الإعلام الإماراتي وإدارة الأزمات..

تقرير: الإعلام القطري.. معلومات مغلوطة حول أداء الإمارات في اليمن

القوات الإماراتية المشاركة في اليمن – وكالات

أبوظبي

لطالما كان لوسائل الإعلام بالغ الأثر في توجيه مدركات الشعوب؛ وهو ما أكده مالكوم إكس؛ الناشط الحقوقي الأمريكي من أصل إفريقي، حين قال إن “وسائل الإعلام أقوى كيان على وجه الأرض؛ فهي لديها القدرة على جعل الأبرياء مذنبين، وتبرئة المذنبين، وهذه قوة في حد ذاتها، مستمدة من قدرتهم على التحكم في عقول الجماهير”.

ونظراً للدور الذي يلعبه الإعلام في وقت الأزمات والصراعات، يتناول الكاتب والإعلامي الإماراتي يوسف الحداد في كتابه المعنون «الإعلام الإماراتي وإدارة الأزمات في عصر الثورة الرقمية»، طريقة تعامل الإعلام الإماراتي مع الأزمات الداخلية والخارجية التي شهدتها دولة الإمارات خلال السنوات القليلة الماضية؛ للوقوف على جوانب القوة وأوجه القصور في أداء الإعلام الوطني، بهدف تقديم التصورات التي من شأنها تطوير استراتيجية إعلامية وطنية فاعلة في التصدي للأزمات.

وفي معرضِ تقديمها للكتاب، أشارت نورة بنت محمد الكعبي؛ وزيرة الثقافة والشباب الإماراتية، إلى أهمية الكتاب بالنظر إلى تقديمه رؤية عميقة وشاملة لطبيعة التحولات التي شهدها العمل الإعلامي في الآونة الأخيرة، وموقع الإعلام الوطني منها، بمنهجية وازنت بين النظرية والتطبيق، فضلاً عن تسليط الكتاب الضوء على دور الإعلام المحلي في مجابهة التحديات، الداخلية والخارجية، التي شهدتها دولة الإمارات خلال السنوات الماضية بطريقة موضوعية ومحايدة.

ولفتت الوزيرة إلى إحدى أهم مزايا الكتاب؛ وهي تقديمه تصوراً متكاملاً يُعد أساساً قابلاً للبناء عليه لجهة تطوير استراتيجية إعلامية وطنية فاعلة ومؤثرة في إدارة احتواء الأزمات، والتي استخلصها المؤلف من تصورات أهل المهنة من العاملين في المؤسسات الإعلامية الوطنية، دون أن تُغفل الاستفادة من المدارس الإعلامية لدول أخرى، عربية ودولية، في إدارة الأزمات؛ حتى تكون قادرة على مواكبة طموحات دولة الإمارات المستقبلية بمستوياتها كافة، وعلى جميع الأصعدة، في مسعاها لتكون نموذجاً رائداً بين دول العالم خلال الخمسين عاماً المقبلة.

وترجع أهمية الكتاب إلى اعتبارات ثلاثة؛ أولها أهمية دور الإعلام في إدارة الأزمات، فضلاً عن تحوله إلى إحدى أهم أدوات تنفيذ السياسة الخارجية للدول. أما ثانيها، فيتمثل في ندرة الدراسات المتخصصة التي تتناول دور الإعلام الجديد في إدارة الأزمات. ويتمثل ثالث هذه الاعتبارات في أهمية عملية تتمثل في محاولته استخلاص الدروس من كيفية توظيف بعض الدول لوسائل الإعلام في افتعال أو إدارة أزمات، على غرار أزمة المواطن السعودي جمال خاشقجي، وأحداث نيوزيلندا الإرهابية، والاستفادة من ذلك في تطوير الإعلام الوطني؛ وهو ما يجعل هذا العمل الأكاديمي الرصين أحد الكتب التي يتوقع لها أن تثري المكتبة العربية، خصوصاً في ضوء ندرة الدراسات العربية التي تتناول دور الإعلام في الأزمات المعاصرة؛ كالحرب في اليمن، وأزمة وباء كورونا المستجد.

