صراع في كل الاتجاهات
إخوان اليمن يتحركون لإفشال خطة ولد الشيخ
ربطت مصادر يمنية مطّلعة التصعيد على جبهة نهم والتلويح بدخول صنعاء برغبة حزب الإصلاح الإخواني في القيام بتحرك يحول دون تنفيذ خطة المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد والتي تقوم على إخراج الفريق علي محسن الأحمر نائب الرئيس الحالي من المشهد في ضوء رفض واسع لدوره يمنيا وإقليميا.
وقالت المصادر لـ”العرب” إن الإصلاح وضع ثقله العسكري في جبهة نهم لدعم قوات الشرعية بهدف تحقيق “نصر على الحوثيين” يستثمره للحيلولة دون إزاحة الفريق الأحمر في وقت كانت جهات من داخل الشرعية تتهم فيه الحزب بتعطيل تقدم قواتها على أكثر من جبهة، وأنه يضع ساقا مع الشرعية وأخرى مع المتمردين.
وكشفت عن أن قيادات حزب الإصلاح شرعت منذ ظهور تسريبات عن تعديل مبادرة ولد الشيخ أحمد في تعبئة مقاتليها في الجوف ومأرب ونهم لدعم قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية حتى يبدو جزءا من المقاومة وطرفا في التحرير ويطالب بمقابل ذلك في أيّ مفاوضات لترتيب مرحلة ما بعد الحرب.
وأحرز الجيش الوطني تقدما جديدا في جبهة نهم شرقي العاصمة اليمنية صنعاء. وقالت مصادر ميدانية لـ”العرب” إن الجيش تمكن من تحرير عدد من المواقع الاستراتيجية من بينها ما يعرف بجبال السفينة وجبل القناصين والصافح المطلة على الطريق الرابط بين مديريتي بني حشيش وأرحب المتاخمتين للعاصمة صنعاء بشكل مباشر.
وأضافت المصادر أن المعارك تقترب بشكل حثيث من مركز مديرية نهم ومن أطراف مديرية أرحب عقب تحرير عدد من الجبال والمواقع الهامة بإسناد جوي من قوات التحالف من أبرزها جبال دوه والعياني والضبيب والتباب الحمراء التي كان يتمركز فيها قناصة الحوثيين ومدفعيتهم.
وقال أحمد عبيد بن دغر رئيس الحكومة اليمنية إن استعادة صنعاء وباقي المحافظات من سيطرة الحوثيين والمتحالفين معهم، هو “الطريق الوحيد المضمون لإنهاء الانقلاب” في البلاد. جاء ذلك في تغريدة له على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.
وربط مراقبون سياسيون بين التحرك المفاجئ لمختلف الجبهات وخصوصا جبهتي نهم وصرواح بالتزامن مع التحركات الأخيرة للمبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد والتسريبات عن تقديمه لخطة معدلة تقضي بإلغاء منصب نائب الرئيس الذي يشغله علي محسن الأحمر أو دمجه مع منصب رئاسة الوزراء الذي سيذهب وفقا للخطة المعدلة إلى شخصية توافقية تمنح صلاحيات واسعة مع الإبقاء على الرئيس عبدربه منصور هادي في منصبه.
وتبدي مكونات إسلامية وقبلية تمسكها بالأحمر وعلى رأسها حزب الإصلاح الذي يرى أن إزاحة الأحمر من منصبه هو استهداف مباشر للمكاسب التي حققها الحزب، في الوقت الذي بات فيه العديد من الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي يتجه لفرض واقع جديد في الملف اليمني يفضي إلى إحلال السلام، إضافة إلى تراجع الحماس إقليميا لوجود الأحمر في منصبه بعد أن كان ينظر إليه كشخصية قادرة على اختزال فترة الحرب وجذب قيادات عسكرية وقبلية في طرف الانقلاب وهو ما لم يتحقق.
ويرى المراقبون أن زيارة الأحمر الأخيرة لمأرب والتي تلاها تحرك جبهات كانت شبه متوقفة مثل نهم وصرواح، ومعاودة الحديث عن تقدم هاتين الجبهتين اللتين أصابهما الجمود ما هي إلا محاولة لتحقيق نصر سريع يحسب لصالح الأحمر.
وفيما يرجع بعض المراقبين تعثر خيار الحسم العسكري بسبب تحفظ دولي يلفت آخرون إلى أن مثل هذا القرار بانتظار قرار سياسي من أطراف منضوية تحت الشرعية لديها حساباتها الخاصة في الحرب والسلام.
وتشير العديد من التطورات إلى أن تحوّلا عميقا في معسكري الشرعية والانقلاب على وشك الحدوث في سبيل حلحلة حالة الجمود السياسي وخلق اصطفافات جديدة تسهّل الانخراط في أيّ عملية تسوية سياسية، وهي الاستراتيجية التي يبدو أن المجتمع الدولي بات عازما على تنفيذها من خلال وضع جميع الأطراف أمام خيارات محدودة.
وتعقد اللجنة الرباعية الدولية الخاصة باليمن الاثنين اجتماعا جديدا لها في العاصمة الألمانية برلين بمشاركة وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات، إضافة إلى مشاركة وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي.
ومن المتوقع أن تناقش اللجنة تطورات المشهد اليمني وتقييم التفاعل مع الخطة المعدلة للمبعوث الدولي.
وأشارت مصادر دبلوماسية لـ”العرب” إلى أنه في حال تم التوافق على الخطة المقترحة من قبل اللجنة الرباعية وسلطنة عمان التي ربما تحمل معها موقف الانقلابيين من الخطة وإمكانية التزامهم بها، سيتم تحويل الخطة الأممية إلى قرار دولي.
وعلى وقع الحراك السياسي والدبلوماسي الدولي والإقليمي بخصوص اليمن تشهد جبهة الانقلابيين حالة اضطراب غير مسبوقة تنبئ بصراع مرتقب على استحقاقات السلام.
وذكرت مصادر خاصة لـ”العرب” أن حدة الصراع بين الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح بلغت مرحلة متقدمة إثر اعتداء مشرفين تابعين لما يسمّى اللجان الثورية التابعة للحوثيين على وزراء من حزب المؤتمر، وهو الخلاف الذي امتد إلى أروقة مجلس النواب الذي يسيطر عليه موالون للرئيس السابق.