تشهد دور السينما فترة عصيبة في ظل أزمة فيروس كورونا وتداعياتها كالإغلاقات والحظر، حيث تشهد شحا في الأفلام التي يمكن عرضها.
وكان موكي غريدنجر، الرئيس التنفيذي لشركة سينوورلد، يأمل أن يؤدي إطلاق فيلم ”تينيت“ لكريستوفر نولان في دور السينما البريطانية، نهاية آب/ أغسطس الماضي، إلى إضافة مزيد من التنويع الذي يجذب المشاهدين على ”نيتفليكس“ و“أمازون“.
إلا أنه وفقا لصحيفة ”التايمز“، كان التأخير الذي اُعلن في يوم الجمعة الماضي للإطلاق المقرر في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر لفيلم جيمس بوند الجديد، ”نو تايم تو داي“، من بين أبرز العقبات في هذا المسار.
وكان من المفترض أن يكون فيلم بوند الجديد الحدث الأبرز في الفترة التي تسبق عيد الميلاد، إلا أن عائدات ”تينيت“ كانت مخيبة للآمال، ما دفع شركتي ايون ويونيفرسال بيكتشرز لتأجيل إصدار فيلم جيمس بوند إلى عيد الفصح.
وكانت النتيجة إحباط محبي أفلام جيمس بوند وفقدان آلاف الوظائف، حيث أعلن غريدنجر، البالغ من العمر67 عاما، أنه سيسدل الستار مؤقتا على جميع دور سينما سينوورلد في بريطانيا والولايات المتحدة.
ونتيجة لذلك، تم تسريح 5500 موظف في المملكة المتحدة، على الرغم من إمكانية عودتهم للعمل عندما تفتح دور السينما أبوابها مرة أخرى، ولكن من المرجح أن يكون هناك مزيد من الخسائر للموظفين في الشركة، والبالغ عددهم 45 ألفا في المملكة المتحدة وأمريكا فقط، بما في ذلك 20 ألف عامل بالتعاقد في مجالات مثل الأمن والتنظيف والطعام والشراب.
وفي نتائج نصف العام قبل أسبوعين، اعترف غريدنجر بأن الوضع ”مثير للقلق“، وأن الوباء قد أثر على الشركة، لكنه أصر على أنه ”واثق تماما“ من أن الشركة يمكن أن تنجو من الأزمة.
لكن كان هناك الكثير من المتشككين، وخاصة بالنظر إلى عبء ديون ”سينوورلد“ منذ استحواذها على سلسلة ريجال الأمريكية بـ5.8 مليار دولار.
وأعرب بعض المحللين عن قلقهم بشأن ديون الشركة منذ أن أكملت الصفقة في أوائل عام 2018، ولكن غريدنجر بقي مصرا على أنه يمكن السيطرة عليها، ووافق على شراء سلسلة Cineplex الكندية بـ2.8 مليار دولار كندي لإضافتها إلى سلسلة ريجال، قبل أن ينسحب من الصفقة في شهر حزيران/يونيو الماضي، وسط موجة من تبادل الاتهامات القانونية.
ولا تمر دور السينما الكبرى فقط بهذه الأزمة، بل يبدو أن دور السينما في جميع أنحاء العالم وعلى مختلف المستويات تعاني من حال الركود في الإقبال، حيث اعترف تيم ريتشاردز (61 عاما)، الرئيس التنفيذي لشركة فيو إنترناشيونال، بأن تأجيل فيلم جيمس بوند يوم الجمعة ”لفت انتباه“ وأن الشركة ”تستكشف الآن جميع الخيارات المتاحة لنا“.
وتمتلك المجموعة 92 قاعة عرض في المملكة المتحدة وتوظف 5500 شخص، وقد أثار بيان ريتشاردز مخاوف من فقدان المزيد من الوظائف في هذا القطاع، حيث قال إن مستويات ديون الشركة منخفضة جدا، وستكون ”قادرة على الصمود أمام بعض الضربات“، معبرا عن قلقة على مستقبل بعض اللاعبين الصغار والمستقلين في المجال.
وكانت هناك مخاوف من أن قرار ديزني لتجاوز دور السينما مع فيلم ”مولان“ والذهاب مباشرة إلى البث، قد يجبر أستوديوهات هوليوود على أن تحذو حذوها، ولكن أحد المسؤولين التنفيذيين السابقين في السينما قال، إن نجاح تجربة ديزني لم يكن حاسما، مشيرا إلى أن نجاح الفيلم بقوة على خدمات البث، ”يحتاج عموما إلى نتيجة جيدة في السينما“.
أما الصين فأغلقت دور السينما مرة أخرى، بعد أن أعادت فتحها قبل بضعة أسابيع، ثم أعادت فتحها قبل بضع أسابيع، وهي الآن قد بدأت تعود إلى مستويات ما قبل الوباء.
ربما تكون النهاية السعيدة ممكنة رغم كل ما يحدث، حيث قال ريتشاردز إن العزاء وسط أنباء تأجيل إصدارات عام 2020 إلى العام المقبل، هو أن ”العام المقبل سيكون عاما استثنائيا“.


