الهلال الأحمر الإماراتي..
تقرير: هل انطلق قطار ترميم ما دمرته الحرب في اليمن؟
بينما يعيش اليمينيون فترة هدوء نسبي في محافظة الحديدة اليمنية، خصوصًا في المناطق التي حررتها قوات الحكومة من قبضة الحوثيين، تواصل الهيئات الإنسانية مد هذه المناطق بالدعم اللازم لرفع مستوى المعيشة المتدني، وإعادة الحياة لطبيعتها.
الهلال الأحمر الإماراتي يقود جزءًا كبيرًا من جهود إعادة الحياة لعدد من المناطق، بما يشمل البنى التحتية والتعليم والصحة والغذاء، وغيرها من المتطلبات التي سلبتها الحرب من الشعب اليمني.
ترميم الكهرباء
في محافظة الحديدة التي شهدت مواجهة عنيفة بين قوات الحكومة والحوثيين، دشنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مشروع منظومة طاقة شمسية متكاملة في قريتي غليفقة والطائف.
وتتركز المساعدات عمومًا في مناطق الساحل الغربي لليمن، وهي التي تحررت خلال العام الماضي.
ووفق تصريحات للهلال الإماراتي، يستفيد من المشروع الجديد 230 منزلًا، وسيسهم في التخفيف من معاناة أهالي قريتي غليفقة والطائف، وفي إعادة تطبيع أوضاعهم؛ لما تمثله الكهرباء من أهمية كبيرة في حياة الناس.
وقال الشيخ إبراهيم لحجي، أحد شيوخ مديرية الدريهمي: “إن مشروع منظومة طاقة شمسية متكاملة، بدد الظلام الدامس الذي كان سائدًا في القريتين طيلة السنوات الماضية”، مؤكدًا أن “الهيئة” كان لها -وما يزال- الدور الأبرز في الاستجابة لاحتياجات المواطنين ومتطلباتهم في مديرية الدريهمي، منذ اليوم الأول لتحرير قراهم ومناطقهم.
الغذاء والدواء
ويؤدي الهلال دورًا بارزًا -بحسب ما تقول تقارير أممية- في تقديم الدعم العاجل، في ظل تهديدات المجاعة المتفاقمة في اليمن. هذا الدعم يأتي على شكل مساعدات غذائية للأسر المحتاجة.
ووفق آخر التقارير، وزع فريق هيئة الهلال، خلال يناير/كانون الثاني الجاري، أكثر من 50 طنًا من المساعدات الغذائية، استفاد منها 12 ألف يمني من الأسر المحتاجة في المناطق النائية في محافظة شبوة اليمنية.
وشملت المساعدات الاحتياجات الأساسية للسكان في مديريات مرخة السفلى ومرخة العليا من المواد التموينية الضرورية والمواد الغذائية.
وعلى صعيد الدعم الصحي الطارئ، قدم مشروع العيادات المتنقلة، التابع لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، الخدمات الطبية والعلاجية والرعاية الصحية والأدوية المجانية، لأكثر من 716 حالة مرضية في صفوف طلاب وطالبات ومواطني الساحل الغربي، خلال 14 يومًا من الشهر الأول من عام التسامح 2019.
“هذا الدعم الطبي يأتي في إطار الاستجابات السريعة والمتواصلة والمساعدات الإنسانية والمشاريع الخدمية والتنموية التي تقدمها لهم هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، بهدف التخفيف من معاناتهم واستكمال تطبيع الأوضاع وتحسين مستوى كل مجالات الحياة في قراهم ومناطقهم”، قال الدكتور علي الموري، رئيس إحدى فرق العيادات الطبية، مشيرًا إلى أن هذه العيادات تستهدف أكثر من 150 ألف مواطن في مختلف قرى ومناطق الساحل الغربي.
التعليم والخدمات
وعلى صعيد التعليم والخدمات، تعمل هيئة الهلال على افتتاح العديد من المدارس في المناطق المحررة، كذلك تأهيل المرافق التعليمية المتضررة.
مؤخرًا، جرى افتتاح “مدرسة الاتحاد الأساسية الثانوية للبنين” في مركز مديرية موزع التابعة لمحافظة تعز، بعد إعادة تأهيلها وتأثيثها وتجهيزها.
