إخوان اليمن..
تقرير: "إخوان اليمن".. بين الرياض والدوحة الولاء لمن؟
كشفت مصادر يمنية عن ضغوط مارسها سفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن على قيادات إخوان اليمن المقيمين في السعودية، في اعقاب تزايد الهجوم الإعلامي الإخواني على الرياض، واستغلال اعلام التنظيم الدولي الممول قطريا، قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بتركيا، للنيل من نظام المملكة.
وقالت المصادر ان "السفير السعودي محمد آل الجابر طالب قيادة الحزب في السعودية باتخاذ موقف حيال الهجوم الإعلامي المتزايد على بلاده من قبل اتباع التنظيم اليمني، وهدد بإيقاف تمويل وسائل اعلام إخوانية في حالة استمر الهجوم الإخواني على المملكة"؛ الامر الذي يبدو انه دفع نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر الى الخروج بتصريح لقناة الإخبارية السعودية، شكر فيه الملك سلمان على دعمه المتواصل للحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، قبل ان يقوم بزيارة الى قيادة التحالف العربي في محافظة مأرب المعقل الرئيس لإخوان اليمن.
ويبدو ان الأحمر أراد التأكيد لقيادة التحالف في مأرب ان الإخوان مع التحالف العربي ونفي تهم تهريب أسلحة ومشتقات نفطية للانقلابيين في صنعاء.
وذكرت صحيفة اخبار اليوم التابعة للأحمر والتي تصدر من مأرب "ان نائب الرئيس اليمني أشاد بدور السعودية في دعم الجيش الوطني في مأرب".
وقال مصدران عسكري في مأرب وسياسي في السعودية لـ(اليوم الثامن) "إن زيارة الأحمر لقيادة التحالف العربي، جاءت لمناقشة إعادة الدعم المالي والعسكري لقوات الجيش في مأرب والذي سبق للسعودية وقامت بتخفيضه تمهيدا لقطعه في اعقاب اعلان تحالف إخواني حوثي برعاية قطرية وتبعه الهجوم الإعلامي الذي شنه الإخوان على السعودية، بدعوى الدفاع عن قضية الصحفي السعودي جمال خاشقي".
ويبدو ان الإخوان قدر رضخوا للضغوط السعودية، لكنهم مارسوا المراوغة بشأن علاقتهم بنظام الدوحة المتخاصم مع الرياض.
فقد عبر زعيم الإخوان محمد اليدومي عن تضامنه مع السعودية جراء الهجمة التي تتعرض لها على اثر واقعة مقتل الصحافي السعودية جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في تركيا.
وقالت مصادر حزبية ان اعلام تنظيم الإخوان تلقى تعليمات من نائب الرئيس اليمني بوقف الهجوم الإعلامي على السعودية، الا ان الإعلام المحسوبة على القيادية الإخوانية توكل كرمان اعلن رفض تلك التوجيهات واصر على الاستمرار في الهجوم على الرياض.
وقضت التوجيهات بحسب تلك المصادر بوقف انتقاد السعودية وقد التزمت به قناة سهيل التي زار مالكها حميد الأحمر العاصمة السعودية مؤخرا في مهمة سرية ضد حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يجري العمل على إعادة ترتيبه صفوفه بعد مقتل زعيمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وبدأت قناة سهيل بحملة تمجيد للسعودية، وبثت اغنية تمتدح فيها ملك المملكة العربية السعودية، في اعقاب هجوم عليه من ذات الشاشة.
وكان زعيم إخوان اليمن محمد اليدومي قد اعلن تضامن حزبه مع السعودية ضد الحملة الإعلامية ضد السعودية والتي اتهم فيها إسرائيل بدلا عن قطر بالوقوف ورائها.
وخالفت توكل كرمان توجيهات الأحمر نائب الرئيس اليمني وطالبت مجلس الأمن الدولي بالتدخل لإنقاذ الحوثيين وإيقاف الحرب التي تشنها قوات العمالقة الجنوبية عليهم في جبهة الساحل الغربي.
وبحسب وسائل إعلام يمنية فقد كشفت القيادية في حزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان اليمن) توكل كرمان، عن موقف حزبها تجاه معركة تحرير ميناء ومدينة الحديدة من مليشيات الحوثي الإيرانية.
وقالت كرمان، ان ” مايحدث في الحديدة ليس تحريرا ولا استعادة للدولة ولا علاقة له بالمرجعيات الثلاث كما يزعمون والتي كانوا اول داس عليها ودفنها ".
وقالت وسائل إعلام ان توكل كرمان تدافع عن المليشيات الحوثية، وانها طالبت مجلس الامن بالتدخل لإيقاف الحرب ضد الحوثيين.
وحاول اعلام الإخوان الدفاع عن السعودية في وجه الهجمة التي يشنها صقور الجماعة في تركيا، الا ان وسائل اعلام ذهبت الى تمجيد ملك السعودية في محاولة لاستباق موقف سعودي مناهض ضد الإخوان.
ويدرك الإخوان ان علاقتهم بالرياض مرحلية، لكنهم يعتقدون ان إزاحة محمد بن سلمان من منصب ولي العهد السعودي سوف يتيح لهم تمديد علاقتهم بالنظام المالي والسياسي في المملكة العربية السعودية.
ويعتقد الإخوان في اليمن ان محمد بن سلمان يشكل عقبة امام طموحاتهم في بناء امبراطورية إخوانية في اليمن بعد ان امتلكوا جيشا جرارا اثر الدعم السعودي السخي الذي قدمته الرياض للقوات العسكرية لمحاربة الحوثيين، الا ان قوات الإخوان في مأرب لم تخض أي حرب حقيقية ضد الحوثيين، الامر الذي كشف عن مهمة القوات العسكرية الضخمة والتي تقول تقارير صحافية ان مهمتها القادمة تتمثل في السيطرة على الجنوب واحتلاله على غرار احتلاله في منتصف تسعينات القرن الماضي.
وينقسم الإخوان في اليمن بين حمائم تدين بالولاء للرياض وصقور تدين بالولاء والطاعة للدوحة، في اعقاب المقاطعة العربية والخليجية لنظام قطر، الا ان وسائل اعلام الإخوان بدأت بالحديث عن ما نسبته من تصريحات لولي العهد السعودي محمد بن سلمان زعمت نيته رفع الحصار عن الدوحة وهو ما لم يصدر عنه بشكل رسمي، الا ان ترويج مثل هكذا اخبار هدف حمائم الإخوان من ورائه تخفيف الهجوم الإخواني على ولي عهد السعودية الذي يتعرض لحرب إعلامية وسياسية تهدف الى الإطاحة به من منصب ولي العهد والملك القادم للسعودية.
وهذا الانقسام ليس مثيرا، فالإخوان يريدون الحفاظ على ما اكتسبوه منذ بداية الحرب في اليمن، ولا يرغبون في ان تقوم السعودية بردة فعل على الهجوم الإعلامي الإخواني، ناهيك عن خشيتهم ايقاف الدعم العسكري والمالي في حال رأت الرياض ان الإخوان في اليمن يشكلون خطرا عليها مثلهم مثل جماعة الحوثي.
ويسعى صقور الإخوان في تركيا الى ابتزاز السعودية لإتاحة الفرصة للحمائم للكسب بشكل أكبر، وبناء امبراطورية عسكرية قد تفرض اي مشاريع يريدها الإخوان وخاصة مطامع التنظيم اليمني في الجنوب، وهي المطامع التي سبق وكشفت عنها تحركات نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر.