اعتراض عالمي على تخطي إيران سقف اليورانيوم المخصب

أثارت الخطوة الإيرانية المتعلقة بتخطي سقف إنتاج اليورانيوم المخصب ردود فعل واسعة، ليس فقط على الساحة الإقليمية بل والعالمية أيضاً.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، تتواصل هذه الردود خاصة في ظل الأزمة التي تثيرها إيران بالمنطقة ومحاولة تعرضها لدول الخليج.

اعتراض أمريكي
الولايات المتحدة كانت أبرز المعترضين على هذا القرار، ونقلت صحيفة "الاتحاد" الإماراتية اعتراض جهات سياسي في البيت الأبيض على الخطوة الإيرانية.

وأشارت إلى أن سياسة ممارسة أقصى الضغوط على إيران ستستمر إلى أن تغير نهجها، وأنه ينبغي إلزام إيران بمبدأ عدم تخصيب اليورانيوم.

وقالت مصادر بالبيت الابيض وفقاً للصحيفة: "واشنطن لن تسمح لإيران مطلقاً بحيازة السلاح النووي".

ونبهت الصحيفة إلى انتباه بعض من المؤسسات الدولية الكبرى لخطورة هذه الخطوة، مشيرة إلى تأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن توجيها من هذه الخطوة الإيرانية التي تنتهك المواثيق والاتفاقات الدولية.

لعب بالنار
من جانبها وصفت صحيفة "أخبار الخليج" البحرينية الخطوة الإيرانية بأنها لعب بالنار، مستعيرة تعبير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قال إن "إيران تلعب بالنار" بعد رفعها مخزون اليورانيوم المخصب.

وأشارت الصحيفة إلى نقطة محددة في البيان الذي اصدرته المتحدثة باسم البيت الأبيض ستيفاني غريشام، والتي أشارت إلى أن الولايات المتحدة ستواصل أقصى الضغوط على النظام الإيراني حتى يغير قادته مسارهم، والولايات المتحدة وحلفاؤها لن يسمحوا أبداً لإيران بتطوير أسلحة نووية.

وأعتبر البيان أن الاتفاق سياسياً مع إيران ومنذ البداية كان خطأ، موضحاً أن الاتفاق النووي الإيراني والسماح لطهران بتخصيب اليورانيوم كان من الأساس خطأً.

العالم يحذر
وأشارت صحيفة "البيان" الإماراتية إلى تحذير العالم من خطوة هذه السياسات الإيرانية، عارضة تأكيدات الوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي أشار إلى أن مخزون إيران من اليورانيوم منخفض التخصيب بلغ 205.0 كيلو غرامات، ‏مشيرة إلى أن الحد الأقصى للصفقة يمثل 202.8 كيلو غرام، في وقت حذرت العديد من دول العالم طهران من انتهاك الاتفاق النووي وسط تلويح بإلغائه.

وعرضت الصحيفة موقف بريطانيا من هذه الأزمة، حيث اعتبرت لندن الخطوة الإيرانية "مقلقة للغاية"، ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت قوله: "نريد الحفاظ على الاتفاق النووي، لكن سنتخلى عنه إذا انتهكته إيران"، التي حضّها على عدم الابتعاد عن الاتفاق، والتقيّد مجدداً بالتزاماتها.

وأهتمت الصحيفة أيضاً بعرض الموقف الألماني، ونقلت عن مصدر بالخارجية الألمانية أن برلين تدعو إيران للتراجع عن تجاوز حد مخزون اليورانيوم المخصب، وعدم تقويض الاتفاق النووي.

وأضاف أن بلاده ستدرس بعناية مع الأطراف الأخرى في الاتفاق، الخطوات التالية بشأن إيران.

بجانب الإعلان الروسي الذي أعرب عن "الأسف" إزاء إعلان ايران، لكنها عزت ذلك إلى تصرفات الولايات المتحدة، بحسب رأيه.

قلق إسرائيلي
صحيفة "الشرق الأوسط" أبرزت بدورها القلق الدولي من السياسات الإيرانية، وعرضت الصحيفة مواقف الكثير من الدول ومنها إسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حثه الدول الأوروبية على فرض "عقوبات فورية".

وقالت مصادر في مكتب نتانياهو إنه قال نصاً "أقولها مجدداً، إن إسرائيل لن تسمح لإيران بتطوير أسلحة نووية"، مضيفاً: "اليوم أدعو أيضاً كل الدول الأوروبية إلى الوفاء بالتزاماتها. لقد تعهدتم بالتحرك في اللحظة التي تنتهك فيها إيران الاتفاق النووي ولقد تعهدتم بتفعيل آلية العقوبات الفورية التي وضعت في مجلس الأمن "التابع للأمم المتحدة" وفق ما نقلت "رويترز".

اللافت أن الوزراء في الحكومة الإسرائيلية شاركوا بدورهم في التوجس من الخطوة الإيرانية، وأشار وزير الطاقة يوفال شتاينز، وفقاً للصحيفة أن إيران تقوم بعملية "ابتزاز نووي" بتخزين يورانيوم منخفض التخصيب أكثر من المنصوص عليه في الاتفاق النووي. وتابع أن مواصلة الضغط الدولي سيدفع طهران للتراجع.

ونبهت الصحيفة إلى تصريحات رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي موساد، الذي حذر في كلمه له بالأمس ألقاها في مؤتمر هرتسيليا للأمن القومي الإسرائيلي من خطوة التحركات الإيرانية بالمنطقة، وهي التحركات التي ستؤثر سلباً على استقرار المنطقة برمتها