الرياض تخسر لا محالة..
تقرير: هل تقاطعت مصالح السعودية وقطر في شبوة؟

تمكين السعودية للإخوان خدمة مجانية لتحالف قطر وإيران - ارشيف

(المتغطي بالسعودية عريان) تحت هذا الوسم شن اعلام قطر وتنظيم الإخوان الموالي لها، هجوما عنيفا على السعودية، على اثر عدم تدخلها في مواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي الساعي لتحقق الاستقلال الثاني للجنوب، بعد رفض الحكومة اليمنية كل دعوات الحوار مع الجنوبيين.
لكن وسط الحرب الإعلامية على السعودية، كان السفير السعودي محمد آل الجابر يرسل التطمينات للإخوان بأن الرياض تمتلك أوراق ربما قد تقلب الطاولة على من وصفهم السفير السعودي بالانقلابيين الجنوبيين.
فجأة وبدون أي مقدمات، تحولت الحرب من حرب ضد الانقلابيين الحوثيين إلى حرب ضد الانقلابيين الجنوبيين الذين هبوا للدفاع عن مصالحهم.
تقارير يمنية وصفت ما حصل بانه انقلاب سعودي على حليفتها الإمارات في شبوة، لكن من يخدم هذا الانقلاب وهل ستخرج الرياض منه بمكاسب، لكن أي مكاسب من تنظيم يعتبر الذراع السياسية والعسكرية للدوحة في اليمن.
الصحافي جميل طربوش يطرح في موقع نيوز يمن "شبوة أنموذجاً، الرياض حين تحارب حليفتها الإمارات من أجل تمكين قطر وطهران.
ويشرح الكاتب "توحدت مواقف قطر وتركيا وإيران ومعهم أدواتهم في الداخل اليمني، الإخوان ومليشيات الحوثي، وأصبح خطابهم من أحداث شبوة أكثر انسجاماً، فيما يقف إعلام السعودية وموقفها حيراناً بلا بوصلة".
وقال "توحد محور الشر الذي يهاجم ويتآمر على السعودية بسبب موقفها وتدخلها في اليمن، وفجأة أفرزت أحداث شبوة تحولاً مهماً جعل خصوم المملكة يساندون توجهاتها الداعمة للإخوان بالسيطرة على شبوة تحت مظلة وهمية اسمها الشرعية".
ووضع الكاتب بعض التساؤلات قائلا "ألم تتساءل الرياض، لماذا تدعم قناتا الجزيرة والعالم شرعية الرئيس هادي المزعومة للسيطرة على شبوة وطرد النخبة الشبوانية التي تدعمها حليفتها الاستراتيجية الإمارات؟ ومتى تدرك الرياض أنها تعيد إنتاج أخطائها السابقة بدعم قوى يمنية تنفذ أجندة لصالح محاور إقليمية تستهدف بدرجة أساسية المملكة؟".
وقال "تصنف الرياض الإخوان منظمة إرهابية، وتحارب الحوثيين منذ 5 سنوات، وفي شبوة تعيد إنتاج تحالف الإخوان والحوثي ضد القوى الفاعلة التي كانت هي الحسنة الأهم للتحالف العربي، بل تذهب الرياض بعيداً بتمكين أدوات قطر وسلطنة عمان من بناء حضور جديد وقوي لهم على أنقاض تركة مؤتمر صالح وتحالفات نظامه في شبوة".
وقال الكاتب جميل طربوش "أوقفت مليشيات الحوثي كل عملياتها وهي تشاهد الجيش الذي تدعمه الرياض يقاتل النخبة الشبوانية التي طهرت شبوة من تنظيمات الإرهاب، القاعدة وداعش، لتفسح الطريق من جديد لعودة مخاطر الإرهاب في جزيرة العرب إلى قرب جدار المملكة، وفي الجهة الأخرى مليشيات الإرهاب الحوثية".
وأكد ان "تحالف القوى التي أسقطت النظام الذي كان حليفاً للرياض في صنعاء، ومهد لوصول مليشيات الحوثي كتيار ثوري إلى قلب العاصمة، ومن ثم اجتياحها؛ هو ذات التحالف الذي تدعمه الرياض بدون أن تدري، وربما بدراية وتنفيذاً لتوجهات أجنحة داخل البيت السعودي".
وتسائل "أين يقف فريق ولي العهد محمد بن سلمان ومشروعه من ما يحدث في شبوة، وهل يدرك بن سلمان أن خصومه يرتبون أرضية جديدة للهجوم عليه وإرباك تحركاته داخل اليمن وفي المنطقة؟".
وقال إن "شبوة كانت محسوبة على نظام صالح وحزبه، ونشأت النخبة الشبوانية كمكون أمني محلي وفر الأمن، وطهر شبوة من الإرهاب بعد أن كانت تشكل أهم ملاذات القاعدة مع أبين، بشهادة تقارير استخباراتية أمريكية ودولية.. بينما تذهب التحركات السعودية في شرق اليمن إلى تمكين الإخوان من إرث صالح وإعادة القاعدة المتحالف مع الإخوان والحفاظ على البنية ارتباطات مليشيات الحوثي بمكونات اجتماعية سلالية في شبوة وهي ذات حضور قوي وفاعل".
وأكد "أن مليشيات الحوثي تثأر من محاولات النخبة اختراق خلاياها في شبوة ومرخة كانت إحداها، ويغنم الإخوان مركزاً جغرافياً مهماً يبقي على امتداد حضور تحالفاته في منابع النفط والغاز من مأرب حتى حضرموت، وتخرج الرياض بعد أن مكنت خصومها من التموضع في مواقع استراتيجية لتبحث عن نصر ضائع في جبال نهم".
وكما مكنت الرياض مليشيات الحوثي من الاستحواذ على تركة صالح العسكرية وقوات محسوبة عليه من خلال استهداف ألوية الحرس والقوات الخاصة والأمن المركزي وتمكين الحوثيين منها، ها هي تكرر نفس الخطأ بتمكين خصومها من السيطرة على شبوة".
وقال إن "المبرر الذي يساق للحرب على قوات النخبة والانتقالي في شبوة هو أن هذه القوات موالية للإمارات، بينما الإخوان ولاؤهم لقطر وتركيا، ومليشيات الحوثي ولاؤها لإيران، والإمارات في محور الرياض ضد قطر وتركيا وإيران.. فهل الوقوف في صف قطر وإيران وضد الإمارات أمر منطقي، خصوص وأن الإمارات ما زالت حتى اليوم إلى جانب الرياض في التحالف وفي كثير من الملفات على مستوى الإقليم والمنطقة".