اربعة اعوام من الاحتلال..
تقرير: "تحرير مديرية مكيراس".. أهمية استراتيجية وانسانية
منازل دمرها الحوثيون في مكيراس - ارشيف
مديرية مكيراس واحد من أهم مديريات المنطقة الوسطى بأبين، كانت تصف قبل 90 م بسلة الجنوب الغذائية، لما كانت تنتجه المزاعم من خضروات وفواكه على مدار العام، بالاضافة الى انها تمثل اهمية استراتيجية، لكونها تمثل بوابة الجنوب، وعاصمة السلطنة العوذلية، سابقاً.
كانت مكيراس اول المدن الجنوبية التي شهدت معركة التصدي للعدوان الذي شنه الحوثيون وحليفهم السابق علي عبدالله صالح في مارس 2015م، وقد قدمت مكيراس خيرة رجالها شهداء في معركة التصدي للعدوان الجديد، لعل من ابرزهم الشيخ والقيادي في الحراك الجنوبي سالم علي البركاني،
وقد سقطت مكيراس في قبضة الاحتلال الجديدة، نتيجة فارق الامكانيات العسكرية التي كانت تمتلكها كبرى ألوية الجيش اليمني، "لواء المجد الذي اعلن انضمامه للحوثيين".
قاومت مكيراس الاحتلال بشتى الوسائل، ورفضت الاحتلال الطائفي الذي حاول تصدير افكاره الطائفية في المدينة الجنوبية التي أبت الا ان تكون جنوبية بعد ان قرر نصف سكانها رفض الاحتلال بالنزوح مع الاسر التي تعرضت منازلها للتهجير والقصف الحوثي.
رصدت تقارير حقوقية تدمير مليشيات الحوثي لأكثر من مائتين منزل اغلبها في قرية بركان والغول التي شرد الحوثيون الكثير من الأسر.
ووثقت التقارير تدمير مزارع وردم الآبار ونهب المحاصيل الزراعية التي كان المواطنون يخزنونها في منازلهم.
تسببت الاحتلال الحوثي بقتل وجرح العشرات من المدنيين بينهم نساء واطفال، نتيجة القصف العشوائي والالغام التي زرعت في كل مكان.
مكيراس تعد واحد من ابرز المدن الجنوبية التي طالتها سياسة الاحتلال اليمني منذ ثلاثة عقود، فمع انطلاق الحراك الجنوبي، ذهب نظام صنعاء الى ضم المديرية على محافظة البيضاء الشمالية في محاولة لضرب مشروعية القضية الجنوبية.
فمع كل محاول تحرير تقوم بها المقاومة الجنوبية كانت هناك عراقيل تمنع ذلك، وتتمثل هذه العراقيل في محافظة مأرب، معقل جماعة الإخوان التي أصبحت تعد مكيراس بانها جزء من اقليم سبأ، فأصبحت المديرية الجنوبية بين مطرقة مليشيات الحوثي في صنعاء، وسندان الحليف الخفي مليشيات الإخوان في مأرب.
وتحرير مكيراس، لما يمثل من أهمية استراتيجية للجنوب، فهي ايضا تمثل اهمية انسانية لرفع المعاناة عن خمسين ألف نسمة، نزح نصفهم هربا من اعمال القتل والانتهاكات الوحشية وبقي النصف الأخر يعاني من الحصار بعد ان قطع الاحتلال الجديد عقبة ثرة الشريان الذي يربط مكيراس بمحافظة أبين.
والتحرير لن يكون مكتملا الا بعودة مديرية مكيراس إلى حضن محافظة أبين، خاصرة الجنوب.


