تسليم مواقع للحوثيين..

تقرير: كيف عرقل "إخوان اليمن" تحرير البيضاء

مسلحون من اطراف الصراع في اليمن

مأرب

تراجعت وتيرة العمليات العسكرية لقوات الجيش والمقاومة في محافظة البيضاء وسط اليمن، بشكل ملحوظ، عقب زيارة الفريق محمد المقدشي، مستشار القائد الأعلى، لجبهة قانية وعقد اجتماع للقيادات العسكرية والميدانية.
وقد شكلت زيارة الفريق المقدشي لمنطقة قانية بداية الارتداد العكسي للعمليات العسكرية ضد ميليشيا الحوثي في محور البيضاء، حيث خفتت وتيرة عمليات القوات الحكومية منذ مطلع شهر مايو الجاري لاسيما في الجبهتين الرئيستين (ناطع – الملاجم) و(قانية -السوادية) وأضحت شبه متوقفة حالياً.
ومنذ مطلع شهر ديسمبر وحتى منتصف أبريل الماضي نفذت قوات الجيش والمقاومة في محافظة البيضاء عمليات عسكرية أحرزت خلالها تقدما ميدانيا كبيرا وأثمر السيطرة على مرتفعات ومناطق استراتيجية انطلاقاً من الجهة الشرقية للمحافظة وتحديداً من محافظتي مأرب وشبوة المحاذيتين والوصول إلى مناطق فضحة بمديرية الملاجم والسيطرة على الطريق الرابط بين بيحان ومحافظة البيضاء.
وفي قانية سيطرت قوات الجيش على سوق قانية ثم الجبال المحيطة به مثل العر ومسعودة ثم خدار العرجا وسلسلة جبال اليسبل الاستراتيجية.
بيد أن عمليات القوات الحكومية ضد الميليشيا توقفت فجأة عقب زيارة المقدشي، إذ تحولت لاحقا قوات الجيش والمقاومة من وضعية الهجوم إلى وضعية الدفاع عن المكاسب التي حققتها قبل زيارة الجنرال.
وقد أتاح هذا التراجع لميليشيا الحوثي فرصة لالتقاط أنفاسها وإعادة ترتيب صفوفها المتهاوية ومن ثم البدء بشن هجمات مضادة على مواقع القوات الحكومية وتكثيف محاولات استعادة مواقع خسرتها في تلك الجبهات.
وشنت المليشيا الحوثية قبل أيام هجوماً على مواقع الجيش بجبهة ناطع ومديرية الملاجم وقالت مصادر عسكرية إن قوات الجيش تصدت للهجوم على مواقعها في مفرق أعشار.
وتزامن الهجوم مع هجوم مماثل للميليشيا على مواقع الجيش والمقاومة في منطقة خدار العرجا ومواقع استراتيجية في جبهة قانية.
ولم تقتصر هجمات الحوثيين على هذين الهجومين، فقد كاد هجوم واسع شنته الميليشيا مطلع الأسبوع الماضي أن يسقط منطقة خدار العرجاء بجبهة قانية، ورأس الغول وسفال العر من أيدي الجيش لولا تدخل مقاتلات التحالف الدولي لحدث ما لا يحمد عقباه.
وقد انعكس توقف عمليات القوات الحكومية سلبا على وضع المدنيين إذ قصفت ميليشيا الحوثي منازل سكان وقتلت نساء وأطفالا وهجرت عشرات الأسر جراء الهجمات.
وعن أسباب توقف الجبهات الحكومية في البيضاء، كشفت مصادر عسكرية ميدانية، عن معلومات تؤكد ضلوع قيادات موالية لحزب الإصلاح بالتنسيق مع الفريق المقدشي، في تعطيل العمليات العسكرية بدافع التكسب من الحرب على حساب معاناة السكان ودماء المقاتلين في جبهات التماس.
وقال مصدر عسكري لموقع "نيوز يمن"، إن قائد اللواء ١١٧ المكلف بتحرير قانية متواجد حاليا في مدينة مأرب منذ مطلع شهر رمضان.
وأكد أن عملية تحرير سوق قانية قادها مقاتلون قبليون من "بني عبد ومسعودة مراد والعر آل عواض، فيما نشر اعلام اللواء ١١٧ مقطع فيديو يزعم أن اللواء حرر "خدار العرجا"، مع أن الأطقم العسكرية للواء لاتزال "مطربلة".