الإعلام الجديد والإدارة بالأزمات

يكشف الدكتور يوسف الحداد، عن تحول الإعلام الجديد إلى إحدى أدوات الإدارة بالأزمات، وفق أدبيات العلاقات الدولية، والتي تقوم على تأجيج الأزمات عبر سبل ملتوية ولا أخلاقية تصل إلى حد إطلاق الشائعات وإثارة النعرات العرقية والطائفية، والتحريض على العنف وإرباك التحالفات. ولعل ما ساعد على ذلك هو قدرته على اختراق الحدود، وعجز السلطة السياسية أمامه عن ممارسة سيادتها من خلال توضيح الحقائق وإقناع المواطنين بها؛ بل تحول الإعلام الجديد إلى أحد منابر مهاجمة السلطة والنيل منها، بل تفتيت الأوطان وزعزعة استقرارها.

وفي ضوء ما سبق، تحول الإعلام الجديد في السنوات القليلة الماضية إلى أهم أدوات إدارة الأزمات والصراعات الدولية، وبات يُستخدم في الحروب الدعائية في ما بين الدول. ففي الصراعات العسكرية، باتت الحروب الإعلامية جزءاً أساسياً من الحروب العسكرية الدائرة؛ إذ وظفت الجهات المتنازعة الإعلام الحديث والتقليدي للتعبير عن سياساتها، ومهاجمة خصومها، واستقطاب مناصرين لموقفها.

وفي أوقات السلم، تستخدم وسائل الإعلام الجديد في بث الشائعات الاقتصادية والسياسية والعسكرية التي يمكن أن تزلزل اقتصادات دول كبيرة، أو من خلال نقل أخبار بعينها عبر مواقع تجسس، أو مواقع ناقلة لمعلومات سرية؛ مثل “ويكيليكس”، لإثارة الخلافات بين الدول، أو تكريس الانقسامات داخل الدول ومؤسسات الحكم فيها.

ولعل ما يوضح خطورة الدور الذي يلعبه الإعلام الجديد، ما أكدته إحدى الدراسات الغربية حول دور وسائل التواصل الاجتماعي في إشعال “أحداث الربيع العربي” في بعض الدول العربية في نهاية عام 2010، وانتقالها من دولةٍ إلى أخرى؛ فما حصل من اضطرابات في هذه الدول كان نتيجة الحشد والتعبئة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والإنترنت التليفزيوني، والإعلام الإلكتروني بوجه عام.

ونظراً لجسامة التهديدات الأمنية التي تفرضها وسائل الإعلام الجديد، فقد تضافرت جهود الدول لإصدار تشريعات لضبطها، ووضع المعايير التي تنظم عملها، والتي تسارعت في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدَين في نيوزيلندا في مارس من العام 2019، وذلك من خلال إجبار مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية على إزالة المحتوى الإرهابي أو تعطيل الوصول إليه في غضون ساعة واحدة من تلقي أمر الإزالة من السلطات المعنية.

وتنبهت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى خطورة وسائل التواصل الاجتماعي، فأصدرت القانون الاتحادي رقم 12 لسنة 2016، والذي يهدف إلى ضبط التفاعلات على هذه المواقع، فضلاً عن وضع دولة الإمارات معايير وطنية للمحتوى الإعلامي الرقمي؛ لكي تلتزم بها جميع المؤسسات الإعلامية المحلية العاملة في الدولة.

نماذج تطبيقية على الإدارة الإعلامية

تناول يوسف الحداد عدداً من النماذج التطبيقية على كيفية إدارة الأزمات الإعلامية، سواء المحلية أو الدولية. وأشار في هذا الإطار إلى الأزمة المالية العالمية لعام 2008؛ إذ تعرضت دولة الإمارات، خصوصاً دبي، إلى حملة من جانب بعض وسائل الإعلام الدولية التي حاولت التشكيك في نموذجها التنموي، وإغفالها عن عمد المعلومات والإحصاءات الرسمية الصادرة عن قطاعات الدولة المختلفة والشهادات العالمية عن قدرة دولة الإمارات على مواجهة آثار الأزمة العالمية.

وقام الإعلام الوطني بالرد على هذه الحملة المغرضة من خلال دحض المعلومات والتقارير المغلوطة التي نشرتها وسائل الإعلام الدولية، فضلاً عن توضيح أبعاد الأزمة المالية بشكل سليم، وتحليل تداعياتها على الاقتصاد الوطني دون مبالغة أو تهويل، فضلاً عن بث الثقة بين أفراد المجتمع.

