«ايران تسعى لمحاصرة السعودية»..
حسين حنشي: إخوان اليمن ينفذون أجندة المشروع التركي (1-2)
في كل مرة تسعى الأطراف اليمنية بدعم دولي وإقليمي إلى التوصل لحل سياسي للأزمات المتفاقمة خاصة المتعلقة بجنوب اليمن، تدخل جماعة الإخوان على الخط كعادتها وتفشل أية تفاهمات تساعد في حل جانب كبير من الأزمات التي تعاني منها اليمن منذ عام 2011، ما يزيد الأمور تعقيدا.
كان آخر هذه التفاهمات اتفاق الرياض الموقع بين المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة اللواء عيدروس الزبيدي والحكومة اليمنية برئاسة الرئيس منصور هادي، من أجل حل المشكلات التي يعاني منها جنوب اليمن، والتفرغ لمواجهة المشروع الإيراني في اليمن عبر جماعة الحوثي الذي يهدد الجميع.
وفي حوار مع صحيفة "الدستور" المصرية أوضح "حسين حنشي" رئيس مركز عدن للدراسات والبحوث، أن جماعة الإخوان هي جماعة وظيفية ليس فقط في اليمن وإنما في المنطقة العربية برمتها وتعمل من أجل تنفيذ المشروع التركي في المنطقة واليمن جزء من هذا المخطط وإلى نص الحوار الجزء الأول:
• في رأيك.. لماذا يصر كثيرون سواء أطراف داخلية أو خارجية لإقامة دولة جنوب اليمن مجددا؟
- هناك عوامل عديدة لتفهم قوى إقليمية ودولية لضرورة عودة جمهورية اليمن الديمقراطية بل يتعدى الأمر التفهم إلى العمل على ذلك كضرورة إقليمية ومصلحة لهذه القوى ويمكن اختصار هذه العوامل في، أولا: عامل داخلي يمني يعود إلى إصرار شعب الجنوب على استعادة دولته وبالتالي لن يكون هناك استقرار لليمن إلا بحل هذه القضية العادلة حلًا يرضي شعب الجنوب ويوفر شروط إقامة دولة في الجنوب بعد استعادتها كأمر حتمي.
ثانيا: عامل إقليمي ودولي وقومي عربي، حيث إن شمال اليمن أو الجمهورية العربية اليمنية سابقا اختار معسكره المذهبي وتمحور مع محور إقليمي معادي للجيران وللمشروع العربي حيث يمثل فيه الحوثيين حلفاء إيران السيطرة والأمر والواقع ويمثل فيه (الإخوان) الشرعية التي قد تأتي بعد زوال الحوثي والإخوان حلفاء تركيا ومعادين للجيران والمشروع العربي وبالتالي فخيار دولة الجنوب المستقلة عن الشمال يمثل فرصة لمنع وصول حلفاء المشروعين الفارسي والتركي في الشمال إلى المناطق الاستراتيجية في الجنوب لاسيما السواحل على بحر العرب وكذلك المصايف وأهمها باب المندب الذي يتبع دولة الجنوب سابقًا ويمكن سحب العامل الإقليمي على العامل الدولي حيث إن الدول المؤثرة تاريخيًا في المنطقة مثل بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا لها نفس التوجه العربي ويخاصمها المشروعين الفارسي والتركي ناهيك عن خطر وقوع الجنوب ضمن السيطرة الصينية عبر طريق الحرير الذي يستهدف ميناء عدن والذي ترتكز فيه الصين على علاقة قوية مع إيران وحلفائها ومنهم الحوثيين في الشمال بينما قوى الجنوب أقرب للإقليم العربي والعالم الغربي.
• هل معنى كلامك أن انفصال الشمال والجنوب "حتمي وقريب"؟
- لا يمكن القول إنه قريبا لكن الأحداث الدراماتيكية في المنطقة وتركيز الاستراتيجية الأمريكية على دعم الأقليات والمختلفين في الشرق الأوسط وانسداد الأفق في اليمن بعد سيطرة حلفاء إيران بالإضافة إلى العامل الأهم وهو استعداد كلي في الجنوب لبناء دولة قد يجعل ذلك واقعًا في أي لحظة وما يمكن اعتباره عامل رفض خارجي قد يكون عامل مساعد لاستعادة دولة الجنوب إذا ما نظرنا لمصالح الإقليم المؤثر في رسم مستقبل اليمن ومصالح القوى الدولية المؤثرة في رسم مستقبل المنطقة وفي كل الحالات حتى لو لم يكن قريبا فهو حتمي ولا مناص منه.
