نشر الفوضى والترهيب..

"الإصلاح اليمني".. سياسة الخبث لمآرب حوثية

قادة حزب الإصلاح الإخواني في اليمن

عدن

تتوالى يوماً بعد يوم خيانات وأكاذيب "الإصلاح" في اليمن، ومراوغاته للحكومة الشرعية مدعومة بدول التحالف، بتبني أجندات ميليشيا الحوثي الانقلابية، ومحاولة زعزعة الأمن ونشر الفوضى في عدن ومناطق الشرعية.

وعمد "حزب التجمع اليمني للإصلاح"، في تمثيل لصفات تنظيم الإخوان الإرهابي الدولي الذي ينتمي له، للمماطلة والمراوغة بما يخدم أجنداته الإرهابية، عبر التظاهر بتأييده للحكومة الشرعية تارة، وانتقادها تارة أخرى، بينما يستمر في الخفاء وسراً في دعم ميليشيا الحوثي الانقلابية الموالية لإيران، عسكرياً واستراتيجياً.

وككل الأحزاب والتنظيمات الموالية للإخوان، لا يمانع الإصلاح اليمني بالتضحية بمصالح اليمن وشعبه، في سبيل الحفاظ على مصالحه وأيديولوجياته التخريبية.

موالاته للحوثيين
كانت مصادر حوثية انقلابية، ومنذ أطلقت القوات الموالية للشرعية عمليات تحرير الحديدة يونيو (حزيران) الماضي، أكدت مشاركة عناصر من الإصلاح الإخواني، في القتال إلى جانب الميليشيات الحوثية.

وذكر القيادي الحوثي حسين العزي، في هذا السياق، أن "حزب الإصلاح يقدم (شهداء) في الحديدة"، على حد وصفه.

وفي علامة أخرى على العلاقة السرية المتينة بين تنظيم الإصلاح الإخواني والحوثيين منذ اتفاقية 2014، المبرمة بين الطرفان في صعدة، سخّر حزب الإصلاح، مطابعه في صنعاء لطباعة كتب طائفية خاصة بميليشيات الحوثيين الموالين لإيران.

وتكفل نجل الأمين العام للإصلاح، عبدالوهاب الأنسي، صاحب مطابع الجيل الجديد في اليمن، بطباعة آلاف الكتب والمنشورات الطائفية للحوثيين، خلال السنوات الماضية.

وكان أبرم الإصلاح الإخواني، في يوليو (تموز) 2014، صفقة سياسية مع زعيم الحوثيين بعد زيارة لرئيس الحزب محمد اليدومي إلى مناطقهم، أعلن بعدها التنظيم وقف القتال ضد الحوثيين، بدعوى أن دولاً إقليمية تريد ضرب الإخوان بالحوثيين، بعد تصنيف فرع الإخوان اليمني تنظيماً إرهابياً.

قطر وإيران وتركيا
التقارب الرخيص بين الإخوان في اليمن وميليشيا الحوثي، هو انعكاس صريح للعلاقة بين قطر وإيران.

وفيما تقدم إيران دعماً عسكرياً لميليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن من جانب، تُعد قطر الراعي الرسمي لإخوان هناك، وتضخ عليهم الأموال لتنفيذ أجنداتها.

وخدمت العلاقة "الحميمة" بين تنظيم الحمدين في قطر ونظام الملالي في إيران، في الفترة الأخيرة، التقابر بين رأسي الأفعى في اليمن، متمثلان في تنظيم الإخوان الإرهابي، وميليشيا الحوثي الانقلابية. 

حتى تركيا، حظيت بنصيب في دعم الإصلاح الإخواني ومظاعفة فاتورة الأزمة اليمنة، عبر تبني فرع تنظيم الإخوان الإرهابي فيها، خطاباً مناهضاً للحكومة اليمنية والتحالف العربي لدعم الشرعية، بتزكية من القيادية الإخوانية توكل كرمان، الحاصلة على الجنسية القطرية، والتي دعت مراراً إلى مصالحة وطنية مع الحوثيين الانقلابيين.

تاريخ الحزب
بدأ نشاط الإخوان المسلمين في اليمن بشكل سري وغير مُعلن ضد النظام، وذلك في فترة الستينيات، التي كانت لا تسمح بقيام الأحزاب السياسية.

وتأسس حزب التجمع اليمني للإصلاح في 13 سبتمبر (أيلول) 1990، على يد شيخ قبائل حاشد الراحل، عبد الله بن حسين الأحمر، بصفته تجمعاً سياسياً ذا خلفية إسلامية، وامتداداً لفكر الإخوان المسلمين، ومن الشخصيات البارزة في الحزب الآن، الشيخ عبد المجيد الزنداني.

وفي فبراير (شباط) 2011، وتزامناً مع انطلاقة الثورة الشبابية اليمنية ضد نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، دعا الحزب الإخواني اليمني جميع أنصاره إلى المشاركة في الاعتصامات حتى إسقاط النظام.

نشر الفوضى والترهيب
لجأ "الإصلاح" الموالي للإخوان في اليمن أخيراً، إلى الفوضى والترهيب وتبني الاغتيالات، في عدة مناطق في اليمن، بما فيها عدن وتعز، تجاه الأئمة ورجال الدين المناهضين لفكرهم الإرهابي، وتسييس الدين لخدمة مصالحهم.

ويسعى تنظيم الإخوان في اليمن للاستحواذ على المساجد من قبل ذراعه "حزب الإصلاح" وتغيير خطباء وأئمة مساجد يتبعون للحزب، على غرار ما قامت به ميليشيا الحوثي أثناء سيطرتها على صنعاء أواخر 2014، وذلك من أجل توجيه الخطاب التعبوي التحريضي الذي يتوافق مع فكرهم الخبيث.

وفي يوليو (تموز) الماضي، اقتحم مسلحون من الإصلاح الإخواني، مسجد أبو بكر الصديق بحي الروضة في محافظة مأرب، أثناء صلاة الجمعة، وعطلوا الصلاة الجمعة فيه، وقاموا بسحب الخطيب السلفي الشيخ علي الحليفة واعتقاله تحت تهديد السلاح، ثم زجّوا به في معتقل سري.

ومنذ بداية الأزمة في اليمن، و"جماعة الإخوان"، يتمايلون في الاتجاه والسلوك، ويتذبذبون بين هذا وذاك، ويحاولون التقرب من الطرف الأقوى، في سياسة خبيثة لتحقيق مآربهم وسعيهم للسيطرة وخلق البدائل بما يضمن بقاءهم.