عرض الصحف العربية..

تقرير: خطاب السيسي يتمسك بالسلام من موقع قوة

الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي

القاهرة
ألقت تقارير صحافية الضوء على كلمة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس، خلال تفقده عناصر المنطقة الغربية العسكرية قرب الحدود مع ليبيا، مشيرة إلى أن ما قاله يأتي بمثابة رسائل ردع وتهديد لتركيا وإيران.

ووفقاً لصحف عربية اليوم الأحد، اعتبرت مصادر مصرية أن خطاب السيسي يهدف إلى تأكيد أن بلاده ليست في موقع ضعف وأنها قادرة على حماية حدودها، فيما أكد مراقبون أن تصريحات السيسي تحمل رسائل للداخل والخارج.

باب للحرب بابان للسلام
وفي التفاصيل، قالت مصادر مصرية، لصحيفة العرب، إن خطاب السيسي يهدف إلى تأكيد أن بلاده ليست في موقع ضعف وأنها قادرة على حماية حدودها الغربية وعمقها الاستراتيجي داخل الأراضي الليبية، لكن ذلك لا يعد إعلان حرب، ولكنه تأكيد على تمسك بالسلام من موقع قوة مع الاستعداد للحرب إذا وقعت.

وأشارت المصادر إلى أن رفع سقف الخطاب المصري، قبل اجتماع مفترض لوزراء خارجية الدول العربية، هو بمثابة رسالة قوية إلى تركيا من أن الموقف المصري يحوز على دعم غالبية الدول العربية، فضلا عن تفهم دولي واسع تعكسه مواقف دول أوروبية.

وقال عارف النايض رئيس تكتل "إحياء ليبيا"، في تصريح للصحيفة، إن ليبيا عضو مؤسس في جامعة الدول العربية ومشارك أصيل في منظومة الدفاع المشترك العربية، ولا يستغرب من أشقائها الإسراع إلى نجدتها وهي تتعرض إلى اجتياح تركي، بل وتحالف تركي – إيراني.

التدخل العسكري في ليبيا
وفي سياق متصل، أكد مراقبون لصحيفة عكاظ، أن تصريحات السيسي تحمل رسائل للداخل والخارج، فهي تطمئن الرأي العام المصري على قواته المسلحة باعتبارها درع الوطن وحمايته، وتبعث برسالة إلى الخارج مفادها أن مصر لن تسمح لأحد أن يعبث بأمنها القومي سواء فيما يتعلق بما يجري في ليبيا أو أزمة سد النهضة.

وذكرت الصحيفة أنه فيما تسعى الدول العربية إلى هدنة في ليبيا وصولاً لحل سياسي ومنع التدخلات الخارجية، رفضت حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج دعوة مصر لعقد اجتماع عربي طارئ. وزعمت خارجية "الوفاق" أن الاجتماع المغلق عبر الفيديو لا يصلح لمناقشة ملفات شائكة تحتاج إلى مداولات ونقاشات معمقة، بحسب تعبيرها. وأفادت مصادر موثوقة أن "الوفاق" تلقت أوامر من أنقرة بعدم الحضور.
 
غضب مصري
من جانبه، لفت الكاتب دندراوي الهواري في مقال بصحيفة اليوم السابع، إلى أهمية إدراك النظام المصري الحالي للمخاطر التي تحاصر مصر والشرق الأوسط من التدخلات التركية الإيرانية، إلى المشروع الإسرائيلي التاريخي وصولاً لإرهاب الإخوان بدعم قطر.

وقال: "هذه المخاطر التي تهدد الأمن القومي المصري، أدركها النظام الحالي، ومؤسسات الدولة وفي القلب منها القوات المسلحة، مبكراً، ولذلك أعدوا العدة، بتسليح الجيش وتنوعه، وتطوير الأداء، على كافة المحاور الاستراتيجية، شمال شرق وشمال غرب والجنوب، أرضاً وجواً وبحراً، وإنشاء قاعدتين محوريتين، محمد نجيب فى الشمال الغربي، و"برانيس" في الجنوب، وانتشار الجيش في سيناء شمال شرق مصر".

وأضاف "وفي ظل التصعيد الأخير في ليبيا، وتدخل سافر من تركيا للسيطرة على مقدرات الأمور هناك، كان لا بد لمصر أن تتحرك، ولا تقبل أن يكون لأردوغان ونظامه الإخواني، وجوداً على حدودنا، ويلعب دور الجار الوقح، لذلك كان تواجد الرئيس عبد الفتاح السيسي، السبت، بين رجال الجيش المصري في المنطقة الغربية، يرافقه كل من القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع، ورئيس أركان القوات المسلحة، وكل قادة الأفرع الرئيسية الجيش، أمراً ضرورياً".

رسائل ردع
من جهتها، قالت الكاتبة ليلى زيدان، في مقال بصحيفة البوابة نيوز، إن "القاهرة في 2020 ليست هي تماماً القاهرة في 2011 أو 2012 أو 2013، فقد استطاعت مصر وفي أقل من 6 سنوات، أن تسقط أكبر تنظيم عالمي وإرهاربي وتقضى على خطط التدمير والفوضى المحاكة لها منذ سنوات، والتي نجحت في دول شقيقة مجاورة للأسف، بل واستطاعت أن تفرض نفوذها شرقاً وغرباً فمن لا يرى قوة مصر الآن فهذه مشكلته".

وتابعت "أنظروا ماذا فعلت مصر لعودة أبنائها من ليبيا حذرت فقط والأتراك تفهموا هذا التحذير لأنهم يعلموا جيداً أنهم لا يستطيعوا مواجهة المصريين، فما نشاهده من مغامرات أردوغانية في سوريا وليبيا ومؤخراً العراق ما هو إلا محاولة لإيجاد نهاية أفضل، ولكن مع الأسف مشهد النهاية قد تم تحديده والنهاية اقتربت حاسمة".