تقرير عربي:
إرهاب إخوان اليمن.. صنعه صالح ودعمته قطر
يعترف صالح بأن تأسيسه لحزب الإصلاح الإخواني جاء لضرب الحزب الاشتراكي الجنوبي، بدعوى أن عناصره هم شيوعيون.
أوكل صالح مهمة قيادة الإصلاح الإسلامي إلى الصف الأول من ضباط المخابرات، قبل أن يدمج في الحزب والجيش العناصر الجهادية العائدة من أفغانستان بزعامة عبدالمجيد الزنداني.
من هو رئيس الإصلاح اليمني؟
يرأس حزب الإصلاح اليمني محمد اليدومي، أحد أبرز رجال صالح في جهاز المخابرات ويحمل رتبة عقيد في جهاز الأمن السياسي.
عقب حرب 1994، سلم صالح قيادة الإصلاح إلى رجله القوي محمد اليدومي، بعد أن نجح في مهمته التي أوكلت له في صنعاء.
يقول عضو في الحزب الاشتراكي اليمني في عدن "اليدومي أوكل له صالح مهمة تصفية القيادات الاشتراكية الجنوبية، وقد تمت تصفية خلال العام 1993، 150 مسؤولاً جنوبياً في صنعاء وحدها".
وتابع "الإصلاح والإرهاب صنيعة المخلوع صالح، ولا يزال هذا الحزب إلى اليوم يخدم جماعة صالح"، لافتاً إلى أن إرهاب استخبارات صالح (الإصلاح)، لم يكتف بقتل المسؤولين والقيادات اليمنية الجنوبية، بل واصلت تلك الجماعة مهمة تصفية ضباط جهاز الأمن السياسي الذين ينتمون إلى محافظات الجنوب اليمني.
وعلى صلة بذلك، يؤكد الكاتب اليمني علوي شملان، في مقالة نشرتها وسائل إعلام يمنية أن "اليدومي أوكلت له في السبعينيات مهمة تصفية وتعذيب النخب اليسارية اليمنية والقومية العربية، وكان يمارس وسائل تعذيب بشعبة ومقززة (.....)".
وكشف الكاتب أن المذابح التي نفذتها جماعات إرهابية ضد جنود الجيش في حضرموت وشبوة وأبين جاءت عقب تهديدات أطلقها اليدومي في يوليو (تموز) 2014، عقب سقوط عمران بيد المتمردين الحوثيين.
الفرقة الأولى مدرع الإرهاب
دمج صالح العديد من الجهاديين العائدين من أفغانستان في قوات الفرقة الأولى "مدرع" التي أصبحت فيما بعد بالجناح العسكري لتنظيم الإخوان المسلمين.
يقول جهاديون، إن صالح منح العناصر الجهادية رتباً عسكرية ودمجهم في الفرقة الأولى مدرع والحرس الجمهوري، واستفاد منهم في الحرب التي شنت على عدن، منتصف 1994.
يقع معسكر قوات الفرقة الأولى مدرع في الضاحية الشمالية لصنعاء، وفي جواره تقع جامعة الإيمان التي يرأسها عبدالمجيد الزنداني.
ووفقاً للعديد من المصادر فإن منتسبي القوات العسكرية، دائماً ما يتلقوا محاضرات دينية في الجامعة التي ظلت محرمة على الإعلام من دخولها أو كشف ما فيها من تفاصيل سرية.
قطر والقاعدة
مصادر عسكرية يمنية، كشفت تقديم قطر دعماً عسكرياً لعناصر من تنظيم القاعدة في بلدة أرحب شمال العاصمة اليمنية صنعاء في 2011، حيث خاض الجيش اليمني حينها معارك عنيفة مع الإرهابيين استمرت لأسابيع قبل أن يتمكن الجيش من سحق تلك العناصر.
ولفتت المصادر إلى أن قطر مولت تنظيم القاعدة، عقب تسلم الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي السلطة إثر انتخابات شعبية جرت حينها.
ونفذ تنظيم القاعدة سلسلة هجمات ضد الجيش اليمني والأمن، كان أبرزها في العاصمة اليمنية صنعاء، حيث قتل وجرح المئات من العسكريين في تفجيرات إرهابية استهدفتهم في معسكراتهم.
يقول سياسيون "حاولت قطر بشتى الوسائل الدفع باليمن نحو النموذج السوري إلا أن الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي، نجح إلى حد كبير في منع ذلك، واستطاع أن يجمع اليمنيين في العام 2013، فيما عرف بمؤتمر الحوار اليمني، الأمر الذي بدد أحلام القوى المعادية لاستقرار اليمن، ومنها الدوحة لتعيد بناء تحالفات سرية جديدة مع الحوثيين الموالين لإيران".
فقد أشارت الدوحة على الحلفاء (الإخوان)، البدء في مصالحة مع الحوثيين، ففي أغسطس (آب) 2014، ذهب رئيس الحزب محمد اليدومي وقيادات رفيعة إلى جبال مران في صعدة، للقاء زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي وتوقيع اتفاقية سلام، كانت كفيلة بفتح الطريق أمام الحوثيين لاجتياح صنعاء واحتلالها في سبتمبر (أيلول) 2014، وحدوث الانقلاب في مطلع العام 2015، وهو الانقلاب الذي لا يزال اليمن يعاني منه حتى الساعة، في حين أن قطر لا تزال تمارس دورها الانتقامي من اليمن والجيران في الخليج العربي.