إخونة الجيش الوطني..
تقرير: هل أصبح الجيش اليمني "جمعية إخوانية"؟
لم يدرك (ماجد) – اسم مسعار- لجندي في معسكر بدر بخور مكسر انه سوف يستلم نصف مرتبه، بينما النصف سيذهب إلى خزينة قائد اللواء، في استقطاع غير قانوني، وفي ظل ظروف يعيشها جنود الجيش في مدينة عدن ومأرب.
آلاف الجنود الذين تم خصم النصف من مرتباتهم، وهو ما تقول مصادر في لجان صرف المرتبات إن الخصومات تصل إلى الملايين شهريا إلى (عشرة ملايين ريال) في بعض الأولية التي تصل قوتها البشرية إلى ثلاثة ألف جندي وضابط، وهناك معسكرات تضم اسماء وهمية رواتبها تذهب إلى جيب قائد اللواء دون محاسبة.
يقول ماجد "ذهبت مسرعا إلى لجنة صرف الراتب على أمل ان احصل على مرتبي كاملا، لكن المسؤول المالي خصم من راتبي النصف، وحين سألته، اخبرني أن الفلوس تذهب إلى قائد اللواء وانه مجرد موظف يصرف حسب تعليمات قائد اللواء.
وقال "انا احد الذين تعرضوا للخصم والاستقطاع من راتبي على الرغم من انني متواجد على مدار الساعة في المعسكر، وقد تم خصم من راتبي احد عشر الف ريال يمني، عشرة الف ذهبت إلى جيب القائد وألف ريال ذهبت إلى وزارة الدفاع التي تخصم رسميا ألف ريال على كل جندي.
الفساد يتضاعف
يتحدث احد الصرافين في عدن "إن هناك قوائم كبيرة لجنود تسلم رواتبهم لقادة الألوية في عدن، وهو ما يؤكد أن تلك القوائم ما هي الا مجرد اسماء وهمية، على غرار ما كان يفعله قائد الفرقة الأولى مدرع اللواء علي محسن الأحمر الذي كانت لديه آلاف الاسماء لعسكريين وهميين كانت تذهب رواتبهم لبناء إمبراطورتيه العسكرية والمالية.
يقول الصراف لـ(اليوم الثامن) "الفساد المالي في الجيش اليمني مهول، فهناك أموال تنهب بأسم الجيش من تغذية ونحوه تصل الى المليارات شهريا وتذهب إلى جيوب القادة، وهناك قادة يمنحون عشرات الجنود اجازات مفتوحة على ان يذهب نصف الراتب للقائد والنصف الأخر للجندي (مقاسمة)".
ولفت إلى ان ما يحصل بعد الحرب الأخيرة التي يشنها الحوثيون على البلاد، أصبح الفساد المالي في الجيش اليمني يمارس بإضعاف كبيرة، وهناك من يتاجر بالأسلحة الخاصة بالجيش للحصول على الأموال.
وقال "خلال عملي في عدن كمندوب مالي في احد المعسكرات تبين لي ان الكثير من ألوية الجيش في عدن تتبع قوى حزبية، والخصم على الجنود مهمة روتينية، وذلك لتغطية صرفيات ضباط وقادة تلك المعسكرات، أنه أمر محزن للغاية في ظل انهيار كل شيء، فالجيش الموجود في عدن عبارة عن كشوفات في الرواتب فقط، والاسماء الحقيقية يحصل افرادها على نصف الراتب، في حين يتم نهب رواتب جنود بشكل كامل بدعوى انهم متغيبون من الحضور.
وأكد أن الأموال التي تخصم وتستقطع على الجنود لا تذهب إلى مالية قيادة المنقطة العسكرية في او وزارة الدفاع وانما تذهب في اكياس إلى منزل قائد اللواء ومنها إلى المصارف والبنوك لشراء العملات الصعبة.
ولفت إلى انه مع كل عملية صرف راتب للجنود تتعرض العملة للانهيار، نتيجة الاقبال على شراء العملة الخارجية من المصارف.
ضابط عسكري في عدن، قال لـ(اليوم الثامن) "عملية خصم او استقطاع الرواتب في عدن، ليست قضية فساد، هناك من يدير هذه الاموال ويستثمرها وتذهب إلى الخارج بالعملة الصعبة، بل هي عملية ممنهجة، هناك من يدير هذا الاموال بالتنسيق بين قادة عسكريين كثر، المسألة ليست فساداً مالياً".
وأكد الضابط الذي طلب عدم الاشارة إلى اسمه "أن قادة عسكريين باتت لديهم استثمارات مشتركة في مصر وتركيا وفي مأرب وعدن، وكلها من رواتب الجنود ومن اعمال النهب بأسم الجيش الوطني وقوات الأمن".
إخونة الجيش في مأرب
مأرب العاصمة الإخوانية، حيث يتمركز أكبر تعداد عسكري للجيش اليمني التابع لإخوان اليمن، والذي تفوق قوته البشرية نحو 200 ألف جندي وضابط، تمارس أكبر عملية فساد، فنهب الأسلحة وبيعها ، إلى نهب أموال التغذية للجيش التي تصل إلى الملايين يومياً، ناهيك عن اعمال الاستقطاع التي يمارسها قادة عسكريون إخوان، فقد أكد مراسلنا "أن مسئولا عسكريا في مأرب يستقطع ملايين الريالات من مستحقات الجنود، الأمر الذي هدده الجنود برفع دعوى قضائية ضده.
