أستقالة ظريف..
تقرير: لماذ رفض الرئيس الإيراني أستقالة ظريف؟

في خط المواجهة
رفض الرئيس الإيراني حسن روحاني استقالة وزير الخارجية محمد جواد ظريف الاربعاء مشيدا "بجهوده" في خدمة البلاد، كما ورد على الموقع الالكتروني للحكومة.
وكتب روحاني في رسالة الى ظريف "اعتقد ان استقالتك تتعارض مع مصالح البلاد وأنا لا أقبلها"، كما أورد الموقع.
وقال روحاني "إنكم وبحسب قول قائد الثورة الاسلامية 'الرجل الأمين والأبي والشجاع والمتدين' وفي الخط الاول لمواجهة الضغوط الاميركية الشاملة" ضد الجمهورية الاسلامية.
وأضاف الرئيس الايراني في رسالته "أنا مدرك تماما للضغوط التي يتعرض لها الجهاز الدبلوماسي في البلاد، والحكومة وحتى رئيس الجمهورية المنتخب من قبل الشعب".
وتابع "على كافة السلطات والمؤسسات الحكومية أن تنسق مع وزارة الخارجية بما يتعلق بالعلاقات الدولية، كما تم الايعاز به عدة مرات".
ودعا الرئيس الايراني اخيرا ظريف الى مواصلة مسيرته "بقوة وشجاعة ودراية". وكان ظريف اعلن استقالته مساء الاثنين على انستغرام، والثلاثاء دعا الى أن تستعيد وزارته "مكانتها".
وعلى الرغم من أن ظريف لم يذكر أسبابا محددة لاستقالته المفاجئة فإن تقارير إعلامية إيرانية أشارت إلى أنها ترجع إلى عدم دعوته لاجتماع بين روحاني والرئيس السوري بشار الأسد في طهران الاثنين. وأجرى الأسد هذا الأسبوع أولى زياراته المعلنة لإيران منذ نشوب الصراع السوري عام 2011 والتقي بخامنئي.
وكان ظريف كبير المفاوضين الإيرانيين في المفاوضات النووية بين بلاده ومجموعة الدول الستّ (الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) والتي أثمرت في فيينا في يوليو 2015 اتفاقاً وضع حدّاً لأزمة استمرّت 12 عاماً بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وساعد الدبلوماسي المخضرم الذي درس في الولايات المتحدة، على صياغة الاتفاق النووي وفرض قيود على البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات.
وشارك ظريف روحاني في مراسم استقبال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الذي وصل إلى العاصمة الإيرانية صباح الأربعاء في زيارة رسمية. وقال بعد رفض روحاني الاستقالة، "كل ما يهمني هو الارتقاء بالسياسة الخارجية للبلاد والدفاع عن مصالح الشعب الإيراني الشريف وحقوقه في الساحات الدولية".
وكتب على حسابه على موقع أنستغرام "أتمنى أن تتمكن وزارة الشؤون الخارجية، بالتعاون مع الجميع، مع قيادة وتوجيه وإشراف قائد الثورة ورئيس الجمهورية، من الاضطلاع بجميع مسؤولياتها في إطار الدستور وقوانين البلد والسياسات العامة للسلطة". كما شكر الشعب الإيراني والنخب والمسؤولين على دعمهم له.
وقال قاسم سليماني قائد فيلق القدس، وهو فرع في الحرس الثوري يتولى العمليات خارج إيران إن "ظريف مسؤول عن السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية ويحظى دوما بدعم كبار المسؤولين".
وقال سليماني الذي حضر الاجتماعين إن غياب ظريف كان نتيجة خطأ بيروقراطي. وأضاف "تظهر الدلائل عدم وجود نية لاستبعاد السيد ظريف من هذا الاجتماع وينبغي أن أؤكد على أنه (ظريف) المسؤول الرئيسي عن السياسة الخارجية للبلاد بصفته وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
ويتعرض ظريف لضغوط من المحافظين في إيران منذ عام 2018 عندما انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي وأعاد فرض العقوبات على طهران.