"اليوم الثامن" تنشر نص كلمة رئاستي مؤتمر وحلف حضرموت..

حضرموت تحتفى بالذكرى الخامسة لـ"الهبة الحضرمية"

الاحتفائية الكبرى بمدينة الشحر أحياء للذكرى الخامسة للهبة الحضرمية واستشهاد مؤسس الحلف المقدم "سعد ب

صلاح مبارك
"اليوم الثامن" تنشر نص كلمة رئاستي مؤتمر حضرموت الجامع وحلف حضرموت في الاحتفائية الكبرى بمدينة الشحر أحياء للذكرى الخامسة للهبة الحضرمية واستشهاد مؤسس الحلف المقدم "سعد بن حبريش": ها نحن اليوم وفي هذه الاحتفائية الكبرى نقف لاحياء الذكرى الخامسة لاستشهاد مؤسس حلف حضرموت المقدم سعد بن حمد بن حبريش وقيام الهبة الشعبية , وهي مناسبة مجيدة في تاريخ حضرموت أتينا من كل بقاع حضرموت لنقدم التحية لتلك التضحيات العظيمة لرجالات المجتمع الحضرمي بمكوناته القبلية والمدنية وتضحياتهم في مختلف المراحل ونحيي ذكرى شهدائنا الذين ارتوت بدمائهم هذه الأرض الطاهرة  في المدن والسواحل وفي البوادي وفي الهضاب والصحراء وعلى طول وادينا الخصيب وادي حضرموت العظيم وفي مقدمتهم روح الشهيد سعد بن حبريش ورفاقه وشهداء الهبة والنخبة الحضرمية وشهداء الحراك وكل شهداء حضرموت مدنيين وأمنيين وعسكريين ..
وهنا علينا جميعا أن نتوقف قليلا لنتذكر تلك المرحلة المريرة التي عاشها شعبنا في حضرموت حيث عم فساد النظام السابق وامتد لكل مناحي الحياة وطال الأرض والإنسان واشتدت وتيرة التصفيات الجسدية مستهدفة كوادر حضرموت العسكرية والمدنية والمشايخ والعلماء وطالت خيرة رجال حضرموت وسط صمت مطبق وتواطىء من قبل النظام ومؤسساته الأمنية والعسكرية محدثة حالة من الرعب في أوساط المجتمع كان الهدف من ورائها ردع الجميع عن الوقوف في وجه هذا الإرهاب المنظم ولكن المقدم الشهيد سعد بن حبريش وبشجاعته المعهودة وحسه الوطني اتخذ المبادرة للتصدي لهذا الوضع المزري ودعا أبناء حضرموت إلى اجتماع عاجل في وادي نحب في غيل بن يمين يوم 2013/7/4 واستجابت حضرموت لدعوة بن حبريش وحضر كل وجهاء ومشايخ ومقادمة وأعيان حضرموت حاملين معهم كل أحلام وآمال أبناء حضرموت في إنقاذ حضرموت ورفع الظلم والإذلال.
وانعقد الإجتماع الموسع وناقش كل ما تعانيه حضرموت وسبل الخلاص من الوضع السائد ووضع المقدم بن حبريش ومعه الشيخ العلامة عبدالرحمن باعباد وكل وجهاء ومقادمة حضرموت مشروع وثيقة قيام حلف يضم كافة قبائل ومناصب وسادة وشرائح وفئات حضرموت ويعني الدفاع عن حضرموت الأرض والإنسان وتبني المطالبة بحقوقهما ، والوقوف في وجه كل ظالم وناهب لثروات حضرموت ، ولاقت هذه الفكرة القبول الكامل من الحاضرين وتم التوقيع وثيقة تأسيس الحلف من قبل الجميع واختير بالإجماع المقدم سعد رئيسا للحلف وسمي حلف قبائل حضرموت،  وتواصلت اللقاءات والاجتماعات وخرج المجتمعون بقرارات هامة لصالح حضرموت وأهلها،  وصدر عن الإجتماع بيان هام موجه للسلطة في ذلك الوقت ورئاسة الحلف يعملون ليل نهار لاستكمال ترتيبات وضع الحلف وتفعيله احيكت في ليل مؤامرة قذرة هدفت إلى التصفية الجسدية لرئيس الحلف بن حبريش يوم 2 ديسمبر 2013م صباحا في مدينة سيئون في أحدى النقاط العسكرية موجهين إلى صدره ومرافقيه أكثر من عشرين طلقة رشاش ودشكات وسقط على أثرها شهيدا،  ودفع ثمن حبه لحضرموت وأهلها وحمله لمشروع توحيد الحضارم على كلمة الحق للدفاع عن دمائهم وأعراضهم وثرواتهم وكرامتهم،  وكان قد ظن الأعداء أن قتلتهم للشيخ سعد سينهي حلف حضرموت باعتباره مجرد زوبعة وأن الأمور ستعود إلى ما كانت عليه،  لكن ظنهم قد خاب، فالحضارم قد تصلب عودهم ورغم قصر فترة توحدهم .. فحادثة إغتيال رئيس الحلف هزت الجميع وزادتهم قوة وصلابة،  وعلى أثرها تداعى الجميع حينها بشكل غير مسبوق وتقاطرت الوفود لوادي نحب مقر الحلف وعقدوا يوم 2013/12/10م مؤتمر تاريخي خصص لمناقشة مقتل رئيس الحلف وتداعياته وكان من مخرجات هذا المؤتمر التاريخي :
1 - اختيار الشيخ عمرو بن علي بن حبريش بالإجماع رئيسا للحلف خلفا للشهيد سعد بن حمد .
