العراق واليمن ولبنان ساحة مواجهة بين واشنطن وطهران..
وكالة أنباء صينية: الحوثيون قد يشاركون في اي عملية انقامية لإيران

الضربة الأمريكية التي أدت إلى مقتل سليماني والمهندس وستة آخرين
اعتبر وكالة شينخوا الصينية الناطقة بالعربية أن عملية اغتيال قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس فجر اليوم (الجمعة) في بغداد بواسطة طائرة أمريكية، قد تدفع العراق إلى أن يصبح ساحة مواجهة بين واشنطن وطهران، لافتين إلى العملية تعد تصعيدا خطيرا يتوج سلسلة من الأحداث التى سبقته خلال الأيام الماضية.
ونقلت وكالة أنباء شينخوا عن محللين سياسيين تأكيدهم أن العراق يواجه حاليا تحديا كبيرا في أن يصبح ساحة مواجهة بين أمريكا وإيران، كما أن لبنان وسوريا واليمن بدورهم يشكلون ساحات محتملة لإيران بمواجهة سياسة ومصالح أمريكا، مشيرين إلى أن كل الاحتمالات واردة وأن الأمور معقدة بما يجعل مسرح المنطقة مفتوحا على كل السيناريوهات بما فيها المفاوضات توصلا إلى "ستاتيكو" أو إيجاد حل سلمي قد يكون فيه مصلحة للطرفين.
وأثارت الضربة الأمريكية التي أدت إلى مقتل سليماني والمهندس وستة آخرين مخاوف لدى العراقيين من تحول بلدهم لساحة صراع بين واشنطن وطهران، الأمر الذي يهدد بتدهور الوضع الأمني الهش في البلاد.
وقتل الجنرال سليماني والمهندس، وسامر عبد الله، صهر عماد مغنية القيادي في حزب الله اللبناني، (الذي اغتيل قبل عدة سنوات)، وزوج بنت سليماني، ومحمد رضا الجابري، مدير تشريفات الحشد الشعبي في المطار، وثلاثة آخرين من افراد الحشد الشعبي، بضربة جوية نفذتها طائرات مسيرة أمريكية فجر اليوم (الجمعة) بعد قدوم سليماني من دمشق إلى بغداد على متن طائرة تابعة لخطوط أجنحة الشام.
العراق
وقال المحلل السياسي العراقي صباح الشيخ، لوكالة أنباء (شينخوا)، "إن الصراع الأمريكي الايراني اصبح واضحا وعلى المكشوف في العراق، وإذا لم تتحلى القيادات العراقية ومن كل طوائف الشعب العراقي بالحكمة وضبط النفس والتعامل بتروي مع هذا الصراع فان الخاسر الاكبر سيكون الشعب العراقي". وأضاف "من خلال ملاحظة البيانات الصادرة من المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني والرئيس العراقي برهم صالح والزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر وبعض القيادات الاخرى والتي ادانوا فيها عملية قتل سليماني والمهندس، نلاحظ أن هذه الجهات كلها دعت إلى ضبط النفس والتعامل بحكمة وحنكة لادراكها خطورة الموقف ومن أجل تفادي تدهور الوضع الامني في عموم البلاد".
وتابع الشيخ "من يقرأ تعليق المرشد الايراني، وتصريح وزير الدفاع الايراني وتهديدهما بالثأر لمقتل سليماني، وكذلك التصريحات التي أطلقها كبار المسؤولين الامريكيين يدرك خطورة الوضع ليس في العراق وحده بل في المنطقة باسرها، وينتابه الشعور بان الامور لا تبشر بخير إذا استمرت لغة التهديدات والضربات المتبادلة بين الجانبين".
لبنان
واعتبر الكاتب والمحلل الدبلوماسي جورج علم أن تلقف التداعيات الخطرة لاغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني يأتي بداية من انه اعتباره تصعيدا خطيرا توج سلسلة الاحداث التي سبقته خلال الايام الماضية بداية من قصف قاعدة (كيوان) غرب كركوك التي تضم مقار فوج المستشارين الامريكان وفوج كركوك لجهاز مكافحة واعقبه قصف مواقع لـ"الحشد الشعبي" ثم انتهاء بمحاصرة السفارة الامريكية في بغداد.
