حصاد جرائم الآباء..
تقرير: أستراليا تمنع عودة أطفال الدواعش

أطفال الدواعش
تتبنى عدة دولة غربية موقفًا متشددًا من عودة مواطنيها وأسرهم الذين سافروا إلى سوريا والعراق للانضمام إلى الجماعات الإرهابية هناك، وعلى رأسها تنظيم «داعش»، تخوفًا من رد فعل الشارع واحتمالية تنفيذ أحد هؤلاء الأشخاص عمليات إرهابية .
حصاد جرائم الآباء..
ورفض رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، الإثنين الأول من أبريل، دعوات مطالبة بإعادة أطفال الداعشي «خالد شروف»، الذي حارب في صفوف التنظيم الإرهابي في سوريا، وغادر «شروف» أستراليا بصحبة أطفاله الخمسة عام 2014، والتحقت بهم زوجته فيما بعد، والتي توفيت في العام 2015 إثر أزمة صحية.
قاتل «شروف» في صفوف «داعش»، حتى لقى مصرعه في غارة جوية بالقرب من مدينة "الرقة" السورية مع طفلين من أبنائه الخمسة عام 2017، وأطفاله الثلاثة الباقون حاليًا موجودون في مخيم للاجئين شمال سوريا، وهم: «زينب» وتبلغ من العمر 17 عامًا وأم لطفلين، و«هدى» وعمرها 16 عامًا، و«حمزة» وعمره 9 سنوات، وتناولت الصحف الأسترالية اسم «خالد شروف» لأول مرة عام 2014، عندما نشر صورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر فيها أحد أبنائه يحمل رأسًا مقطوعًا.
حصاد جرائم الآباء..
ويرى «موريسون» أنه يتعين على الأستراليين الذين يغادرون البلاد للانضمام إلى «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية، تحمل مسؤولية نتيجة أفعالهم، مؤكدًا أنه لن يعرض حياة الأستراليين للخطر بإخراج أطفال «شروف» من سوريا.
سلوك عنيف
ولد الداعشي «خالد شروف» لأبوين لبنانيين عام 1981 في أستراليا، ولم يكمل دراسته في المدرسة بسبب سلوكه العنيف مع زملائه، ولفترة طويلة كان يتعاطى المنشطات وعقاقير الهلوسة، وفي فترة شبابه عمل في البناء وتلقى مبلغًا من المال كإعالة حتى تم القبض عليه بتهمة تدبير عملية إرهابية مع ثمانية أشخاص قاموا بسلسلة هجمات على منازل وشركات.
وفي نوفمبر2007 قالت أخصائية عينتها المحكمة إن «شروف» مصاب بحالة حادة من مرض انفصام الشخصية، وبعد تلقيه العلاج في عام 2009 قضت المحكمة بسجنه خمس سنوات وثلاثة أشهر.
وتتجه دول غربية إلى التصعيد ضد مواطنيها الذين غادروا بلادهم للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية، فأعلنت الدنمارك الأسبوع المنصرم على لسان وزيرة الهجرة، إنجر ستويبرج، عزم الحكومة عدم حصول أطفال عناصر تنظيم «داعش» من مواطنيها المولودين في سوريا على الجنسية الدنماركية.
وقالت «ستويبرج» في بيان لها: «أدار آباؤهم ظهورهم للدنمارك، فلا يوجد سبب يجعل الأطفال مواطنين دانماركيين، لقد شن هؤلاء الأشخاص حربًا على الديمقراطية والحرية وكل شيء نؤيده في الدنمارك».
وستقوم الحكومة الدنماركية كذلك بتجريد مزدوجي الجنسية من مواطنيها الذين سافروا إلى سوريا أو العراق للقتال في صفوف التنظيم الإرهابي دون إجراء محاكمة، ما يعني أنها لن تحتاج إلى إعادتهم إلى الدنمارك لنظر أمر سحب الجنسية منهم.
حصاد جرائم الآباء..
وسافر نحو 230 مواطنًا أستراليًّا إلى العراق وسوريا للانضمام لتنظيم «داعش»، قتل منهم قرابة مائة شخص، وتتخوف الأجهزة الأمنية في أستراليا، من عودة الباقي من هؤلاء الإرهابيين إلى أوطانهم حاملين معهم الخبرات العسكرية التي اكتسبوها خلال القتال، وتقول أجهزة الأمن الأسترالية إنها نجحت في إحباط نحو 15 مخططًا لتنفيذ هجمات في البلاد منذ عام 2014.
وفي نوفمبر 2018، نفذ شاب أسترالي ذو أصول صومالية يدعى «حسن خليف» عملية طعن، راح ضحيتها صاحب مقهى شهير في شارع بورك بوسط مدينة ملبورن، ثاني أكبر المدن الأسترالية، قبل أن تطلق عليه قوات الشرطة النار، ويلقى مصرعه متاثرًا بإصابته.
ونجح رئيس الوزارء الأسترالي سكوت موريسون في ديسمبر 2018، في تمرير قانون بالبرلمان، يمكن الحكومة من تجريد الذين يُدانون بالإرهاب من جنسيتهم الأسترالية، وفي مؤتمر صحفي عقب تمرير القانون قال موريسون: «الأفراد الذين يرتكبون أعمالًا إرهابية رفضوا بالمطلق كل ما يمثله هذا البلد».