مواقف عدائية للجيران
تقرير: خفايا واسرار الموقف القطري الأخير؟

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني
"حزب الله ليس إرهابيا، وأحذر من معاداة إيران"، تصريحات صادرة عن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد، اثارت موجة من الجدل السياسي العربي، وبات الكثير يؤمن بان تلك التصريحات أكيدة وصادرة عن الأمير تميم، حتى في ظل النفي والزعم بأن موقع الوكالة قد تعرض لعملية قرصنة، لكن على ما يبدو أن قطر ارادة مواجه التوجه العربي والخليجي نحو اجتثاث إرهاب الإخوان المسلمين في المنطقة، والمعروف انهم ممولون من الدوحة.
بدأت الدوحة بالتحرك بشكل جدي نحو علاقة مع طهران، وبدأ ذلك اعلاميا من خلال ايفاد طاقم إعلامي من قناة الجزيرة لتغطية الانتخابات الايرانية التي اعيد فيها انتخاب حسن روحاني لولاية جديدة.
وكانت قطر أول دولة عربية تبعث بتهنئة إلى إيران بفوز روحاني بحكم إيران لولاية أخرى.
وهنأ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مساء الأحد، الرئيس الإيراني حسن روحاني، بإعادة انتخابه رئيسا للبلاد لولاية ثانية.
وقالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا) إن “أمير البلاد بعث برقية تهنئة إلى روحاني، بمناسبة فوزه”.
قطر العضو في مجلس التعاون الخليجي، ارادت استباق الاجماع الخليجي والعربي والاسلامي على محاربة الإرهاب، بقيادة المملكة العربية السعودية، التي شكلت قبل سنوات تحالفا عربيا واسلاميا لمواجهة الإرهاب في المنطقة.
ويعقد مراقبون أن الموقف القطري جاء في اعقاب القمة العربية الاسلامية الامريكية المنعقدة في الرياض، والتي اجمعت على ضرورة محاربة الإرهاب وفي طليعة ذلك تنظيم الإخوان الذي تشير مصادر دبلوماسية يمنية إلى تورط الكثير من القيادات الإخوانية في دعم التنظيمات الإرهابية.
وقال خبراء وسياسيون يمنيون في احاديث لـ(اليوم الثامن) :" إن الموقف القطري كان متوقعا، خاصة في ظل الدعم الذي تقدمه الدوحة للتنظيمات الإرهابية وفي طليعتها تنظيم الإخوان راعي الارهاب في المنطقة".. مؤكدين ان الموقف القطري جاء ردة فعل تجاه قمة الرياض التي اكدت على ضرورة اجتثاث الارهاب من جذوره وايقاف مصادر تمويله".
وقال المحلل السياسي اليمني المحامي يحيى غالب الشعيبي في حديث خاص لـ(اليوم الثامن):" الموقف القطري الاخير لم يكن مفاجأة بل نتيجة طبيعية عندما تم حصار منظومة الإخوان المسلمين الداعمة للإرهاب خصوصا بعد القمة العربية الامريكية بالرياض وزيارة الرئيس الأمريكي ترامب للرياض, واعلان المملكة العربية السعودية استئناف محاربة الإرهاب وتصنيف الاخوان المسلمين كمنظمة ارهابية المتهم الاول هي قطر البلد الراعي لهذه الجماعات".. موضحا" المنظومة العميقة التي تدير قطر سياسيا وجدت نفسها في مأزق سياسي وحصار اقليمي داخل مجلس التعاون الخليجي وكان رد فعل قطر هستيري ومتخبط مما يدل ان هناك خلاف وصراع عميق بين ادوات الاخوان المسلمين الحاكم الفعلي لقطر وبين بعض النخب السياسية التي لازالت تحافظ على سمعة قطر خارجيا".
من جهته قلل المحلل الصحافي عبدالقادر باراس، من مسألة تعرض موقع وكالة أنباء قطر للاختراق، مبينا ان مثل هذا الموقف يذكرنا بموقف لجماعة الإخوان في اليمن، حين اصدرت بيانا ضد التحالف العربي والشرعية، ثم عادت للحديث عن تعرض الموقف لعملية اختراق وقرصنة.
وقال باراس لـ(اليوم الثامن) "إن الموقف القطري الأخير مسألة كانت متوقعة خاصة، بعد فشل القوات التي يشرف عليها الإخوان المسلمين في احراز أي تقدم ضد الانقلابيين، الامر الذي عزز على وجود شعرة معاوية بين الانقلابيين والإخوان، وخاصة لا ننسى انه تم توقيع وثيقة سلام مع الحوثيين قبل اجتياح صنعاء وفي صعدة".
ولفت الى ان زيارة ترامب الى السعودية، كشف ملف علاقة قطر والإخوان بالإرهاب وهي ارادة استباق الهجوم عليها، وهو الأمر الذي ساهم في بروز ردة الفعل من قبل الدوحة.
وشدد الخبراء اليمنيون على أهمية الحوار الخليجي مع قطر واقناعها بضرورة التخلي عن دعم التنظيمات الإرهابية لما لذلك من أهمية خاصة وان المنطقة تشهد حروبا تدميرية تديرها إيران العدو الأول للعرب والمسلمين.