في رحلة التحرير الأخيرة..

تقرير: تساؤلات عن مصير زعيم داعش وتنظيمه

أبوبكر البغدادي

وكالات

لا يزال مصير زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي، أبوبكر البغدادي لغزًا غامضًا، بعدما كشفت معلومات استخباراتية عن محاولة اغتياله على يد مقاتلين أجانب خلال نهاية 2018، فيما قالت مصادر أمريكية إن كبار خبراء الحكومة الأمريكية يعتقدون اعتقادًا قويًّا أنه لا يزال على قيد الحياة وربما يكون مختبئًا في العراق، وقد سقطت قيادات أخرى من التنظيم قتلى في غارات جوية.

ومع انطلاق عملية جديدة ضد التنظيم، يبدو أن «داعش» على وشك أن يفقد آخر موطيء قدم له على ضفتي نهر الفرات في سوريا، غير أن ثمة اتفاقا شبه عام على أنه مازال يمثل تهديدًا رغم احتمال انقضاء حكمه على الأرض.

وعلى الرغم من تلك التهديدات، لكن الحقيقة الواقعة أنه قُتل الآلاف من مقاتليه وأتباعه ووقع الآلاف غيرهم في الأسر، ولا يزال عدد غير معروف منهم طلقاء في سوريا والعراق.

ويعمل العراق على تقديم المعتقلين من التنظيم للمحاكمة وسجنهم وفي كثير من الأحيان يعدم بعضهم.

وتحتجز قوات سوريا الديمقراطية المعروفة بــ«قسد»، المدعومة من الولايات المتحدة نحو 800 مقاتل أجنبي بالإضافة إلى أكثر من 2000 من زوجات مقاتلي التنظيم وأطفالهم، وتم إطلاق سراح كثيرين من السكان الذين تعاونوا مع التنظيم على المستوى المحلي في سوريا.

وتشكو «سوريا الديمقراطية» من أن الدول الغربية ترفض القبول بعودة المقاتلين الأجانب الذين يعتبرون على نطاق واسع خطرًا أمنيًّا عليها، غير أنه ربما يكون من الصعب تقديمهم لمحاكمات وفقا للقانون.

وكانت سيطرة التنظيم على مساحة من الأرض في العراق وسوريا، هي التي ميزته عن التنظيمات المماثلة الأخرى مثل «القاعدة»، كما أن هذه السيطرة أصبحت محورية لرسالته عندما أعلن قيام دولة الخلافة المزعومة في 2014.

وقد أهلكت الحرب الآلاف من مقاتلي التنظيم، وعلى الصعيد المالي حرمته الهزيمة من موارد أكبر من أي موارد أتيحت لحركة جهادية أخرى في العصر الحديث بما في ذلك الضرائب التي فرضها على سكان المناطق الخاضعة لسيطرته وعوائد مبيعات النفط.

واستطاع التنظيم في هيئته السابقة كفرع من فروع تنظيم القاعدة في العراق قبل نحو عشر سنوات، أن يتفادى الشدائد بالعمل السري وتحين الوقت المناسب للانقضاض.

ومنذ أن مُني التنظيم بخسائر هائلة على الأرض في 2017 دأب على الاتجاه مرة أخرى إلى مثل هذه الأساليب. فقد شنت خلايا نائمة في العراق حملة متفرقة من عمليات الخطف والقتل لإضعاف الحكومة.

كما نفذ التنظيم تفجيرات كثيرة في شمال شرق سوريا الذي تسيطر عليه قوات كردية تدعمها الولايات المتحدة ومن ذلك عملية سقط فيها أربعة أمريكيين قتلى في يناير.

ويقول مسؤولون أكراد وأمريكيون إن خطر التنظيم في المنطقة مازال قائمًا.

وفي سوريا ما زال مقاتلوه يقاومون في منطقة صحراوية نائية قرب الطريق المؤدي من دمشق إلى دير الزور.

وبينما يتشبث التنظيم بآخر قطعة من الأرض يفرض عليها سيطرته، حذر رئيس وكالة المخابرات البريطانية «إم.آي6»، من أنه سيعاود شن هجمات مختلفة.

فحتى بعد أن بدأ التنظيم يتكبد خسائر عسكرية على الأرض لا يزال يعلن مسؤوليته عن هجمات في بلدان مختلفة وذلك رغم أن هذه الهجمات تعزى في كثير من الأحيان إلى عمليات فردية دون توجيه منه.

وكان التنظيم قد بدأ قبل سنوات دعوة أنصاره في الخارج للتخطيط لشن هجمات من تدبيرهم، بدلا من التركيز فقط على الهجمات التي ينفذها أعضاؤه المدربون الذين يدعمهم هيكل التنظيم.

وفي أوائل 2018 قال قائد القيادة العسكرية المركزية الأمريكية إن تنظيم «داعش» يتمتع بالمرونة وما زال قادرًا على الإيحاء بهجمات في مختلف أنحاء المنطقة وخارج الشرق الأوسط.

وعلى الرغم من إعلان اقتراب القضاء على التنظيم عسكريًّا، فلا يمكن الإجابة عن تساؤل «هل ستواصل هذه الجماعات ارتداء عباءة التنظيم، خاصة إذا ما وقع البغدادي في الأسر أو سقط قتيلا؟»، غير أنه لا يبدو أن ثمة فرصة تذكر أن توقف هذه الجماعات حملاتها قريبًا، كما أن تنظيم القاعدة يحتفظ بفروع عديدة في مختلف أنحاء العالم وتعمل جماعات متشددة أخرى في دول انهار الحكم فيها.