مساع إخوانية تدمير مصر

 كيف مكنت توكل كرمان الحوثيين من صنعاء؟

القيادية الإصلاحية توكل كرمان

خاص (عدن)

على "تويتر" و"فيس بوك" وجد الإخوان فرصة للنيل من الاوطان العربية، وها هي مصر التي انتصرت على الإخوان وافشلت كل مؤامراتهم، تتعرض لمؤامرات خطيرة مرة أخرى، يقف خلفها الإخوان من فنادق تركيا وقطر، حيث تطبخ سياسة التدمير الممنهجة.

الناشطة الإخوانية توكل كرمان اشترت لها قطر جائزة نوبل للسلام تعد نموذجا لمطابخ الإخوان، حيث تحرض بشكل يومي على الحرب وقتل المدنيين في الجنوب.

يقدم الجيش المصري العظيم بشكل يومي تضحيات كبيرة في سبيل استقرار أم الدنيا، لتظهر لنا توكل كرمان من فنادق اسطنبول لتقول: "يمكننا القول إن السيسي هو الارهابي الأكبر في مصر وخالق الارهاب وصانعه، وسيترك مصر  عبارة عن اطلال ، هو بلاء ما بعده بلاء".. في محاولة لنفي تهمة الارهاب بالإخوان التي تسعى إلى زعزعة واستقرار مصر.

وتنفيذا لأجندة الإخوان، ذهبت توكل كرمان إلى توجيه خطاب حرب اثر تحريضها على قتل الجنوبيين ومنع أي تظاهرات تندد بسياسة حكومة الشرعية الإخوانية في الجنوب المحرر.

بنبرة المعزول صالح تقول كرمان" يجب على الجيش الوطني قمع أي تظاهرات للجنوبيين "؛ ترفض ساسة الإخوان التدميرية لبلادهم.

 

ولو اخذنا على سبيل المثال، مواقف توكل كرمان من حرب اليمن، بعد ان مكنت هذه الناشطة اليمنية، وبدعم من رجل الاعمال الإخواني  حميد الأحمر الحوثيين من التوغل في صنعاء دون قتال بل انها وفرت لهم طعاما وخياما، وسلمتهم صنعاء على طبق من ذهب، ولم تتوقف عند هذا الحد بل انها واصلت مشوارها في استهداف الشرعية اليمنية والتحالف العربي الذي أتى لإنقاذ اليمن واليمنيين من مؤامرة الإخوان والحوثيين، بعد ان سعى الإخوان إلى الانتقام من المملكة العربية السعودية التي صنفتهم كجماعة إرهابية في العام 2014م.

 

كرمان والثورة

جلست الفتاة الاربعينية (السمراء) في وسط خيمة بساحة الجامعة في العاصمة اليمنية صنعاء، عقب اشهر من انطلاق تظاهرات ما عرف بـ (الربيع العربي)، في مطلع العام 2011م، وهي الثورة التي دفعت الخليج إلى التدخل واجبار (علي صالح) على تسليم السلطة لنائبه عبدربه هادي، الذي انتخب لاحقا كمرشح توافقي.

الناشطة اليمنية الإخوانية توكل عبدالسلام كرمان، فاجأت طلاب جامعة صنعاء، بتواجدها وسط ساحة الجامعة، وهي تردد هتافات مناوئة لصالح الذي حكم اليمن 33 عاما، كانت مليئة بالفساد والاجرام.

نصبت توكل كرمان خيمتها جوار خيام طلاب الجامعة الذين كانوا يسعون للإطاحة بنظام صالح، لكن سرعان ما سحبت الكرمان البساط من الثوار إلى مصلحة حزبها السياسي.

دفع تخلي الكثير من الدول الداعمة لصالح عن نظامه الإخوان إلى ركوب موجة الثورة، وشعروا ان موجة التغيير في اليمن آتية، واعتقدوا انها فرصتهم للانقضاض على الحكم، وارتفعت حظوظهم في ذلك بفوز الإخواني محمد مرسي في انتخابات مصر التي أعقب ثورة الإطاحة بحسني مبارك.

من على مسرح ساحة التغيير، دعت توكل كرمان أبناء اليمن إلى الخروج ضد نظام صالح، مع ان الكثير منهم قد سبقها في الخروج.

قالت بلهجة تحدٍّ "ادعو اليمنيين إلى الخروج ضد صالح من اجل الحفاظ على الوحدة"، في محاولة لتطمين قطاع واسع من اليمنيين في الشمال يريدون بقاء الوحدة خاصة في اعقاب تنامي الحراك الجنوبي الذي طالب باستعادة دولة اليمن الجنوبي السابقة.

حاولت توكل كرمان تقليد (صالح) في خطاب الوحدة او الموت، بخطاب مشابه "نقول للجنوبيين إن الثورة قد جبت ما قبلها، وان علينا التشارك في بناء اليمن الجديد"، لكن يمن توكل كرمان لم يكن جديدا، فقد تصدر مشهده جنرال الحرب الإخواني (علي محسن الأحمر)، وقيادات أخرى كانت جزءا رئيسيا من نظام علي صالح الديكتاتوري.

 

توكل كرمان والحوثيون

 

وسَّعت توكل كرمان من خيم مناصريها في ساحة التغيير، وكان نصيب جماعة الحوثي عشرات الخيام التي تم شراؤها بفلوس رجل الاعمال الإخواني حميد الأحمر، الذي زعم لاحقا انه قدم نصف ثروته في دعم الثورة، لكن الأكيد" ان فلوس الأحمر مكنت الحوثيين من صنعاء لا أكثر".

