تقرير: هل يقترب إخوان اليمن من نفط شبوة؟
وقائع ومتغيرات وأحداث يحاول الرئيس عبدربه منصور هادي فرضها على أرض الواقع ربما تعصف به وتبعده مئات الكيلو مترات سياسياً واقتصادياً واجتماعياً عن مجتمعه والشارع الجنوبي برمته .
في كل قرار يصدره هادي يصر على تمسكه وتشبثه بالشمال وإعادة الاحتلال إلى أسوار وأبواب الجنوب ، ويكرر الأخطاء دون ملاحظة عواقب نتائجها متجاهلاً ما يحدث وما يفرض على واقع الأرض ..
بيحان في أحضان الشمال
في سابقة وحدث خطير وفريد من نوعه فاجأ الرئيس عبدربه منصور هادي أبناء محافظة شبوة خاصة والجنوب عامة بإصدار قرار أعاد إلى الأذهان سيناريو وملامح ومعالم الاحتلال في خارطة الجنوب .
وكانت وثيقة رسمية ، قد كشفت عن قرارات رئاسية غير معلنة تقضي بتشكيل محور عملياتي يسمى “محور بيحان” ويتبع المنطقة العسكرية الثالثة بمأرب، على أن يضم المحور كلًا من : اللواء 26 ميكا، اللواء 19 مشاة، اللواء 163 مشاة، اللواء 153 مشاة، واللواء 173 مشاة.
ونص القرار الثاني على تعيين اللواء الركن / مفرح محمد علي بجيبح ، قائداً لمحور بيحان وقائداً للواء 26 ميكا، وتعيين العقيد / محمد عبدالقادر عبدالله حسين المصعبي ، رئيسا لأركان محور بيحان ويرقى إلى رتبة عميد، وتعيين العقيد ركن / مبارك أحمد مبارك العلم ، رئيسا لعمليات محور بيحان.
ولقي قرار هادي في الوسط الشعبي سخطاً وغضباً كبيراً بين أوساطه وحالة استهجان لم يشهد له الشارع الجنوبي مثيلاً وحالة من الهيجان في أوساط الشارع الشبواني على وجه الخصوص والذي اعتبر القرار بأنه يخدم أجندات الشمال وخصوصا الإخوان المسلمين وعلي محسن الأحمر .
وقد تساءل الكثيرون من المتابعين والمحللين والنقاد كيف لهادي أن يصدر قراراً بهذه الطريقة؟, وكيف ينتزع مناطق جنوبية من قلب وكبد محافظة شبوة؟ , وعلى أي أسس يحاول هادي تبديل وإزاحة وتغيير الخارطة الجغرافية لدوله الجنوب ويغير معالم وتقسيم الجنوب من خلال ضم بيحان وعسيلان إلى أحضان الشمال في تغيير ديمغرافي وعسكري واضح المعالم ؟! .
واعتبرت صحيفة "الأمناء" قرار هادي بأن سوف يكون بمثابة صك لاحتلال الأراضي الجنوبية ، كما أنه يرمي بأهم مديريات محافظة شبوة في أحضان الشمال وتشريع وانتشار ألوية شمالية إخوانية حوثية قد تشكل خطراً قادماً على المحافظة والجنوب عامة ، حيث خاض أبناء شبوة قتالاً شرساً لطرد الاحتلال الحوثي العفاشي بالبندقية والمدفعية من الباب ويحاول هادي إعادته الآن من النافذة من خلال ذلك القرار ! .
هادي يعيد التاريخ إلى حقبة ونظام "صالح "
أعاد هادي إلى الأذهان حقبة مضت من عصر وعهد المقتول " صالح " واستنساخ قرارات ونظام المملكة العائلية لـ " صالح ".
فقد أصدر صالح في عهد وحقبة نظامه قراراً طبق الأصل لما أصدره اليوم هادي .
والآن يحاول هادي إعادة عجلة صالح ليعود بالجنوب إلى العام 1995م عندما أصدر صالح قراراً بإعادة وضم بيحان وعسيلان إلى مأرب وهو القرار الذي رفضه أبناء ببحان وشبوة عامة .
وحاول صالح في محاولة سابقة ومتكررة وكان آخرها في العام 1995 م تقسيم شبوة ولكنه لم يستطع ذلك .
واليوم يسير هادي على خطى وقرارات استنساخ صالح وإعادة أخطاء الماضي الاحتلالي الذي عصفت بـ " صالح" ومن حاول تجزئة و تشرذم وتفكيك الكيان الجنوبي والشبواني على وجه الخصوص .
لقد عجز صالح في ذلك وهو في أوج قوته ، فهل ينجح هادي الآن ويعيد استنساخ صالح واحتلاله مجدداً , أم يجد فولاذ وسواعدَ رجال بيحان وشبوة والجنوب سداً منيعاً أمام ذلك المشروع الاحتلالي الذي يهدف إلى تقسيم شبوة ومديرياتها .
هل يقترب الإخوان من آبار النفط أم تنتفض بيحان ؟!
يرجع مراقبون بأن الهدف من قرار الرئيس هادي هو تمكين حزب الإصلاح وجنرالات الشمال من آبار النفط في شبوة ، وهو الأمر الذي يعززه انتشار الإخوان المسلمين ومليشيات الأحمر محسن في نطاق جغرافي مكون من ثلاث مناطق تابعة لمحافظة شبوة والأراضي الجنوبية.
وتقع في مديريتي عسيلان وبيحان - اللتان تم ضمهما في القرار - في المحور العملياتي وهي غنية باحتياطي ضخم من النفط وهو ما يفسره صدور القرار وضمها إلى مأرب .
ويعتبر ، حسب الكثير من السياسيين ، القرار تسليما رسميا من الرئيس هادي لعدة مديريات نفطية جنوبية بشبوه لإدارة الإصلاح في شبوة مع ضم ألوية جنوبية إلى المنطقة الثالثة لتقاد من هناك عسكريا .
ودعا كثيرون الرئيس هادي إلى ضم ألوية شبوة في المنطقة الثالثة العسكرية في شبوة إلى حضرموت التي تشكل معها إقليما واحدا .
وقد ارتفعت الأصوات في الآونة الأخيرة إلى ضم ألوية شبوة إلى حضرموت نتيجة التعسف والعنصرية التي تتبعها القيادات العسكرية في مأرب لأفراد ألوية وعدم صرف حقوقهم ومرتباتهم ومكرمة سلمان في الآونة الأخيرة وعدم اعتماد الشهداء في المحافظة .
ويرجح الكثيرون أن هذا القرار جاء نتيجة لاقتراب النخبة الشبوانية من السيطرة والاقتراب من هذه المديريات ومد نفوذها عليها بعد التمدد والبسط من قوات النخبة على أجزاء كبيرة من المحافظة وطرد الإرهاب والقاعدة من المحافظة وفقاً لخطة تسير وتقترب من تلك المديريات التي ضمها القرار ، حيث عمل الإخوان وهادي على خطوة استباقية قبل وصول النخبة إلى مديريات بيحان وعسيلان وجنه .
فهل ينتفض أبناء شبوة أمام أطماع وتمدد الإخوان وعصابات الأحمر من الاقتراب من آبار النفط وسيادة كيان وأرض شبوة برفض قرار الاحتلال الجديد والارتماء في أحضان الشمال والعودة إلى نقطة الصفر؟! .