نهج غير حكيم..
تقرير: كيف يمكن لواشنطن لجم النفوذ الإيراني في بغداد؟

أنباء سيئة
واعتقدت إدارة ترامب مثل اليوم، أن ميليشيات شيعية في العراق مقربة من إيران وراء الهجوم.
وأشار روبرت فورد، سفير أمريكا في سوريا بين 201 و 2014، ورندا سليم، الزميلة غير المقيمة لدى معهد الدراسات الدولية المتقدمة في معهد السياسة الخارجية، عبر موقع "فورين أفيرز" إلى مطالبة واشنطن، منذ وقت طويل، للحكومة العراقية بتضييق الخناق على تلك القوات الوكيلة لإيران، وقطع العلاقات مع طهران.
وحسب كاتبي المقال، يرجح أن يكون رد أمريكا على الهجمات الأخيرة، تكرار تلك المطالب، والضغط على بغداد.
نهج غير حكيم
ولكن هذا النهج يفتقر للحكمة، في رأي الكاتبين، لأن الحكومة العراقية الحالية على علاقات جيدة مع واشنطن، ولكنها لا تستطيع البقاء إذا اتخذت طهران عدواً لها. وآخر ما تريده بغداد هو الوقوع بين نارين. وفي أفضل الأحوال، لن تفلح محاولات أمريكا في إخراج إيران من الصورة، وفي أسوئها، ستمهد واشنطن الطريق لحكومة في بغداد أقل ميلاً للتعاون معها.
وقبل مدة قصيرة، أصبح وكلاء إيران في العراق شركاء للولايات المتحدة في الحرب ضد داعش، ونسق الطيران والقوات الأمريكية الخاصة بشكل غير مباشر مع مقاتلي ميليشيات شيعية، ومع الجيش العراقي وسيطاً بينهما.
وبسبب هذا الدور، كان الأمريكيون مستعدين لغض الطرف عن أنشطة تلك الميليشيات التي دعمت أيضاً أجندة إيران في سوريا، واليمن، ضد مصالح أمريكا في هذين البلدين. ولكن مع احتواء داعش إلى حد كبير في العراق، ونهاية التعاون غير المباشر، تُطالب الميليشيات المرتبطة بإيران بخروج باقي القوات الأمريكية، من العراق.
أنباء سيئة
وحسب الكاتبين، تعمل في العراق اليوم العشرات من تلك الميلشيات، فضلاً عن بضع ميليشيات سنية، وتحصل على دعم مالي كبير من ميزانية الحكومة المركزية في بغداد، ولكنها لا تخضع كلياً لسلطتها.
ويعمل عدد من تلك الميلشيات في التهريب والابتزاز من خلال نقاط تفتيش. ولذا وبعيداً عن الهجمات الصاروخية، يعتبر استمرار نفوذها بمثابة نبأ سيئة للولايات المتحدة.
ويلفت الكاتبان إلى رفض قادة في العراق ما يعتبرونه محاضرات أمريكية عن مخاطر"دول صغرى" موالية لإيران داخل العراق، خاصةً بالنظر للتحولات في الرواية الأمريكية.
وقد اشتكى وزير عراقي بارز من تقلبات الأمريكيين، وأشار إلى أنهم تارة ينسقون في الحرب ضد داعش مع قادة ميليشيات مرتبطة بإيران، وبعد عام يقررون أن تلك الميليشيات تمثل خطراً قاتلاً.
ووافق على هذا الرأي مسؤول عراقي رفيع على علاقة طيبة بأمريكا، قائلاً، إن الحكومة العراقية، مع ائتلاف برلماني متذبذب، لا تستطيع بطبيعة الحال مواكبة التحولات الأمريكية المفاجئة.
مبرر خوف
ويرى الكاتبان، وفي ظل اقتراب الولايات المتحدة وإيران من حافة صراع، أن لدى قادة عراقيين ما يبرر خوفهم من الوقوع في مرمى نيران الطرفين.
إلى ذلك، لا تزال الولايات المتحدة تنفذ مهمة عسكرية في العراق. وتوفر تلك المهمة تدريباً ودعماً استخباراتياً لقوات عراقية تحارب خلايا من فلول داعش. وحتى اليوم، تدعم أغلبية من البرلمان العراقي هذا الترتيب. ولكن قد تكون إيران قادرة على شراء ما يكفي من البرلمانيين العراقيين، لمطالبة الحكومة بالدعوة لرحيل الأمريكيين.
وفي المقابل إذا ضغطت واشنطن بشدة على بغداد، فقد تعمل الميليشيات على خلع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، وعندها سيواجه العراق فترة طويلة من الانقسام السياسي، ما يترك الحكومة بلا قيادة، وعاجزة عن فعل أي شيء لمواجهة الميليشيات. أما الأسوأ، فهو أن تتفق أحزاب شيعية على تشكيل حكومة جديدة بقيادة رئيس وزراء أكثر معارضة للأمريكيين، ولن تكون النتيجة مواتية للمصالح الأمريكية في بلد يمثل أهمية بالغة لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.