مشروع حميد عقبي السينمائي القادم..
"اليمن في 100 دقيقة" يغوص في العمق الإنساني
في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، طرح المخرج السينمائي اليمني حميد عقبي ـ المقيم في فرنسا ـ فكرة مشروعه عن فيلم جماعي "اليمن في 100 دقيقة"، حيث نقلت عنه عدة صحف ومواقع إليكترونية بعض التصريحات، شرح فيها طريقة المشاركة التي تقوم على أن يرسل المشارك من داخل اليمن أو خارجه فيديو مدته بحدود دقيقة يحكي حكاية صغيرة عن الواقع اليمني في ظل حرب أهلكت كل شيء وسببت معاناة ومجاعة وخللا أمنيا وسقوط الدولة وهيبتها، وحتى المناطق المحررة في الجنوب اليمني تعاني من أزمة اقتصادية وفراغ أمني.
في تصريح خاص يوضح حميد عقبي، عدة نقاط مهمة لكثرة الأسئلة التي يتلقاها وقال: "مضت أيام قليلة منذ 1 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري طرحت الفكرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ثم نشرت عدة صحف ومواقع بعض تصريحات لي عن الفكرة والتي يمكن تلخيصها ببساطة جدا حيث يمكن لأي شخص يمتلك كاميرا بهاتفه المحمول ويصور من مكانه من قريته أو شارعه أو مخيم اللجوء الذي يعيش فيه، يصور مشهدا حياتيا حيا له أو لعائلته أو لأطفاله أو لجيرانه. اليمن في هذه المحنة فيها ألف حكاية وحكاية فمثلا جلب الماء أو البحث عن حطب للموقد أو السفر من مدينة إلى أخرى، اليمن اليوم يعيش تراجيديا موجعة وكذلك يمكن تصوير لحظة فرح أو أمل، اليمنيون يحبون الحياة والسلام وتوجد صورة خاطئة أننا نحمل الخناجر والسلاح فهذه كانت نوعا من المظهر التقليدي وليست دليل طبيعة العنف، إذن يمكن للمشارك أن يصور مقطع فيديو مدته دقيقة يكون لها معنى ودلالة ويرسله لنا عبر الايميل أو الوتساپ.
عن أهم الصعوبات لخصها بقوله: "قد تكون صعوبات أمنية ومنع للتصوير ببعض المناطق الملتهبة أو حيث تتوجد حراسة وهناك مشكلة الإنترنت في اليمن كله فهو ضعيف جدا وأحيانا ينقطع، لذلك طلبنا مدة دقيقة واحدة ويمكن أن نقبل صورا خاصة وجديدة غير منشورة أو منقولة ولا نشترط المونتاج للمادة ويمكن أن نقبل عدة مقاطع من المشارك وملخصا بسيطا عن فكرته أي مكان وزمن تصوير المادة وموضوعها وحقوق المشارك الأدبية والمعنوية محفوظة وبعد جمع المواد سنختار المناسب منها ونجري المونتاج والترجمة ونأمل أن يكون الفيلم جاهزا للعرض غير التجاري بداية 2019".
أكد عقبي أن العمل ليس تجاريا ولا ربحيا، كما أنه سيتجنب الجدل السياسي ويغوص في العمق الإنساني وأضاف بقوله: "الألم الإنساني للبسطاء والذين يحلمون بالسلام والأمن وعودة الطمانينة والقانون والخدمات وهناك من اضطروا لترك بيوتهم وأرضهم وفقدوا كل شيء وأصبحوا لا يجدون لقمة خبز يابسة، نسعى لفيلم يعطي هؤلاء القداسة ويراهم العالم ويسمع حلمهم بالسلام، كما نرحب بأي كلمة تضامن وسلام من أي إنسان وفي أي مكان وبأي لغة، الشعب اليمني يستحق الحياة ويحلم بالسلام كون الحرب والصراعات تكاد تقضي عليه."
وعن الداعم لهذا المشروع وضح عقبي بقوله "وجدت تشجيع للفكرة من د. محمد إسماعيل الشامي رئيس منظمة التحالف الدولي للدفاع عن الحقوق والحريات (عدل) بباريس وهي منظمة مستقلة ومحبة للسلام، وضعنا مقترحا لدعم مرحلة المونتاج والترجمة ونحاول العمل لتحقيق الفكرة بأسرع وقت وبتكاليف اقتصادية معقولة، المهم أن تجد الفكرة تفاعل ونجتاز مرحلة جمع المواد التي تستمر إلى بداية ديسمبر وقد تلقينا عشرات الاتصالات واستفسارات حول المشاركة وكذلك هناك رسائل كانت سلبية وسخرية وسب ورغم أن فيلمنا بعيد من أي سياسة كما قلت لكن كأي مبادرة تجد من يشجعها أو يسفهها".