عام على المقاطعة..
تقرير: قطر.. تعيد صناعة الإرهاب في اليمن
قطر تعيد صناعة الإرهاب في اليمن، هذا ما أكدته الكثير من المشاورات واللقاءات والتصريحات المتبادلة بين الإخوان والحوثيين الذين يسعون لخلق تحالف مناهض للتحالف العربي الذي تقوده السعودية، وهو الأمر الذي تشير تقارير صحافية إلى أن الدوحة تريد شرعنة الانقلاب الحوثي، بالتنسيق مع جماعة الإخوان التي تمتلك نفوذاً كبيراً في الشرعية والرئاسة اليمنية.
ورفض مسؤولون في حكومة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي التعليق على المقاطعة العربية لدولة قطر المتورطة بدعم الحوثيين والتنظيمات الإرهابية، الأمر الذي فسرته مصادر سياسية عليمة بانه سقوط في وحل الدوحة لحكومة هادي التي تقيم في عاصمة دول المقاطعة الرياض.
اجرينا اتصالات على مدى الايام الثلاثة الماضية ببعض المسؤولين اليمنيين في حكومة هادي للتعليق حول مرور عام على المقاطعة لقطر، لكنهم رفضوا، فيما ألمحت وسائل إعلام جنوبية إلى أن مدير مكتب هادي ورجل الدوحة في قصر الرئاسة عبدالله العليمي وجه المسؤولين والوزراء بعدم الإدلاء بأية تصريحات مناهضة للدوحة، متوعداً بإقالة كل من يدلي بأي تصريح حول الازمة العربية مع قطر.
يبدو أن التحركات الأخيرة والاختراق في الحكومة الشرعية هي شرعنة قطرية للانقلابيين في صنعاء من خلال تمكينهم من الحكم وافشال جهود التحالف العربي الرامية إلى تحرير اليمن من التدخل الإيراني.
وبالتزامن مع تسليم مواقع للحوثيين في جبهة الجوف شن إعلام الإخوان هجوما عنيفا على القوات المشتركة في جبهة الساحل الغربي، التي تسعى لاستعادة مدينة الحديدة الاستراتيجية حيث الميناء المهم.
فالإخوان يسعون إلى استثمار انتصار تهامة من خلال السيطرة على المدينة واقصاء الاطراف التي تقاتل لتحرير المدينة، فهناك قواسم مشتركة تجمع الإخوان والحوثيين وهو اخضاع كل اليمن للنفوذ الايراني والقطري.
ويعتقد الحوثيون الموالون لإيران أنهم يمضون في استكمال انقلابهم في بناء دولة طائفية في شمال اليمن، وان الحليف الإقليمي الجديد (قطر) سوف يجعلهم يكسبون شرعية للانقلاب على غرار الشرعية التي اكتسبها نظام حمد بن خليفة الذي اطاح بحكم والده الأمير خليفة آل ثاني.
لا يزال هناك الكثير من اليمنيين يستغربون عن سر صمود الحوثيين طوال هذه السنوات الثلاث، وكيف انكسروا في محافظات الجنوب في أقل من اربعة اشهر على غزو هذه المحافظات.
ما سر الصمود؟
يشخص الخبير والمحلل السياسي الدكتور حسين بن لقور "أن المسألة تتعلق بأن هناك قوى يمنية غير جادة في قتال الحوثيين"؛ في اشارة إلى تنظيم الإخوان.
وأوضح بن لقور "لم يصمد الحوثيون لانهم على حق ولا لأنهم يمتلكون الشجاعة والقوة الكافية، أثبتت السنة الاولى من الحرب انهم ينكسرون و يخسرون بسرعة عندما يواجهون قوة مؤمنة بقضيتها ولكنهم صمدوا في وجه الشرعية لأنهم وجدوا منظومة فاسدة ليس لها قضية الا التكسب والارتزاق و لا تحمل أي مبادئ سياسية صادقة لذلك لم يحققوا أي انتصار على الحوثيين".
الإقرار بالدعم القطري
الحوثيون الذين تدعمهم إيران علناً، باتوا اليوم يؤكدون أنهم يتلقون دعما قطريا متواصلا منذ بدء تمردهم في جبال صعدة في العام 2004م.
