السعودية لا تمانع في فتح قناة اتصال شرط وقف التصعيد الحوثي..
صحيفة دولية: اتفاق الرياض يوسّع فرص الحل باليمن لتشمل الحوثيين
أعاد اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي الآمال الدولية للتوصل إلى اتفاق شامل ينهي الحرب في اليمن يشمل الحوثيين الذين باتوا بدورهم يبحثون عن مخرج من الحرب تحسبا لتطورات الأحداث التي يشهدها العراق ولبنان وتراجع النفوذ الإيراني.
وربط مراقبون سياسيون بين تصريحات مسؤول سعودي، الأربعاء، حول فتح بلاده قناة مع الحوثيين منذ عام 2016 “لدعم السلام في اليمن” وبين الكلمة التي ألقاها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في حفل توقيع اتفاق الرياض، الثلاثاء، والتي أشار فيها إلى أن الاتفاق قد يكون مقدمة لتفاهمات أوسع.
ورجحت مصادر سياسية في تصريحات لـ”العرب” أن تشمل هذه التفاهمات حزب المؤتمر في المرحلة الأولى لتهيئة الأرضية لحوار أشمل مع الحوثيين في مواجهة معسكر متماسك سياسيا وعسكريا في الشرعية.
وتبدي السعودية التي تقود التحالف العربي انفتاحا على أي تسوية سياسية في الملف اليمني على قاعدة المرجعيات الثلاث وهي المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن، وهو الأمر الذي جدد التأكيد عليه ولي العهد السعودي في كلمته قبيل مراسيم التوقيع على اتفاق الرياض، الثلاثاء.
ووفقا لمصادر سياسية فقد تنقل المبعوث الأممي مارتن غريفيث خلال الفترة الماضية بين صنعاء والرياض والتقى بمسؤولين سعوديين وقيادات بارزة في الجماعة الحوثية التي أعلنت في 20 سبتمبر عن وقف استهداف السعودية، وهي الخطوة التي وصفها نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان بأنها إيجابية.
وتعليقا على تصريحات مسؤول سعودي عن وجود محادثات مع المتمردين الحوثيين، في مسعى لإنهاء الصراع، رجحت مصادر سياسية لـ”العرب” أن تكون قناة الاتصال تلك التي تحدث عنها المسؤول السعودي إشارة إلى التواصل الذي تم مع الوفد الحوثي في مسقط بقيادة الناطق الرسمي باسم الجماعة الحوثية محمد عبدالسلام الذي التقى بمسؤولين من درجة منخفضة في التحالف العربي في خضم الحراك السياسي الذي أطلقه وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري في العاصمة العمانية مسقط.
وأكد المسؤول لوكالة الصحافة الفرنسية “في حال كان الحوثيون جديين في خفض التصعيد وقبلوا الحضور إلى الطاولة، فإن السعودية ستدعم طلبهم وطلب كافة الأطراف السياسية الوصول إلى حل سياسي”.
وسبق أن أعلنت واشنطن في سبتمبر الماضي عن محادثات مع المتمردين الحوثيين.
وقال مساعد وزير الخارجية الأميركي للشرق الأدنى ديفيد شينكر خلال زيارة للسعودية إنّ واشنطن تجري محادثات مع الحوثيين بهدف إيجاد حل “مقبول من الطرفين” للنزاع اليمني.
وأوضح شينكر في تصريح للصحافيين في مدينة الخرج جنوب الرياض “تركيزنا منصب على إنهاء الحرب في اليمن (…) ونحن نجري محادثات (…) مع الحوثيين لمحاولة إيجاد حل للنزاع متفاوض عليه يكون مقبولا من الطرفين”.
وأنعش اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي آمال المجتمع الدولي في التوصل إلى حل سياسي شامل في الملف اليمني استنادا على الاتفاق الذي يمكن أن يكون قاعدة مناسبة لأي اتفاق يشمل الحوثيين، بعد فشل الرهانات على اتفاقات السويد بين الحكومة الشرعية والحوثيين في أن تتحول إلى حجر زاوية لإنهاء الحرب في اليمن.
وعكست حالة الاهتمام الدولي بتوقيع اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي، عودة آمال الدول الراعية للسلام في اليمن في إحياء مسار السلام عبر تسويات جزئية تقود في نهاية المطاف إلى حوار ثنائي بين طرفين متماسكين أحدهما في عدن والآخر في صنعاء.
ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتفاق الرياض في تغريدة على تويتر بأنه “بداية جيدة جدا”، مطالبا بالعمل من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن الأوضاع في اليمن.
ورحبت بريطانيا بالتوقيع على وثيقة اتفاق الرياض، واعتبرت وزارة الخارجية البريطانية الوثيقة “خطوة مهمة للوصول إلى حل سياسي شامل في اليمن”.
وقال نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان الذي لعب دورا مهما في التوصل إلى اتفاق الرياض في تغريدة على حسابه بتويتر “نسأل الله أن يكون هذا الاتفاق منطلقا لفتح صفحة جديدة يسودها الحوار الصادق بين جميع أبناء اليمن للتوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة اليمنية”.
وكان نائب وزير الدفاع السعودي تبنى في وقت سابق تصريحات اعتبرها مراقبون أنها دعوة للميليشيات الحوثية بالتخلي عن الارتباط بالمشروع الإيراني والعودة إلى الحاضنة العربية.
وقال الأمير الشاب الذي يلعب دورا مهما في إدارة الملف اليمني في تغريدة على تويتر في الثالث من أكتوبر “آن الأوان ليقف اليمنيون، كل اليمنيين، ونحن معهم، صفا واحدا أمام مشروع الفوضى والفتنة والدمار الإيراني، وأن يقدموا مصلحة وأمن اليمن وسلامة واستقرار وازدهار شعبه الكريم على أي مصالح أخرى”.
ويرى مراقبون أن التحولات المتسارعة التي تشهدها عواصم كانت تدور في فلك طهران مثل بغداد وبيروت وتصاعد حالة الرفض الشعبي للهيمنة الإيرانية، ربما ستلعب دورا في إقناع بعض القيادات في الجماعة الحوثية بالتخلي عن الارتباط بالمشروع الإيراني والدخول في حوارات جادة لخلع عباءة طهران الثقيلة.