وعلى الرغم من ذلك، فإن الحداد قد رأى وجود بعض الجوانب السلبية للتغطية الإعلامية الوطنية؛ مثل نقص الكوادر الإعلامية المواطنة المتخصصة في الشؤون الاقتصادية، وكذلك ضعف الانفتاح على الإعلام الغربي؛ لتوضيح المعلومات أمامه، لكي ينقل صورة متزنة عن الأحداث، بالإضافة إلى إخفاق وسائل الإعلام المحلية في الحصول على ثقة أفراد المجتمع، وتأثرهم بما نُشر في الإعلام الدولي، على الرغم من انحياز تغطيته الإعلامية وقصورها.

وعلى النقيض من ذلك، جاء أداء الإعلام المحلي موفقاً في حادثة حريق فندق العنوان بدبي، في 2016؛ حيث قدمت هذه الأزمة نموذجاً للتعامل الاحترافي من جانب مؤسسات الدولة والإعلام الوطني، سواء من حيث الظهور الإعلامي لكبار المسؤولين في موقع الحريق، وتوضيح الحقائق للجمهور، أو نجاح المكتب الإعلامي لحكومة دبي إعلامياً في إدارة الأزمة؛ من خلال جمع المعلومات المتوافرة كافة، وإطلاع الإعلام والجمهور عليها بصورة لحظية، أو من خلال تحقيق التكامل بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد؛ وهو ما ترتب عليه في النهاية إشادة الإعلام الدولي بإدارة سلطات دبي لهذه الأزمة.

كما عالج الحداد كيفية التناول الإعلامي لتعامل السلطات الإماراتية مع جمعية الإصلاح الإخوانية، والتي امتلكت تنظيماً سرياً، يعمل ضد الدولة، موضحاً أن الإعلام الإماراتي تفاعل مع هذه القضية منذ الكشف عنها، وقام بشرح أبعادها للرأي العام في الداخل والخارج، بكل موضوعية وحيادية، فضلاً عن تعريته مشروع الإسلام السياسي الذي حاولت جماعة الإخوان المسلمين، بدعم بعض القوى الإقليمية والدولية، الترويج له بعد “أحداث الربيع العربي”.

كما حضر ممثلون عن وسائل الإعلام الوطنية محاكمات أعضاء التنظيم السري؛ لفضح الأدوات المختلفة التي تستخدمها جماعة الإخوان المسلمين للتغلغل في المجتمع الإماراتي، والدعوة إلى التظاهر والاحتجاج في الداخل والخارج، سواء من خلال التعليم أو المؤسسات الدينية أو عبر وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي أو من خلال العمل الخيري والإعلامي.

ولعب الإعلام دوراً في توثيق جرائم التنظيم السري لجماعة الإخوان المسلمين، عبر السلسلة الوثائقية التي أنتجها تليفزيون أبوظبي، تحت عنوان “دهاليز الظلام”، والتي تضمنت أدلة دامغة، وتسجيلات واعترافات لعناصر التنظيم عن الجرائم التي قام بها التنظيم ومخططاته في دولة الإمارات، كما تم إنتاج مسلسل “خيانة وطن”، الذي أوضح الأفكار والمبادئ التي يحملها أعضاء التنظيم، فضلاً عن كيفية عملهم سراً في مفاصل الدولة على مدار سنوات طويلة. وإلى جانب ذلك، لعب الإعلام الوطني دوراً في التصدي لمشروع الإسلام السياسي، وكذلك مواجهة الحملات الإخوانية، التي قادها الإعلام الموالي لتيار الإخوان المسلمين الذي يبث من تركيا.

أداء الإعلام العربي في الأزمات الدولية

رأى الحداد أنه خلال مراحل الصراع اليمني، تمكَّن الإعلام الوطني، المدني والعسكري، من التعبير عن موقف دولة الإمارات من الأزمة اليمنية في مراحلها المختلفة، وقدم نموذجاً للإعلام المسؤول الذي يهتم بإبراز الحقائق، ولا ينساق إلى الإثارة والوقوع في فخ الأكاذيب، كما فعل الإعلام التابع للدول الأخرى، كما استطاع أن يطور مضمون رسائله خلال هذه الأزمة؛ خصوصاً في محنة استشهاد نخبة من أبطال القوات المسلحة، فقد لامست هذه الرسائل القلوب، وأبرزت تضحيات وبطولات هؤلاء الشهداء.

وعلى النقيض مما سبق، لجأ الإعلام القطري والإيراني إلى نشر المعلومات المغلوطة والأكاذيب. فقد شرعت الدوحة إلى توظيف أذرعها الإعلامية؛ خصوصاً “الجزيرة”، في مواجهة دولة الإمارات، والتشكيك في أهداف تدخلها العسكري في اليمن، عبر الادعاء بأن هدفها ينحصر في الاستيلاء على ثروات اليمن، وتقسيمه، على الرغم من أن أحد أهداف تدخل دولة الإمارات هو الدفاع عن وحدة الأراضي اليمنية، والحفاظ على هويته العربية في مواجهة التدخلات الإيرانية.

وفي إطار سياسة الدوحة لشق الصف العربي، كشف الحداد عن محاولة الإعلام القطري اللعب على وتر مزاعم وجود خلافات سعودية- إماراتية، وسعَت قناة “الجزيرة” لتصوير انسحاب دولة الإمارات من اليمن باعتباره تخلياً عن المملكة العربية السعودية في اليمن. وعمد الإعلام القطري إلى تقديم تفسيرات مغلوطة للاجتماع الدولي المشترك السادس لفرق حرس الحدود والسواحل بين دولة الإمارات وإيران الذي عُقد في طهران في أغسطس 2019، باعتباره مؤشراً لتخلي دولة الإمارات عن حليفتها السعودية في اليمن، رغم أن هذا الاجتماع كان يندرج ضمن المشاورات الروتينية بين البلدين، التي تستهدف بالأساس حل مسائل الإفراج عن المخالفين لقواعد الصيد ومكافحة عمليات التهريب.

ورصد الحداد سعي إيران لتحسين صورتها في اليمن، من خلال أكثر من ثلاثين وسيلة إعلامية، حاولت تقديم طهران بمظهر الدولة التي تقف مع الشعب اليمني، وتدافع عنه، وفي الوقت ذاته تحميل دول التحالف مسؤولية انهيار الأوضاع الإنسانية في اليمن؛ بل إن العديد من وسائل الإعلام الإيرانية تحاول دائماً نشر تقارير مغلوطة حول العمليات القتالية في اليمن، والادعاء بتحقيق ميليشيات الحوثي التابعة لها انتصارات ميدانية كبيرة، وصلت إلى حد زعم تقدم الحوثيين داخل الأراضي السعودية في نجران وعسير؛ في محاولة لرفع معنويات الحوثيين، وحثّهم على مواصلة القتال.

وفي ما يتعلق بكيفية تناول الإعلام قضية مقتل خاشقجي، أكد الحداد أن هذه الأزمة كانت كاشفة بوضوح عن تحوُّل الإعلام إلى إحدى أدوات إدارة الأزمات والصراعات السياسية بين الدول، مشيراً إلى أن الإعلام السعودي افتقد استراتيجية واضحة للتعامل مع هذه النوعية من الأزمات الإعلامية ذات الطابع الإقليمي والدولي. كما غاب التنسيق بين الوسائل الإعلامية المحلية المختلفة.

وأظهرت طريقة تعامل الإعلام القطري مع قضية خاشقجي، وفقاً لحداد، أن الإعلام يمثل أهم أدوات قطر في تنفيذ أهدافها السياسية، والدفاع عن مواقفها وسياساتها التي غالباً ما تتعارض مع المصالح الخليجية والعربية؛ فهي تستعين دائماً بشبكة قنوات “الجزيرة” وبعض المواقع الإخبارية الأخرى التي تموِّلها، مثل: (عربي 21، وشبكة رصد، وموقع العربي الجديد، وموقع الخليج الجديد، وهافنجتون بوست عربي.. وغيرها)؛ للترويج لسياسات تهدد مصالح وأمن دول الخليج، وغيرها من بلدان المنطقة، وحوَّلت الدوحة هذه المؤسسات الإعلامية إلى أدوات للتحريض، ودعم الفوضى والتخريب، وخرق الصف الخليجي، والإساءة إلى قادة الدول. ولم يختلف الإعلام التركي كثيراً، في تقدير حداد، عن الإعلام القطري في تعامله مع قضية خاشقجي، فقد حاول تسييس القضية، وتوظيفها في التحريض ضد المملكة العربية السعودية، والتأثير في مواقف الدول والمنظمات تجاه هذه القضية.

وخلص مؤلف الكتاب إلى عددٍ من الاستنتاجات من طريقة التغطية الإعلامية لأزمة خاشقجي، والتي تتمثل في تحوُّل الإعلام إلى إحدى أهم أدوات إدارة السياسة الخارجية للدول، فضلاً عن تصاعد الوزن النسبي للإعلام الجديد. وأخيراً، تراجع المصداقية لصالح التهويل والإثارة.

وقدَّم الحداد نموذجاً على الإدارة الإعلامية الناجحة في طريقة تعامل الحكومة النيوزيلندية مع أزمة استهداف مسجدَي النور ومركز لينود الإسلامي في مدينة كرايستشرش في نيوزيلندا؛ حيث صدَّرت صورة إيجابية عن المجتمع النيوزيلندي باعتباره أيقونة للتسامح والتعايش والانفتاح وقبول الآخر، وذلك على الرغم من أن الحادثة نفسها تكشف بوضوح عن تنامي تأثير خطاب الكراهية ضد المسلمين في الغرب.

وأرجع الحداد نجاح التعامل الإعلامي للحكومة النيوزيلندية إلى عوامل؛ مثل حرص جاسيندا آردرن، رئيسة وزراء نيوزيلندا، على الخروج إلى وسائل الإعلام بسرعة؛ لتوضيح موقف الدولة من الحادث، والذي لم تتردد في اعتباره عملاً إرهابياً؛ مما أجبر وسائل الإعلام الدولية على تبني توصيفها لهذا الهجوم في تغطيتها للحادث، فضلاً عن تبنيها رسالة إعلامية تتعاطف مع المسلمين. كما حرصت آردرن على ترديد الأذان في أماكن لا يُرفع فيها، وارتدتِ الحجاب مرتين في زيارتَين إلى الجالية المسلمة.

وأخيراً، تعاملت آردرن بحزم مع “فيسبوك” وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن بث مقاطع مصورة من المجزرة الإرهابية، ولذلك قامت إدارة “فيسبوك” في الساعات الـ24 الأولى من الهجوم الإرهابي، بسحب 1,5 مليون مقطع فيديو للهجوم في العالم. وخلص حداد إلى بعض الدروس المستفادة، والتي جاء أهمها في أهمية التحرك الإعلامي الاستباقي، ومراعاة الجانب النفسي لأُسر الضحايا، والشفافية في طرح المعلومات، وأهمية التواصل الإعلامي السريع والفاعل في أوقات الأزمات.

دروس وطنية مستفادة:

خلص  الحداد إلى أنه على الرغم من قيام الإعلام الوطني بدور إيجابي متعدد الأبعاد؛ فإنه في المقابل يواجه جملة من التحديات، التي يتمثل أبرزها في: نقص الإعلام المتخصص في بعض المجالات، خصوصاً الإعلام التنموي والعلمي والصحي، فضلاً عن ضعف الانفتاح على الإعلام الغربي وتوضيح الحقائق أمامه، مما يترتب عليه نشر وسائل الإعلام الدولية معلومات مغلوطة عن دولة الإمارات تجاه بعض القضايا.

كما أشار الحداد إلى غياب التنسيق بين المؤسسات الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية في بعض الأحيان؛ ما قد يؤدي أحياناً إلى التضارب في محتوى ومضمون الرسائل الإعلامية، ومن ثمَّ التقليل من فاعليتها، فضلاً عن التركيز من جانب المواطنين على بعض الوظائف الإعلامية دون غيرها؛ كالتقديم الإذاعي والإدارة، مما يؤدي إلى وجود نقص في التخصصات الأصيلة كالتحرير والمحتوى والإعداد.

واختتم الحداد مؤكداً أن الإعلام الوطني يمتلك العديد من الإمكانات والقدرات التي تعزِّز من تنافسيته على الصعيدَين الإقليمي والدولي في الفترة المقبلة، والتي تتمثل في المناطق الإعلامية الحرة، والمؤسسات الإعلامية العالمية المرموقة التي تحرص على إنشاء فروع لها في الإمارات. فضلاً عن افتتاح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم؛ نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، “أكاديمية الإعلام الجديد” في شهر يونيو 2020، والتي تمثل مبادرة نوعية لمواكبة إعلام العصر وامتلاك أدواته المختلفة، وتؤكد ريادة الإعلام الإماراتي على الصعيدين الإقليمي والدولي. 

-------------------------

المصدر| كيوبوست