عرض الصحف العربية..
القتال الدائر في عدن قد يُغيّر معادلة القوة في اليمن
أبرزت صحف عربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، تداعيات التصعيد الأخير في عدن اليمنية، وحذّر مراقبون من أن نتائج معركة عدن ستنعكس بشكل كبير على المشهد اليمني وستغير من معادلة القوة في البلاد.
بينما رأى آخرون أن ما يحدث في عدن هو "مسرحية هزلية بموافقة التحالف السعودي الإماراتي".
ويأتي هذا على خلفية مواجهات عنيفة اندلعت قبل يومين في محيط قصر معاشيق الرئاسي بمديرية كريتر في مدينة عدن بين قوات الحرس الرئاسي ومسلحي المجلس الانتقالي الجنوبي.
واندلعت المواجهات بعد تشييع المئات من أبناء المحافظات الجنوبية في اليمن الذين قضوا في هجوم استهدف قائد قوات الحزام الأمني التابع للمجلس الانتقالي الجنوبي، العميد منير اليافعي، وجنود في معسكر الجلاء الأسبوع الماضي.
'مخطط إسقاط معاشيق'
يتحدث عوض كشميم في موقع "مأرب برس" اليمني عمّا وصفه بـ"مخطط إسقاط معاشيق"، حيث يرى أن الإعلان عن تشييع جثمان العميد منير اليافعي ودعوات التجمع والحشد في ساحة الشهيد خالد الجنيدي وسط كريتر ومن ثم إلى مقبرة القطيع جوار مقر الحكومة في معاشيق هو "مخطط ... يهدف إلى استغلال الغضب وتوظيفه باتجاه محاصرة مقر الحكومة واقتحامه وإسقاط معاشيق تحت وطأة السلاح وتفجير الموقف عسكرياً".
ويدعو حبيب الصايغ في "الخليج" الإماراتية إلى "التزام الهدوء والحكمة"، قائلا إن "القضايا العادلة لا يمكن إدراكها وقطف ثمار الاشتغال عليها إلا عبر الوسائل القانونية والسلمية التي تضمن أمام المجتمع الدولي أنه أمام إرادة جنوبية جامعة وضمن المسار السياسي للأزمة اليمنية ككل".
ويضيف: "وعلى الرغم من اختلاف الأطروحات وتناقضها على الساحة اليمنية، فإن الفيصل يجب أن يكون شرعياً وسياسياً وتحت مظلة المجتمع الدولي، وليس من خلال قرارات الأمر الواقع".
ويقول الكاتب إنه "إذا كانت الأوضاع اليمنية نتيجة التوزيع الجديد لمراكز القوى على الأرض هيأت وتهيئ اليمن للعودة إلى المسار السياسي، فإن حق تقرير المصير بين المعاشيق وما يلوح في الأفق، مطلب يطرح ضمن المسار السياسي، ويتحقق عندما تتحقق شروطه في النسق الكامل".
موقف التحالف العربي
وحول موقف التحالف العربي الذي تقوده السعودية من التصعيد في عدن، تقول "رأي اليوم" اللندنية إن "تدهور الوضع الأمني في مدينة عدن العاصمة للرئيس هادي، واندِلاع الاشتباكات بين القوّات الموالية للإمارات والأُخرى للحكومة السعوديّة، هو آخر شيء تُريده الرياض في هذا التّوقيت الحسّاس الذي يشهَد تصاعُدًا للتوتّر في مِنطقة الخليج ومضيق هرمز، وفي وقتٍ يُحاول الرئيس دونالد ترامب تشكيل تحالف دولي لتأمين المِلاحة في مضيق هرمز".
وتضيف: "لا يتوافق التصعيد المناطقي مع توجهات قيادة التحالف العربي، التي تعتقد أن إنهاء الوجود الحكومي في عدن يتعارض بشكل كلي وجوهري مع أهداف التحالف المعلنة، إضافة إلى إسهام التصعيد في تعقيد الأزمة اليمنية وخدمة المشروع الإيراني في اليمن".
وتنقل الصحيفة عن مراقبين قولهم إن "نتائج معركة عدن ستنعكس بشكل كبير على المشهد اليمني وستغير من معادلة القوة في حال تمكن المجلس الانتقالي الجنوبي من فرض أجندته وإحكام السيطرة على العاصمة عدن غير مستبعدين أن يقدم المجلس على إعلان أي خطوة أحادية في اتجاه الانفصال وفك الارتباك بشمال اليمن وهو القرار الذي يحتاج إلى توافق دولي وإقليمي واسع".
على العكس من ذلك، يرى علي الصنعاني في موقع "النجم الثاقب" اليمني أن مايحدث في عدن هو "مسرحية هزلية بموافقة التحالف السعودي الإماراتي".
ويضيف: "كل مايحدث هو ترتيب ورقة الجنوب بحسب رغبة التحالف".
ويرى الكاتب أن "مايحدث في عدن من اقتتال شكلي بارد له عدة أهداف أهمها السيطرة على المعسكرات الموالية لحزب الإصلاح وإزاحة القوة العسكرية الإخوانية لمصلحة قوات الأحزمة الأمنية وقوات أبينية موالية لعبد ربه منصور هادي، وكل ذلك من أجل أن يُزاح الإصلاح من مفاوضات السلام المُقبلة ويَحل محله المجلس الانتقالي".
ويختم بالقول إن "اللعبة كلها تستهدف حضور الإصلاح العسكري في الجنوب فقط".
وفي صحيفة "عدن الغد" اليمنية، يُلقي موفق السلمي اللوم على الإمارات فيما يخص التصعيد في عدن.
يقول الكاتب إن "ما لم يفعله فُجّار الجاهلية في حربهم في شبه جزيرة العرب قديما فعله الإماراتيون وجاهليّو حزام أمن عدن في اليمن".
ويضيف: "حيث نتأهب لحسن العمل في العشر الأُوَل من شهر ذي الحجة، شهد إخوتنا الشماليون المقيمون في مدينة عدن موجة من الاستفزازات من قوات الحزام الأمني التابعة لدولة الإمارات، فهناك يتم إفراز الشماليين وترحيلهم إلى الشمال قسرا بدعوى تأمين عدن".
ويرى الكاتب أن "ما يحدث الآن في عدن لا يمثل عدن، ولا جنوب اليمن، وإنما يمثل شرذمة حاقدة، ودولة راعية فاسدة باغية".