2- قرار بإعتبار قضية مقتل رئيس الحلف قضية حضرموت عامة. 
3- إقرار كل قرارات الحلف السابقة والعمل على تحقيقها بكل السبل وأسرعها.
4- التحضير لقيام هبة شعبية حضرمية تبدأ يوم 20 ديسمبر 2013م ولا تنتهي إلا بوضع اليد على الأرض والثروة وإستعادة الكرامة لكل أبناء حضرموت. 
وفعلا انطلقت الهبة المباركة بمشاركة كل الحضارم معلنة عهد جديدا للحضارم ينهي ما قبله من ظلم واذلال ومهانة . وبفضل الله،  فقد تحقق اليوم الكثير من أهداف الهبة الحضرمية وأصبح كل حضرمي مرفوع الرأس والهامة،  وعلينا جميعا جيلا بعد جيل الحفاظ على هذا الإنجاز وتخليده كيوم وطني حضرمي بصنع حضرمي خالص وأن نعمل على تطويره وأن نستكمل باقي أهداف الهبة..
وأنها مناسبة عظيمة أن تقام هذه الاحتفائية الكبرى في مدينة الشحر الباسلة ، مدينة المقاومة التي اجترح أهلها على مر التاريخ ملاحم بطولية, ضد الغزو والظلم والاستبداد ومن أجل الحرية والكرامة , ستظل هذه التضحيات المجيدة لهذه المدينة , خالدة في ذاكرة الأجيال .
أيها الأخوة والأخوات .. أن احتفالنا هذا في مدينة الشحر له دلالات بالغة , فهو إلى جانب أنه يأتي لتقدم الوفاء لهذه المدينة البطلة وتضحيات أهلها , فأنه يؤكد بأن ذكرى الهبة الحضرمية مستمرة وهي حاضرة في وجدان أهل حضرموت جميعًا ومثلما أحييناها بالأمس في مدينة المكلا حاضرة حضرموت , ها نحن اليوم نحييها في هذه المدينة الباسلة وستكون غدًا في وادينا العظيم وادي حضرموت وفي مختلف المدن والمناطق حيث أن هذه الهبة المباركة جاءت من أجل عزة وكرامة حضرموت , فعلينا أن لا ننسى تلك التضحيات الجسام وتلك الدماء الزكية التي سالت في ربوع حضرموت لكسر جبروت الظلم والطغيان والهيمنة والاستبداد من أرض حضرموت وإلى الأبد .
أيها الأخوة والأخوات.. لقد كان ولازال مشهود لمجتمعنا الحضرمي بمكوناته القبلية والمدنية كافة بإخلاصه وصدقه في كل تعاملاته خلال العهود السابقة، حيث لعب ومازال يلعب دورًا محوريًا في الماضي والحاضر إلى جانب تعزيز أمن المنطقة والإقليم والحفاظ على محافظة حضرموت آمنة مستقرة في ظل الأحداث التي عصفت بالبلاد برمتــها وذلك يعود إلى توازن وعقلانية المجتمع الحضرمي بكافة أطيافه، ولا يخفى على أحد أن المجتمع الحضرمي واجه تبعات متعددة إلى جانب الشرعية، والعديد من المصاعب والتحديات على المستوى السياسي والاقتصادي والأمني ولأجل ذلك خاض العديد من المعارك على كافة الأصعدة والميادين لصد الأعداء من جانب ومواجهة الإرهاب وطرده ورفض كافة أشكال والغلو ، وتسابق الأبطال من كل حدب وصوب في حضرموت للمشاركة في معركة التحرير واستعادة مدينة المكلا عاصمة المحافظة ومختلف مدن الساحل الأخرى التي سُلمت من قِبل أجهزة الدولة المتواجدة آنذاك لعصابات تنظيم القاعدة.. وكان لمرجعيات ورجالات حضرموت القبلية والمدنية كافة دور بارز في تهيئة الظروف والأجواء واستقبال قوات النخبة الحضرمية وقوات التحالف على أراضيها ابتداء من معسكر الخالدية (بصحراء حضرموت) وصولاً إلى وادي نِحِب (مرتفعات هضبة حضرموت) غيل بن يمين، والتموضع بها باعتبارها مكاناً آمناً.. وبفضل الله جل في علاه ثم بجهود حِلف حضرموت الذي عمل على إقامة المعسكرات لقوات النخبة والتحالف العربي، ومن حينها شارك أبناء حضرموت التحالف في كافة المهام والعمل سوياً نحو تحقيق الأهداف المرسومة وصولاً إلى تحرير مدن ساحل حضرموت بشكل كامل وفرض الأمن والاستقرار، إلى ذلك تم العمل على جمع وتوحيد المجتمع الحضرمي وحث كافة شرائحه ومكوناته القبلية والمدنية نحو التلاحم والتعاضد والالتفاف من أجل العمل لمصلحة تعزيز أمن واستقرار المحافظة وإعادة لُحمة المجتمع نحو الهدف المنشود .. وهو ما جسده  مؤتمر حضرموت الجامع الذي جاء ليجمع مختلف أطياف المجتمع الحضرمي بمكوناته كافة قبلية ومدنية.