وقال مدير الشؤون الإنسانية للهلال الأحمر الإماراتي في اليمن، محمد الجنيبي، إن “المدرسة تأتي ضمن مشاريع الهيئة في مختلف القطاعات لاستكمال تطبيع الحياة وتحسين مستوى الخدمات المقدمة لسكان تعز وجميع المناطق في المحافظات اليمنية المحررة”، مشيرًا إلى أن المدرسة تتكون من 8 فصول دراسية وملحقاتها، وتستوعب 700 طالب، وتتيح عودة نحو 40 مدرسًا ومدرسة لعملهم، وتخدم مديرية موزع وقرى السفلية والجحمة والحد.
كذلك، نفذت الهيئة العديد من المشاريع الخدمية في المديرية منها إعادة تأهيل وتجهيز وتأثيث مدرستي “الزهراء للبنات” و”الاتحاد للبنين”، ومركزين للصحة والأمومة والطفولة، ما أسهم في عودة الخدمات إلى هذه المرافق الصحية والتعليمية.
إشادة أممية
وأشادت مفوضية شؤون اللاجئين في الأمم المتحدة بالجهود التي تبذلها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في اليمن، كاشفة عن خطط ومشاريع سيتم تنفيذها بالتعاون مع الهيئة خلال العام الجاري.
وقالت مديرة مكتب مفوضية شؤون اللاجئين في عدن جاكلين بريفلين إن “لدى المفوضية خططًا ومشاريع ستسعى إلى تنفيذها بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتية خلال العام الجاري”، مشيدة في الوقت نفسه بجهود دولة الإمارات، ممثلة في الهيئة، على الصعيد الإنساني في اليمن، وما قدمته للمفوضية خلال الأشهر الماضية.
جهود ممتدة في مناطق الحرب
لا يقتصر دور الإمارات -عبر الهلال الأحمر وغيره من المؤسسات الخيرية- على اليمن فحسب، إنما أظهرت إحصائيات رسمية، نُشرت الجمعة، وصول القيمة الجملية للمساعدات التي قدّمتها دولة الإمارات العربية المتحدة للسوريين طيلة حوالي سبع سنوات من الأزمة في بلدهم إلى ما يقارب المليار دولار.
وورد في منشور على موقع وكالة الأنباء الإماراتية “وام” أنّ قيمة المساعدات التي قدّمتها الإمارات استجابة للأزمة الإنسانية السورية، خلال الفترة من 2012 إلى يناير/كانون الثاني 2019، بلغت 3.59 مليار درهم (ما يعادل 976.4 مليون دولار).
وشملت تلك المساعدات مواد غذائية بقيمة 335.1 مليون دولار، بينما بلغت المساعدات الخاصة بالإيواء والمواد غير الغذائية 193.7 مليون دولار، في حين بلغت المساعدات في الجانب الصحي 173 مليون دولار.
وفيما يخص المساعدات على صعيد الخدمات اللوجستية والدعم والتنسيق، فقد بلغت 154.5 مليون دولار، فيما بلغت في قطاعي المياه والنظافة العامة 63.5 مليون دولار، وفي قطاع التعليم 51.8 مليون دولار، وفقًا لتقرير لصحيفة العرب اللندنية.
وعلى صعيد الخدمات الاجتماعية، بلغت قيمة المساعدات الإماراتية للسوريين 4.2 مليون دولار، إلى جانب مساعدات أخرى بقيمة 800 ألف دولار.
وضمن برامج اﻻﺳﺘﻘرار، قدّمت دولة الإمارات مبلغًا قيمته 50 مليون دولار لتنفيذ برامج الاستقرار في محافظة الرقة، وذلك للمناطق المحررة من تنظيم داعش وبالتعاون مع شركاء دوليين.
كما قدّمت دولة الإمارات 23.4 مليون دولار لصندوق الائتمان لإعادة إعمار سوريا، وذلك لتنفيذ برامج إعادة تأهيل قطاعات الصحة والزراعة وبرامج الأمن الغذائي وتوليد الطاقة وتوفير المياه.