وأكد علم، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن ايران لابد أن ترد على اغتيال سليماني باعتباره ضربة كبيرة لايران، وان الرد وما بعده يضع المنطقة أمام حالة من الترقب والحذر والخشية ملاحظا أن الضربات الموجعة من شأنها ان تؤدي لردود فعل تضع المنطقة على شفير الحرب ملاحظا ان كل الحسابات باتت الآن على الطاولة.
وتساءل علم، عما اذا كان الرد الايراني المجهول المكان والزمان سيؤدي إلى جولة جديدة من الصراع الامريكي/الايراني على مستوى احد بلدان المنطقة أو في اكثر من بلد، لافتا إلى أن ردود الفعل قد تطاول أوروبا التي تدعو إلى وقف العنف والعودة إلى الحوار بين واشنطن وطهران.
ورأى أن الرئيس الامريكي دونالد ترامب في مأزق لأنه ليس من مصلحته الذهاب إلى الانتخابات مع حرب في المنطقة، كما ان ايران بدورها في مأزق لأنه لا يمكنها السكوت على اغتيال سليماني في حين ان ذهابها إلى حرب لا يتناسب مع الوضع الاجتماعي والاقتصادي الذي تعيشه حاليا.
وأضاف أن الطرفين بحاجة إلى الحد من الخسائر المحتملة الواردة وان الشماتة الامريكية والانفعال الايراني ليسا من مصلحتهما.
واعتبر ان العراق يواجه حاليا تحديا كبيرا في ان يصبح ساحة مواجهة بين أمريكا وايران، كما ان لبنان وسوريا واليمن بدورهم يشكلون ساحات محتملة لايران بمواجهة سياسة ومصالح امريكا.
وقال علم إن كل الاحتمالات واردة وان الامور معقدة بما يجعل مسرح المنطقة مفتوحا على كل السيناريوهات بما فيها المفاوضات توصلا إلى "ستاتيكو" أو إيجاد حل سلمي قد يكون فيه مصلحة للطرفين.
السعودية
وأعلنت المملكة العربية السعودية (الجمعة) متابعتها للأحداث الأخيرة في العراق، ودعت إلى ضبط النفس.
وصرح مصدر مسؤول، في بيان على وكالة الأنباء السعودية (واس)، بأن هذه الأحداث جاءت نتيجة لتصاعد التوترات والأعمال الإرهابية التي شجبتها وحذرت المملكة فيما سبق من تداعياتها.
وأضاف أن مع معرفة ما يتعرض له أمن المنطقة واستقرارها من عمليات وتهديدات من قبل الميليشيات الإرهابية تتطلب إيقافها فإن المملكة وفي ضوء التطورات المتسارعة تدعو إلى أهمية ضبط النفس لدرء كل ما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع بما لا تحمد عقباه.
وطالبت المملكة بوجوب اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لاتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أمن واستقرار هذه المنطقة الحيوية للعالم أجمع.
سوريا
وصرح الرئيس السوري بشار الأسد اليوم (الجمعة) بأن بلاده لن تنسى وقوف قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني إلى جانب الجيش السوري في "دفاعه عن سوريا ضد الإرهاب"، وفقا لوكالة الأنباء السورية (سانا).
وقال ماهر احسان الخبير السياسي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "الساحات الأقرب من الانتقام سوف تكون العراق وسوريا ولبنان".
ومع ذلك، استبعد الخبير السوري إمكانية الانتقام الفوري من إيران، قائلا "ربما لن يكون هناك رد فوري، لكن الانتقام سيكون في مرحلة لاحقة، وقد يكون ذلك بمثابة انتقام استخباراتي مماثل للاغتيال الحالي."
وأوضح احسان أن مثل هذا الانتقام من المخابرات سيحدث في مناطق النزاع الساخنة بالفعل في المنطقة.
مصر
وأعربت مصر عن قلقها إزاء التطورات المتسارعة بالعراق، مطالبة باحتواء الموقف هناك وعد تصعيده.
وقالت الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الجمعة)، إنها "تتابع بقلق بالغ التطورات المتسارعة للأحداث في العراق، والتي تنذر بتصعيد للموقف من الأهمية تجنبه".
ورأت أن "احتواء الموقف يتطلب الوقف الفوري لكافة أنواع التدخلات الاقليمية في شئون الدول والشعوب العربية، والتي لم تؤد سوى لإذكاء الفرقة والتوتر بين أبنائها التواقين إلى السلام والاستقرار".
