شعر..
مُعَلَّقَةُ..الْمَارِدِ الْعَبْقَرِيْ
الشاعر والروائي/ محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم
- بَيْنَ بَحْرِ الْحَنِينِ قُلْتُ:"أَمَانَا=وَاسْتَعَدْتُ الْأَسْفَارَ وَالْعُنْوَانَا
- صُلْتُ فِي الْحُبِّ مِنْ هَوِيسِ حَيَاتِي=وَاصْطَحَبْتُ الْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْإِنسَانَ وَالشَّيْطَانَا
- تُهْتُ فِي زَحْمَةِ الْحَيَاةِ وَقَلْبِي=عَانَقَ الْحُبَّ وَاصْطَفَى الْإِنْسَانَا
- كُنْتِ أَنْتِ الْحَيَاةَ إِنْسِي وَجِنِّي=تَفْرِدِينَ الْقِلَاعَ فِي بَغْدَانَا
- وَانْحَنَتْ لِي كُلُّ الْجِبَاهِ بِحُبِّي=وَاصْطَفَتْنِي لِقَلْبِهَا رُبَّانَا
- يَا لَبَحْرِ الْعَبِيرِ بَيْنَ شِفَاهٍ=تَطْلُبُ الْقُرْبَ وَاحْتَوَتْ مَا كَانَا!!!
- يَا لَقَلْبِي مِنْ لُغْدِهَا قَدْ كَوَانِي=فَأَرَدْتُ التَّقْبِيلَ وَالْعِرْفَانَا
- يَا لَرُوحِي مِنْ وَجْنَتَيْكِ تَعَالَيْ=تَمْزِجِينَ الشِّفَاهَ وَالْغُدْرَانَا
- يَا لَدَقَّاتِ مَارِدٍ عَبْقَرِيٍّ=قَدْ أَرَادَ التُّفَّاحَ وَالرُّمَّانَا
- قَبَّلَ الْجِيدَ فِي ابْتِهَالٍ حَزِينٍ=مَا أَشَدَّ الْأَهْوَالَ وَالْأَحْزَانَا!!!
- أَنْتِ يَا حُبُّ كُلُّ مَعْنىً نَبِيلٍ=عَانَقَ الْبَحْرَ قَبَّلَ الشُّطْآنَا
- أَرْمُقُ الْوَصْلَ فِي عُيُونِكِ مَوْجاً=عَبْقَرِيًّا خَاضَ الْحُرُوبَ زَمَانَا
- شَفَتَاكِ انْطَوَتْ بِقُبْلَةِ حُبِّي=وَاصْطَفَتْ لِي شَهْدَ الرَّضَابِ أَذَانَا
- رَشْفَةُ الشَّوْقِ صَوْتُهَا فَارِسِيٌّ=وَجَمِيلٌ قَدْ شَنَّفَ الْآذَانَا
- يَا حَيَاتِي وَأَنْتِ نَبْضُ حَيَاتِي=حِضْنُكِ الْغَضُّ قَدْ حَبَانِي الْأَمَانَا
- أَيْنَ قُدْسِي وَأَيْنَ فَلْذَةُ قَلْبِي؟!!!=اِسْأَلُوا لِي الْأَحْبَارَ وَالرُّهْبَانَا
- نَسَجُوا الْفَخَّ حَنَّطُوهُ مِرَاراً=تَبَّلُوهُ وَزَوَّدُوا الْحَبَّهَانَا
- لَمْ تَهُونِي يَا قُدْسُ بَيْنَ ضُلُوعِي=لَهْفَةُ الْعَوْدِ قَدْ أَبَادَتْ جَبَانَا
- لَمْ تَهُونِي يَا قُدْسُ سَوْفَ أُلْبِّي=دَعْوَةَ الْحَقِّ أَمْتَطِي ذَا الْحِصَانَا
- وَأُعِيدُ الْأَمْجَادَ سَيْفاً أَبِيًّا=يَسْتَعِيدُ الْآفَاقَ وَالْمَيْدَانَا
- لَمْ تَهُونِي أَنْتِ الْخَلَاصُ لِقَلْبِي=سَطَّرَ الْحُبَّ قَبَّلَ الْجُدْرَانَا
- لَمْ تَهُونِي يَا قُدْسُ طَالَ اشْتِيَاقِي=لَمْ تَهُونِي يَا حُبَّنَا وَهَوَانَا
- لَمْ تَهُونِي يَا قُدْسُ لَحْناً شَجِيًّا= قَدْ سَمِعْنَاهُ زَلْزَلَ الْأَرْكَانَا
- مَرَّ فِي الْأَنْبِيَاءِ قَامَةُ نَخْلٍ=عَرَبِيٍّ يَمْحُو سَنَاهُ الْهَوَانَا
- وَبِقَلْبِي اسْتَظَلَّ بَعْضَ ثَوَانٍ=خَضَّرَ الْجَدْبَ وَاسْتَبَاحَ الْبَيَانَا
- وَعَلَى شَعْرِيَ اسْتَرَاحَ قَلِيلاً=غَافِياً لَمْ يَدَعْ سَنَاهُ الْجِنَانَا
- قَالَ:"يَا حُورُ أَمْهِلِينِي قَلِيلاً=أَرْتَشِفْ مِنْ لُمَاكِ تِلْكَ الْقِنَانَا
- رَكِبَ الْبَغْلَ وَاصْطَفَانِي بِلَحْنٍ=يَسْلُبُ اللُّبَّ يَسْتَمِيلُ الْجَنَانَا
- عَادَ لِلْحُبِّ بَيْنَ قَلْبِي أَمِيراً=قَدْ حَبَانِي مِنْ نُورِهِ الرِّضْوَانَا
- نَطَقَ الْحُبُّ بِالسَّلَامِ عَلَيْهِ=وَمَضَى الْقَلْبُ يَسْتَطِيبُ الْحَنَانَا
- تَعْجَبِينَ الْغَدَاةَ مِنِّي أَمِيراً=عَاشَ بِالْحُبِّ وَاسْتَطَابَ الْقَرَانَا؟!!!
- ذَاكَ قَلْبٌ تَعَجَّبَ الْحُبُّ مِنْهُ=وَاسْتَهَلَّ الْأَحْدَاقَ وَالْأَلْوَانَا
- قَالَ:"يَا لَيْلُ أَيْنَ صُورَةُ عُمْرِي=تَكْسِبُ الْفَضْلُ تَسْتَمِيلُ الرِّهَانَا
- ظَنَّتِ الصَّبَّ طَامِعاً فِي مَتَاعٍ=تَرَكَتْ نَفْسَهَا تَرُومُ السِّنَانَا
- وَأَفَاقَتْ لِنَفْسِهَا وَاسْتَفَاقَتْ=بَعْدَ أَنْ كَانَ مِنْهُمَا مَا كَانَا
- وَارْتَأَتْ حُبَّهَا الْكَبِيرَ نَمِيراً=يَبْعَثُ الْخَيْرَ يَكْرَهُ الْأَمْرِكَانَا
- وَاحْتَوَتْ قُدْسَهَا الْجَمِيلَ بِحِضْنٍ=يَبْعَثُ الدِّفْءَ يَسْتَرِدُّ الدِّنَانَا
- أَنَا أَدْرِي الْمُنَى وَحُبُّكِ بَانَا=وَحَدِيدُ الْوِصَالِ يَا لَيْلُ لَانَا
- وَبُحُورُ الْحَنَانِ أَدْخَلْتِنِيهَا=رُحْتُ مِنْ كَفِّهَا شَرِبْتُ الْجُمَانَا
- أَنْتِ يَا مَنْ رَوَيْتِ مَطْلَعَ زَهْرِي=بِنَدَاكِ الْخَلَّاقِ وَالَى السِّمَانَا
- لَحْنُكِ السَّلْسَلُ الرَّفِيقُ تَوَالَى=وَتَوَلَّى الْأَزْهَارَ وَالسِّمَّانَا
- سَطِّرِي الْحُبَّ بِالْمُنَى مَلْحَمَاتٍ=خَالِدَاتٍ يُسْبِينَ تِلْكِ الْحِسَانَا
- قَمَرِي أَنْتِ وَالشِّفَاءُ رَهِينٌ=بَيْنَ رِمْشَيْكِ وَالْمُقَدَّرُ جَانَا
- بَسْمَةُ الْحُبِّ مِنْ شِفَاهِكِ نَارٌ=خَلَّفَتْنِي فِي جَوْفِهَا نِيرَانَا
- زَهْرَةَ الْيَاسَمِينِ طَالَ اشْتِيَاقِي=فَانْفُخِي لِي وَأَظْهِرِي الصَّوْلَجَانَا
- سَلِّمِي لِي عَلَى رَبِيعِكِ حُبِّي=وَاحْضُنِينِي وَأَسْعِفِي الْوَلْهَانَا
- إِنَّنِي مُغْرَمٌ بِفِيكِ وَثَغْرِي=ذَابَ شَوْقاً وَذَوَّبَ الْأَسْنَانَا
- رِيقُكِ الشَّهْدُ وَالرِّضَابُ جُنُونِي=وَالْهَوَى الْعَذْبُ شَوَّقَ الْحِيتَانَا
- أَنَا يَا مُقْلَةَ الزَّمَانِ حَفِيٌّ=بِنَدَاكِ الْجَمِيلِ فَكَّ الْعَنَانَا
- اِرْسِمِينِي فِي قَلْبِكِ الْحُلْوِ صَبًّا=مَارَسَ الْعِشْقَ وَاحْتَوَى الْمَهْرَجَانَا
- وَخُذِينِي بَيْنَ الرَّمُوشِ وَنَامِي=نُبْدِعُ الْحُبَّ سَاحِراً مَاضَنَانَا
- مِنْ جِهَاتِي يَهِلُّ عُمْرِي وَيَهْذِي=أَيُّهَا الْعُمْرُ غَادِرِ الْهَذَيَانَا
- أَيُّهَا الْعُمْرُ قَدْ دَهَتْنِي بِشَيءٍ=يَجْلِبُ الْهَمَّ يُوقِظُ الشَّنَآنَا
- مِنْ حُقُولِ الْأَحْزَانِ قَطَّفْتَ زَهْرِي=فَبَكَيْتُ الْأَزْهَارَ وَالرَّيْحَانَا
- يَا رَبِيعَ الْأَطْيَارِ أَدْرِكْ شَبَابِي=كَادَ أَنْ يَنْحَنِي وَلَا يَتَوَانَى
- يَصْرُخُ الْفَجْرُ يَا شَبَابُ اسْتَعِدْ لِي=ظَبْيَةَ الْقَيْرَوَانِ وَالْغِزْلَانَا
- قَالَ:"يَا شَاعِرَ الشَّبَابِ اسْتَفِقْ لِي=سَوْفَ تَغْزُو الْأَحْلَامَ وَالْقَيْرَوَانَا
- وَأَهَلَّتْ وُرُودُهَا ضَحِكَتْ لِي=فَاسْتَعَدْتُ الشَّبَابَ وَالْوِلْدَانَا
- هَمَسَاتِي إِلَيْكِ مِنْ بَوْحِ ثَغْرٍ=يَعْشَقُ الثَّغْرَ سَلْطَنَ الْأَذْهَانَا
- اِمْنَحِينِي الرَّضَابَ أُشْبِعْ حَنِينا=نَالَ مِنِّي وَقَدْ نَصَبْتُ الصِّوَانَا
- دَفْتَرَ الْحُلْمِ شَلِّحِيهِ وَسِيرِي=نَحْوَ قَلْبِي فَقَدْ عَشِقْتُ الْحِضَانَا
- اِرْتِحَالَاتُكِ الْجَمِيلَةُ نَحْوِي=أَسَرَتْنِي وَقَدْ شَحَذْتُ السِّنَانَا
- يُرْسَمُ الْحُلْمُ فِي جِنَانِ هَوَانَا=قُبُلَاتٍ تُحَدِّثُ الْإِنْسَانَا
- حَدَّثَ الْكُلُّ عَنْكِ لَيْلُ وَعَنِّي=أَتْرَعُوا الْكَأْسَ قَلِّدُوا الْبَغْبَغَانَا
- اِرْتِحَالُ الْأَفْكَارِ بَاتَ وَشِيكاً=وَمَعَ النَّهْدِ أَشْبِعُ الطَّيْلَسَانَا
- اِسْبَحِي فِي بَحُورِ حُبِّي وَعِشْقِي=وَارْسِمِينِي مَعَ الْهَوَى فَدَّانَا
- مَوْجُ قَلْبِي هَوَاكِ بَعْدَ اصْطِفَاءٍ=غَمَرَ الْجِسْمَ وَابْتَغَى الْأَغْصَانَا
- مَيِّلِي لِي عَلَى ضِفَافِ هَوَانَا=وَاسْكُبِي الشَّهْدَ فِي الرُّبَى أَطْنَانَا
- وَدَعِينِي أُتْحِفْكِ كَأْسَ عَنَائِي=فَوْقَ خَدَّيْكِ أَسْتِمِيلُ الْحِسَانَا
- بَادِلِينِي عَلَى الْمَدَى قُبُلَاتٍ=أَبْتَدِي الْعُمْرَ أَسْتَضِيفُ الشُّطَانَا
- أَرْكَبُ الْمَوْجَ فِي سَوَاحِلِ حُبِّي=وَأُغَنِّي وَأَعْزِفُ الْأَلْحَانَا
الشاعر والروائي/ محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم