تهريب المخدرات..
تقرير: كيف تمول إيران مليشيات الحوثي في اليمن؟
ووصل قادة الميليشيات الحوثية، إلى الثراء الفاحش والسريع بفضل تجارة المخدرات، على حساب اقتصاد اليمن، وبعد أن دفع اليمنيين إلى حافة المجاعة.
وتفيد التقارير بحسب موقع "نيوزيمن"، بأن تجارة الحشيش ازدهرت في عهد الانقلاب الحوثي، وكثف تجار المخدرات الحوثيون نشاطهم للتهريب والتسويق في الأعوام الثلاثة الماضية، وزاد عدد المتعاطين، وباتت بعض المدن الرئيسة أسواقاً مفتوحة للعرض والطلب.
وأحبطت الأجهزة الأمنية في محافظتي مأرب والجوف، محاولات عدة لتهريب كميات كبيرة من الحشيش والمخدرات التي كانت في طريقها لميليشيا الحوثي في العاصمة صنعاء.
مخدرات إيران وحزب الله
وفقاً لقادة عسكريين يمنيين وعاملين في المجال الطبي، فإن الكبتاغون، أحد العقاقير المحظورة التي تُصنع غالباً في لبنان، يستخدم بإفراط في الخطوط الأمامية على جبهات الحوثيين.
وتعتمد ميليشيا الحوثي على المخدرات للسيطرة على الشباب والزج بهم في الجبهات، ما رفع وتيرة التهريب من لبنان إلى اليمن بتنسيق مع عناصر حزب الله، فيما ضبطت أجهزة الأمن، العشرات من مهربي المخدرات بكميات كبرى، خاصةً في الجوف ومأرب شرق البلاد.
ومن جانبه، قال الناشط السياسي عبدالناصر جابر، إن "اهتمام ميليشيا الحوثي بالمخدرات يأتي في سياق طبيعة تكوين الميليشيات وتركيبتها الذهنية، وطبيعة دورها، فهي مجرد أداة لتنفيذ مشروع الفوضى الكبير في اليمن والمنطقة".
وأشار إلى وجود الكثير من الأدلة لدى الجيش الوطني بعد فحص بودرة "الشمة"، التي تُصنّع بشكل خاص في صعدة وتوزع على المقاتلين الحوثيين وبكميات منتظمة وبواسطة المشرف فقط، يأتي ضمن المواد المساعدة في تخدير العقول للأطفال والملتحقين بهم، وتشبه في تأثيرها غسيل الأدمغة، بالخرافات التي يغرسونها في أذهان أتباعهم.
وكان المتحدث باسم التحالف العربي العقيد تركي المالكي، أكد في وقت سابق، أن ميليشيا الحوثي الموالية لإيران تتاجر بالمخدرات لتمويل عملياتها الإرهابية، موضحاً ضبط مئات الكيلوغرامات من المخدرات التي تدخول إلى بعض المناطق التي يشرف عليها الحوثيون، مضيفاً أن هذه الميليشيات تتاجر بها.
المخدرات والحرب
وأشارت تقديرات اقتصادية إلى أن حجم الأموال المتدفقة في خزائن الانقلابيين الحوثيين من المخدرات تصل إلى نحو 6 مليارات دولار سنوياً.
وأضاف كثير من المراقبين أن اقتصاد السوق السوداء، وإيرادات الضرائب، وتجارة المخدرات، تعد من أبرز مصادر التمويل الداخلية التي تعتمد عليها الميليشيات، إلى جانب المصادر الخارجية،عبر إيران وحوزاتها المنتشرة حول العالم.
وبحسب خبراء، تعتمد الميليشيات الحوثية في تمويل ما تسميه "المجهود الحربي"، على مصادر داخلية وأخرى خارجية، ما سمح لها بالصمود في السنوات الماضية، رغم الجهود المبذولة لتجفيف مواردها المالية.
جذب المقاتلين
وفسّر المحلل السياسي فؤاد غالب، تزايد نشاط الحوثيين في تهريب المخدرات، بتعامل المليشيات مع الشعب باعتباره بقرة حلوب من خلال الجبايات، والخمس، والمجهود الحربي، ودعم الموالد والذكريات الطائفية، للحصول على عائد مادي.
وقال غالب إن معظم قيادات الميليشيات الحوثية في المناطق التي تسيطر عليها، من الحشاشين ومدمني المخدرات والمجرمين، ما يوضح سبب انتشار تلك المواد على نطاق واسع في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.