وكشف مصدر عسكري خاص في هيئة الأركان العامة بمحافظة مأرب شرقي اليمن، لمراسل ‘‘اليوم الثامن‘‘ اليوم الأحد، 27/أيار/2018م، عن عمليات نهب واسعة يقوم بها ضابط رفيع المستوى في هيئة الأركان.
وقال المصدر الذي فضلّ عدم ذكر اسمه خشيةً من الانتقام، إن ‘‘مدير إدارة العلاقات العامة بهيئة الأركان العميد الركن علي عبدالله الثور يستقطع مبالغ مالية مهولة من رواتب الموظفين بشكل شهري‘‘.
وأشار المصدر الى أن الثور يستقطع أحياناً عن الموظف الواحد مبلغاً يصل الى 80 ألف ريال يمني، ويقوم بتهديد الموظفين بنقلهم في حال رفضوا الخصم من روابتهم".. مبيناً أن عدد الموظفين الذين شملهم هذا الاجراء حتى الآن يصل الى 55 موظفا.
وبين المصدر ان مدير العلاقات العامة بهيئة الأركان، لم يكتفِ بهذا وحسب، بل يعمل على أخذ المواد الغذائية ‘‘تعيون‘‘ الموظفين، أي الاعاشة الشهرية التي تصرف لهم من المواد الغذائية، حيث تصل قيمتها الى عشرات الملايين شهرياً.
ولفت الى أن الهيئة اعتمدت مبلغ 4 ملايين ريال شهرياً لإدارة العلاقات العامة، غير أن الثور يقوم بمصادرة هذه الأموال لحسابه الخاص مقابل تزوير وثائق وهمية لإخلاء عهدته من هذه المبالغ.
ونقل المصدر عن زملائه، أن حراكاً واسعا في الدائرة ضد هذه التصرفات. مشيراً الى أن الموظفين من أفراد وصف وضباط باتوا يطالبون بلجنة تحقيق لاسترداد حقوقهم المنهوبة وإيقاف هذه التجاوزات.
جبهة نهم وميدي
وقال قادة عسكريون في الجيش اليمني أن جبهة منهم شرق صنعاء وميدي في الغرب، تعد أكبر ثقب، ألتهم كل ما قدمته دول التحالف العربي لدعم الحرب ضد الحوثيين.
فالجبهتان وعلى مدى ثلاثة أعوام لم تحقق اي تقدم، الأمر الذي دفع قيادي حوثي الى القول "إن هناك تنسيق مشترك بينهم وبين الإخوان، وان الهدف من الحرب هو بناء قدرات عسكرية للشماليين.
وقال القيادي الحوثي محمد العماد في مقابلة تلفزيونية "الحرب في الشمال غير حقيقية، أنهم لا يخوضون حرب حقيقية، بل يضحكون على التحالف، فنحن على تنسيق مع كل ابناء اليمن على ضرورة استنزاف التحالف العربي".
يرتبط الإخوان بشكل وثيق بالنظام القطري الذي تحالف في معسكر مضاد للتحالف العربي (يضم تركيا وإيران وقطر)، فالحرب في الشمال يعترف اطرافها ان الهدف منها هو الحصول على مكاسب مالية وعسكرية، دون اي حسم عسكري.
فيما يقول وزير الإعلام اليمني معمر الإيراني "إن الشرعية لا تريد اقتحام صنعاء، بل الهدف محاصرة العاصمة اليمنية واجبار الحوثيين على القبول بتسوية سياسية".
ولم تكتف القوى الإخوانية في مأرب بنهب ما يصلها من أسلحة وأموال، بل يقول قادة عسكريون "إنها اصبحت تمارس الابتزاز على السعودية التي وفرت لهم كل سبل الدعم.
"فنهاية كل شهر ينطلق صقور الإخوان في تركيا في حملة منظمة ضد التحالف العربي، حتى يخرج اليدومي ليشيد بتحالف دعم الشرعية فتتوقف تلك المطابخ الإعلامية"، يقول إعلامي في قناة اليمن الرسمية التي تبث من الرياض.
ويضيف "الحملات الإخوانية ضد التحالف العربي تتم بتنسيق مسبق مع حمائم الإخوان في الرياض، والهدف ابتزاز التحالف للحصول على المزيد من الدعم المالي والعسكري.
بالنظر إلى الخصومات الشهرية من رواتب الجنود، بات من المؤكد ان الحرب في اليمن والجيش اليمني تحول إلى جمعية إخوانية لجمع الأموال، فالجنوبيون يؤكدون أن حزب الإخوان الذي يمتلك وحدات عسكرية في الجنوب يستعد لحرب قادمة مع الجنوب الهدف منها بسط السيطرة على كل مفاصل البلاد، في مسعى لاستعادة الاحتلال العسكري السابق للبلاد.
يرفع الإخوان شعار الدفاع عن الوحدة اليمنية، في حين يقول جنوبيون إن قوات مأرب هدفها استعادة سيطرة الجنرال الإخواني علي محسن الأحمر على ابار النفط في شبوة، وعدم خوض الجيش في مأرب لمعارك حقيقية ضد الحوثيين، يشير بأن مهمته القادمة الجنوب وليس صنعاء.
وسبق وقامت حكومة هادي بضم اجزاء من محافظة شبوة على مأرب، الأمر الذي اعده جنوبيون بانه تأكيد على المساعي الإخوانية للسيطرة على حقوق النفط في ريف شبوة.