نهب التراث..
تقرير: دلالات سرقة الحوثي لأرشيف إذاعة «الحديدة»

إذاعة الحديدة

واصلت ميليشيا الحوثي سطوها على التراث والتاريخ اليمني، ولكن هذه المرة كان الفعل المشين أكثر انزعاجًا؛ حيث سيطرت على أرشيف إذاعة «الحديدة».
وسَطَتْ ميليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، على أرشيف إذاعة الحديدة التاريخية التي تأسست قبل نحو 6 عقود، في إطار نهبها للتراث ومحاولة إخفاء أي وثائق تفضح تاريخها الدموي والإرهابي ضد الشعب اليمني في البلاد.
ووفق تقارير يمنية، يضم أرشيف إذاعة الحديدة المنهوب أقراصًا صلبة وأسطوانات لحفظ المواد والبرامج، منذ انطلاق أثيرها قبل نحو 60 عامًا.
وبدأت فكرة إنشاء إذاعة محلية في الحديدة في نهاية الستينيات، وبالتحديد عام 1968؛ حيث تبنّى مكتب الإعلام بالحكومة اليمنية وقتها هذه الفكرة، وبدأت مراحل التنفيذ على أكتاف مجموعة من الشباب المتحمس لهذه الإذاعة تحت رعاية وإشراف الاعلامي اليمني العزي مصوعي.
وعندما أُنشئت المؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون -أُسست بعد الوحدة في مايو 1990- بعد الاهتمام بالإذاعات المحلية؛ حيث تم دعم العديد من الإذاعات المحلية، وفي مقدمتها إذاعة الحديدة.
ويعد أرشيف إذاعة الحديدة شاهدًا على العديد من الأحداث في تاريخ اليمن الحديث منذ نهاية الستينيات وحتى سرقته من قِبَل الميليشيا، وكان شاهدًا على التغيرات السياسية في اليمن الشمالي وحرب 1972 بين صنعاء وعدن، وحرب 1986 أو الحرب الأهلية في اليمن الجنوبي، وكذاك حرب الوحدة في 1991، وإضافة إلى حروب صعدة الست من 2004 وحتى 2010، ثم أحداث 2011 وحتى مقتل الرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح على يد الحوثيين في اليمن 4 ديسمبر 2017.
يقول الإعلامي اليمني عبدالكريم المدي، في تصريح لـ«المرجع»، إن سرقة أرشيف إذاعة الحديدة يُشكل جريمة أخرى من جرائم الميليشيا الإرهابية في حق الشعب اليمني وتراثه العظيم، مشددًا على أن سرقة الأرشيف يُشكل هدفًا لميليشيا الحوثي في طمس الحقائق وصناعة تاريخ جديد لعملاء إيران في اليمن.
وأضاف «المدي»: إن أرشيف إذاعة الحديدة شاهد على أحداث عظيمة وكبيرة في اليمن منذ انطلاق أثيرها في نهاية الستينيات وحتى اليوم، وهي تعتبر الشاهد الحي على التغيرات الجسام في اليمن قبل وبعد الوحدة، وحتى الأحداث التي وقعت منذ 2011 وحتى اليوم.
وتابع: أن سرقة ونهب أرشيف إذاعة الحديدة يشكل جزءًا من مخطط كبير للميليشيا في نهب تاريخ اليمن، وكذلك انتهاكًا بحق الحريات والصحافة في اليمن.
في وقت سابق، أدانت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو» قيام الميليشيا بنهب مخطوطات تاريخية من مكتبة زبيد الواقعة في القلعة التاريخية بمدينة الحديدة على الساحل الغربي لليمن.
وقال المدير العام لـ«إيسيسكو» الدكتور عبدالعزيز التويجري: «إن المخطوطات والكتب المنهوبة تُمثل تراثًا نفيسًا يوثق تاريخ مدينة زبيد التي كانت عاصمة اليمن من القرن الثالث عشر إلى القرن الخامس عشر الميلادي».
وأكد أن سرقة هذا التراث تعتبر عملًا إجراميًّا بحق التراث الحضاري اليمني، ومخالفة خطيرة للمواثيق والإعلانات الدولية الخاصة بحماية التراث الحضاري والمحافظة عليه.
ودعا المدير العام للإيسيسكو الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، خاصة اليونسكو، إلى التدخّل لإجبار ميليشيا الحوثيين على إعادة ما نهبته من مكتبة مدينة زبيد، باعتباره جزءًا من التراث الثقافي للإنسانية جمعاء، والذي تنص اتفاقية لاهاي المتعلقة بحماية الممتلكات الثقافية في فترات النزاعات المسلحة على تجريم الاعتداء عليه.
وعمليات تهريب الآثار اليمنية مستمرّة، ومنها: أقدمُ نسخة من القرآن الكريم كتبت على جلدِ غزال، وكذلك أقدمُ نُسخة من التوراة وغيرِها من الآثارِ النادرة.
كما أكد السفير محمد الجابر «سفير المملكة العربية السعودية في اليمن» في تصريحات صحيفة، تعرض نحو «27» متحفًا للسرقة والإهمال، وطالب بحماية بعض الأماكن التي يُجرى البحث بها عن الآثار، ولابد من إيقاف التنقيب عن الآثار في ظل غياب السلطة الشرعية.