وقال المصدر: "لا توجد نية حقيقية لتحرير البيضاء وتأمينها وهناك مشروع لقيادات عسكرية من تجار الحروب للاسترزاق، فخدار العرجا أضحت سيناريو شبيهاً بسيناريو تبة القناصين في نهم كل أسبوع يحرروها فقبل ثلاثة أسابيع من وصول قوات الجيش إليها ادعى إعلام الإصلاح أنه في (خدار العرجا) وبعد ثلاثة أسابيع ونصف احتفل بتحرير (خدار العرجا) لكنه عاد الأيام الأخيرة للحديث عن هجمات المليشيات الحوثية على (خدار العرجا)".
وأضاف: "المعارك حتى اليوم لا تزال تدور في قانية (التي تحررت في منتصف أبريل) ويستمر الكر والفر والضحية هم المدنيون بالدرجة الأولى. وهنا تتضح الحقيقة التي يجب إيضاحها، خلاصتها: أن أبناء البيضاء لا يريدون الإخوان المسلمين ولا جيوشهم ولو أن أبناء الأرض معهم لكانوا قد أخرجوا مليشيات الحوثي منذ وقت مبكر".
في حين يتساءل مواطن في خضم حديثه عن سرقة انتصاراتهم: "أين جاء اللواء ١١٧ الذي قالوا كان ما يمشي المقدشي في نهم إلا إذا هم قدامه لكنهم ضاعوا في قانية. ما سمعنا من بطولاتهم إلا يوم تركوا اثنين من أفرادهم محاصرين أربعة أيام لما استشهدوا".
ويقول أحد وجهاء البيضاء إن "كل هذه التضحيات تهون إذا كان الهدف سامياً كتحرير البيضاء ونبيلاً كتأمينها بعد تحريرها وهذا هو الأهم، لكن حين يكون هدف الحرب في جبهة قانية ليس تحريرها وإنما من أجل الاسترزاق وحسابات انتقامية ضيقه من قبل قيادات الإخوان المسلمين فهذا يحز في النفس أن يتم استغلال رغبة القبائل ودمائهم ومناطقهم في التحرير بشكل رخيص".
ويضيف: "الآن وضع الإصلاحي في الجبهة خير من وضع المغترب الذي في الخليج بألف مرة".

مواطن من مديرية ردمان تساءل قائلاً: "ما دام الجيش واحداً فلماذا لا يقاتلون مع آل حميقان في الزاهر ومع أهل ذي ناعم وفي الحازمية على الرغم من أن المسافة قريبة جداً وقوامهم ١٧ كتيبة عسكرية محسوبة على عدة ألوية".

فساد المرتبات في جبهة قانية
تمارس قيادات عسكرية تابعة لحزب الإصلاح فساداً مالياً مهولاً في جبهات البيضاء التي تتواجد فيها قوات وألوية خاضعة للإخوان المسلمين، حيث يتم إجبار المقاتل في جبهة قانية عند صرف الرواتب على البصمة باستلامه ١٢٠ ألف ريال بينما يتسلم في الواقع ١١٣ ألفاً.
عشرة آلاف مقاتل في الكشوف يتم استقطاع سبعه آلاف ريال على كل فرد أي أن إجمالي الخصم ١٤٠ مليون ريال في الشهر الواحد، هذا غير الأسماء الوهمية وغير أسماء الأشخاص التي تم خصمها عليهم بحجة أن أسماءهم لم تنزل في الكشوف وكشوف وهمية تطبع في فندق الرمال في مأرب بدون تصديقات رسمية.
كشفت وسائل إعلام يمنية عن استعادة ميليشيا الحوثي، الأربعاء، السيطرة على مواقع سبق وأن خسرتها في جبهة قانية بمحافظة البيضاء وسط اليمن.
ونقل الموقع عن مصدر قبلي قوله "إن ميليشيا الحوثي استعادت السيطرة على مواقع عدة في قانية بعد "مناوشات" مع القوات الحكومية، مؤكداً أن السيطرة أعقبت اشتباكات غير جادة، بين الجيش وميليشيا الحوثي، للتمويه على تسليم المواقع.
وأبان المصدر أنه تم تغيير الضابط السعودي ناصر العجمي، الذي كان يتولى مهمة الإشراف على جبهة قانية بالبيضاء، بآخر يدعى "أبو راجح"، لافتًا إلى أن العجمي كان يترك لحزب الإصلاح التصرف بالدعم العسكري والمالي في قانية بدون حساب أو رقابة"، مضيفاً "لذلك كانوا راضين عليه بشكل كبير".
ونوه إلى أن الضابط الذي تم تكليفه بمهمة الإشراف على جبهة قانية حاول أن يفرض رقابة على تصرف قيادات الإخوان بالدعم، إضافة إلى دعم جهات ليست محسوبة على الإصلاح وشخصيات من المنطقة، لافتاً إلى أن تحركات "أبو راجح" أغضبت حزب الإصلاح وبدأ يشعر بالتذمر.
وأضاف أن التراجع الكبير لقوات الجيش والمقاومة في جبهة قانية متعمد من جانب الإصلاح بهدف إظهار المشرف على الجبهة "أبو راجح" بالعاجز والفاشل أمام قياداته.
وتوقع المصدر أن يخضع "أبو راجح" لابتزاز قيادات الإخوان في جبهة قانية ما لم فإنهم سيسلمون مواقع جديدة للميليشيا الحوثي، ويحملونه المسؤولية، لافتا إلى أن هذا التكتيك الإخواني يهدف إلى إحراق الضابط السعودي وإفشال مهمته.
وقال مصدر قبلي آخر بالبيضاء: "حرب قانية حرب ابتزاز بالعلن للتحالف وسلب ونهب وتخريب لأهل المنطقة وتسليم واستلام وكل شيء بحقة (بمقابل مادي) للطرفين".
في حين قال مصدر عسكري، إن المعلومات التي تم تداولها في وسائل الإعلام عن تحرير مديرية قانية بشكل كامل غير صحيحة، مشيراً إلى أن ميليشيا الحوثي لا تزال تسيطر على "اليسبل" و"خدار العرجى".
وأضاف أن ميليشيا الحوثي تحتفظ بتواجدها في مواقع بعد سوق قانية من اتجاه مدينة مأرب، وكذلك في الجبال المطلة على السوق.
وأكد المصدر أن قيادات تابعة لحزب الإصلاح تبيع لميليشيا الحوثي ذخائر متنوعة في جبهة قانية.