• دعمت إيران الحوثيين للإضرار باليمن وخلق حرب أهلية.. برأيك هل انتهى مشروع إيران في اليمن أم ما زال قائما؟
- في البداية من الأفضل شرح الأمر بشكل آخر لأن السؤال فيه رؤية أخرى لما حدث فإيران لم تدعم الحوثيين لتكون هناك حرب أهلية لتدمير اليمن، ليس لأن إيران تحب اليمن أقول ذلك ولكن لأن مصلحتها تعتمد على يمن قوى يقع تحت سيطرة حلفائها من حدود عمان حتى باب المندب حتى صعدة على حدود السعودية، وكانت هذه رؤية استراتيجية تريد منها إيران أولًا السيطرة على المضايق وباب المندب تحديدًا فتكون بذلك قد احتفظت بمضيق هرمز وتمزيق باب المندب لخنق العالم واستخدامها في الصراع الجيوسياسي مع الكل وثانيًا صنع خصم قوي جنوب السعودية يطوقها مع خصم قوي شمال السعودية هو العراق بينما تقف إيران شرق السعودية وبهذا يكون الخليج وعلى رأسه المملكة تحت هيمنتها وحتى مصر يمكن خنقها بذلك أيضا.
وفيما يخص ما إذا كان انتهى المشروع الإيراني واقعيًا، فلا يمكن قول ذلك؛ لأن الحوثيين ليسوا مجموعة وظيفية فقط بكل واقعية ولكنهم جزء من نسيج اليمن وأصبحت لهم قوة مجتمعية وثقافية في الشمال لا يمكن محوها أبدا وهنا يجب التعامل معهم كخيار واقع وتشذيبهم بحل سياسي يدخل الآخرين مهم من قوى الشمال وتوفير سلام هناك يضمن ضرب ثقافتهم مع الوقت بالتعليم ومؤسسات دولة وهذا لن يكون متوفرا في زمن بسيط وهنا يمكن القول استراتيجيا أن استمرار الحرب يعطي تفرد للحوثي في الشمال وثقافة.
لا صوت يعلو فوق صوت المعركة والعدوان كما يقولون، وبالتالي مزيدا من تجهيل المجتمع واختطافه وتخريج الآلاف من الجيل الجديد من مدارس ثقافة إيرانية صوفة يديرها الحوثي لم ينته مشروع إيران في شمال اليمن، انتهى في جنوبه كليا، ولكن يمكن لمعالجة صحية أن تنهيه مستقبلًا حتى في الشمال مع المحافظة على جنوب مستقل ونموذج.
• لماذا يسعى إخوان اليمن باستماتة لاحتلال مدينة عدن وباب المندب؟ وهل يسعون لتنفيذ أجندات خارجية من وراء هذا الأمر؟
- جماعة الإخوان المسلمين جماعة وظيفية، أصبحت هذه الخاصية فيها هي المسيطرة في الفترة الأخيرة وفي كل فروعها في الدول العربية هي موظفة فقط لتنفيذ المشروع التركي (وهو مشروع قومي تركي) صرف ليس فيه شيء من الدعاية البراقة التي يسبغها عليه الإخوان وبالتالي ففرع جماعة الإخوان في اليمن (حزب الإصلاح) وهو الذي يسيطر على الشرعية عندما يستميت من أجل هدف يظهر أنه محلي فهذا زيف فالجميع يعلم أنه (هدف تركي) وبتخطيط وتوجيه من أنقرة مثل كل الفروع وهنا يمكن تفهم لماذا يستميت الإخوان في اليمن أجل احتلال عدن وما الهدف التركي.
وهنا تظهر مصر كأول المستهدفين حيث إن الإخوان يسعون للسيطرة على عدن وبالتالي باب المندب بعدها لخنق قناة السويس من أسفل البحر الأحمر وتطويق مصر من المتوسط والأحمر وكذلك إنهاء القضية الجنوبية التي ترى فيها تركيا خطرا على تقاسمها مع ايران اليمن بحيث يكون الحوثيين حلفاء إيران في الشمال والإخوان حلفاء تركيا في الجنوب.
• ما هي أبرز آليات الإخوان لتنفيذ مشروعهم السياسي؟
- فرع جماعة الإخوان في اليمن هو أكثر فروع الجماعة نجاحًا في البقاء والحفاظ على جسده السياسي بعد تطورات الربيع العربي مع فرع الجماعة في تونس حيث إن فرع اليمن أكثر خبثًا وبحكم جغرافيته وتأثيره أكثر ضررًا بالمشروع العربي وفائدة المشروع التركي من بقية الفروع ونجح حتى في التوزع على محاور حيث تقيم قيادات منه في تركيا وقطر للعمل والتنسيق وبقيت قوته الأكبر مع التحالف العربي تحتكر السلطة الشرعية في اليمن وتدير المعارك وتحافظ حتى على الحوثيين من الحسم ضدهم ودور الإخوان باليمن محوري بالنسبة للتنظيم الدولي ككل وللمشروع التركي، أنا أبرز آلياتهم فهي احتكار الشرعية في اليمن وضمان بقاء القوى الأخوي خارج المشهد الرسمي المعترف به حتى قوة حزب المؤتمر الشعبي العام حزب الرئيس السابق صالح وهو حزب الوسط في اليمن ورغم خروجه على الحوثيين يصر الإخوان على بقائه خارج الشرعية كما يفعلون مع القوى الجنوبية وكسر احتكارهم للشرعية والمشهد الرسمي المعترف به دوليًا يمثل الهزيمة الحقيقة لهم.