حراك رمزي بدلالات سياسية..
تقرير: مليونية الوفاء للإمارات تكشف عزلة إخوان اليمن
قالت صحيفة العرب اللندنية ان احتشاد الآلاف من الجنوبيين في ما أطلق على تسميته “يوم الوفاء للإمارات” أظهر رمزية فائقة لحدث سعى من خلاله أهالي الجنوب لتقديم الشكر لدول التحالف العربي نظرا لجهودها الهامة لتحرير اليمن بشماله وجنوبه من المتمردين الحوثيين، كما تزيد هذه الفعالية بحسب المتابعين من عزلة إخوان اليمن وتحديدا حزب الإصلاح المتهم بالتخندق في محور قطري يقود حملة ضد اليمنيين وضد دول التحالف العربي".
وقالت العرب في تقرير لها :"احتشد الآلاف من اليمنيين في عدد من محافظات الجنوب، الخميس، في ما أطلق عليه “يوم الوفاء للإمارات”، وتزامنت التظاهرات الحاشدة التي شهدتها عدن والمكلا وسقطرى مع حملة إعلامية يقف خلفها إخوان اليمن والنظام القطري للمطالبة بخروج الإمارات من التحالف العربي.
وأكد ناشطون وإعلاميون وسياسيون جنوبيون في تصريحات لـ“العرب” على رمزية الفعالية التي تعبر عن الشكر لجهود التحالف العربي ودولة الإمارات في المشاركة الفاعلة في تحرير المحافظات الجنوبية وتحجيم ومحاصرة الجماعات الإرهابية وتقديم الدعم العسكري والسياسي والإنساني للمحافظات المحررة.
وقال القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي من ألمانيا أحمد عمر بن فريد، إن المليونية التي شهدتها مختلف مدن الجنوب وعلى وجه التحديد عدن والمكلا وسقطرى أتت لتعبر عن مضامين ذات أبعاد سياسية.
وأشار بن فريد إلى أن المعاني الإنسانية لمليونية الوفاء للإمارات تتمثل في كونها “رسالة وفاء ومحبة وسلام وعرفان يبعثها شعب الجنوب إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها وشعبها نظرا للدور الكبير الذي قامت به الإمارات والمملكة العربية السعودية في الجنوب من جهود كبيرة لمحاربة الإرهاب وتقديم العون والمساعدات الإنسانية”، إضافة إلى التعبير عن التضامن مع الإمارات التي تتعرض حاليا لهجوم إعلامي من قبل قطر مستخدمة أدواتها من جماعات الإخوان المسلمين.
وشدد على أن الفعالية تحمل كذلك بعدا سياسيا، حيث “تدحض مقولة حكومة الشرعية بأن الإمارات لم يعد وجودها مرغوب فيه في الجنوب”.
وأضاف “الإمارات في قلب كل جنوبي وشاهدنا المكلا وسقطرى وأبناء أبين أيضا يجسدون وحدة الصف الجنوبي ويؤكدون على مشروعية قضيتهم ودعمهم للمجلس الانتقالي الجنوبي في محادثات جدة، واليوم شعب الجنوب يوجه رسالة أخرى للعالم وللشعوب المحبة للسلام بأن كل ما نرغب فيه أن نعيش بحرية وسلام على أرضنا”.
من جهته، علق الخبير العسكري علي ناجي عبيد على مليونية الوفاء للإمارات التي شهدتها العديد من المحافظات الجنوبية، باعتبارها رسالة تحمل في طياتها تكريما للأوفياء من الأشقاء ليس لدولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها فحسب بل ولكل بقية دول التحالف وعلى رأسها المملكة العربية السعودية. حسب قوله.
وقال عبيد في تصريح لـ“العرب”، إن التظاهرات تعبر عن الشكر والامتنان والوفاء لدول التحالف التي جاءت لإنقاذ اليمن شماله وجنوبه.
وأضاف “لقد عبر الانتقالي وكل أوفياء الجنوب عن الوفاء كما عبرت عنه الإمارات وكل دول التحالف في ميدان الوغى، حيث اختلط الدم في سبيل قطع يد الهيمنة الفارسية على المنطقة”.
ولفت عبيد إلى أن المهرجان يأتي كواحدة من فعاليات التعبير الجماهيري عن الوفاء، حيث احتشدت الجماهير من كل حدب وصوب ومن كل فج عميق باندفاعة عفوية نظمها المجلس باعتباره الرافعة السياسية للجنوبيين والمعبر عن آمالهم، كما تعبر مثل هذه الفعالية-بحسب عبيد- عن تلاحم وثيق ورفض شديد لقوى الفتنة والتطرف المقيت والإرهاب بكل ألوانها وأشكالها.
ووصف القيادي في المجلس الانتقالي أحمد الصالح في تصريح لـ”العرب” من واشنطن، خروج الجماهير في مدن جنوبية عدة وفي نفس التوقيت بأنه تعبير عن دلالات كثيرة وعميقة ومهمة.
وأشار الصالح إلى أن الفعالية في أحد جوانبها تأكيد جنوبي على مبدأ الشراكة مع التحالف.
وقال الصالح إن “المليونية أكدت على تماسك شعب الجنوب من أقصاه إلى أقصاه والشعبية والحضور السياسي للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي دعا لها وأنه الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه مهما حاولت بعض القوى المأزومة والتي لفظها شعب الجنوب إلى الأبد”.
وأضاف “تأتي هذه المليونية في توقيت مهم جدا عسكريا وسياسيا حيث تقف القوات المسلحة الجنوبية في مواجهة على عدد من الجبهات ضد الحوثيين وعصابات الإرهاب والتطرف، كما تتزامن مع الجولة الأولى من المفاوضات التي دعت لها السعودية وتجري حاليا في جدة بين ممثل شعب الجنوب وشرعية المنفى”.
وكشف الصالح عن اعتزام الجاليات الجنوبية في الخارج تنفيذ وقفات تحت ذات العنوان ونفس الشعارات ابتداء من لندن ونيويورك ليؤكد -حسب تعبيره- دعم أبناء الجنوب في المهجر لشعبهم وقياداتهم في المجلس الانتقالي الجنوبي وشكر أشقائهم في التحالف.