الحرب في اليمن..
هكذا هزم التحالف المشروع الطائفي في اليمن !
أبرز الدلالات التي حملها الاتفاق الذي احتضنته السويد برعاية الأمم المتحدة، هو هزيمة المشروع الطائفي في اليمن الذي عملت إيران وأتباعها على صناعته، لكنّ السحر انقلب على الساحر، ورضخ الانقلابيون الحوثيون على تجرّع سمّ الاستسلام، وأذعنوا للأمر الواقع، في حين يأمل مراقبون أن يقطع الحوثيون صلاتهم المشبوهة بطهران، وينخرطوا في المشروع الوطني لإعمار اليمن وبعثها من جديد.
قرقاش: التحالف العربي أوفى بالتزامه بتجنيب مدينة الحديدة وأهلها ويلات حرب شوارع وذلك حفاظاً على أرواح المدنيين
ميدانياً، وعلى وقع إطلاق نار متقطع من قبل المليشيات الحوثية الانقلابية، هدفه إفساد اتفاق ستوكهولم، دخل القرار الأممي بوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة اليمنية، حيز التنفيذ في الدقائق الأولى من فجر اليوم الثلاثاء، وسط مخاوف في الشارع اليمني من نوايا نسف بوادر عملية السلام، التي تؤكد هزيمة المخططات الإيرانية في اليمن، ونجاح التحالف الدولي بقيادة المملكة العربية السعودية والجهود الفعّالة الحاسمة لدولة الإمارات العربية المتحدة، في إنقاذ اليمن من الوقوع في براثن التمزيق والعبث المذهبي.
ونقلت قناة "العربية" عن وكيل محافظة الحديدة قوله إنّ "ميليشيات الحوثي خرقت الهدنة منذ بدء دخولها حيز التنفيذ".
انسحاب الانقلابيين الحوثيين
ونص اتفاق ستوكهولم على وقف إطلاق النار والتصعيد العسكري، ثم انسحاب الانقلابيين الحوثيين من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى خلال 14 يوماً يتبعها انسحابهم من مدينة الحديدة إلى الأطراف الشمالية خلال 21 يوماً.
وفي مقابل انسحاب الانقلابيين من الموانئ الثلاثة وتسليمها للطواقم الإدارية التي كانت تديرها قبل الانقلاب الحوثي أواخر 2014، ستقوم قوات الجيش الوطني بالانسحاب عدة أمتار إلى الأطراف الجنوبية والشرقية من مدينة الحديدة، بعد أن كانت على بُعد 3 كيلومترات فقط من ميناء الحديدة الإستراتيجي.
وتبعد الحديدة نحو 140 كيلومتراً غربي العاصمة صنعاء، وتعد رابع أكبر المدن اليمنية ومركزاً اقتصادياً رئيسياً. وكميناء فإنّ الحديدة تشكل شريان حياة لنحو ثلثي سكان اليمن الذين يعتمدون تقريباً تماماً على استيراد الطعام والوقود والأدوية، حيث استغلته المليشيات الانقلابية كمنفذ لتلقي الأسلحة المتطورة من إيران. ومن شأن استعادة ميناء الحديدة، إنهاء تهديد الحوثيين للملاحة البحرية في باب المندب وقطع الإمدادات لهم عن طريق البحر.
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أنّ "الحديدة هي محور المشكلات، والاتفاق حولها يثبت أننا ما زلنا على استعداد لملء الكوب بالماء، حتى يكون هناك سلام شامل وحل سياسي في اليمن"، مبيناً أنهم لم يصلوا بعد إلى ملء الكوب، إلا أنّهم مصرون على مواصلة جهودهم نحو ذلك، و"الجميع يعرف أنّ نقطة البداية هي الحديدة".
أبرز بنود الاتفاق
* وقف فوري لإطلاق النار في محافظة ومدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى.
* إعادة انتشار مشترك للقوات من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى والحديدة إلى مواقع خارج المدينة والموانئ.
* الالتزام بعدم استقدام أي تعزيزات عسكرية إلى محافظة ومدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى.
اقرأ أيضاً: أحمد الجارالله: التحالف العربي هزم إيران لا الحوثيين
* إنشاء لجنة تنسيق إعادة انتشار مشتركة ومتفق عليها برئاسة الأمم المتحدةتضم أعضاء من الطرفين لمراقبة وقف إطلاق النار وإعادة الانتشار.
