مصر ترفض الوجود التركي بالبحر الأحمر..

تقرير:  كيف جعلت قطر من الصومال منصة لتفريخ الإرهاب؟

أمير دولة قطر تميم بن حمد

وكالات (القاهرة)

 كشفت تقارير اخبارية عربية عن قيام قطر بتحويل سفارتها في العاصمة الصومالية مقديشو إلى غرفة عمليات للتنسيق مع المجموعات الإرهابية، فيما دعا زعيم حركة الشباب الإرهابية في الصومال قبائل مأرب الى مساندة تنظيم القاعدة في  اليمن لمواجهة ما وصفه بالاحتلال، في اشارة الى تواجد قوات التحالف العربي التي تقود الحرب ضد التنظيمات الإرهابية والمليشيات الحوثية الموالية لإيران.

وأكدت تلك التقارير أن قطر أمنت الدعم المالي لحركة الشباب الإرهابية، وجعلت من الصومال منصة لتفريخ التنظيمات الإرهابية.

وأعلنت دبلوماسية مصرية رفض القاهرة القبول بالوجود التركي في البحر الأحمر.

ونقل موقع "24" الإخباري الإماراتي عن الباحثة بمركز "ذا ريفيرانس" لدراسة التطرف نرمين توفيق أن الفوضى التي أعقبت سقوط نظام سياد بري في الصومال سنة 1991 أعطت الفرصة لعدد من اللاعبين الإقليميين والدوليين من أجل دفع مخطّطاتهم في الصومال، كما غذّى قسم من هذه القوى الحرب الأهلية هناك.

وأوضحت توفيق أن الفوضى فتحت الباب أمام ظهور المجموعات المتطرفة مثل حركة الشباب المجاهدين التي تشكل أخطر مجموعة إرهابية ظهرت في الصومال والدول المجاورة.

ومنذ ظهورها سنة 2007، تمكنت هذه الحركة من السيطرة على 85% من أراضي الصومال. وفي فبراير سنة 2008، وضعت الولايات المتحدة الشباب المجاهدين على لائحة المنظمات الإرهابية الدولية.

وتدخلت الولايات المتحدة بريًا في الصومال عام 1992، لكنّها واجهت إخفاقات كبيرة، ما اضطرها للانسحاب منها، ولعبت قطر وتركيا أيضًا أدوارًا مشبوهة في الصومال، إذ أعطت الشباب المجاهدين 250 ألف دولار من خلال عبد الرحمن النعيمي سنة 2012 وفقًا لتقرير صادر عن وزارة الخزانة الأمريكية.

وفي سنة 2009، طالبت مندوبة واشنطن إلى الأمم المتحدة سوزان رايس تركيا بأن توضح لقطر ضرورة إيقاف تمويل الشباب بحسب ما جاء في تسريبات ويكيليكس.

وقال رئيس الوزراء الصومالي السابق شريف شيخ أحمد خلال لقاء مع دبلوماسيين أمريكيين في ليبيا إنّ قطر أمّنت الدعم المالي للشباب.

وبحسب توفيق، كان واضحا أن هدف الدوحة هو تحويل الصومال إلى تربة خصبة للمنظمات الإرهابية كي تتجذر وتنمو.

وأشارت الوكالة الصومالية للأنباء إلى عقد اجتماع سري لضباط مخابرات من تركيا وقطر وإيران إضافة إلى ممثلين عن حزب الله، وحضر فهد ياسين الاجتماع أيضًا، وهو مسئول رئاسي صومالي بارز يتمتع بعلاقات قريبة مع الحكومة القطرية وداعية الإخوان يوسف القرضاوي.

وبحسب الوكالة الصومالية، أوكِل إلى ياسين مهمّة خلق المشاكل للإدارات المحلية داخل الصومال.

ولفتت توفيق إلى تأسيس قطر غرفة عمليات داخل سفارتها في مقديشو تهدف إلى تنسيق نشاطات المجموعات الإرهابية داخل الدولة، وفي الوقت ذاته يقود ضباط مخابرات قطريون وإيرانيون فرقًا خاصة لدعم المجموعات الإرهابية نفسها.

وكان زكريا إسماعيل، القائد الأعلى لحركة الشباب المجاهدين جزءًا من هذه الفرق الخاصة، ويعمل لزرع بذور التوتر بين حكومة الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو من جهة وبين الدول المناهضة لسياسات قطر مثل مصر والسعودية والإمارات وغيرها من جهة أخرى.

وأشارت الوكالة الصومالية إلى أنّ قطر وإيران وحركة الإصلاح الإخوانيّة تشنّ حربًا بالوكالة في الصومال كي تسيطر عليها عبر الميليشيات السلفيّة.

وتحظى هذه الميليشيات أحيانًا بدعم من الإدارات المحلية، واتهمت صحيفة "سونا تايمز" الصومالية قطر وإيران والإخوان بالعمل على تقويض الدولة الصوماليّة.

وأضافت الصحيفة أنّ قطر ترعى حركة الإصلاح من أجل تعزيز نفوذها وتوسيع حضورها الجيوسياسي في الصومال، واتهمت ياسين بالتعامل مع قطر لتأسيس ذراع عسكرية قطرية في البلاد نفسها. وقد تأسست حركة الإصلاح سنة 1978 كفرع أيديولوجي للإخوان في مصر.

ونقلت صحيفة "البيان" عن تقارير إعلامية دولية تحذيرها من تحويل الصومال إلى ثكنة قطرية لتجنيد المرتزقة الذين سيتحولون لاحقًا إلى مقاتلين في بؤر التوتر وفق ما تقتضيه أجندات نظام الدوحة الإرهابي.

وقالت التقارير إن قطر بدأت في وقت سابق تجنيد شباب عاطلين من منطقة القرن الأفريقي، التي مزقتها الحرب، خصوصًا الصومال، لزيادة عدد جيشها، ما يمثل استمرارًا لانتهاج "استراتيجية دفتر الشيكات" التي تمارسها الدوحة.

وتشير مصادر مطلعة من داخل الدوحة إلى أن نسبة المرتزقة الصوماليين في الجيش القطري تصل إلى 27 بالمئة، بما يجعلهم يمثلون الجنسية الأكثر حضورًا، وتأتي بعدها مباشرة الجنسيات السودانية والباكستانية واليمنية.

وأوضحت توفيق أن تركيا حاولت الفوز بموطئ قدم في الصومال سنة 2005، وأسست قاعدة عسكرية في خليج عدن أواخر سنة 2017 بحجة مكافحة الإرهاب.

وزار فرماجو تركيا في أبريل 2017 من أجل تحسين العلاقات مع أنقرة، حيث استقبله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحفاوة. وفي تلك الأثناء، كانت تركيا تتحضر لافتتاح قاعدتها العسكرية الثانية في الخارج داخل مقديشو.

وكتب فرماجو على "تويتر" أنّه سيتم افتتاح تلك القاعدة "قريبًا"، مشيرًا إلى أنّ "الجيش الصومالي سيكون قويًا مجددًا". وجاء تأسيس تلك القاعدة بناء على اتفاق وُقع في مارس 2015 خلال زيارة قام بها أردوغان إلى الصومال.

وبحسب شبكة "بي بي سي"، تعد القاعدة العسكرية التركية في الصومال، التي تضم ثلاث مدارس عسكرية بجانب منشآت أخرى، أكبر قاعدة تركية خارج البلاد، وهي بمثابة معسكر تدريب تعمل بطاقة تدريب تصل إلى 1500 جندي صومالي.

ونقل موقع "24" عن المساعدة السابقة لوزير الخارجية المصري للشئون الإفريقية منى عمر إنّ تركيا دولة غير صديقة وتدعم منظمات إرهابية نشطة داخل مصر، وأضافت أنّ القاهرة لا تستطيع تقبّل الوجود التركي في البحر الأحمر.

وخلصت الباحثة نرمين توفيق إلى إنّ التواصل بين المجموعات الإرهابية داخل الصومال وتلك التي تشبهها داخل اليمن هو مصدر قلق بالغ للدول العربية المناهضة للإرهاب. وتدعم قطر بكثافة المجموعات المرتبطة بالقاعدة وداعش في الصومال واليمن معًا، وهذا يجعل من تدخل الدول العربية في الصومال لإنقاذها من المخططات التي قد تحولها إلى مصدر للخطر على الأمن العربي ضرورة ملحة.