فلسطين
ورأي عدنان أبو عامر أستاذ العلوم السياسية في جامعة (الأمة) في غزة أن اغتيال قاسم سليماني يفتح الباب على احتمالات خطيرة للانزلاق لتصعيد خطير، مع العلم أن استهداف هذا المسئول كان متوقعا إيرانيا على أن يكون التنفيذ إسرائيليا؛ مما قد يسهل الرد عليها؛ لكن حين تعلن واشنطن مسئوليتها؛ فهذا يصعب المهمة على توجيه أي ردود مباشرة تجاه العمق الإسرائيلي؛ من طهران وحلفائها؛ رغم أن الاغتيال لم يتم دون مشاركة إسرائيلية.
وأضاف أن سليماني شكل هدفا معلنا لإسرائيل مما قد يمنح مشروعية ما لاستهدافها؛ عبر عدة جبهات؛ ليس بينها بالضرورة الأراضي الفلسطينية؛ في ضوء أن طهران ترد دائما على طبق بارد؛ ليس نحو الأمريكان مباشرة؛ بل ضد حلفائهم في المنطقة.
وأوضح أنه بات في حكم المؤكد الآن أن التحذيرات التي شرعت في إطلاقها منذ شهرين قيادة الجيش والمستوى السياسي في إسرائيل من إمكانية انفجار الأوضاع في المنطقة مرتبطة بمعرفة إسرائيل بالخطة الأمريكية لتصفية قاسم سليماني وقد يكون لإسرائيل دور فيه.
وأشار إلى أنه يجب نتذكر حديث وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت منذ 3 أسابيع بأنه لا توجد حصانة لأي زعيم إيراني مثلت مؤشرا على ذلك.
اليمن
وقال حامد أبو البدرين، المحلل العسكري اليمني، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن جماعة الحوثي ذراع إيران في اليمن لن تكون بعيدة عن المشاركة في أي عملية عسكرية انتقامية ايرانية ضد المصالح الامريكية في المنطقة.
وأوضح "اذا ما قررت ايران الانتقام لمقتل سليماني فإن مسألة مشاركة الحوثيين أو بالمعنى الأصح استخدامهم في هذا الأمر وارد لا محالة".
وتابع "سيكون دور الحوثيين مهاجمة المصالح الأمريكية في السعودية وفي البحر الأحمر (غربي اليمن) عن طريق طائرات بدون طيار أو صواريخ بالستية أو عن طريق الاستهداف المباشر لناقلات النفط في البحر الأحمر عبر أدوات حربية بحرية تم تزويد الحوثيين بها من قبل طهران في وقت سابق".
وقررت شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية تعليق رحلاتها الجوية بين عمان وبغداد اعتبارا من اليوم وحتى إشعار آخر في ضوء الوضع الأمني غير المستقر في المدينة وفي مطار بغداد الدولي، كما أعلنت شركة طيران الخليج الناقل الرسمي لمملكة البحرين، اليوم (الجمعة) عن تعليق رحلاتها للعراق.
إسرائيل
من جانبه، قال جاك نيريا خبير في شئون الشرق الأوسط وقائد عسكري سابق في الجيش الإسرائيلي اعتقد أن الأمور ستتدهور نظرا لان الإيرانيين يبحثون عن رد حاسم، والتي ستستهدف اما إسرائيل أو السعودية أو المنشآت الأمريكية في المنطقة، لكن تبقى الجبهة الإسرائيلية الأكثر حرجا في حال قيام الميلشيات التابعة لإيران بمهاجمة إسرائيل فان إسرائيل ستقوم بالرد وتحاول الرد بصورة تقضي فيه على هذا التهديد.
ورأي نيريا "سنشهد تصعيدا لكن ليس في الأيام القريبة ربما لكن بعد انتهاء فترة الحداد على سليماني يكون وقتها الإيرانيون قد حضروا ردهم، وقتها يمكن ان نفهم بصورة أوضح إلى أين تتجه الأمور".
واعتبر أن اغتيال سليماني يشكل ضربة معنوية كبيرة لإيران ورسالة من الأمريكان انكم تجاوزتم الخط الأحمر، والامريكان يعتقدون انه يمكنهم من خلال ضربة سليماني ان يجلبوا الإيرانيين لطاولة المفاوضات.