كانت فرصة الحوثيين في التمدد ناحية صنعاء العاصمة، دون قتال، بعد ان ظلوا لسنوات محاصرين في جبال مران وكتاف وحرف سفيان، رحبت توكل كرمان بالحوثيين، وادعت ان نظام صالح قد ظلمهم ومارس بحقهم القتل والتنكيل.

ووعدت الحوثيين بالانتصار لقضيتهم عقب انتصار الثورة والاطاحة بنظام صالح.

في فبراير (شباط) 2012م، قامت توكل كرمان باجتثاث مخيمات اتباعها، وانضمت إلى صف المؤيدين للرئيس التوافقي عبدربه منصور هادي، وانتخبته رئيسا توافقيا لليمن، امام عدسات المصورين في صنعاء.

 

رحلة البحث عن المجد

بعد ان اصبح هادي رئيسا لليمن، بدأت توكل كرمان رحلة البحث عن المجد وكانت وجهتها احدى الدول العربية الداعمة للإخوان، في دوحة قطر حطت كرمان رحالها ومنها إلى عواصم أوربية، حتى نجحت قطر في ادراج اسم توكل كرمان ضمن ثلاث نساء في العالم للفوز بجائزة نوبل للسلام.

استغلت كرمان الجائزة، وبدأت مرحلة أخرى من التطبيع لدول على حساب أخرى، بدأت باستهداف مصر العربية، وهاجمت الجيش المصري، والرئيس عبدالفتاح السيسي الذي تصدى لمؤامرة خطيرة كان يخطط لها الرئيس المصري المعزول والمعتقل محمد مرسي.

وهاجمت كرمان الرئيس هادي ووصفته بمدير مكتب عبدالملك الحوثي، وسخرت من الانقلاب عليه في مطلع يناير (كانون الثاني) 2015م، وأعلنت تأييدها له في اعقاب افلاته من قبضة الحوثيين والوصول إلى عدن في ذكرى انتخابه في الـ21 من فبراير (شباط) 2015م.

طالبت هادي بإعلان عدن عاصمة لليمن، لكنها سرعان ما صمتت مع بدء الحوثيين وقوات صالح تدشين عدوانهم على الجنوب، استمر صمت توكل كرمان المقيمة في فنادق تركيا، وتجاهلت الجرائم التي ارتكبها الحوثيون والمخلوع صالح في الجنوب اثناء العدوان وبعده.

كانت تتابع بقلق، حينما كانت المقاومة الجنوبية تدحر العدوان الشمالي خارج عدن.

شعرت توكل كرمان بان الجنوب خرج عن المركز المقدس، الأمر الذي دفعها إلى تكليف مراسلي قناة "بلقيس" التابعة لها، إلى عمل تقارير ضد الجنوب من داخل عدن.

في حين كانت الجماعات المسلحة تركب مجازر بحق المدنيين عقب التحرير كانت قناة بلقيس تتحدث عن العلم الجنوبي الذي كان مرفوعا في عدن.

ازعجهم علم الجنوب ولم تزعج توكل كرمان الجرائم الوحشية التي ترتكبها ميليشيات المخلوع والحوثيين والأحمر.

لم تدن كرمان أي جريمة قتل او تفجير في عدن، بل ان العمليات الأمنية التي تمت ضد العناصر المتورطة في قضايا إرهابية أغضبتها.

وعلى الرغم من زعمها انها ناشطة سلام، الا ان هناك من المقربين منها يؤكدون انزعاجها من التصالح والتسامح الجنوبي.

وكشفت مصادر مقربة من كرمان انها أبدت انزعاجها من تجربة التصالح والتسامح التي قالت انها "تجربة تهدد الوحدة اليمنية".

وقالت كرمان في تصريحات "إن الخوف ليس من القيادات الجنوبية التي انضوت في الشرعية ولكن الخوف من نجاح تجربة التصالح والتسامح، الامر الذي كشف عن توجه اعلامها ضد الجنوب، حيث تعمل وسائل إعلام يمنية ممولة من تركيا على تأجيج الوضع في الجنوب، خدمة لمصالح تنظيم الاخوان الدولي المعادي والمناهض للتحالف العربي.

ولم تكتف توكل بالهجوم على الجنوب، بل هاجمت التحالف العربي، والحكومة الشرعية بزعم عدم تقديم العلاج لجرحى الحرب في مدينة تعز.

بطريقة مقززة باتت توكل كرمان تصنف اليمنيين والجنوبيين حسب رغباتها، فهي التي لم تعرف معاناة الناس مع الحرب المدمرة التي شنها العدوان الشمالي على الجنوب واليمن، فالثورة اليمنية دفعتها بعيدا عن اليمن ومشاكله التي لا تنتهي.

توكل كرمان ولفيف من اتباع جماعتها الإخوانية باتوا يتنقلون بين فنادق تركيا، بعد كان لخيامها الفضل في وصولهم اليها، ولولا خيام ساحة التغيير في صنعاء لما تنقلت توكل كرمان بين مدن العواصم الأوروبية، حيث تدير العديد من وسائل الاعلام من بينها قناة تلفزيونية ومواقع إلكترونية، هدفها النيل من الجنوبيين والتحالف العربي، ولكن رغم كل شيء تظل تصريحات توكل كرمان تأتي في سياق التحريض على العنف الجهوي بين الشمال والجنوب، وهو الأمر الذي يخشاه الجميع وخطره الذي يهدد التعايش السلمي.

اليمن.. ودمره الإخوان، لكن مصر (أم الدنيا)، تظل عصية بجيشها العربي العظيم وزعيمها عبدالفتاح السيسي.