* يقدم رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار تقارير أسبوعية لمجلس الأمن حول امتثال الأطراف لالتزاماتها في الاتفاق.
* إشراف لجنة تنسيق إعادة الانتشار على عمليات إعادة الانتشار والمراقبة وعملية إزالة الألغام.
* تعزيز وجود الأمم المتحدة في مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى.
* دور قيادي للأمم المتحدة في دعم الإدارة وعمليات التفتيش للمؤسسة العامة لموانئ البحر الأحمر اليمنية في موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى.
* إيداع كل إيرادات موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى في البنك المركزياليمني من خلال فرعه الموجود في الحديدة.
الضغط العسكري
وأكد مراقبون لموقع "يمن الآن" أنّ استجابة ميليشيات الحوثي الانقلابية الأخيرة في السويد جاءت نتيجة الضغط العسكري لقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن والجيش الوطني اليمني الذي ساهم في التوصل إلى تحقيق اتفاقية مدينة الحديدة وموانيها، مشيرين إلى أنّ عمليتي "عاصفة الحزم" و "إعادة الأمل" نفذتهما قوات التحالف استجابة لطلب الحكومة اليمنية ونداء الشعب اليمني الشقيق.
السفير السعودي في واشنطن: نتمنى أن يترك الحوثي العمل من أجل إيران، وأن يعمل من أجل اليمن ويقبل بالسلام
وقال المراقبون إنّ "قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن حافظت على أمن الدولة اليمنية وممتلكاتها وتصدت لبطش الميليشيات الحوثية وانتهاكاتها الوحشية، كما نجحت في استعادة الحكومة الشرعية لعدد كبير من المحافظات اليمنية التي كانت خاضعة تحت سيطرة الميليشيات الحوثية".
ذكر المراقبون أنّ قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن تعمل من خلال عملية إعادة الأمل لاستعادة الاستقرار للمحافظات اليمنية عقب تحريرها، وأنها ستواصل جهودها ومساعداتها للأجهزة العسكرية اليمنية للمحافظة على أمن اليمن واستقراره.
وفي الوقت الذي تعمل فيه قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، والمساهمة الحاسمة للإمارات، على دحض الميليشيات الحوثية وتفكيك قدراتها العسكرية من خلال عمليات عسكرية متنوعة، فإنها تعمل، وفق مراقبين، على محاربة ومكافحة التنظيمات الإرهابية في اليمن، سيما وأنها تنفذ عملياتها العسكرية كافة وفقاً للقانون الدولي الإنساني، وأنها تؤكد دائماً التزامها قانونياً ببنود اتفاقية جنيف والبروتكولات الإضافية المتصلة بقواعد الاستهداف.
هل تلتزم الميليشيا الانقلابية باتفاق ستوكهولم؟
واعتبر المتحدث الرسمي باسم قوات "التحالف لدعم الشرعية في اليمن" العقيد طيار ركن تركي المالكي، التزام ميليشيا الحوثي الانقلابية باتفاق ستوكهولم، اختباراً حقيقياً أمام المجتمع الدولي.
وقال في المؤتمر الصحفي الأسبوعي الذي عقده أمس الإثنين في العاصمةالسعودية الرياض، إنّ المملكة ودول التحالف تؤكد أهمية الالتزام من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية بما يجري الاتفاق عليه، وأنّ لا تعود لما كانت تقوم به من خروقات الهدن السابقة، مؤكداً أنّ التحالف يدعم الجهود كافة لإنجاح ما جرى التوصل إليه ليكون بمثابة بداية بناء الثقة بين الأطراف اليمنية لمواصلة المفاوضات بخطوات أكبر وإعادة الأمن والاستقرار للأراضي اليمنية كافة، وكذلك تحقيق الأمن والسلم الإقليمي والدولي .
واستعرض عدداً من العمليات الهجومية لاستهداف بعض عناصر مليشيا الحوثيالإرهابية التابعة لإيران ومواقع تابعة لها في عدد من المحافظات، كما ذكر موقع "سبق" الإلكتروني.
وبشأن الانتهاكات الحوثية، أكد المالكي أنّ مليشيا الحوثي التابعة لإيران تواصل زرع الألغام في البحر الأحمر وتهدد الملاحة البحرية والتجارة العالمية، عاداً ذلك انتهاكاً للقانون الدولي والإنساني، مشيراً إلى أنّ عدد إجمالي الألغام البحرية التي جرى إزالتها منذ بداية العمليات بلغ 90 لغماً، متطرقاً إلى الأعمال العدوانية التي تقوم "شرذمة مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران بأعمال عدائية على المدنيين وتقصف منازلهم بمحافظة الحديدة بمديرية التحيتا"، حيث بلغ عدد الصواريخ البالستية التي أطلقت باتجاه المملكة حتى الآن 208 صواريخ، كما وصل عدد المقذوفات إلى 69078 مقذوفاً.
ترحيب سعودي إماراتي
ولقي اتفاق ستوكهولم ترحيباً من السعودية والإمارات اللتين أشادتا بتوصل الأطراف اليمنية في مشاورات السويد إلى اتفاقات مهمة؛ وأكدتا أنّ هذا الانتصار، جاء بفعل جهود التحالف العربي، وقوات الشرعية اليمنية، والضغط العسكري، الذي أجبر الميليشيات الحوثية المنقلبة على الشرعية على قبول الجلوس إلى طاولة المفاوضات؛ لبحث الحل.
وقال السفير السعودي في واشنطن، الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز، إنّ الاتفاق "خطوة مهمة نحو استعادة الشعب اليمني لسيادته واستقلاله".
وأضاف في تغريدات له عبر "تويتر" "وافقت الحكومة الشرعية على مقترح المبعوث الأممي السابق، تسليم ميناء الحديدة للأمم المتحدة، وهو ما استمرالحوثيون في رفضه، وما كانت هذه الموافقة لتتم لولا استمرار الضغط العسكري من الأحرار في اليمن وإخوانهم في التحالف العربي؛ لإعادة الشرعية في اليمن".
وقال إنّ "السعودية والإمارات هما أكبر المساهمين في خطة الأمم المتحدة للاستجابة للأزمة الإنسانية في اليمن، وقد عمل التحالف منذ اليوم الأول لإغاثة إخواننا في اليمن؛ عبر عدة مبادرات، وسنستمر في الالتزام بدعم أشقائنا اليمنيين، وإعادة إعمار اليمن".
وشدد الأمير خالد بن سلمان على أنّ الاتفاق "خطوة كبيرة نحو إعادة الأمن لليمن الشقيق والمنطقة، بما في ذلك أمن البحر الأحمر؛ الممر الحيوي للتجارة الدولية. ونتمنى أن يترك الحوثي العمل من أجل إيران، وأن يعمل من أجل اليمن، ويقبل بسلام شامل مبني على المرجعيات الثلاث".
5000 جندي إماراتي مع القوات اليمنية
من جهته، أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية الدكتور أنور قرقاش أنّ اتفاق ستوكهولم جاء نتيجة للضغط العسكري، الذي مارسته قوات التحالف العربي والقوات اليمنية على الحوثيين في الحديدة.
وأشار، كما نقلت عنه صحيفة "الخليج"، إلى أنّ التحالف العربي أوفى بالتزامه؛ بتجنيب مدينة الحديدة وأهلها ويلات حرب شوارع؛ وذلك حفاظاً على أرواح المدنيين والبنية التحتية الإنسانية، لافتاً إلى أن ميناء الحديدة بإمكانه اليوم ممارسة دوره المهم على الصعيدين التجاري والإنساني.
وشدد قرقاش على أنّ "الضغط العسكري؛ المتمثل بتواجد 5000 جندي إماراتي مع القوات اليمنية، واستعدادهم لتحرير الميناء في أقرب وقت؛ شكل الضغط المطلوب على الحوثيين، وأجبرهم على التعامل بواقعية، والقبول بالحل السياسي"، مشيراً إلى أن "الضغط العسكري الحاسم والمنضبط لقوات التحالف العربي، والقوات اليمنية، أجبر الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران على الانسحاب من الواجهة البحرية المتبقية تحت سيطرتها، وهزيمة المشروع الطائفي في اليمن".