بعد العقوبات الاقتصادية على طهران..

تقرير: عصا أمريكا لمحاصرة رواتب الإرهابيين

عقوبات واشنطن على إيران

وكالات

كثيرون لا يسعدهم الجموح الإيراني ومحاولات العربدة والسعي لنشر المؤمرات، ما دعا "البيت الأبيض" إلى فرض مزيدِ من العقوبات والحصار الأمريكي الذي لا زال ينتظر النظام الإيراني طالما سلكت طهران سبل التوسع والمخططات الساعية للهيمنة والتدخل في شؤون الدول الأخرى. 

الدول العربية لم ولن تقف متفرجة أبدًا -هي الأخرى- أمام أي تدخل -أو مجرد المحاولات الإيرانية- إزاء الشأن العربي، خاصة دورها المشبوه في اليمن ودعمها الميليشيات الحوثية، وعطفًا على هذا عقدت اللجنة الوزارية العربية الرباعية المعنية بمتابعة تطورات الأزمة مع إيران، اجتماعًا صباح الجمعة الماضي بمقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب في تونس برئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة ومشاركة (البحرين والمملكة العربية السعودية ومصر والأمين العام للجامعة العربية).

ناقشت اللجنة تقريرًا حول متابعة تطورات الأزمة مع إيران، وسبل التصدي لتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية سياسيًا واقتصاديًا وإعلاميًا، وأعدت اللجنة مشروعي بيان وقرار لرفعه إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية ليصدر عن القادة العرب في هذا الشأن.

عقوبات مستمرة

الأزمة المالية الإيرانية مستمرة وتفاقمت بسبب العقوبات الأمريكية لتقويض دعم طهران للجماعات المسلحة والحلفاء السياسيين الذين يعززون النفوذ الإيراني في العراق وسوريا ولبنان ومناطق أخرى.

وقال المبعوث الأمريكي الخاص بشأن إيران براين هوك: إن بلاده لن تقدم أي تنازلات جديدة لأي دولة لإعفائها من العقوبات على إيران، مؤكدًا أن واشنطن ستعاقب أي جهة تخرق العقوبات على طهران.

وأكد هوك -بحسب فضائية "سكاي نيوز" الإخبارية- أن إيران مسؤولة عن إطالة أمد الحرب في اليمن بسبب دعمها لمليشيات الحوثي، مشددًا على ضرورة العمل من أجل إخراج إيران من اليمن. وأشار هوك إلى أن طهران تواصل أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة، وأن واشنطن نفذت ضغطًا اقتصاديًا غير مسبوق على النظام الإيراني، كما أن إيران قلصت تمويلها لحزب الله تحت ضغط العقوبات الأمريكية.

تقليص رواتب

وانخفضت رواتب الميليشيات السورية التي تدفع لها إيران، وتوقفت المشروعات التي وعدت بها إيران لمساعدة الاقتصاد السوري المتعثر، وحتى موظفي حزب الله اللبناني، الذي ظل لفترة طويلة أقرب حلفاء الدولة الشيعية، يقولون إنهم يخسرون رواتبهم ومزايا أخرى بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".

أحد المقاتلين في ميليشيا مدعومة من إيران في سوريا والذي خسر مؤخرًا ثلث راتبه ومزايا أخرى، قال: "إن الأيام الذهبية قد ولّت ولن تعود أبدًا، فإيران لم يعد لديها أموال كافية لتمنحها لنا".

ويتساءل محللون عن مقدار قطع التمويل اللازم لتغيير سلوك الجماعات المسلحة، التي تظل إلى حد ما غير مكلفة وملتزمة إيديولوجيا بأجندة إيران ويمكن أن تروج لها من خلال السياسات المجلية بطرق تصارع الولايات المتحدة لإحباطها.

مشاريع تخريبية

وقال إسلام منسي -الباحث في الشأن الإيراني- إن برايان هوك الممثل الخاص لوزارة الخارجية الأمريكية لشؤون إيران، أكد أنه سيتم فرض المزيد من العقوبات على طهران لاستمرار سلوكها العدواني ودعمها للإرهاب وعدم الاستقرار.

فالإعفاءات النفطية المحدودة التي مُنحت لبعض الدول لن يتم تمديدها، بل كانت بهدف تجنب حدوث صدمة أسواق النفط العالمية نتيجة لمنع تصدير النفط الايراني دفعة واحدة.

وأضاف منسي -في تصريحات خاصة لـ"رؤية"- إن النظام الإيراني فشل على مدى 40 عامًا في دعم التنمية، وبدلًا من ذلك وجه اهتمامه لدعم المشاريع التخريبية في المنطقة، وجاءت تلك العقوبات لتحد من قدرة الملالي على دعم أذرعها التخريبية وتجلى ذلك في الأزمة المالية التي تعرض لها حزب الله اللبناني وأعلن عنها حسن نصر الله طالبًا التبرعات من المواطنين.

مشيرًا إلى أن إيران تتعرض لعقوبات قاسية، والإدارة الأمريكية اليوم أكثر وعيًا بالعقوبات وبمحاولات الإيرانيين للتهرب منها بل إنها أرسلت سرًا عملاء لها لينسقوا مع الإيرانيين للتحايل على العقوبات وبالفعل تم كشف قنوات تهريب سرية.