عرض الصحف العربية..
تقرير: تخوف دولي من التصعيد بين الهند وباكستان

الاقتصاد و"النووي" يبعدان شبح الحرب بين الهند وباكستان؟
ووفقاً لصحف عربية صادرة، اليوم الخميس، فإن هناك تخوفاً دولياً من التصعيد بين الهند وباكستان في ضوء امتلاكهما للسلاح النووي. وتوقعت بعض الصحف أن تكون إيران وراء هذا التصعيد الخطير بين البلدين، لأنها المستفيد الوحيد منه، خاصة بعد الزيارة العملية الناجحة لولي العهد السعودي إلى كل من الهند وباكستان. وهي زيارة توجت بالتوقع على اتفاقيات تشمل مشاريع اقتصادية عملاقة بين السعودية وكلا البلدين.
واستبعدت بعض التحليلات أن تصل الأزمة إلى "حرب مفتوحة"، لسببين، أولها أن الدولتين تمتلكان سلاحاً نووياً، ومن المعروف أن النووي سلاح ردع. أما السبب الثاني فهو الوضع الاقتصادي المتردي في كلا البلدين.
خط السيطرة
قالت صحيفة "الشرق الأوسط" في تحليل لها وضعه حسام عيتاني إن "التصعيد الحالي سيدفع بالصراع بين القوتين النوويتين الآسيويتين إلى مقدمة المشهد الدولي".
وأوضح عيتاني أن الغارة الهندية تبدو الأولى من نوعها منذ عام 1971 التي تتجاوز "خط السيطرة" لتصل إلى مناطق داخل الأراضي الباكستانية.
ونبه المحلل إلى حساسية ودقة عدد من القضايا المرتبطة بهذا الملف، وفي مقدمتها مسألة كشمير، التي عادت إلى سطح الأحداث من جديد.
وأشار عيتاني أيضاً إلى أن تصريحات باكستان التي أشارت إلى سعي الهند لاستغلال هذا التصعيد لاعتبارات انتخابية داخلية في مومباي، وقال إن "الدعاية الانتخابية بالوسائل العسكرية ممارسة قديمة، ويكفي أن يقع حادث أمني حتى يندفع السياسيون القلقون من اقتراب مواعيد الاقتراع إلى القفز على الحادث، واستغلاله للحصول على أكثر ما يمكن من الأصوات".
واختتم تحليله قائلاً إن "الصورة العريضة للوضع في جنوب آسيا، لا تشير إلى إمكان خروج التوتر الحالي عن الحدود المعروفة، والتي تتلخص في إمكان وقوع اشتباكات قرب الحدود و"خط السيطرة"، نظراً إلى الأوضاع الداخلية لكل من الدولتين، ووضع حكومتيهما للمسائل الداخلية كأولوية. في أسوأ الأحوال، قد يخوض الجانبان حرباً "منخفضة التوتر" تشبه تلك التي خاضاها في كارغيل في مرتفعات الهملايا سنة 1999.
قلق دولي
أبرزت صحيفة "العرب" من جانبها خطورة هذه الأحداث، بالإشارة إلى رؤية عدد من المراقبين لبعض من الحقائق المهمة في هذا الصراع، أبرزها أن "ميزان القوى بين الهند وباكستان يميل إلى صالح الهند بشكل واضح"، مشيرين إلى أن الإنفاق العسكري الهندي يشكل حوالي 100 مليار دولار، فيما لم يتجاوز الإنفاق العسكري الباكستاني 12 مليار دولار.
وقال هؤلاء المراقبون أن الهند تتوجه في تسلحها وبناء قواها العسكرية إلى التوازن مع الصين كخصم محتمل في المستقبل للسيطرة على جنوب آسيا، بينما تسعى باكستان إلى بناء قوة رادعة تمنع الهند من اجتياحها، لذلك لجأت إلى بناء قدرة نووية ووسائل إيصالها من صواريخ عابرة وبعيدة المدى.
ونبهت الصحيفة إلى أن إقليم كشمير يمثل زاوية مركزية تؤدي إلى إشعال الصراع بين الدولتين، منبهة إلى توجس الكثير من دول العالم من هذا الصراع خاصة وأن "طرفي النزاع اليوم دولتان نوويتان".
إيران السبب
وقال الخبير الاقتصادي والسياسي "محمد النافع" إن "إيران هي مسبب الأزمة بين باكستان والهند".
وكشف النافع لصحيفة "سبق" السعودية، أن هذا التوتر والتصعيد، جاء بعد زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، أخيراً لكل من باكستان والهند والصين، واشتملت على عقود واتفاقيات استراتيجية مع باكستان، وكذلك عقود طويلة واستراتيجية مع الهند.
وقال النافع: "لو بحثنا عن المستفيد من إشعال هذا الصراع، تجد أنها إيران التي جن جنونها من التحالف والعقود الاستراتيجية بين السعودية وكل من باكستان، والهند، والصين، خاصة إذا ما علمنا أن الهند قلصت بنسبة كبيرة شراء النفط الإيراني واستبدال جزء كبير منه من السعودية".
وتابع: "حدث بين الهند وباكستان يجعلنا نتساءل.. ماذا تستفيد إيران من هذا الصراع؟ بالإشارة إلى أن ما تقوم به طهران هو نفس السيناريو الذي قامت بعمله سابقاً، نتج عنه تفجير مراقد الشيعة العسكرية في سامراء، بهدف نشر الفوضى والدفع غلى حرب طائفية بين السنة والشيعة.
وعن خطورة الموقف الحالي قال النافع إنه "لا يتوقع أن تصل أزمة إلى حرب مفتوحة"، لسببين يأتي أولها أن "كلا الدولتين تمتلكان سلاحاً نووياً، ومن المعروف أن السلاح النووي سلاح ردع"، لذلك تخشى الدولتان الإقدام على الحرب، ثانياً أن "الهند تعلم أن الحرب المفتوحة ستجعل اقتصادها يتراجع خطوات للخلف، وكذلك باكستان التي تعيش ضعفاً اقتصادياً لا يؤهلها لخوض حرب مفتوحة، متوقعاً أن "يحل الخلاف سريعاً بين الجارتين".