أمام الوداد البيضاوي المغربي..

"فضيحة تحكيمية" تحفظ للترجي لقبه الثاني تواليا

لقب رابع مثير للجدل للترجي

تونس

استضاف الترجي التونسي منافسه الوداد البيضاوي المغربي بطل نسخة 2017 في لقاء إياب لحسم وجهة كأس دوري أبطال أفريقيا في كرة القدم مساء الجمعة على ملعب رادس، بعد تعادلهما ذهابا الأسبوع الماضي (1-1) في الرباط.

لكن مباراة الإياب توقفت بعد نحو ساعة على انطلاقها إثر احتجاج لاعبي الفريق المغربي على إلغاء هدف التعادل لهم وتبيان أن تقنية الفيديو لا تعمل، قبل أن ينسحبوا من الملعب ويطلق الحكم الغامبي باكاري غاساما صافرة النهاية بعد توقف دام قرابة الساعة ونصف الساعة، مطلقا فرحة التتويج ورفع الكأس للفريق التونسي.

وبادر الترجي للاستحواذ والضغط على الرغم من أن التعادل السلبي كان يكفيه لنيل اللقب، ما مكنه من التقدم في الشوط الأول، قبل أن يدخل الوداد بأفضلية في مطلع الشوط الثاني.

وطالب الترجي احتساب ركلة جزاء إثر تسديدة من سعد بقير في الدقيقة 21، بذريعة أنها لمست يد المغربي يحيى جبران.

وتحرك الوداد بشكل أفضل مع مرور نحو نصف ساعة على البداية، وحصل على فرصتين جديتين عبر وليد الكارتي بتسديدة تصدى لها رامي الجريدي في الدقيقة 33، تلتها رأسية لأيمن الحسوني التقطها الحارس في الدقيقة 35.

المباراة توقفت إثر احتجاج لاعبي الوداد على إلغاء هدف التعادل لهم وتبيان أن تقنية الفيديو لا تعمل، قبل أن ينسحبوا من الملعب ويعلن الحكم فوز الترجي بلقبه الرابع
 

ولم يطل انتظار الترجي، وهز الشباك بعد تمريرة من أيمن بن محمد وصلت إلى الجزائري يوسف البلايلي على حافة المنطقة، سددها قوية التفافية في الزاوية اليسرى البعيدة لمرمى أحمد رضا التكناوتي في الدقيقة 41.

وكان الوداد الأفضل مع بداية الشوط الثاني، وهدد مرمى مضيفه بمحاولات منها تسديدة للحسوني في الدقيقة 51 بجانب القائم، وسط مطالبة من لاعبي الوداد بلمسة يد، وفي الدقيقة 58، اعتقد لاعبو الوداد أن ضغطهم أثمر، مع تسجيل الكارتي هدفا رأسيا، قبل أن تتوقف المباراة بعدها بدقائق.

لكن اللقب القاري الأخير أتى على خلفية جدل كبير طبع مباراة الإياب، فقد أطلق الحكم الغامبي باكاري غاساما صافرته مانحا اللقب للترجي، بعد نحو ساعة ونصف ساعة من توقف اللقاء إثر احتجاجات على عدم توافر تقنية الفيديو، أدت إلى توقف المباراة بعد نحو ساعة من انطلاقها، بسبب إصرار لاعبي الوداد على أن يلجأ الحكم الغامبي إلى نظام “في.أيه.آر” أو “فار” للتأكد من صحة الهدف الذي سجله وليد الكارتي بضربة رأس وألغاه غاساما بداعي التسلل لتتوقف المباراة بسبب رفض الحكم لمطالب لاعبي الوداد في اللجوء إلى نظام حكم الفيديو المساعد ما أثار حفيظة لاعبي ومسؤولي الفريق المغربي في مواجهة عناد الحكم.

وكما كان التحكيم محور جدل في مباراة الذهاب (1-1 في الرباط)، شكل الجمعة مدار جدل واسع أفضى إلى انسحاب الضيوف ورفع الترجي الكأس للمرة الثانية تواليا والرابعة في تاريخه.

استياء مغربي

عبرت وسائل الإعلام المغربية الصادرة، السبت، عن غضبها من الأجواء التي رافقت مباراة الوداد الرياضي المغربي مع مضيفه الترجي التونسي في نهائي دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم.

وحرص أحمد أحمد رئيس الاتحاد الأفريقي للعبة (كاف) ومسؤولي اللعبة في البلدين والناديين على النزول إلى أرضية الملعب في محاولة لحل الأزمة وسط احتجاجات كبيرة من التونسي فوزي البنزرتي المدير الفني للوداد.

وتجاوزت فترة توقف اللعب ساعة ونصف الساعة، وأشارت أنباء واردة من الملعب أن السبب الرئيسي في عدم اللجوء لنظام “فار” هو وجود عطل بالنظام.

وعلقت صحيفة “هسبريس” عبر موقعها الإلكتروني “فضيحة كروية تمنح الترجي لقب أبطال أفريقيا على حساب الوداد”. أما صحيفة “اليوم 24” فكتبت “مهزلة.. الكاف يعلن الترجي بطلا لأفريقيا رغم عدم إكمال المباراة”.

ونقلت الصحيفة تصريحات لسعيد الناصيري، رئيس نادي الوداد قال فيها “سنلجأ إلى الفيفا والمحكمة الدولية للتحكيم الرياضي، لم يتم إخبارنا بأمر ‘الفار’ ورئيس الترجي حاول استفزازي”.

بينما رأت قناة “الرياضية” أن ما جرى كان “مهزلة أفريقية”، لاسيما إلغاء هدف “مشروع” للوداد. وكتبت صحيفة “هسبورت”، “تتويج بارد للترجي بطلا لأفريقيا.. والوداد يقاطع بروتوكول تسلم الميداليات”. وأضافت “لجنة الطوارئ بالكاف تجتمع الثلاثاء بعد فضيحة نهائي رادس”.

ومن جانبها علقت صحيفة “البطولة” على المباراة بالقول “بعد الفضيحة”.. الـ’كاف’ يعلن تتويج الترجي بدوري أبطال أفريقيا”.

اجتماع طارئ

دعا الاتحاد الأفريقي لكرة القدم إلى اجتماع طارئ للجنته التنفيذية في أعقاب الجدل الذي رافق إياب الدور النهائي لمسابقة دوري الأبطال بين الترجي التونسي حامل اللقب والوداد البيضاوي المغربي بطل 2017، والذي انتهى بتتويج الترجي بعد أحداث اعتبرها الفريق المغربي “مهزلة” سيتخذ إجراءات قانونية بشأنها.

وفي بيان فجر السبت، أعلن الاتحاد القاري (كاف) عبر موقعه الإلكتروني أنه “على إثر الأحداث التي شهدتها مباراة الترجي الرياضي التونسي والوداد البيضاوي المغربي، قرر رئيس الكاف أحمد أحمد الدعوة إلى اجتماع طارئ للجنة التنفيذية في الرابع من يونيو الجاري”.

وبعد توقف المباراة التي بدأت مساء الجمعة ولم يحسم مصيرها سوى فجر السبت، انسحبت غالبية لاعبي الوداد من الملعب، بينما شكل عدد من لاعبي الترجي حلقة وقاموا بتمارين الإحماء في حال استئناف اللقاء.

لكن لاعبي الوداد والجهاز الفني لم يعودوا إلى أرض الملعب، قبل أن يطلق الحكم صافرته منهيا المباراة (1-صفر) للترجي الذي تسلم لاعبوه الكأس من رئيس الكاف بحضور رئيس الوزراء التونسي يوسف الشاهد.

وقال مدرب الترجي معين الشعباني الذي أصبح رابع مدرب يحتفظ بلقب المسابقة القارية، لقناة “بي.إن سبورتس”، إن الوداد “رفض العودة إلى اللعب، هم من أوقفوا المباراة”، مشيرا إلى أن الحكم كان قد أبلغ كل من قائدي الفريقين قبل المباراة بوجود خلل في تقنية الفيديو. وبدوره قال قائد الترجي خليل شمام إن الحكم استدعاه قبل المباراة مع قائد الوداد عبداللطيف نصير “وأبلغنا بوجود خلل في تقنية الفيديو، وما إذا كنا مستعدين لخوض المباراة في ظل ذلك”، مشيرا إلى أن القائدين وافقا على المضي في اللقاء، واعتبر شمام أن نصير لم يفهم بسبب عائق اللغة، ما أبلغه به الحكم. لكن الوداد قدم مقاربة مغايرة، وانتقد رئيسه سعيد الناصيري في تصريحات لقناة “الرياضية” المغربية، “المهزلة” في الملعب.

وقال “كلكم شهود على الواقعة، أتينا لنلعب بكل روح رياضية رغم الظلم الذي مورس علينا في مباراة (الذهاب)، لكن لا يمكننا أن نحني رأسنا أو نتنازل عن كرامتنا”.

وأضاف “تعرضنا لمهزلة تحكيمية في الرباط، لكنها تعاد وتكرر عن طريق المؤسسة، والتي هي الاتحاد الأفريقي، اليوم المؤسسة هي التي تشارك في هذه المهزلة، هذه مهزلة تحكيمية سيشهد عليها العالم”.

وانتشرت الانتقادات على مواقع التواصل، لاسيما وأن الجدل والفوضى في أرض الملعب، وقعا قبل ثلاثة أسابيع من إقامة بطولة كأس الأمم الأفريقية في مصر (21 يونيو وحتى 19 يوليو). وكتب النجم المصري السابق أحمد حسام (ميدو) عبر تويتر، “نهائي دوري أبطال أفريقيا يعكس العبث الذي تعيشه الكرة في أفريقيا.. الجميع يتطور من حولنا ونحن للأسف نزداد تخلفا! مهزلة بكل المقاييس وللأسف لن يحاسب أحد”.

أما الحارس المصري المخضرم عصام الحضري فاعتبر أن ما حصل “سيكون له مردود وتبعات سيئة في العالم حول سمعة الكرة الأفريقية”.

وكان التحكيم يرخي بظلاله على مباراة الإياب بعد الاعتراضات عليه في مباراة الذهاب التي قادها الحكم الرئيسي المصري جهاد جريشة.

وأوقف الكاف جريشة لمدة 6 أشهر بسبب أدائه “السيء” الذي أثار احتجاجا مغربيا خصوصا بسبب إلغاء هدف في أواخر الشوط الأول بداعي وجود لمسة يد، وعدم احتساب ركلة جزاء في الشوط الثاني، بعد الاحتكام إلى تقنية المساعدة بالفيديو في المناسبتين.

ومقابل الاحتجاج على جريشة، كان الترجي قد أبدى اعتراضه في وقت سابق هذا الشهر على اختيار غاساما لمباراة الإياب، على خلفية “انحيازه” للفريق المغربي في إياب الدور النهائي لنسخة 2017 أمام الأهلي المصري، وأنه حرم فريق “باب سويقة” من ركلة جزاء في ذهاب نصف نهائي النسخة الحالية ضد مازيمبي الكونغولي في تونس.