تشريع مسرحية انسحاب الحوثي من ميناء الحديدة..

مساع أممية لإنقاذ المبعوث الأممي إلى اليمن

مارتن غريفيث

واشنطن

بعد أن تورط المبعوث الدولي الخاص باليمن، مارتن غريفيث، في تشريع مسرحية انسحاب ميليشيا الحوثي من موانئ الحديدة، ومنحها فرصة التهرب من تنفيذ اتفاقات استوكهولم، تتحرك المنظمة الدولية لإنقاذ الرجل الذي بنيت على قدراته آمال بإنجاح مسار السلام بعد سنوات من تعنت ورفض الميليشيا التابعة لإيران.

ومع توضيح الحكومة الشرعية في رسالة وجهتها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أوجه القصور التي رافقت أداء المبعوث الدولي منذ توقيع اتفاق استوكهولم وقبوله بمراوغات الميليشيا فقد قرر الأمين العام للأمم المتحدة إرسال وكيلته للشؤون السياسية روزماري دي كارلو، للاجتماع بالرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة الشرعية المعترف بها دولياً لمناقشة أوجه الاعتراضات التي احتوتها رسالة الحكومة.

ومن المنتظر أن تناقش المسؤولة الأممية مع الشرعية كيفية معالجة الأخطاء والتجاوزات التي ارتكبها غريفيث وتجاوزه الاتفاقات الموقعة معه من الجانبين ابتداء من قبوله بتجزئة تطبيق اتفاق استوكهولم بشأن انسحاب الميليشيا من موانئ ومدينة الحديدة، وانتهاء بلقاءاته المتعددة مع زعيم الميليشيا المشمولة بالعقوبات الدولية ووصولاً إلى مسرحية الانسحاب من جانب واحد خلافاً للآليات التنفيذية التي وقعت مع كبير المراقبين الدوليين الجنرال مايكل لوليسغارد.

ولتجنب إعلان الشرعية أن المبعوث الدولي شخص غير مرغوب فيه والمطالبة بتغييره وما سيترتب على ذلك من آثار على عملية التسوية في اليمن، ستبحث وكيلة الأمين العام معالجة الاختلالات واستئناف الرجل لمهمته ويتوقع أن تجدد التأكيد على ضرورة الالتزام بالاتفاقات والقرارات الدولية، خاصة أن الشرعية قد قبلت بتجزئة تنفيذ اتفاق الانسحاب من الموانئ الثلاثة الحديدة والصليف ورأس عيسى وعاصمة المحافظة، وقبلت بالخطة المعدلة من كبير المراقبين الدوليين لتنفيذ ذلك.

ووفق مسؤولين مدنيين وعسكريين في الشرعية فإن غريفيث لم يستمع لكل التنبيهات التي أبلغ بها وعدم الانغماس في مراوغات المليشيات استناداً إلى التجربة الطويلة مع هذه الميليشيا ومراوغتها وتنصلها من كل الاتفاقات إلا أنه تجاوز ذلك وانغمس في مراوغات بدأت بعزل الجنرال الهولندي باترك كاميرت بعد أن رفض مسرحية الانسحاب من ميناء الحديدة باستبدال الميليشيا لعناصرها المسلحة بآخرين يرتدون اللباس الرسمي لقوات خفر السواحل ومروراً برفضها فتح الطريق الرئيسي لمدينة الحديدة لنقل المساعدات من الميناء ورفض السماح لفرق الغذاء العالمي الوصول إلى مطاحن البحر الأحمر لنقل كميات ضخمة من القمح كانت مخزنة هناك منذ ستة شهور.

وإذا كان واضحاً أن الميليشيا تستخدم اللقاءات والمشاورات كلما شعرت بالهزيمة فإنها تراوغ في تنفيذ أي اتفاق وتعمل على إفشال أي لقاء فإن المبعوث الدولي لم يتنبه لذلك منذ رفضها الحضور إلى جنيف في أكتوبر الماضي واشترطت الحصول على طائرة من إحدى الدول الإقليمية لنقل جرحاها إلى الخارج وما يعني ذلك من تهريب قيادات إلى تلك الدولة وهو ما تسبب في فشل تلك الجولة ومن ثم عقد جولة أخرى في السويد، ومن بعدها الخروقات المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار حتى اللحظة وانقلابها على اتفاق إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين على قاعدة الكل مقابل الكل ورفضها رفع الحصار عن مدينة تعز.

ولأن الشرعية تدرك ألاعيب ومراوغات الميليشيا، وحريصة على إنجاح مهمة الأمم المتحدة لهذا خاطبت الأمين العام بجملة تجاوزات المبعوث الأممي مارتن غريفث، أملاً في أن يصحح من أدائه ويتنبه لخطورة القبول بمراوغة الميليشيات حتى يتحقق السلام المنشود ودون شرعنة الانقلاب والتعامل مع الحوثيين كحكومة أمر واقع ومساواتها بالحكومة الشرعية.