لم نكن يوما دعاة حرب..
هادي: اليمن يُصارع مليشيات الخراب والجوع والكوليرا
أعرب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، السبت، عن أسفه لحلول عيد الفطر وبلاده تصارع ما أسماها بـ"مليشيا الخراب"، في إشارة للحوثيين، والجوع والكوليرا.
وقال هادي في كلمة وجهها لليمنيين بمناسبة حلول عيد الفطر ونقلتها الوكالة الرسمية: "يؤسفني أن يأتي العيد ومن ورائه العيد وبينما نبعث لشعبنا التهاني والتبريكات نبعث معها الأسف لما آلت اليه الأوضاع وما تسببت به ميليشيا الانقلاب من خراب ودمار، وإنه لمن المؤسف أن يأتي العيد وشعبنا يصارع ميليشيا الخراب والموت ويصارع الجوع والحرمان ويصارع الكوليرا والأمراض والأوبئة".
وأضاف أنه "لمن المؤسف حقا أن يكون سبب كل هذا الشر المستطير مجموعات تدعي انتماءها للهوية اليمنية وتعيش معنا على ذات التربة اليمنية وتأكل معنا من خيرات تلك الأرض الطيبة وتزعم انتسابها لرسول الانسانية، وهي تكن كل هذا الحقد الدفين والكراهية المقيتة لليمن أرضا وانسانا وجمهورية وهوية وتاريخا"، في إشارة لجماعة الحوثي.
وذكر هادي أن اليمن "كان على طريق السلام والوئام بعد الدخول في مؤتمر حوار يمني شامل كأساس للتعايش"، لكن الحوثيين "هم من أطلقوا الطلقة الأولى وأشعلوا فتيل الحريق الأول واختاروا الجحيم للشعب".
واعتبر أنه "من مستنقعاتهم (أي: الحوثيين) نبت ميكروب الكوليرا ليوزع نفسه على كل البلاد ويحصد أرواح اليمنيين كما حصدتها أسلحتهم الحاقدة"، حسب تعبيره.
وأعرب هادي عن ثقته الكاملة بكتابة "كلمة النصر في النهاية حتى وإن طالت الأيام واستبدت الأوجاع والآلام بالشعب".
وخاطب هادي الحوثيين: "لم نكن يوما دعاة حرب، لكن الطريق الذي فُرض علينا لن نعود عنه حتى تعودوا إلى رشدكم وتتركوا باطلكم وتحترموا ارادة شعبكم ، وتصونوا حقوق جيرانكم ، وترفعوا الأذى عن شعبكم وعن أنفسكم أولا لو كنتم تعقلون".
وذكر تقرير لمنظمتي الصحة العالمية واليونيسف التابعتين للأمم المتحدة إن "اليمن يعيش أسوأ حالة لتفشي الكوليرا في العالم، مع تجاوز عدد الحالات المشتبه بها الـ 200 ألف حالة.
وفي بيان مشترك، نشره موقع إذاعة الأمم المتحدة، أكد المدير التنفيذي لليونيسف أنطوني ليك، ومديرة منظمة الصحة العالمية، مارغريت تشان، أن "تفشي وباء الكوليرا القاتل هو نتيجة مباشرة لسنتين من النزاع العنيف".
ووفقا للبيان، "أدى انهيار أنظمة الصحة والمياه والصرف الصحي إلى حرمان 14.5 مليون شخص من المياه النظيفة والصرف الصحي بشكل منتظم، مما زاد من انتشار المرض".
وأضاف أن اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية وشركاؤهما "يسابقون الزمن لوقف تسارع تفشي هذا الوباء القاتل"، وأن "الموظفون الإنسانيون يعملون على مدار الساعة لكشف وتعقّب انتشار المرض"
وأشار إلى أن "نحو 30 ألف من العاملين في مجال الصحّة من الكوادر المحليّة الذين يتفانون في عملهم للحد من تفشي الوباء، لم يتلقوا رواتبهم منذ حوالي 10 أشهر".
ووفقا لآخر الاحصائيات الصادرة عن الأمم المتحدة، فقد ارتفع عدد ضحايا الكوليرا في اليمن إلى 1310 حالة وفاة، فيما تجاوزت الحالات المتشبه إصابتها بالوباء الـ 200 ألف حالة في أقل من شهرين.
وينتشر المرض في 20 محافظة يمنية من أصل 22، ووفقا للمنظمات الدولية، فإن ربع الضحايا هم من الأطفال.
و"الكوليرا" مرض يسبب إسهالاً حادًا يمكن أن يودي بحياة المريض خلال ساعات، إذا لم يخضع للعلاج، ويتعرّض الأطفال، الذين يعانون من سوء التغذية، وتقل أعمارهم عن 5 سنوات بشكل خاص لخطر الإصابة بالمرض.
وتزيد من صعوبة مواجهة الوباء الحرب الدائرة في البلاد، منذ مارس 2015، بين القوات الحكومية والمقاومة الشعبية مدعومة بتحالف عربي، من جهة أخرى، وتحالف الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي يسيطر بقوة السلاح على عدد من المحافظات، من جهة أخرى.