أيها الأخوة والأخوات.. أن حضرموت اليوم تفتخر لما تحقق لها من انجازات ملموسة خلال السنوات الخمس الماضية فلأول مرة في تاريخها الحديث تتشكل قوة عسكرية بقيادات حضرمية خالصة تتحمل بشرف ونزاهة حماية أجزاء كبيرة من حضرموت وتسهم بدور كبير في الحفاظ على أمنها ومصالح أبنائها وهي قادرة ان تبسط الأمن والأمان في كل ربوع حضرموت المترامية الأطراف وان تنهي كل ما يهدد الحياة المستقرة فيها لتكون عونًا ومساندًا للأشقاء في المنطقة بما يحفظ أمنهم واستقرارهم .. ولا يخفيكم أيها الأخوة أن حضرموت اليوم ليس حضرموت الأمس فهي استطاعت بتوفيق من الله وتضحيات أبنائها الأبطال أن تكون شريكة وفاعلة في محاربة الارهاب وتقدم كل يوم إنموذج للتعايش بسلام وارساء المحبة والتألف والتلاحم ونبذ كل ظواهر العصبية والغلو , فحضرموت مدرسة الاعتدال والوسطية .
كما أن ما تحقق في الجانب الخدمي والتنموي لا يستهان به , وأسهم في تحقيق الاستقرار العام سواء في مشاريع الخدمات من كهرباء ومياه أو في انتظام الدارسة أو الجوانب الاقتصادية وبالرغم من هذا إلا أننا ندرك حجم التركة الثقيلة من مخلفات الماضي ومصاعبها الجمة الذي لن نتجاوزها إلا بمزيد من التآزر والاصطفاف والعمل بهمة عالية في تحقيق الأهداف المنشودة لأهلنا في حضرموت..أننا ندعوكم جميعًا إلى التعاون والتراحم ونبذ الخلاف والمشاحنات وتوجيه كل الطاقات من أجل البناء وتجاوز المعوقات.
يا أبناء حضرموت جميعًا، رجالا ونساء ، أننا نمر في مرحلة مهمة واستثنائية فحضرموت قادمة على استحقاقات تستعيد مكانتها وحقوق أبنائها ولاشك ان السلطة المحلية وحلف حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع وكل المكونات الحضرمية معنية في شحذ الجهود للوصول إلى هذه الغايات المشروعة وأن ترفع الهامات لعزة حضرموت وكرامتها وانتزاع كامل حقوق أهلها وتحقيق التقارب ورص الصفوف وسد كافة الثغرات التي يستغلها الأعداء والمتربصين بنا الهادفين إلى زرع الفتن لتمرير سياستهم بما يعيق ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار ودعم الشرعية حيث أننا نتأثر بما يدور في الوطن كوننا جزاً لايتجزأ منه وتحت قيادة فخامة الأخ الرئيس المشير الركن عبدربه منصور هادي , وعلى الأخوة الراعيين لحل الأزمة اليمنية أن يستلهموا مدرسة حضرموت فيما تقدمه من أمن وسلام وتعايش وأن يعملوا على اشراكها وعدم تجاهل أدوارها ومقوماتها بوصفها تمتلك الكثير من العوامل التي تأهلها لذلك وأن استمرار تجاهلها لا معنى له , وسوف تفرض حضرموت نفسها ومشاركتها ويحق لها استخدام كل الوسائل التي تمكنها من ذلك 
ونجدها مناسبة أن نحيي دور التحالف العربي بقيادة الاشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الأمارات العربية المتحدة وعلى كل ما قدموه من دعم وإسناد ومواقف أخوية أصيلة , ونؤكد بأن حضرموت ستكون داعمة ومساندة للشرعية وللتحالف في تنفيذ كافة المهام وإنها ستقف وبقوة ضد كل من يسعى لتفريق النسيج الاجتماعي  ووقف التدخلات الخارجية أي كان مصدرها التي تستهدف خلق الفوضى والفتن والإضرار بمصالح البلاد وأمنها واستقرارها .
تحية للشهداء ..
المجد لكم يا أبناء حضرموت الأوفياء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته