الجنرال المقدشي يتحدث عن سيطرة كاملة لقواته..

تقرير: ما حقيقة انتصارات الجيش اليمني في مأرب وصنعاء؟

الجنرال محمد علي المقدشي يعقد اجتماعا في خيمة بوسط مأرب اليمنية (سبأ)

 خاص (مأرب)

يختار الجبال والصحراء و(الخيام)، هكذا دأب رئيس هيئة الأركان اليمني محمد علي المقدشي الظهور إلى الإعلام متحدثا عن انتصارات عسكرية جديدة، وان قواته باتت على بعد عدة كيلو مترات من العاصمة اليمنية صنعاء، في تصريحات دائما ما تكون مثارا سخرية.

تسويق الوهم

 

يواصل الجنرال العسكري تسويق الانتصارات الوهمية في احاديث إعلامية يزعم فيها ان قواته باتت تسيطر على العمليات العسكرية، فيما تؤكد مصادر عسكرية يمنية ركود المواجهات في بلدتي صرواح ونهم التي يشرف عليها نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر.

 وقالت مصادر عسكرية يمنية لـ(اليوم الثامن) "إن القوات الموالية للشرعية لم تحرز اي نجاحات عسكرية خلال الاشهر الثلاثة الماضية، ولا تزال بلدة صرواح التابعة لمحافظة مأرب تخضع لسيطرة الانقلابيين الموالين لإيران منذ أكثر من عامين.

 

اتهامات بالتواطؤ

 

وخلال الاشهر الماضية وجهت اتهامات للقوات الموالية لتنظيم الإخوان والمتواجدة في مأرب بالتواطؤ مع الانقلابيين، خاصة في اعقاب الكشف عن وجود اسلحة قدمتها السعودية لتلك القوات بحوزة الحوثيين في جبال البقع بصعدة.

الحوثيون يحتلون اجزاء من مأرب

 

وعلى مدى عامين، دأب الجنرال المقدشي على التصريح بأن قواته باتت على بعد عدة كيلو مترات من العاصمة اليمنية صنعاء، لكن وقع المعارك على الأرض تؤكد ان تلك القوات عجزت عن استعادة بلدة صرواح التابعة لمحافظة مأرب، فكيف من الممكن تحرير صنعاء، ومأرب التي تعد المعقل الرئيس للقوات التابعة للجنرال الأحمر يحتل الحوثيون اجزاء واسعة فيها.

انتظار ساعة الصفر

 

وعلى الرغم من المعارك تدور في العديد من الجبهات بشكل يومي، الا ان الجنرال المقدشي ظهر في تصريح نقلته عنه صحيفة الشرق الأوسط السعودية في مايو (أيار) الماضي قوله "إن قواته تنتظر القرار السياسي من رئيس الحكومة لتنفيذ مهام عسكرية جديدة في عدد من الجبهات٬ والتوغل في مناطق تقع تحت سيطرة الانقلابيين"؛ وجاء تصريح الجنرال المقدشي بالتزامن مع انتصارات عسكرية حققتها القوات الجنوبية في محيط قاعدة خالد العسكرية في تعز وعلى شريط البحر الأحمر.

المقدشي: كسرنا شوكة الميليشيا وبات جيشنا يتحكم بمسار المعركة

 

وقال المقدشي في أحدث تصريحات له بثتها وكالة الأنباء الرسمية يوم الأربعاء" ان الجيش الوطني تمكن من كسر شوكة الميليشيا الانقلابية في كل المحاور على مستوى البلد وبيده الان المبادرة وزمام المبادرة وبات يتحكم في مسار المعركة".

  وأكد " أن الحسم العسكري آتٍ ﻻ محالة، وكل يوم هناك انتصارات جديدة ومهم على المليشيا الانقلابية وتقدم للجيش الوطني والمقاومة في مختلف الجبهات".

وتارة يقول إن "خطط تحرير مدن اليمن من الانقلابيين جاهزة"، لكن تلك التصريحات سرعان ما تأتي تصريحات أخرى تنسفها بالزعم ان القيادة السياسية (يقصد الأحمر)، لم تعط الأذن لبدء المعارك.

وعلق خبراء عسكريون على تلك التصريحات بالقول " إن المقدشي يريد نفي اي تهم قد توجه ضده بالتواطؤ مع الانقلابيين، بالادعاء ان القيادة السياسية لم تعلن حالة الصفر لحرب تدخل عامها الثالث".

انهيار الانقلابيين

 

وعلى وقع العتب الإعلامي والحكومي للمقدشي بتجميد الجبهات في شمال اليمن، إلا انه ظهر  عقبها ليقول في منتصف يونيو، "إن مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية باتت اليوم في حالة انهيار وتقهقر في مختلف الجبهات وتحاول رفع معنويات عناصرها وتماسكهم بفبركات إعلامية وانتصارات وهمية ".

تقليد مزاعم الحوثيين

وعلى ما يبدو أن المقدشي يحاول تقليد الفربكات الإعلامية التي دأب الانقلابيون على تسويقها لعناصرهم بانهم باتوا قرب العاصمة السعودية الرياض وان العديد من المدن السعودية في الجنوب باتت تحت سلطات (اللجان الشعبية).

خبير عسكري لـ(اليوم الثامن): الحوثيون يحتلون أجزاء واسعة من مأرب

 

وأكد الخبير العسكري العميد فيصل حلبوب" أنه حتى الآن منذ بدء عمليات المعارك وعاصفة الحزم في مارس (آذار) 2015، لم تستطع قوات الشرعية بما فيها جيش المقدشي من الاعلان صراحة سيطرتها علي سير المعارك الدائرة على الارض في المحافظات المسيطر عليها الحوثي والمعروفة بمحافظات ( الجمهورية العربية اليمنية سابقا)".

فشل الجنرال

 

وقال العميد حلبوب في حديث لـ(اليوم الثامن)" إن مأرب اصبحت قوات الشرعية وجيش المقدشي يتواجد فيها وهي المحافظة الوحيدة بخلاف بعض اجزاء منها لا تزال تحت سيطرة مليشيات الحوثي، وهذه المحافظة لا تزال تعاني من اختراقات دائمة لمليشيات الحوثي ولو بأجزاء منها، والدليل الاغتيالات لبعض القادة هناك والتفجيرات واعمال القصف التي تتعرض لها بعض مواقع قوات الشرعية وجيش المقدشي الا دليل عن عدم قدرة الجنرال المقدشي باعتباره قائد لجيش الشرعية، من السيطرة الكاملة وتامين محافظة مأرب تأمين كلي وابعاد مخاطر الاختراقات المستمرة وايقاف قصفها بالصواريخ".

استثمار التصريحات في ابتزاز التحالف

 

وأضاف العميد حلبوب "دائما ما نلاحظ ان قيادات جيش الشرعية وليس فقط المقدشي لوحده، يستثمرون تصريحاتهم لابتزاز التحالف وتحقيق مكاسب مالية فقط".. مؤكدا أن "تصريحات المقدشي فقط للاستهلاك الاعلامي، فلو ان المقدشي كما يقول استطاع السيطرة على ميدان المعارك لكان اعلن بفصيح العبارة سيطرة على بلدة نهم واجتياز فرضتها باتجاه صنعاء هذه الفرضة التي لا تتعدى مساحتها واحد كيلو متر وعرضها كذلك، وعلى مدى ثلاثة اعوام وهو محلك سر. هذا ما كان من امر ميدان المعارك في جبهة مارب، فأي سيطرة يتحدث عنها المقدشي هناك".

 

المعارك في تعز

 

وبشأن المعارك في مدينة تعز اليمنية، قال العميد حلبوب "المعارك في محافظة تعز لا يزال الحال كما هو (كر وفر) دون نتيجة واضحة لحسم مواقع معينة حتى الآن فلا تزال عمليات (الكر والفر) في محيط القصر الجمهوري منذ ثلاث سنوات".

الحسنة الوحيدة في تعز

وقال الخبير العسكري "إن الحسنة الوحيدة في محافظة تعز هو تحرير مدينة المخا بواسطة القوات الجنوبية وليس للمقدشي في جبهة الساحل هذه اي تواجد او نشاط. واما محافظات الشمال الأخرى فليس فيها اي انشطة ميدانية يمكن يحتسبها المقدشي لصالحه، فهذه المحافظات كأنها ليست ممن اليمن اثقل كاهل سكانها النوم من كثرة انتظار المقدشي الوصول اليهم، وكثرت تصريحاته ومواعيده بدخول صنعا، وهذه التصريحات عادة ما يصدرها في نهاية كل شهر اي قبل موعد استلام الرواتب، وهكذا دواليك دون تحقيق اي سيطرة ميدانية تذكر".

تصريحات المقدشي لم تعد ذات مصداقية

 

وأكد العميد فيصل حلبوب "يدرك المتابعين لسير الاحداث ان تصريحات المقدشي لم تعد ذات مصداقية بسبب تكرار الاكاذيب في نهاية كل شهر، يسمع المتابعين جعجعة المقدشي لكنه لا يرى طحينا، والان اي سيطرة ميدانية يتحدث عنها المقدشي في ظل ان اعلام التحالف والشرعية يؤكد استيلاء مليشيات الحوثي على اكثر من عشرين سفينة وحوالي خمسمائة شاحنة تحمل مواد إغاثية للشعب، خلال الأسبوع المنصرم كل هذه المواد استولي عليها الحوثي وحول ريعها لصالح المجهود الحربي".. متسائلا " أين هي سيطرة المقدشي الميدانية من ذلك؟".

وأختتم الخبير العسكري العميد فيصل حلبوب حديث لـ(اليوم الثامن) "المقدشي يستخدم نظرية أكذب أكذب حتى يصدقك الناس لكن نظرية المقدشي تجاوزه حدود المعقول واصبح كذبا ويكذب وسيكذب الف مرة ولن يصدقه احد، لان المتابع لم يعد يستمع للكلام والتصريحات بل أصبح الجميع ينظر الى الميدان والخارطة الجغرافية والتكتيكية ويحسبوها بالأمتار كم متر استطاع المقدشي السيطرة عليها وكم تبة استطاع ضمها، وكم قطع من الطريق بين مارب وصنعاء، كل هذه اسئلة يطرحها المراقب والمتابع لسير العمليات العسكرية في اليمن".