عرض الصحف العربية..

تقرير: الجيش الجزائري يقف خلف كواليس الفترة الانتقالية

صحف

24

تستعد قوى الحراك الشعبي الجزائري إلى التظاهر يوم الجمعة المقبلة لطرح أفكارها السياسية، وتتباين المواقف السياسية بين أحزاب المعارضة والموالاة بصورة تزيد من التصعيد والتوتر في البلاد.

ووفقاً لصحف عربية صادرة، اليوم الأربعاء، يواجه الجيش تحديات سياسية مهمة، وسط دعوات لحسم الجيش لتداعيات الأزمة في البلاد، وتشير تقارير إلى دفع الجيش بأحد المرشحين ليتولى منصب الرئيس المقبل. في حين اعتبر بعض الصحف أن الجيش يدير مشاهد العملية السياسية من خلف الكواليس.

اختبار الجمعة
رصدت صحيفة "الشرق الأوسط" تواصل المظاهرات في الشوارع الجزائرية رفضاً للخطة التي أعلنها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.

وأجمع سياسيون على أن خطة بوتفليقة لحل الأزمة تصطدم بمأزق دستوري، ذلك أن تأجيل الانتخابات الذي أقرته الخطة، لا يجيزه الدستور إلا في "الحالة الاستثنائية"، وهي الحالة التي قال هؤلاء الساسة إن "ما يبررها وجود خطر يهدد البلاد يوشك أن يصيب مؤسساتها الدستورية، أو استقلالها أو سلامة ترابها".

وتنتفي هذه الحالة في الوضع الذي تمر به البلاد، حتى مع استمرار المظاهرات، التي أشاد بوتفليقة نفسه بـ"سلميتها" و"تحضرها".

ونبهت الصحيفة إلى نقطة مهمة وهي اختيار الرئيس الجزائري للدبلوماسي المخضرم الأخضر الإبراهيمي، للإشراف على "الندوة الوطنية" التي أعلن عن عقدها قبل نهاية العام الحالي، لإعداد دستور جديد يعرض للاستفتاء.

وعلمت الصحيفة أن السلطة استنجدت بالإبراهيمي المقيم في فرنسا، للخروج من مأزق الاحتجاج الشعبي الرافض لـ"العهدة الخامسة"، المستمر حتى الآن.

المعارضة والموالاة
صحيفة "الشروق" الجزائرية رصدت تباين مواقف الأحزاب السياسية الجزائرية من موالاة ومعارضة حول قرارات الرئيس المتعلقة بتأجيل الانتخابات وعدم الترشح.

ورحبت أحزاب السلطة بتعهدات بوتفليقة، واعتبرت أن الرئيس سمع صوت الشعب، في حين اتهمت المعارضة الرئيس بـ"الالتفاف" على مطالب الجزائريين بطريقة غير دستورية.

وأشارت الصحيفة إلى انتقاد رئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس، ما وصفه تمديداً للعهدة الرابعة بإعلان الرئيس تأجيل الانتخابات، وقال إن "تمديد العهدة الرابعة من قوى غير دستورية تبقى مستولية على مركز صنع القرار.. إجراء غير قانوني".

وأشارت الصحيفة إلى ترحيب "التجمع الوطني الديمقراطي" وحزب "جبهة التحرير الوطني"، بقرارات الرئيس تأجيل الانتخابات.

ورأت مصادر أن تعهدات الرئيس والذهاب إلى حكومة كفاءات وطنية وإشراف شخصية وطنية مستقلة على الندوة الوطنية الجامعة، تمثل فرصة لكل الطبقة السياسية ومكونات المجتمع المدني من شخصيات علمية وثقافية للانخراط والمساهمة في تحقيق هدف بناء الجزائر الجديدة.

المؤسسة العسكرية
صحيفة "إنديبندنت" عربية رأت أن الاحتجاجات في الجزائر تتوسع لتشمل قطاعات أخرى، ولعل أبرزها القضاة إلى جانب الطلاب والمواطنين الرافضين للقرارات التي أصدرها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

وقالت مصادر للصحيفة إن "الوضع بات يتجه نحو مزيد من التوتر مع اقتراب يوم الجمعة، الذي يهدد الجزائريون بجعله "جمعة الحسم".

ورغم أن الجميع في الجزائر ينتقد القرارات التي وصفت بمحاولة استغباء الشعب والالتفاف على مطالب الشارع، تبقى المؤسسة العسكرية أكبر غائب عن الحدث، بعدما نشطت خلال الأيام الماضية في عدد من الرسائل الموجهة من قِبل رئيس الأركان في الجيش أحمد قايد صالح.

ونبه مسؤولون سياسيون في حديثهم للصحيفة إلى أن بيانات المؤسسة العسكرية ورغم أنها كانت تصنع الحدث إلى جانب الحراك، وتكشف في كل مرة عن خفايا ما هو حاصل في هرم السلطة ومستقبل البلاد، فإن صمتها منذ إعلان الرئيس بوتفليقة قراراته، التي رفعت من حدة الغضب والاستياء في الشارع، دفع العديد من الأطراف إلى الحديث عن فترة الترقب بعيداً من أي تأويلات.

وكشف مصدر رفيع للصحيفة عن أن رئيس هيئة الأركان قال لعدد من الضباط عشية إصدار الرئيس بوتفليقة قراراته إن "الوضع غير مريح في البلاد" ، متعهداً بأنه سيعمل المستحيل من أجل حماية البلاد ومنع حدوث أي فوضى.

الجيش والدور السياسي
صحيفة "الرأي" الكويتية من جانبها تناولت تصاعد الأحدث السياسية في الجزائر.

وكشف مراسل الصحيفة في الجزائر عن مصادر سياسية توقعها أن يلعب الجيش الجزائري دوراً خلف الكواليس خلال الفترة الانتقالية ويدرس حالياً عدداً من المدنيين المرشحين للرئاسة ولمناصب كبيرة أخرى.

ومن بين هؤلاء وفقاً للصحيفة المحامي والناشط البارز مصطفى بوشاشي الذي حظي بنسبة متابعة واسعة أثناء الاحتجاجات.
  
وبالإضافة إلى هذه التحركات رصدت الصحيفة أيضاً إلى إجراء اتصالات سياسية بين قوى بارزة في الدولة مع مجموعة من قدامى المحاربين البارزين في الوقت الراهن ، وهؤلاء من الممكن أن يشاركون في التغيير السياسي.

ولفتت الصحيفة إلى أن أبرز هؤلاء القدامى جميلة بوحيرد، وزهرة ظريف بيطاط.