تجارب جلبت خطورة التنظيم..
تقرير: إخوان اليمن وسياسة جمع المتناقضات في سلة طهران والدوحة
ليس خافيا ما كانت عليه الدول العربية بعد خرجها من بوتقة الاستعمار الخارجي وكيف بدأت بالتطلع نحو النهوض التنموي وارساء مداميك التنمية عن طريق العلم ومحاكاة الثورة الصناعية للغرب، لولا أن ظهور حركات الاسلام السياسي المتمثلة بداية في " الاخوان المسلمين" أعاقت هذا التقدم وأوصلت الأوطان الى حالة ركود بعد أن خدرت الشعوب بشعارات دينية واغتالت طاقتها لتحول المجتمعات الى ركود ممتد الى اليوم..
· فرملة النهضة العربية..
يقول خالد طالب الكازمي ان جماعة الاحوان المسلمين أوجدت شرخا بين الشعوب والانظمة العربية فما ان كانت الحكومة تدشن مشروع تنمويا حتى رفعت الجماعة الموضوية شعار "القرآن هو الحل" وما ان كانت الحكومات العربية تتبنى توجه الترويج لمشاريع علمية حتى لجأت جماعات الاسلام السياسي الى إلها الشارع بشعارات المزايدة مفادها أن التقدم محاكاة للغرب الفاسد وان التقليدية والتمسك بالشريعة محاكاة للسلف الصالح..
ويضيف الكازمي في حديث لـ"يمن الغد" بأن جماعات الاسلام السياسي اضطرت في الاخير الى اقناع الشعوب العربية باقتناء التقنيات الغربية بعد ان كانت قد حرمتها أو غرست ثقافة استحسان عدم استعمالها.. فاضطرت بفعل الضغط العصري المتواصل وتسارع الثورة التكنلوجية.. وهو الامر الذي جعل من الشعوب العربية مستهلكة..
· تجارب جلبت الخطورة..
ويشير سياسيون الى خطورة جماعة الاخوان المسلمين في اليمن، عن غيرها من البلدان العربية كمصر وتونس والجزائر، اذ أن الاخوان في اليمن استطاع التحول الى حزب برجماتي وفقا لتعبير الناشط السياسي "ياسين مقبل" خلال حديثه لـ"يمن الغد".. كما انه حزب قائم على اساس المصلحة الذاتية..
وخلال حديثه مع "يمن الغد"، أكد المحلل السياسي المصري "سامح عسكر" صوابية الطرح الذي حذر منذ وقت مبكر من قيام احزاب وجماعات بصبغة دينية على اعتبارها اضرارا بالمشروع العربي التنموي والثقافي والمسار الاجتماعي وافسادا للتدين.. معتبرا ان الجماعات المؤدلجة دينيا عملت على حرف مسار النهضة العربية قبل فرملتها بنشر ثقافة دينية مغلوطة واستخدامها كورقة في المواجهة مع الانظمة القومية وفي مواجهتها للاشتراكية والشيوعية والليبرالية..
كما عملت على كبح جماح النزعة الى الحرية والتطلع الى النهضة من خلال استخدام الدين في معركتها مع العلمانية والليبرالية.. حتى بات الاعتقاد سائدا بان العلمانية تفسخ وانحلال اخلاقي والحرية هتك للأعراض والليبرالية جنس في الشوارع والاشتراكية والشيوعية باب للكفر والالحاد والفسوق وفقا لـ"عسكر" الذي اعتبر دخول تركيا وقطر على خط دعم الاخوان باليمن يزيد من خطورة التنظيم الدولي العابر للحدود بأفكار ارهابية..
· الدوحة وجمع النقيضين في اليمن..
وتنجلي في اليمن خطورة التنظيم المحظور عالميا من خلال انخراطه في القبيلة واستقطابه لرجال المال ومساهمته في السلطة بالتحالف مع صالح ضد الحزب الاشتراكي، وتمكنه من انشاء أذرع عسكرية وتجنيد مقاتلين ومشاركته في الاحتجاجات الشعبية وعمل بعض اذرعه في الجانب المدني وتكتيكاته السياسية السرية اضافة الى موهبته في احتراف استغلال الدين لأجل المصلحة وتسخير رجال الدين والاعمال الخيرية ومؤسسات التعليم لخدمة اجنداته السياسية.. هذا ما طرحه الباحث السياسي "ناصر عبدالجليل" في تلخيصه لتجارب استفاد منها حزب الاصلاح في اليمن.
ويشير الباحث "عسكر" الى أن قطر تعمل كوسيط لعبور الدعم التركي للإخوان اضافة الى اجادة قطر لسياسة الجمع بين المتناقضات شأنها شأن ايران في ذلك، حيث ان هاتان الدولتان يعملان على الجمع بين النقيضين في اليمن "الحوثيون والاخوان" وذلك لتحقيق الهدف المشترك بين الدوحة وطهران في السعي للسيطرة على الاسلام السياسي في البلاد التي تعاني من حرب اهلية وازمات متراكمة..
· اخوان تركيا..
ويقول الناشط في حزب المؤتمر محمد قائد الحسني، انه لم يعد هناك ركون على حكومة الشرعية برئاسة عبدربه منصور هادي في تحرير البلاد ..
ويضيف الحسني خلال حديثه لـ"يمن الغد" ان حكومة هادي هي من سلمت صنعاء الى مليشيا الحوثي المؤدلجة دينيا ومهدت لانقلابها من خلال اعلان حيادية الجيش وفتح قنوات العبور وسياسة المهادنة والتوطؤ الفاضح بتوقيع اتفاقيات لصالح الجماعة..
ويشير الى أن شرعية هادي الان تعمل على تسليم بقية المناطق المحررة من الحوثيين لمليشيا الإخوان المسلمين، محذرا النخب الوطنية من أنه في حال لم يتم تدارك هشاشة حكومة هادي وتماهيها مع اللوبي الاخواني، فإن اليمنيين سوف يصحون قريبا وقد البلاد كلها بيد جماعات الاسلام السياسي الواقع تحت الرعاية القطرية- الايرانية بشقيه الشيعي والسني وهو ما يعني أن الوطن بات تحت رحمة أذرع تمزيقية..
طرح الناشط الحسني، كثيرا ما يحاكي ما طرحه الكاتب الصحفي نبيل الصوفي في نقده مكونات يطلق عليها شرعية ويعول اليمنيين عليها باعتبارها الحامل الشرعي الوحيد لقضيته، اذ يشير الصوفي الى أن أصحاب المشروع الوطني صار اسمهم الشرعية الفندقية وأن هذه الشرعية والمكون المدلل لديها المتمثل في "اخوان علي محسن مرتب"؛ ليس همهم حرب استعادة الدولة، ولا حتى هدفهم مرتبات عادية، وانما يعملون جاهدين للوصول الى غنى لائق بقيمة اليمن، ولو حتى يبيعون البلاد كلها لمن يدفع أكثر "قطر.. تركيا أو حتى داعش" حسب تعبيره.