الغموض يخيم على الموقف اليمني
اليمن: العودة إلى حل الدولتين قد ينهي الصراع
يخيم غموض وقلق على مستقبل اليمن في ظل الخلافات القائمة، والتي لا تبشر بأي نتائج إيجابية قد تنهي الصراع الدائر منذ قرابة عامين بعد انقلاب الحوثيين وأتباع الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح على السلطة الشرعية في البلاد، خاصة بعد رفض الحكومة اليمنية خطة السلام التي طرحها المبعوث الأممي إلى اليمن، لخروجها عن المرجعيات الأساسية لحل الأزمة.
وتشير المؤشرات إلى زيادة الأوضاع الصعبة وخاصة الإنسانية في اليمن خلال الفترة المقبلة مع تصاعد الصراع، دون أي حلول للأزمة في ظل تمسك الحوثيين بفرض أنفسهم على الشرعية اليمنية، دون تعزيز المرجعيات الأساسية للحوار القائمة على ثلاثة بنود، هي "قرار مجلس الأمن ومخرجات الحوار الوطني ومرجعيات المبادرة الخليجية" وهو ما تتمسك به الحكومة اليمنية.
ومن جانبه، أكد مسؤول في الحكومة اليمنية ، أن الحكومة لن تقدم أي تنازلات بشأن الخطة التي عرضها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، على الرئيس اليمني منصور هادي أخيراً، وتؤكد تمسكها بالمرجعيات الأساسية لحل الأزمة، للحيلولة دون تمكين الحوثيين من السلطة في إطار الخطة المطروحة والتي يدعمها الغرب.
وأوضح المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن الحكومة اليمنية ستظل على تعاون وثيق مع الأمم المتحدة بشأن الحوار السياسي وإيجاد الحل الملائم للأزمة في إطار المرجعيات الأساسية والمعروفة لدى الجميع، مشيراً إلى أن حديث خارج هذه المرجعيات لن تقبله الحكومة اليمنية.
واعتبر مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير أحمد الغمراوي، أن الوضع في اليمن قد يعود لما قبل عام 1990 والتي شهدت الوحدة اليمنية.
وأوضح السفير أحمد الغمراوي في تصريحات ، أنه من الضروري تقديم التنازلات للخروج من الأزمة بما يدعم الاستقرار في البلاد، وتغليب مصلحة اليمن على المصالح الشخصية، وخاصة من قبل الحوثيين الذين تدعمهم إيران لتنفيذ أطماعها في المنطقة.
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن حل الأزمة اليمنية ليس قريباً، بسبب تمسك كل طرف ببنود يرفضها الطرف الآخر، وهو ما يزيد من تعقيد الأزمة، مما يدعو إلى تدخل أطراف معنية بالأزمة للحفاظ على ما تبقى من اليمن في ظل الصراعات الدائرة في المنطقة.
ورفض الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي خطة سلام اقترحتها الامم المتحدة لانهاء النزاع، حيث تتضمن الخطة اتفاق حول تسمية نائب رئيس جديد بعد انسحاب الحوثيين من صنعاء وغيرها من المدن وتسليم الأسلحة الثقيلة لطرف ثالث، وسيسلم هادي بعدها السلطة لنائب الرئيس الذي سيعين رئيساً جديداً للوزراء لتشكيل حكومة تضم الشمال والجنوب بشكل متساو.
وزار المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ صنعاء قبل عدة أيام لعرض خطة السلام على الحوثيين وأتباع صالح ثم اتجه إلى الرياض لعرض الخطة على الحكومة اليمنية وعلى قيادات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.