لكن الدعم القطري الذي أقر به الحوثيون مؤخراً هدفه شرعنة انقلابهم، من خلال الايعاز إلى قوى الإخوان المتحالفة مع الدوحة لعرقلة العمليات العسكرية في شمال اليمن.
فقد أكد القيادي في المقاومة الشعبية بمحافظة البيضاء خالد الحميقاني "أن جماعة الإخوان تنشر خطط الجيش الوطني الذي يستعد لإطلاق عملية عسكرية لتحرير المحافظة المحتلة من قبل حلفاء إيران".
كشف تحركات الجيش للحوثيين
وقال الحميقاني في تصريحات صحافية "إن قيادات إخوانية تقوم بنشر مواقع وتحركات الجيش ما يسهل على الحوثيين استهدافها واحباط اي عملية عسكرية لتحرير محافظة البيضاء التي ترزح تحت الاحتلال الحوثي منذ نحو أربعة أعوام".
ويبدو أن الإخوان الذين دخلوا في حالة عداء ضد تحالف دعم الشرعية تلبية لرغبة قطرية، لا يريدون هزيمة الحوثيين الذين رحب زعيمهم عبدالملك الحوثي في مقابلة مع صحيفة لبنانية بالعودة لتحالف مران في العام 2014م، حيث ذهب وفد إخواني إلى صعدة لإبرام اتفاقية سياسية مع جماعة الحوثيين، وقالت وسائل إعلام إخوانية حينها أنها قد طوت صفحة الخلافات الماضية.
تقاسم النفوذ وشرعنة الانقلاب الحوثي
ويعتقد خبراء وسياسيون أن إيران وقطر تريدان تقاسم النفوذ في اليمن، من خلال دعم الأولى لجماعة الإخوان في سعيهم للسيطرة على جنوب اليمن واخضاعه لسيطرتهم بعد القضاء على القوى الجنوبية المناهضة لهم.
ويبدو أن الحوثيين والإخوان وصلوا إلى اتفاق أن تبقى البيضاء التي تنشط فيها الجماعات الإرهابية منطقة نفوذ للإخوان، نظرا لموقعها الاستراتيجي الرابط في الجنوب والشمال.
وكشفت وسائل إعلام عربية عن اعتزام مليشيات الحوثي الموالية لإيران الانسحاب من محافظة البيضاء (وسط)، وتسليم المحافظة لجماعة الإخوان الموالية لإيران، فيما تصاعدت الدعوات المناهضة للإخوان في البيضاء، وسط اتهامات بالسطو على أسلحة قدمها التحالف العربي للمقاومة الشعبية في المحافظة.
وقالت "إن قيادات حوثية تنتمي إلى المحافظة، قامت يوم امس بنقل عوائلها من المحافظة صوب العاصمة اليمنية صنعاء، في مؤشر إلى أن الحوثيين قد يسلمون البيضاء للحلفاء الجدد (تنظيم الإخوان).
وتسعى القوات الحكومية وبإسناد من التحالف العربي إلى استعادة السيطرة على محافظة البيضاء وضمها إلى الجغرافيا الشرعية الـ85 % من مساحة اليمن؛ غير أن هناك قوى يمنية تنتظر التحرير للانقضاض على المحافظة التي ظهرت فيها مؤخرا دعوات رافضة لأخونتها.
الدعم القطري للحوثيين
تؤكد صحافية فلسطينية أن المتمردين الحوثيين ولدوا من رحم المال القطري والإيراني، وانه لولا الدعم المالي والسياسي لما تمكنت جماعة صغيرة في جزء من صعدة أن تتوغل في كل اليمن وتعيث فيه إرهاباً وفساداً.
وتقول الصحافية الفلسطينية آية حرارة "إن الدعم القطري للحوثيين لم يكن ردة فعل على المقاطعة العربية للدوحة نتيجة سياستها العدائية للجيران ودعم للتنظيمات الإرهابية، بل هو دعم قطري للمتمردين منذ أن كانوا قلة في صعدة، قبل أن يكبروا بفضل الدعم القطري والإيراني، ويتوغلوا في طول وعرض البلاد ينشرون الموت والقتل والدمار".
وأكدت حرارة "أن الدعم القطري للحوثيين هو جزء من تورطها مع إيران في زعزعة أمن واستقرار العديد من البلدان العربية وأبرزها اليمن التي تعاني من النفوذ القطري والإيراني معاً".
وقالت الصحافية الفلسطينية "إن التحالف العربي الذي تقوده السعودية يخوض حرباً من أجل وطن عربي كبير تريد قوى إقليمية أن يظل في أتون الفوضى والصراع في ضمن مساعي الانقضاض عليه، كما هي اطماع طهران في السيطرة على الخليج العربي".
وتسعى قطر إلى تقاسم النفوذ مع إيران التي تعتقد أن بقاء الحوثيين كقوة في شمال اليمن، هو تأكيد على اقتراب طهران من حدود المملكة العربية السعودية.
انقلاب صنعاء وانقلاب الدوحة.. من يشبه الأول
وقبل أشهر، بثت قناة الجزيرة القطرية فيلما وثائقيا عن (محاولة اعادة الشرعية لقطر عام 96) التي يسميها النظام القطري بمحاولة الانقلاب، ويقول خبراء أن الجزيرة اثبتت قانونيا أن نظام "حمد الحالي" هو نظام انقلابي شأنه شأن الحوثيين وان التحالف العربي بصيغته الحالية عبر الدول نفسها حاولت اعادة الشرعية إلى قطر كما تفعل في اليمن حاليا وبالآلية ذاتها تقريبا".
وقال الخبير والمحلل السياسي اليمني حسين جنشي " إن الفيلم الذي اطلقت عليه الجزيرة (ما خفي أعظم) قطر 96م بدأ بواقعة انقلاب حمد بن خليفة على والده خليفة آل ثاني امير قطر بينما كان الوالد في رحلة رسمية خارج البلد وهو انقلاب عسكري غير شرعي يحمل كل شروط الانقلاب على حكم شرعي معترف به دولياً".
وتابع "ثم قام الوالد الذي تم الانقلاب عليه وهو يحمل الصفة الشرعية باللجوء إلى الدول العربية التي تشكل التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن حالياً "السعودية مصر الامارات البحرين" وعاد إلى الامارات وقامت الدول تلك وعلى راسها السعودية بالتخطيط لإعادة شرعيته إلى البلاد وانهاء الانقلاب، وقاد هو شخصيا الخطة والعمل لإعادة شرعية وكان قائد عملياته حمد بن جاسم بن حمد آل ثاني عبر غرفة عمليات بالسعودية الا انه بعد انكشاف العملية قبل دخولها ساعة الصفر تواصل حمد بالأمريكيين الذين ضغطوا لإلغاء العملية وعبر ضغط اسرائيلي ايضا على الإدارة الامريكية".
وأضاف حنشي "يتضح من الفيلم سبب كره النظام الانقلابي القطري الحالي للقضية الجنوبية والجنوبيين فقد كشف احد قادة عملية اعادة الشرعية إلى قطر في الفيلم أن :"قبائل من جهم أشركتهم السعودية في عملية اعادة الشرعية إلى قطر كانوا قد شاركوا في حرب الدفاع عن الجنوب في عام 94م" وهي الحرب التي وقفت قطر دون دول الخليج فيها مع الشمال ضد الجنوب، وهذا يعني أن النظام القطري الحالي يؤمن أن من دافع عن الجنوب في عام 94م هو من حاول اعادة الشرعية مع دول الخليج عبر اعادة الشيخ خلفية آل ثاني المنقلب عليه".
وأكد "أن فيلم الجزيرة يفضح لماذا تسعى قطر إلى المحافظة على الحوثيين منذ البداية منذ أن توسط حمد لدى الرئيس صالح وزار صعدة وقدم مبادرة الحفاظ على الحوثيين قبل اكثر من عشر سنوات وقدم خطة لإعادة اعمار صعدة، ثم وقوفه حالياً مع الانقلابيين ضد اعادة الشرعية في اليمن ووقوف الجماعات التي يرعاها هذا النظام حاليا لتعطيل الحسم ضد الانقلابيين في اليمن وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين".