احتلال مأرب..

تقرير: "إخوان اليمن".. المزاوجة بين السلطة والثروة

قيادات إخوانية أشرفت على بناء جيش إخواني في مأرب

صنعاء

بعد ثلاث سنوات من النزاع المسلح في البلاد، بات حزب الإصلاح (فرع الاخوان المسلمين في اليمن) الرابح الأكبر من الحرب القائمة، إذ انتهز الكثير من الفرص، وتحكم بمصادر الثروة وإدارتها عبر شبكات مصالح واسعه، ودوائر تنفيذية في هرم السلطة تتبع الجماعة.

ويُشدد تنظيم الاخوان المسلمين في اليمن، قبضته على محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز، وأكثر المحافظات اليمنية مُدرة للأموال في الفترة الراهنة.

وتمتنع السلطة المحلية بمحافظة مأرب عن توريد مواردها للخزينة العامة للدولة بذريعة ثروة مأرب لأهلها.

ويُسيطر تنظيم الإخوان المسلمين، على إيرادات 8 آلاف برميل من النفط يومياً، تُكرر بمصفاه مأرب، وتُباع في السوق المحلية، من خلال السلطة المحلية التابعة للجماعة، ممثلة بالشيخ سلطان العرادة.

ووفقاً للبيانات الرسمية، يتحكم تنظيم الإخوان بموارد إنتاج 2150 طناً من الغاز المنزلي يومياً، وبقيمة 85 ألف ريال للطن، لتتجاوز الإيرادات السنوية لمورد الغاز المنزلي أكثر من 80 مليار ريال.

كما تسيطر الجماعة على الميناء البري منفذ الوديعة وتصل إيراداته الضريبية والجمركية نحو 144 مليار ريال سنوياً.

وعلى الرغم من إعلان، الشيخ سلطان العرادة، بأن ثروة مأرب تعود لأهلها، إلا أن ما يتم إعلانه من مشاريع لا تساوي ربع الدخل للمحافظة لعام واحد، في الوقت الذي تحشد الموارد المالية لمحافظة مأرب منذ ثلاث سنوات.

وقال مراقبون، إن جماعة الإخوان المسلمين تعمل في اليمن على جمع الثروة، من خلال بيع الأسلحة، والمضاربة بالعملة، وبيع الوقود بطرق رسمية وغير الرسمية- السوق السوداء- وشراء وبيع الولاءات، مشيرين إلى أن الجبهات العسكرية في القرى والمدن، أصبحت بمثابة المشاريع الصغيرة بيد الجماعة تدرُ عليها عوائد مالية تُحركها حينما تشأ.

وتمكن حزب الإصلاح في اليمن، خلال الثلاث السنوات الماضية، من توسيع دائرة المصالح للتنظيم، من خلال تعيين المنتمين للحزب في مناصب قيادية، وإدارية وسياسية في الجهاز العسكري والإداري للدولة.

إضافة إلى حصولهم على مزايا مالية مباشرة من خلال العطايا المالية التي يحصلون عليها، فيما تكونت شبكات فساد منظمة وغير المنظمة في بدن الدولة.

وينشط تنظيم الإخوان في تجارة السوق السوداء، وتهريب الوقود للحوثيين، وتعد محافظتا مأرب وحضرموت واحداً من مصادر إمداد المشتقات النفطية إلى المحافظات التي يسيطر عليها الحوثيون عبر شبكة تجار ومهربين منظمة.

وكشف تقرير حقوقي عن وجود اتفاق بتقاسم المصالح بين السلطات المتواجدة في منفذ الوديعة ومهربي المشتقات النفطية من قيادات عسكرية ومدنية موالية لحزب الإصلاح، منها قيادات مقربة من علي محسن الأحمر ومنحت مؤخراً مناصب عليا.

وقال متابعون، مثل تنظيم الإخوان في اليمن قوى انتهازية، خلال فترة الحرب، دفعت بموالين وأفراد من الجماعة، نحو الثراء.

وقدر خبراء ماليون إيداعات أثرياء الحرب في البنوك الأجنبية بنحو 50 مليار دولار، جمعت هذه الثروة من خلال بيع أصول كان يمتلكها القطاع العام أو الخاص، إضافة إلى ثروات معدنية ونفطية وبحرية، وتجارة البشر وشراء الذمم، وأيضاً نهب وسرقة الآثار من مخطوطات وقطع أثرية وهي لا تقدر بثمن.

وأتهم ناشطون من محافظة مأرب حزب الإصلاح بسرقة الآثار وتهريبها إلى تركيا، وناشدوا الجهات الرسمية والسلطات الأمنية في المنافذ إيقاف عبث سرقة الآثار.

ويرى مهتمون أن تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن، بات المستفيد الأول، من بقاء ميليشيا الحوثي، ويناهض أي مشروع وطني يتضمن حسم الحرب، لما يشكل خطورة على مشروعهم التوسعي القائم على مزاوجة السلطة والثروة.

وباتت الجماعات الإسلامية المتطرفة في اليمن المنضوية تحت عباية الخلافة والولاية، تشكل تكتلاً لمافيا الفساد وجمع الثروة، وعلى الرغم من توجهاتهم المتضادة ومسمياتهم المختلفة، إلا أنهم يتفقون في استغلال وابتزاز مقدرات البلاد.

*المصدر