قصة طموح..

رغم عبث الحوثي..أطفال اليمن يتحدون الصعوبات

الصورة أرشيفية

المخا

داخل فصل دراسي بإحدى المدارس الأهلية بالمخا، يجلس الطالب عبد الإله المحمدي بين أقرانه وعلامات الخجل بادية عليه.
فهذا الطفل، البالغ من العمر نحو أربعة عشر عاماً، لا يزال في الصف الثالث الابتدائي، في حين يفترض أن يكون في الصف السابع من التعليم الأساسي، وهذا السبب فضلاً عن طوله المميز يجعله يشعر دوماً بالخجل، وربما قد سمع كلاماً قاسياً من أقرانه جعله بتلك الشخصية الخجولة.


لسنوات ظل المحمدي -وهذا ليس اسمه الحقيقي حفاظاً على مشاعره- خارج أسوار المدارس بعد أن عجز عن مواصلة تعليمه كطالب في الصف الثاني الابتدائي بمدرسته التي حولتها المليشيات المرتبطة بإيران إلى ثكنة عسكرية في الحديدة.


ومع تنقل أسرته بين مناطق عدة جعلته بعيداً عن الفصول الدراسية، لكن وصوله إلى المخا قبل عامين أتاح له أمل مواصلة تعليمه.
تقول إحدى مدرساته ، عندما أدخل الفصل ألاحظ عليه الحياء والانكسار والخجل، كونه كبيراً في السن وهو يجلس بين أطفال يفوقهم بسنوات كطالب في الصف الثالث.
تضيف: يبدو أنه تعرض للتجريح من بعض زملائه، ورغم أننا نحاول إقناعه بأن ذلك أمر عادي، إلا أن شيئاً من ذلك لم يغير من شخصيته الخجولة.


تشعر معلمته بالتعاطف الشديد لناحية طفل يقاسي، رغم إبداعه وتميزه وطموحه، لكنها لا تستطيع عمل شيء من أجل التخفيف مما قد يشعر به، وقد دفعتها خشيتها من تحول كلماتها المتعاطفة إلى ردة فعل مغايرة تدفعه إلى ترك المدرسة، مما جعلها تتوقف عن ذلك.
تقول "إنها توقفت عن الحديث معه بهذا الشأن وتتعامل معه بشكل اعتيادي كما لو أنه طالب يبلغ من العمر نحو تسع سنوات، لكن كل ذلك لم يغير من حالته، وهو أمر يترك أثرا يوميا على نفسي".


قد يكون أمر الذهاب إلى المدرسة لا يمر بسلام لطفل فاق عمره أعمار أصدقائه في الفصل الذي يجلس على أحد مقاعده، وقد يتلقى خلال الفترة الزمنية القصيرة التي يجتازها من منزله إلى المدرسة سيلاً من الكلمات الجارحة التي تسخر من وضعه الحالي، وقد لا يكون حدث أي شيء من ذلك بقدر ما هو سلوك انطبع على شخصية ذلك الفتى.


فالمحمدي، ليس وحده من فاتته فرصة التحاقه بالفصول الدراسية، فكثير من الطلاب في مناطق سيطرة المليشيات حرموا من حقهم في التعليم حتى اليوم بعد أن حولت مليشيات الحوثي مدارسهم إلى مخازن أسلحة وثكنات عسكرية.
ما يُعرف عن المحمدي أنه طفل طموح ذو قدرات إبداعية تتفجر من بين جوانبه رغباته الملحة في مواصلة تعليمه، غير أن الخجل من وضعه الحالي قد يغير من قناعاته الطموحة ليدفعه إلى مغادرة مدرسته.